أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - غَلطةُ العُمر














المزيد.....


غَلطةُ العُمر


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 20:16
المحور: المجتمع المدني
    


الإنسانُ خطّاءٌ منذ بَدءِ الخَليقةِ. تتدرجُ الأخطاءُ من الهفواتِ غير المُتعَمدة، ثم الأخطاءِ البسيطةِ مُتعَمدةٍ وغير مُتعَمدةٍ، فالأخطاءِ المِهنيةِ، وصولًا للجرائمِ حيث يكون الخطأُ جنائيًا مُعاقبًا عليه. الأخطاءُ تقعُ من الجميعِ، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، أيًا كانت درجةُ التعليمِ.

الخطأُ الذي يصلُ لدرجةِ المساءلةِ القانونيةِ، جنائيةٍ أو إداريةٍ، أو المجتمعيةٍ، يصِمُ مُقتَرِفَه طوال العمرِ، ويأخذُ مسارَ حياتِه لدهاليزٍ ما كانت في الحُسبانِ لتَهورٍ أو إساءةِ تقديرٍ. إنه خطأُ العمرِ.

إلا أن الأمثلةَ مُتعدِدةٌ لأخطاءٍ تلاحِقُ مُقترفيها مهما طالَ الزمنِ وقلما تخضعُ لطائلةِ القوانينِ. المسؤولُ الذي يُسرِفُ في التصريحاتِ التبريريةِ المجافيةِ للواقعِ ويحشرُ كلامًا منفوخًا في غيرِ مَحلِه مثل اِستخدامً الذكاءِ الاصطناعي في تصحيحِ أوراقِ الاِمتحاناتِ، يستخِفُ بالعقولِ. نفسُ الحالِ مع بعضِ مُقَدمي البرامجِ الذين يَذرُفون أراءهم بدون مراعاةِ مسؤوليةِ نقلِ الحقيقةِ. هذه الأخطاءُ لا تُنسى ولو كانت في مجتمعاتٍ لا تُحاسِبُ ولا تُسائلُ.

والأخطاءُ المِهنيةُ كالإهمالُ في مجالِ الطبِ قد تفقدُ المريضَ حياتَه أو تصيبُه بعاهةٍ، يستحيلُ أن يتسامحَ معها مجتمعٌ يُقَدِرُ الحياةَ ولو لم يُلاحقْها القانونُ. كذلك اِنتهاكُ الأمانةِ العلميةِ، فعضو هيئةِ التدريسِ الذي ينسِبُ لنفسِه أبحاثَ غيرِه أو يدَعي إنجازاتٍ علميةٍ وهميةٍ، يخسرُ سمعتَه أبدًا. شأنه شأنُ عضو هيئةِ التدريسِ الذي يكيدُ لزملائه بالشكاوى وسوءِ السلوكِ المسكوتُ عنهم. في دولٍ مثل اليابان وكوريا يستقيلُ المسؤولُ الذي يخطئ دون اِنتظارِ الإقالةِ.

ولا تُنسى حوادثُ القيادةِ تحت تأثيرِ المُخَدِراتِ وما تُخَلِفْه من ضحايا أبرياء. مرتكبوها على شهرتِهم وفلوسِهم يظلون مُطاردين بها متى وأينما ذهبوا، ولو تَصالحوا. الجرائمُ لاتُمحى من الذاكرةِ المُجتمَعيةِ ولو بعد إنقضاءِ العقوبةِ.

الحسابُ المجتمعي لا يصلُ للحبسِ والسَجنِ، هو مُكَمِلٌ لهما أو هو قائمٌ بذاتِه إذا لم يُستدع القانونُ، فيه فقدانُ الثقةِ والاِحتقارِ. السُمعةُ الحَسنةُ لا تعودُ إذا ضاعَت، خاصةً في زمنِ مواقعِ التواصلِ.

لكن، لماذا غلطة العمر الآن؟ إنها واقعةُ مدرسةِ التجمعِ التي ألحَقت ضررًا هائلًا بمُرتكبيها وأسرِهم وبإدارةِ المَدرسةِ.

غلطةُ الشاطر بألف، فهو المُحنَك الذي يُفتَرضُ أنه تعلمَ من تجاربِه وتجارُبِ الآخرين، وفَطِنَ لكيف ينأى عن الخطأِ، لكنه وقعَ فيه، بالتذاكي والاستهتارِ بالعقولِ. غلْطاتُ الشاطرين والمُستقوين بفلوسِهم ومناصبِهم، ما أكثرُها.

غلطةٌ واحدةٌ تَكفي، قد تُلحِقُ العقابُ الموجِعُ، قد تكونُ القاضيةَ، إنها غلطةُ العمرِ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيامُ الجودةِ ومدرسةُ التجمعِ
- ما دائمٌ إلا وجهَ الله
- الكِبارُ سَببُ المُشكِلاتِ
- ألغازُ قائمةِ ستانفورد لأفضلِ 2٪ من العلماءِ
- نوبل في الفيزياءً لعلماءِ الذكاءِ الاصطناعي
- أجهزةُ الاِتصالِ المُفَخخةُ فَصلٌ جديدٌ
- أوليمبياد باريس .. كلام قديم
- تَخفيفٌ أم تَسطيحٌ أم … ؟
- جامعات حكوميةٌ وخاصةٌ وأهليةٌ ثم معاهد
- الاِنقطاعُ الإلكتروني ومُصطلحاتُه
- بعد ثلاثين عامًا من الإنترنت
- وسائلُ التواصُلِ في الدقهلية وسوهاج
- فيزياء الثانوية العامة
- المِساحةُ الشَخصيةُ
- الجريمةُ بين الشَبَكةِ العَميقةِ والشَبَكةِ المُظلِمةِ
- الجِبالُ …
- شط الإسْكَنْدَرِيَّة
- في أوبر وسائقيها
- الحَوسَبةُ السَحابيةُ
- الكبار يلزموا بيوتهم


المزيد.....




- محكمة إسرائيلية تقر هدم مقر مركز حقوقي بالقدس
- الأمم المتحدة ترد على مقترح ترامب بترحيل سكان غزة
- الاحتلال يواصل اجتياح مخيم جنين وسط حملة مداهمات واعتقالات
- العفو الدولية: مقترحات ترامب بشأن غزة عبثية ولا أخلاقية ولاش ...
- -لا ملاذ آمن لمجرمي الحرب-.. العفو الدولية تطالب واشنطن بتسل ...
- مصطفى البرغوثي: ما يطرحه ترامب بشأن غزة جريمة حرب مضمونها ال ...
- العفو الدولية:مقترحات ترامب بشان غزة عبثية وليست اخلاقية ولا ...
- المكسيك: لن نسمح لواشنطن بإرسال مواطنينا إلى غوانتانامو
- السعودية.. إعدام مواطنين بعد إدانتهما -بالخيانة والإرهاب-
- الأمم المتحدة: طرد سكان الأراضي المحتلة محظور تماما


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - غَلطةُ العُمر