أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محفوظ بجاوي - مامعنى أن تكون يساريًا ؟














المزيد.....


مامعنى أن تكون يساريًا ؟


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 00:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن تكون يساريًا يعني أن تعتنق مجموعة من المبادئ السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تركز على العدالة الاجتماعية، والمساواة بين الأفراد، وتوزيع الثروات بشكل عادل. في الفكر اليساري، يُعتبر دور الدولة أساسيًا في تنظيم الاقتصاد، والحد من الفوارق الطبقية، وضمان حقوق العمال والفئات المهمشة. اليساريون يرون أن الرأسمالية، بنظامها الحالي، تساهم في زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويدعون إلى سياسات تؤدي إلى تحسين حياة المواطنين، سواء من خلال تحسين النظام الصحي، أو التعليم المجاني، أو توفير فرص العمل اللائقة.
المبادئ الأساسية لليسار
في جوهره، يقوم الفكر اليساري على عدة مبادئ أساسية. أولًا، العدالة الاجتماعية والمساواة، حيث يعتقد اليساريون أن جميع الأفراد يجب أن يتمتعوا بفرص متساوية في الحياة. وهذا يتضمن توفير فرص تعليمية وصحية للجميع بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية. ثانيًا، يتمسك اليسار بمفهوم تدخل الدولة في الاقتصاد، حيث يعتقد أن الدولة يجب أن تلعب دورًا مهمًا في ضمان توزيع أكثر عدلاً للثروات، مثل تطبيق الضرائب التصاعدية على الدخل والثروة، وتنظيم الشركات الكبرى لتقليل الاستغلال.
ثالثًا، حقوق العمال والنقابات تُعتبر من أهم الأولويات في الفكر اليساري، ويؤيدون حماية حقوق الموظفين في أماكن العمل من خلال تحسين الأجور وظروف العمل. وأخيرًا، يعتبر اليسار التنوع وحقوق المدنيين أولوية، حيث يدافع عن حقوق الأقليات ويعزز مناهضة جميع أشكال التمييز، بما في ذلك التمييز على أساس الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي.
تاريخ الفكر اليساري
تعود جذور الفكر اليساري إلى الفلسفات الاجتماعية
التي ظهرت في القرن التاسع عشر، خصوصًا بعد الثورة الصناعية التي أحدثت تحولات اقتصادية واجتماعية هائلة. من أبرز المفكرين الذين أسسوا لهذا الفكر كان كارل ماركس وفريدريك إنجلز، اللذان قدما نقدًا جادًا للرأسمالية، داعين إلى ثورة طبقية تقود إلى نظام اشتراكي يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة. منذ ذلك الحين، أصبح الفكر اليساري عنصرًا أساسيًا في الحركات الاجتماعية التي طالبت بتحقيق الحقوق الأساسية للعمال والفقراء.
ورغم أن اليسار كان في البداية مرتبطًا بنضال الطبقات العاملة ضد الطبقات الحاكمة، إلا أن هذا الفكر تطور ليشمل مجموعة واسعة من المفاهيم، مثل الديمقراطية الاجتماعية، التي تسعى إلى تحسين النظام الرأسمالي من خلال إصلاحات تدريجية بدلاً من تغييره جذريًا.
الفرق بين اليسار المعتدل واليسار الراديكالي
من الضروري التفريق بين اليسار المعتدل واليسار الراديكالي، حيث أن كلاً منهما يتبنى نهجًا مختلفًالتحقيق أهدافه. اليسار المعتدل، الذي يتمثل في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، يسعى إلى تحسين النظام الديمقراطي الحالي من خلال السياسات الاجتماعية والاقتصادية، مثل تحسين خدمات الرعاية الصحية والتعليم، وزيادة الحقوق الاجتماعية للطبقات المحرومة. في المقابل، يسعى اليسار الراديكالي إلى تغييرات جذرية في النظام الاقتصادي والسياسي، ويؤمن بضرورة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية أو أنظمة اقتصادية أخرى تكون فيها السلطة الاقتصادية بيد المجتمع أو الدولة.
اليسار في مختلف أنحاء العالم
اليسار في الدول الأوروبية غالبًا ما يرتبط بالحركات الاشتراكية الديمقراطية التي تدعو إلى تعزيز النظام الاجتماعي الديمقراطي. هناك أحزاب يسارية بارزة في دول مثل السويد، الدنمارك، والنرويج التي تتمتع بأنظمة رفاهية متقدمة. في الولايات المتحدة، يُعتبر اليسار مرتبطًا بالسياسات الليبرالية التي تدعو إلى إصلاحات اجتماعية، مثل توفير الرعاية الصحية للجميع، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتعزيز حقوق الأقليات.أما في
العديد من الدول النامية، يرتبط الفكر اليساري بالحركات المناهضة للإمبريالية، التي تسعى إلى التحرر من الهيمنة الاقتصادية والسياسية للدول الكبرى، وتدعو إلى التنمية المستدامة والعدالة الاقتصادية. في هذه السياقات، تتبنى الحركات اليسارية شعار التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.
التحديات التي يواجهها الفكر اليساري
على الرغم من الجهود المستمرة، يواجه الفكر اليساري العديد من التحديات في العالم المعاصر. من بين هذه التحديات الأزمات الاقتصادية العالمية، تصاعد السياسات النيوليبرالية، والانقسام بين التيارات اليسارية المختلفة. من أبرز تلك التحديات هو كيفية التوفيق بين المبادئ اليسارية والواقع السياسي والاقتصادي المتغير، خاصة في ظل التحولات الكبيرة في الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية.
في الختام، أن تكون يساريًا يعني تبني رؤية شاملة للمجتمع تهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة. الفكر
اليساري يشمل دعوات لإصلاح الاقتصاد وتوزيع

الثروات، وتعزيز حقوق العمال، وتوفير خدمات عامة تعود بالنفع على جميع المواطنين. ورغم التحديات التي يواجهها، يظل الفكر اليساري جزءًا أساسيًا في تشكيل السياسات المعاصرة، ويستمر في تقديم حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العديد من الأفراد والمجتمعات في العالم.


.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح الجهل مقدسًا...لابد من التمرد ، لأن الحقيقة لا تخشى ...
- رسالة اعتذار وحب لعائلتي
- نور العقل في مواجهة ظلام الجهل والتطرف
- إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة ا ...
- التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع


المزيد.....




- ماكرون يهنئ الشرع برئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية ويدعوه ...
- صراع التشريعات في العراق: تعليق قوانين الأحوال الشخصية والعف ...
- ماكرون يتصل بالشرع مهنئا ويدعوه لزيارة فرنسا
- ترامب وإيران.. معضلة مزاعم السلاح النووي
- الضفة الغربية: أبو عماد... بدوي صامد في أرضه رغم تخريب مستو ...
- خبراء: تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة تكشف النية الحقيقية ل ...
- خيارات فرنسا المرّة للبقاء في أفريقيا
- -لديها جذور عند سفح الأهرامات المصرية-.. زاخاروفا تسخر من تص ...
- ريابكوف: على الولايات المتحدة أن تتخذ الخطوة الأولى لتطبيع ا ...
- منظمة التجارة العالمية تؤكد تلقيها شكوى من الصين بشأن الرسوم ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محفوظ بجاوي - مامعنى أن تكون يساريًا ؟