أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب















المزيد.....


إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


يمكن القول إن القنبلة العقارية التي فجرها السمسار الرئيس ترامب بذهنيته المسكونة بقيم الاستعمار الاستيطاني الذي حكم تاريخ الولايات المتحدة في وجه الشعب الفلسطيني، ومن بقي حيا من الأمة العربية والإنسانية العالمية، بأن قرر هو وحده أنه "يجب أن يغادر سكان غزة إلى دول أخرى للعيش في سلام وأمان، مشيرًا إلى أن عدد هذه المناطق قد يصل إلى 12.
هذا المخطط الإجرامي تجاوز فيه ترامب أحلام غلاة قوى الصهيونية السياسية والدينية التي تنكر وجود شعب فلسطيني في حد ذاته، من خلال هرطقته التي تجاوزت حدود العقل العاقل لإنسان سوي ناهيك عن رئيس الولايات المتحدة بقوتها وثروتها وهيمنتها على جزء كبير من قطيع دول العالم.
لكن أن يجرؤ رئيس دولة مهما كانت قوتها التعامل مع غزة وأهلها كعقار، بكل الأبعاد التي ستترتب عليه، حتى وإن لم ينجح في مخططه التطهيري الذي يستهدف غزة وأهلها، فهو ابتداء مستفز بالمعنى الإنساني، كونه يمثل جريمة تطهير عرقي موصوفة يرتكبها السمسار ترامب عن سبق إصرار وترصد، وهي في الجوهر تستهدف حق العودة كحق وفكرة عاشها الشعب الفلسطيني في غزة والشتات، وهو الذي عاش لعقود على مرأى من قراه وبلداته ومدنه في انتظار العودة، تحقيقا لقرار المجتمع الدولي رقم 194 الذي صدر بعيد نكبة 1948/12/11، لا أن يعيد ترامب إنتاج النكبة مجددا، وبشكل يصادر ليس أحلام اللاجئين الفلسطينيين في غزة، وإنما في كافة أماكن تواجدهم.
بل إن قنبلة ترامب فاقت حتى أحلام الصهاينة، الذين عجزوا عن مصادرة هذا الحلم "الحق" مع كل جرائمهم الممتدة على مدى عقود، واعتبروها تدشينا عمليا لنتائج المحرقة التي استهدفت غزة طوال خمسة عشر شهرا، فكتب عومر دوستري، المتحدث بلسان نتنياهو، على منصة "إكس": "التاريخ يكتبه المنتصرون" مرفقًا إياها بصورة لنتنياهو يضحك إلى جانب ترامب.
فيما اعتبر الفاشي أيتمار بن جفير أن: هذا هو الحل الوحيد لمشكلة غزة، وهذه هي الاستراتيجية لليوم التالي. واعتبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن ترامب يرى "مستقبلا مختلفا لغزة"..وأضاف أن سيطرة الولايات المتحدة على غزة "يمكن أن تغيّر التاريخ".
قنبلة ترامب التي فجرها في وجه العالم تكشف نوايا كولنيالية وقحة مفضوحة عندما يقرر أن الولايات المتحدة، ستتولى السيطرة على غزة، وبكل العجرفة والتطاول على القانون الدولي، وانها وفق هذيانه "ستكون لنا ملكية طويلة الأمد هناك"، دون أن يخبرنا ترامب بأي حق ستسيطر أمريكا على قطاع غزة، وهو لا يكتفي بعملية السطو المقترحة، بل يقرر إخراج الفلسطينيين من القطاع. وأن بلاده ستتحمل مسؤولية إزالة القنابل غير المنفجرة والأسلحة، وتسوية المنطقة، وهدم المباني المدمرة، إضافةً إلى توفير فرص عمل للشباب وتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة في غزة.
ويمارس ترامب الكذب بكل جرأة عندما يقول: إن تمسك الفلسطينيين بهذا الجزء العزيز من وطنهم، هو لأنهم كما يزعم كاذبا أن السبب الوحيد الذي يجعل الفلسطينيين يظلون في غزة هو غياب البدائل، مؤكدًا أن "القطاع مليء بالحطام، ويمكن نقل الغزيين إلى أماكن أخرى ليعيشوا بسلام".
وفي سياق تبرير جريمته ادعى أن خطة الإدارة الأمريكية بشأن غزة حظيت بإشادة واسعة من مختلف المستويات القيادية الأمريكية، لكن وصف السناتور الأمريكي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على منصة "إكس" بأن ترامب: "فقد عقله تماما". واعتبار عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس إن مخطط ترامب "متهور وغير معقول"، ثم اتهام السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، بأن ترامب "اتخذ نهج التطهير العرقي تحت مسميات أخرى"، يكذب ادعاء ترامب حول التأييد الأمريكي لمخططه التطهيري.
لكن يبدو أن ترامب لا يعرف ما يتحدث عنه، فيما التجربة التاريخية تقول، إن ما يخطط له ترامب ليس هو القدر،لأن أهل القطاع هم وحدهم من يقررون مستقبلهم، والقطاع ليس أرضا مشاعا ليس لها أهل يدافعون عنها، وكيانية فلسطينية معترف بها من معظم دول العالم، حتى يتصرف ترامب وكان القطاع بلا أهل وهم من هم، الصامدون منذ عقود، فشلت معه كل محاولات التهجير والحروب المتعاقبة في اقتلاعهم من وطنهم.
بل إن آلة الحرب الصهيونية والمشاركة الأمريكية فيها لم تفت في عضدهم، واستمروا على مدى الأيام حراس قكرة وحلم الحق الفلسطيني في العودة وتحرير وطنهم.
ولان ذهنية سمسار العقارات وفريقه من اليهود والمسيحيين الصهاينة، لا يعون معنى الوطن، لذلك وصل الجهل الفاضح بهم وبه وهو في موقع رئيس دولة أن يعتبر ان مسألة القطاع هو الاستثمار السياحي، وليس في كونة قبل كل شيء وطن، ولكن كيف لابن مهاجر ألماني أن يعرف ما معنى وقيمة الوطن؟! وهي قيمة ليس لها علاقة بما يمكن أن يعد ترامب للقطاع ان يكونه، حتى لو كان كما يزعم "يمكن أن يصبح ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إعادة تطويره.
في حين أن قيمة قطاع غزة هي في وجود أهله فيه، وليس في أن يكون منتجعا سياحيا مفتوحا كما قال لـ"أناس من جميع أنحاء العالم سيعيشون في غزة بعد إعادة تطويرها"، وهذا السمسار ينسى أن أهل غزة ليسوا مهاجرين غير شرعيين في الولايات المتحدة يجب ترحيلهم، وإنما هم أهل البلاد قبل أن تكون هناك أمريكا, وأيضا المشروع الصهيوني اليهودي، والصهيوني المسيحي في فلسطين.
ويبدو وهم ترامب بلا حدود بأن وصل حد الإملاء الوقح بالنسبة للدول العربية كي تكون شريكته في جريمة التطهير العرقي لأهل غزة، عندما يقول رغم الرفض المصري والأردني: "أشعر أن الأردن ومصر سيقدمان الأراضي اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين. وانه على ثقته في أن "الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيوفران الأراضي ليعيش فيها سكان غزة بسلام". كما زعم ان هناك دول أخرى ستقوم بذلك أيضا.
هذه العدوانية الوقحة تحتاج إضافة إلى الرد الفلسطيني الرسمي الشرعي الواحد، شرط أن تكف حماس عن سياساتها عبر محاولات تقديم نفسها لترامب بكل عدائه للشعب الفلسطيني كطرف محاور، فيما هي السبب في كل ذلك، وأنه ما من فلسطيني طيب وآخر سيء، فالكل لدى العدو الأمريكي مستهدف في ذاته الحزبية قبل الوطنية، ولأن المخطط يستهدف الضفة الغربية إضافة إلى قطاع غزة، فإن على حماس أن تعي طبيعة اللحظة وشرطها عوض استمرارها في وهم إدارة القطاع، وأوهام النصر التاريخي الذي هو نكبة غير مسبوقة لحقت بالقطاع وأهله، وبكل هذه التداعيات التي أعقبت طوفانها.
ومن ثم فإن الموقف الفلسطيني الواحد ضروري لتأسيس موقف عربي إسلامي عالمي، على ضوء الموقف السعودي الذي رفض بشكل لا لبس فيه كل هرطقات السمسار ترامب، ومن أجل تعزيز الموقف المصري والأردني الضعيف أمام أمريكا بسبب المساعدات التي تقدمها لهم واشنطن، وفي ظل الصدمة والدهشة السلبية التي أصابت كل دول المنطقة والعالم جراء نوايا ترامب اقتلاع سكان غزة وقذفهم على دول أخرى، تحت طائلة التهديد، وهو ما كشفت عنه الصهيونية العراقية ألينا حبة مستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، من أنه "سيتم توفير ملاذ آمن للفلسطينيين في غزة"، وأن من لا يلتزم من تلك الدول المستهدفة بالمشاركة في عملية التطهير العرقي لأهل غزة" ربما علينا فرض رسوم جمركية، أو فرض عقوبات". بل وصل الاستخفاف بالدول العربية أن يقول ترامب إنه "يمكن للدول الغنية في المنطقة تمويل إنشاء مناطق جديدة بعيدًا عن غزة".أي تمويل التهجير العرقي، وأنها ستكرر مثال كولومبيا وكندا والمكسيك، الذين خضعوا لإملاءات إدارة ترامب، وفق تهديد العراقية ألينا حبة مستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأخيرا يمكن القول إن التحدي كبير جدا، لكن من المهم وعي أن استهداف غزة والضفة، هو في الجوهر استهداف لكل دولة عربية في ذاتها، ولعل هذا التحدي، يجعل هذه الأمة تعيد اكتشاف مواطن القوة لديها، وهي كثيرة جدا من أجل وضع حد لغطرسة وعدوانية أمريكا وأداتها الكيان الصهيوني ليس من أجل أهل غزة؛ ولكن من أجل شعوبها.. وأنا أعتقد أنها لو امتلكت الإرادة.. تستطيع..



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم
- في بؤس مقولة.. -هذا مش وقته-
- شكرا.. الحوار المتمدن
- سوريا .. مؤشرات مفارقة حول هوية الحكم الجديد..!
- سوريا.. منظومة القمع والفساد أسقطت النظام
- المتغير السوري الدراماتيكي.. الرابحون والخاسرون
- استهداف الإرهاب الدولة السورية.. لعبة جيوسياسية تتعدى دمشق
- نحو صفقة بين حماس والكيان.. ما الذي تغير؟!
- وقف إطلاق النار في لبنان.. مقاربات
- قرارات الجنائية الدولية .. تبني دولي ونشاز أمريكي
- وقف إطلاق النار في لبنان.. بين التفاؤل والتشاؤم
- في غياب الموقف الفلسطيني الموحد.. القطاع بقبضة الشركات الأمن ...


المزيد.....




- تبدو مثل كنغر مُصغَّر..أستراليا تشهد عودة جرابيات صغيرة وشرس ...
- تركي آل الشيخ يعلن عودة -العتاولة- في رمضان بمشاركة فيفي عبد ...
- بنما ترد على ادعاء واشنطن بإمكانية عبور السفن الأمريكية مجان ...
- -ماذا سيقول إذا قلت إنه يجب ترحيل سكان نيويورك إلى أفغانستان ...
- بنما تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية وتنفي ما أوردته خارجيت ...
- قاض يحظر أمر ترامب بشأن حق الجنسية بالولادة في جميع أنحاء ال ...
- زاخاروفا ترد على رسالة رئيس تحرير -لوموند-
- قناة: موافقة نحو 40 ألف موظف حكومي أمريكي على الاستقالة
- الدفاع المدني في غزة: 10 آلاف قتيل ما زالوا تحت الأنقاض ونعج ...
- هل يميز الرضيع بين الخير والشر؟!.. دراسة حديثة توضح


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب