أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ديار الهرمزي - الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير














المزيد.....


الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 11:34
المحور: حقوق الانسان
    


القساوة أبكت الرجال في بلدي:
عبارة موجعة تختصر حكاية وطن مثقل بالآلام وسنوات من الخيبات والخسارات المتراكمة.

حين يبكي الرجال لا يكون البكاء مجرد دموع بل هو انكسار جبالٍ من الصبر وصرخة حزن تخترق جدران الصمت واللامبالاة.

دموع الرجا ليست ضعفاً بل شهادة على الظلم؛
الرجال في بلدي لم يبكوا خوفاً، بل بكى بعضهم لأنهم رأوا كيف تتحول الأوطان إلى أنقاض بينما الحلم يذبل في العيون.

بكوا لأنهم صمدوا كثيراً، لكن القساوة كسرت أرواحهم، لا أجسادهم فقط.

بكوا لأنهم شاهدوا:
أطفالهم يكبرون بلا أمل.
شيوخهم يموتون على الأرصفة من الفقر والجوع.

أحلامهم تذروها الرياح في سوق السياسة الرخيصة.

القساوة ليست فقط سلاحا إنها أيضاً:
ظلم الحكام الذين فقدوا إنسانيتهم.
صمت العالم عن معاناة الأبرياء.

خيانة الأصدقاء الذين باعوا الكرامة بثمن بخس.
الخوف الذي يتحول إلى قانون يكمم الأفواه ويكسر الأقلام.

ماذا يحدث عندما يبكي الرجال؟
ينهار السد الذي كان يحجز الألم، فتفيض الذكريات والخيبات مع كل دمعة.

تتحطم الصورة النمطية للقوة، لتظهر الحقيقة العارية: حتى الحديد يصدأ حين يطاله الإهمال.

تصبح الدموع لغة جديدة، لا تحتاج لترجمة: لغة الحزن العميق الذي تجاوز حدود الكلمات.

من المسؤول عن هذه القساوة؟
أنظمة جائرة لا تعرف معنى العدالة.

حروب عبثية حوّلت الإنسان إلى رقم في قوائم الضحايا.

مجتمعات متخاذلة تفضل الصمت على المواجهة.

قادة بلا ضمير تاجروا بالدماء من أجل سلطة زائلة.

رغم كل شي هل هناك أمل؟
نعم لأن الدموع ليست النهاية.
كل دمعة هي صرخة في وجه القهر ودعوة للثورة على الظلم.

حين يبكي الرجال قد تكون هذه بداية يقظة جديدة لأن القلوب التي نزفت لن تقبل العبودية بعد اليوم.

الدموع قد تجف، لكن الألم يكتب التاريخ والتاريخ لا ينسى.

الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير

الوطن ليس مجرد حدود بل كرامة وكرامة الإنسان فوق كل اعتبار.

إن كانت القساوة قد أبكت الرجال في بلدي فإن إرادتهم أقوى من أن تُكسَر.

سيأتي يوم تجف فيه هذه الدموع، لكن لن يجف الحنين إلى العدالة والحرية والكرامة.

ليس الخوف ما يُبكي الرجال، بل خيانة الأمل.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم
- الزمن هو الحكم
- بوزبوري وباصولخان كانا قائدين تركيين في الجيش الساساني
- سر النجاح لبعض البشر الكرامة كنموذج للقوة السياسية
- ليس كل سياسي يفهم السياسة
- الإنسان نوعين مختلفين العاقل والمسيء
- ما هي الروح؟
- البعض يتظاهر وكأنه يريد نجاحك
- أصل كلمة ترك
- مفهوم الانتصار فلسفيًا
- النصر ليس حكرًا على الأقوياء جسديًا بل على الأقوياء نفسيًا و ...
- آسيا الوسطى المعروفة بأنها ملتقى الحضارات والثقافات عبر التا ...
- لماذا أهمل علم الإجتماع في العراق؟ ما أهمية علم الإجتماع؟
- إدارة مؤسسة أو حزب بعقل واحد هي ديكتاتوربة بامتياز
- هل نحن نعيش في الماضي
- استغلال المناصب في ظل غياب العدالة
- العدالة ليست مجرد فكرة، بل هي نظام حياة
- روعة الإنسان يمنح الآخرين الأمان
- ابتلينا بالأخطاء السياسيين
- من يقف وراءه السياسة فرق تسد


المزيد.....




- اليونيسف: المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة لا تكفي ...
- الأونروا: الوكالة تقدم خدمات أساسية لنحو 6 ملايين لاجئ في من ...
- الاتحاد الدولى لعمال البناء والاخشاب يدين الاضطهاد والترحيل ...
- السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق مواطنين اثنين متهمين بخيانة ال ...
- روسيا طرحت على الأمم المتحدة مشروع قرار يحدد مفهوم الأمن الم ...
- سفير فلسطين في الأمم المتحدة: يجب احترام رغبة الفلسطينيين
- بأمر ترامب.. وصول أول طائرة مهاجرين مرحلين إلى غوانتانامو
- وزير الأوقاف: مكرمة من خادم الحرمين لـ1000 حاج من ذوي الشهدا ...
- مدن -الملاذ الآمن- تقاوم خطة ترامب لترحيل المهاجرين
- اعتقالات واقتحامات وإغلاق حواجز في الضفة والقدس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ديار الهرمزي - الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير