تحميق عقول الناس - عن صلاة الاستسقاء نتحدث

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أولى الانثروبولوجي الفرنسي مارسيل موس في كتابه الصلاة، أولى أهمية قصوى في بحث "طقوس الاستمطار"، هو ينطلق من تعريف الصلاة على انها "طقس شفهي، يتصل مباشرة بالأشياء المقدسة"، ومن خلال هذا التعريف يفهم صلاة الاستمطار على انها نوع من الطقوس تؤديها جماعة معينة، وان الكلمات التي تقولها هذه الجماعة في الصلاة هي افصاح ما يتأجج في دواخلهم من رغبة وتمنً؛ هذه الجماعة البدائية لديها اعتقاد وتصور ان "ماء المطر مخزون في مكان ما، في موقع يٌستخرج منه"، لذا فأنها تستخدم "صيغ تبدو موجهة الى قوة شخصية يلتمس منها الحضور او الغوث الخفي"، فالمطر امر مقدس عند القبائل البدائية.

تراجعت الحياة في العراق كثيرا، خصوصا بعد حكم قوى الإسلام السياسي، الذين نشروا الجهل والتخلف بصورة ممنهجة ومدروسة، فقد باتت الناس لا تمارس سوى الطقوس الدينية، بل ان المجتمع تحول الى قبائل بدائية تماما، وفي كل مناحي الحياة، أي حادثة تقع، سواء كانت طبيعية او من صنع البشر، نرى الناس يهرعون الى الصلاة وترديد الادعية والاستغفار، فالرب قد غضب عليهم، او هذا من فعل اياديهم، نتيجة ذنوبهم.

ظاهرة التغيرات في المناخ هي ظاهرة عالمية، بسبب الاحتباس الحراري الذي يمر به الكوكب، فنرى الزلازل والحرائق والاعاصير والجفاف والامطار الكثيرة في كل بقعة من العالم، العراق هو أحد هذه البقع، هو أيضا مشمول بهذه التغيرات، وأبرز ظاهرة فيه هي الجفاف، هذا الجفاف انعكس سلبا على حياة الناس، خصوصا الفلاحين.

في قضاء المقدادية التابعة لمحافظة ديالى، وهي من أكثر المدن التي تضررت بالجفاف، بسبب قطع الأنهر المغذية للمحافظة والقادمة من الجانب الإيراني، في ذلك القضاء دعا رجال الدين الناس لإقامة "صلاة الاستسقاء"، وبدأ رجل الدين بعد نهاية الصلاة يلقي عليهم خطبة محملة بالأساطير القديمة.

بدلا من الضغط على الحكومة لتوفير أدوات حديثة للزراعة، او الضغط عليها لإجراء مفاوضات مع الجانب الإيراني لإطلاق حصص المياه، بدلا من الضغط عليها لحفر الابار ونصب خزانات المياه؛ بدلا من كل ذلك، يدعوهم الى التجمع للتوسل والرجاء من السماء ان تنزل المطر، هل هناك أكثر من هذا التجهيل والتحميق؟.

لكن مع ذلك فرجال الدين اذكياء جدا، انهم يحافظون على نوع من المجتمعات خاضعة لهم، اللافت ان من حضر هذه الصلاة رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، في إشارة واضحة لتحالف رجال الدين والسلطة.

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات