منذر علي
الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 20:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أن تكون يساريًا في اليمن أو في العالم يعني تبني وجهات نظر سياسية واجتماعية ترتكز على مبادئ تقدمية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق الإنسان. يشمل ذلك تعزيز دور الدولة في توزيع الموارد بشكل عادل، وتوفير خدمات اجتماعية شاملة كالتعليم والرعاية الصحية، ودعم القضايا الإنسانية العادلة عالميًا، كما تفعل دول مثل جنوب أفريقيا وكوبا وفنزويلا.
اليساريون يركزون على توفير فرص متساوية للجميع، ومواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، ومحاربة التمييز والاستغلال. كما يدعمون القضايا البيئية والحقوق المدنية والحريات الشخصية. ولا يُعتبر اليساريون مناهضين لوحدة الوطن، بل يرون أن العدالة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من نضالهم لتحسين أوضاع المجتمع والوطن.
يدعو اليساريون إلى وحدة الطبقة العاملة عالميًا لتحقيق الحرية والعدالة والتقدم، دون إثارة الانقسامات بين العمال داخل الوطن. فهم يسعون للتناغم في نضالهم مع كفاح العمال في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويرفضون تأجيج الخلافات بين عمال المناطق المختلفة داخل اليمن، كما يفعل البعض بدوافع رجعية.
اليساريون لا يعززون الهويات الفئوية مثل القبلية أو الطائفية، بل يعملون على تعزيز الهوية الوطنية لمواجهة القوى التي تسعى لتمزيق الوطن وترسيخ الهيمنة الفئوية. كما أنهم قوميون وأمميون في آنٍ واحد، لكنهم وطنيون بالدرجة الأولى، يرفضون التفريط بوطنهم أو السماح بالتدخلات الخارجية، سواء كانت إيرانية أو سعودية أو إماراتية. إنهم يعارضون أي تواطؤ مع قوى رجعية خارجية تعادي القضايا الإنسانية العادلة، مثل قضية الشعب الفلسطيني، ويرفضون استغلال هذه القضايا لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
قد يتساءل البعض عن أولئك الذين يدّعون الانتماء إلى الفكر اليساري بينما يتواطؤون مع قوى خارجية على حساب وطنهم. الإجابة هي أن هؤلاء ليسوا يساريين حقيقيين، بل مرتزقة يسعون وراء المال والسلطة، ولا تربطهم أي صلة حقيقية بالمبادئ اليسارية.
اليساريون، كما أوضحنا، يهدفون إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، ويعارضون التمييز والاستغلال الداخلي والتدخلات الخارجية التي تمس سيادة أو كرامة وطنهم. قد تختلف رؤاهم السياسية والتحليلية، لكن خيانة الوطن والقيم الإنسانية ليست جزءًا من نهجهم.
التاريخ مليء بشخصيات يسارية بارزة تصدت للنزعات الطائفية والقبلية والجهوية، وجمعت بين الرؤية الوطنية والقومية والإنسانية، مثل فيدل كاسترو، تشي جيفارا، نيلسون مانديلا، عبد الله باذيب، عبد الفتاح إسماعيل، عبد الخالق محجوب، ومهدي بن بركة. ومع ذلك، يجب الإقرار بوجود تنوع داخل الحركة اليسارية واختلاف في المفاهيم والتوجهات، حيث قد تختلف وجهات النظر بشأن طبيعة الحقوق والمسؤوليات الفردية بناءً على التجارب الشخصية والرؤى السياسية المختلفة.
#منذر_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟