أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غادا فؤاد السمان - حوار مفتوح















المزيد.....



حوار مفتوح


غادا فؤاد السمان

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 08:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


أيمن اللبدي
نائب رئيس تحرير صحيفة «الحقائق »والمشرف العام على الحقائق الثقافية
[email protected]

12/23/2006

غادا فؤاد السمان لـ>: الشعر انفتاح والرواية مجرّد شاشة ....!

غادا فؤاد السمان، كما تود كتابة اسمها، تجنّبا لما يجدر تجنّبه، مع أن عدم تجنّبه، لا ينقص ولايزيد، وقد يزيد من رصيدها، وينقص من رصيد غيرها، إن كان مقصوداً لذاته، وقد لمسناه في غير موضع هكذا، غادا السمان كما نود أن نستخدم نحن، مشروع ثقافي حميم، ومشروع خلافي حميم أيضاً، في صلب معناه في المستويين، التحفّز والانتباه الأعلى شدة، وفي أجواء ممارسته التربع على المصالحة مع الذات، وفي أجواء وآفاق رؤاه الاقتراب من الكشف، والاحتفاء بتجليّات الوصول، ولو كانت فيه وحيدة، فالوحدة فيه مدعاة، للقتال من أجله، والقتال من أجل الراية، لا فرق بينهما، فثمة حبل سري خفي ، يربط ما يستعصي على الربط، لكنها غادا ولكنها مكابرتها، ونجاحها في ذلك، عندما تستدعى الأصالة معياراً، والالتزام منهاجاً، غادا في النص، تساوي غادا في الحياة، والألق فيهما واضح...... !/ أيمن اللبدي

حوار: أيمن اللبدي


• غادا ، أين لا تحبين أن نبدأ ؟

- كل بداية لها جماليتها، هالتها، غموضها، جاذبيّتها، ولها منّا الشغف واللهفة والفضول وفائق الاحتمالات، مع الوقت نُدرك كم كنّا على حقّ وكم كانت تلك البداية الواعدة على باطل. لهذا يصعب أن أرفض أي بداية، ويصعب أن أتقبّلها إلى الآخر في حال تأكّدت من فراغ وخواء وهشاشة هذه البداية المبنية على اللا شيء إذ أنّ المضامين سُرعان ما تتكشّف، وطالما أنه لديك حدسك وشعورك وصدقك مع ذاتك يصعب أن توغل مع هذه البداية أو تلك، دون أن تدرك تماما سخافة هذه البداية وتفاهتها، وقتها تمضي إلى سبيلك فارّا من هذه البداية بعد أن تعزلها تماما عن أعماقك، لئلا تتحول إلى "سوسة " تتآكلك في الصميم وتمتص ما فيك من بياض.

• دعيني أبدأ من البداية وأسألك ، هل أنت بخير يا غادا ؟

- أن أدّعي أنني بخير فهذا يعني أنني من زمن آخر، وأن أجزم أنني متصدّعة تماما فهذا افتراء على نِعَمِ الله، أنا أراوح بين هذا وذاك، كيف أكون بخير وبالكاد أصدّق أنني خرجت من كابوس الحرب الإسرائيلية الغاشمة على لبنان، فقد عشت تجربة الحرب استعداد للشهادة وكنت أملك كامل الرفض للمُغادرة، كما كنت أملك صرخة وجوب البقاء في لبنان في وجه كل الذين هرولوا للخروج من لبنان، وتحدّثت بهذه القناعة على قناة الجزيرة وقناة الnew tv، وكتبت بأكثر من صحيفة لبنانية عن الأمر عينه، وبفضل الله خرجت وأجزاء من لبنان وبيروت سالمين من الحرب لكن بأضرار غير مرئيّة على غرار ما حلّ بالجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية من بيروت، وبين وقت وآخر أتفقّد مشاهد الدمار في الضاحية الجنوبية من بيروت نظرا لقربها الجعرافي من العاصمة اللبنانية، لا أملك غير الألم والدموع لدرجة يواسيني معها أهالي المنطقة على أنّ جهة بعينها ستعوضني عمّا حلّ بممتلكاتي من دمار، وأنا لا ممتلكات لي في هذا الكوكب غير قلمي ومواقفي ووجهات نظري، أعود أدراجي وأتساءل بصمت من سيعوّض ما تهالك فينا من شعور بالطمأنينة أو إحساس بالأمان؟ هذا على الصعيد النفسي، على الصعيد العضوي الطب يصنع المعجزات اليوم، ولكن لم أكن أعلم أنّ الطب لا يعترف بآلاف الصفحات التي حررتها ونشرتها ونلت استحساناتٍ ولعناتٍ لا تُحصى عليها...
إذ أنه ينقصني ورقة أكثر تكثيفا وتلخيصا للإبداع بل للوجود الإنساني برمّته، تُسمى الدولار، وفي أسوء الأحوال تُسمى بطاقة تأمين وضمان اجتماعي، تجاهلتهما معا حتى أصبحا كابوس رعب يهدد كياني بل ينسفه بين حين وآخر تماما كالغارات الإسرائيلية الغادرة. تسألني هل أنا بخير؟ كيف أكون والذين نصبوا لي الفخاخ لإعاقتي عن إيجاد عمل يليق بكفاءاتي التي سئمت الإشادة بها من هذا ومن ذاك على مدار الأيام، وأنا أوزّع بصماتي بأهم الصحف اللبنانية والعربية، وفجأة أجدني ممنوعة من الصرف ولا أملك من الإعراب غير الكسر أرادوها جملة مختصرة بمنتهى الجزم، وهؤلاء أكثر من أن أحصيهم بعد مجازفتي في الإصدار الأخير ، واعذرني أن أعتزّ بك أنّك عزيزي أيمن كنت واحدا منهم، بفارق بسيط لكنّه بالغ الأهميّة أنّك عندما لمست معي عمق الحقيقة تراجعت عن ضغينتك الصادقة، إلى نبل ذاتك الصادق فعلا، بينما سواك كلّما لمس الحقيقة كلّما غالى في صلفه وغيّه، لأنهم لا يَملكون أصلا معنى المُصداقية لهذا آثروا الحرب على غادا لمجرد الحرب، تماما كما تصدّوا للدفاع عن الالتباس لمجرّد الدفاع، هل أقول أنهم بهلوانات؟
أظنّها كلمة أكبر من مهارتهم المحدودة هم مجرد ببغاوات ملونه في أقفاص عرّابيهم ينتظرون الوجبة تلوى الأخرى من الفرص لاجترارها بنهم لا أكثر ولا أقل.

• " كل منية في مصاف الرؤى ...خنجر"، هل الاستهداف أصبح لكِ ظلاً يا غادا مع أنك داعية لاختلاف معك ، هل تجاوزت الدعوة حدها ؟ !

- أن أسلّم لما ترمي هذا يعني أنني أصبحت أعيش تحت وطأة شعور دائم بالاضطهاد، وهذا مرض لا أظنني أصبت به في يوم من الأيام، وخاصّة أنني أملك عزيمة الندّ وروح الإكبار، وكلاهما لا يعرفان الرُهاب الوساسي أو العظمة البارانويّة، لديّ الكثير كي يكبر عدد أعدائي ليلتفتوا إليّ ويطاردوني ويحاصروني ويضيّقوا الدائرة حولي، ولو كان يتّسع المقام هنا لسردت لك الكثير من المُفارقات والمُواجهات والمساءلات التي ألخّصها لك من شاعر ثوري كبير توفّاه الله من وقت قريب، ولو أنه لا يزال على قيد الحياة لما ترددت في ذكر اسمه، لكن أكتفي أن أذكر لك موقفه بالحرف عند إصداري الأول 1990 "وهكذا.. أتكلّم أنا" حين رحتُ أستعلم منه الرأي مع العلم أنني دخلت الوسط الثقافي في سنّ مُبكّر جدا مُستفيدة من كل الأقاويل التي كانت تُشاع على بنات جنسي مما جعلني أكون بالغة الحذر، وما إن سألته حتى فجعني إذ قال :" نحن أمضينا عمرنا نشاكس الوطن ليؤنّبنا، عرفنا السجون والتشرّد وظلم الساسة، فمن أنت حتى تأتي إلى ضفافنا وتغترفي من اغترابنا وأزماتنا التي لا تُحصى، إذا كانت نيّتك الشهرة، اكتبي عن أدقّ التفاصيل التي تنتاب الأنثى بعد منتصف الليل اكتبي عن آهاتها وتأوّهاتها، وأنا أعدك أن أجعلك الشاعرة الأولى في مقدّمة المنابر والأضواء"، نظرت وقتها إليه وخرجت من بهو فندق "الشام " أبكي بصورة هستيرية، لمحني قريب لي في عرض الشارع أنتحب بصوت مسموع، قال ماذا أصابك قلت مات شاعر كبير عزيز على قلبي فقدته للتو، انهار من عيني من أعلى برج إلى أسفل سافلين. ومن يومها وأنا أبكي لكن بصمت على ساقطين من أبراج عيني دون تردد، إلا أنه لم يعد لدي جَلَدا لمجرد تأبينهم،على الفور أخلّفهم ورائي وأمضي، وما أكثر هؤلاء على طريق الأدب ينتصبون كشاخصات الطرق العامة يعترضون هذه ويوجهون تلك، وهكذا وجدتني وحدي في صراع الشخوص الشاخصة على امتداد الدرب، وكأنني من ورثة دونكيشوت، أو ربما سيزيف من يعلم؟
أمّا عن "اختلاف " برنامجي المسموع والمنتشر عبر إذاعة " صوت بيروت" اللبنانية، فهو دعوة صريحة لتواطؤ الضيف معي للاختلاف عمّا حولنا بحثا عن المُغاير سعيا للإئتلاف ولديّ حتى الآن أهم الأسماء العربية شرّفوا فضائي وراقتهم التسمية "اختلاف" أذكر منهم / العلامة محمد حسن الأمين/ الدكتور المفكّر /رضوان السيد/ الإعلامي المعروف الدكتور زياد نجيم / الدكتورة الأديبة كلوديا أبي نادر، الدكتور الأكاديمي جوزيف ساسين وغيرهم كثيرون لا يحضروني جميعا، ومعهم زاد رصيد برنامج "اختلاف" حتى لطشت التسمية إلى محطة عربية مرئية ب"تعديل طفيف" على رأي الشاعر /شوقي بزيع/ [إحدى قصائده، وليس تفسيرا آخر إذاً كما يذهب إليه الكثيريون، ليسرجوا خيول الشماتة أو القصاص، على أنّي باحثة خبيرة في الشرور وما أدراك، جنّبنا الله كيدها وكيد المتربصين والمتزلفين والمتسلقين والكَذَبَهْ.

• حكاية السميِّ هذه أراها أصبحت دون طعم، أو على وصف صديقنا أبو عنتر" ما لها فكاهة" ، لماذا هوس البعض في إعادة شقلبتها من حولك بين الفينة والفينة ؟

لا أعلم إذا كان سؤالك بحاجة لمزيد من التوضيح فهو يحمل الاستفسار والتفسير معا،أعلم أنني أعيش هذه الموجة منذ أول نصّ نشرته في جريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن أتّحاد الكتاب العرب عام 1987، وعن يمين النصّ المنشور كتب في حينه الأديب الكبير /عبد النبي حجازي : "لِمَ لا تفوق سميّتها ما دامت منذ البداية قادرة على أن تقنعنا أنّها تخطو خطوتها الأولى الجديرة بالإهتمام" وتوالت الكتابات والدراسات النقدية على مدار العالم العربي بتعاقب الأعوام والإصدرات التي تؤكّد تلك النظرية وطبعا حسب أهم الأقلام المخضرمة التي لا تُشرى ولا تُباع ولا يجمعني بها حتى مجرد سلام عابر، فقط كانت مؤلفاتي جواز سفر لاختراق عوالم الآخرين ليشرعوا ويباشروا في تقديم دراساتهم النقدية التي أعتزّ بالكثير منها، ومع كل مناسبة كان ثمّة فرصة للملاحقة والمهاترة والتهديد بالقانون والغيظ والغُصّة والعتب السافر واللوم اللئيم لأصحاب أية مقالة أو أية دراسة تتعلّق بأسلوبي أو بتميّزه، 17سنه مضت على إصداري الأول وأنا مهددة بالقانون، حتى أخذت البادرة لأعرّف الذين يملكون حق استصغار الآخر نظير أناهم أيّ منقلبٍ سينقلبون.

• أعود لأسأل ، هل يحتاج الشعر "ألفاً " لكي يعلم وهو تاج الفنون ؟ وهل هذه "التاء" المربوطة على رواية موسم لأي مزية إذن ؟!.

- الألف روح التماهي مع خالقها وفضائها الشاسع الذي لا يحدّ وهي تمضي بثقة فائقة على امتداد العلى، والتاء دائرة مغلقة على كوابيسها وعللها وغيرتها ومضضها وغلّها وغيظها وكيدها ومرارتها. بالتأكيد الشعر انفتاح الروح على المجهول للتحليق والمُجازفة، أمّاالرواية فهي مجرّد شاشة لاستعراض كل المتراكم على سطح الأرض، تفتقد الأجنحة في جميع الأحوال، لهذا لا بدّ للراوي من التكوّر على الذات واجترار ما فيها حتى تنضح من جديد.

• حسناً، أين اخترقت غادا حواف المرآة الشخصية مع النص ؟ وهل القارب اللغوي يحتمل هذا الاختراق !

- لا أعلم إذا كان ثمّة اختراق أو مقاربة أو تحايل أو تأويل أو تداني أو تحاذر بيني وبين مراياي! فقط أعلم أنني عندما أهم بالكتابة الشعرية تحديدا أشعر أنني أجيد الرقص مع النار، النار التي تشيع الدفء والحيوية والضوء، وليست النارالمجوسية القابلة للاشتعال والاحتراق والترمّد، هي نار وهج الروح التي لا تخمد، المُتصاعدة أبدا بفرط إحساسها وحساسيتها.

•المبدع قلق بالطبع ، أزعم ذلك ويراه كثيرون غيري، لكن ألا تظنين أن لمركبة القلق من مقود؟ أم تراها تشترط العجلات فقط ؟

- ما رأيك أنت ...!
المُبدع الذي لا يعيش القلق هو مبدع مأجور، يكتب ليملاْ الورق ولا يعرف له امتلاء مهما تكلّف واجتهد، لهذا تبقى لغته على أديم الورق وأديم البصر وأديم السطور التي لا تتعدّى موقعها إلى أي عمق أو شعور أو إحساس، ولا بدّ لهذا القلق من مقود بالتأكيد، والمقْوَدْ المقصود هنا هو جملة الدوافع والمعطيات، ولربما نتعثّر في حياتنا بالكثيرين الذين يشاطرونا قلقنا هذا الناجم عن دوافعه ومعطياته، لكن حتى هذا القلق يكون أشبه بوظيفة رسمية تحتاج إلى توقيع يومي على مرأى من مراقب الدوام، وهنا يكون قلقا إدّعائيّا وما أكثر المدّعين والمدّعيات، ينتهي قلقهم بانتهاء الرقابة العامة، أمّا المُبدع الحقيقي فهو الذي يجازف بكل شيء على الإطلاق سعيا لمعرفة الحقيقة لتحقيق إنسانيته أولا وأخيرا فهل سمعت بحيوان مثلا يكشّر عن نابه ليحلل موقفا أو يترجم حالة،الحيوان يفعل إذ يكشّر عن نابه ليس ليبتسم كما نخال بل ليفترس وينقضّ ويغنم، والإنسان الإنسان لابدّ له من إرضاء قلقه على مدار النبض والدورة الدموية.

• هل كانت طريق "سنة الصفر" أم " أنثى الزمن الغادر" هي قابلة "حمى الكتابة" قبل الوصول في الأدب الفرنسي فالعلوم السياسية ؟!

- سنة السفر تاريخ ولادتي الذي أقرّني أنثى الزمن الغادر وبديلا عن ثلاجة الوقت أخترتُ حمُّى الكتابة، الأدب الفرنسي كان حلما أمضيت وقائعه حتى السنة الثانية، صحوت على كابو س حقيقته في باريس حين لمست نفسية المحتل يتوارثها الأجيال
جيلا بعد جيل، أمّا العلوم السياسية فهي غصّة مزمنة لأنني أقلعت عن متابعتها في السنة الثانية كذلك.
بحكم انخراطي في أتون الكتابة وعملي كسكرتير تحرير القسم الثقافي في جريدة الديار اللبنانية، ناهيك عن التزام حياة المشاركة على أكثر من صعيد شخصي وعام.

• مع حمى الكتابة والجسور الثلاثة من بوح الروح حتى الآن : ، <الترياق> و < بعض التفاصيل> ، هل انكمشت المسافة بين الأغلفة والروح ؟ أم أن بقية التفاصيل في "ما قبل القيامة" على الطريق ولو أنها تسير منذ عقد وزيادة ؟ ثم ماذا نتوقع في المتفق والمختلف مع ما قبلها في نوعية التجربة !

- إصدار " ما قبل القيامة " تأخّر تِبْعَا لمزاجي الصعب، الذي يفتر فجأة وينتابه موجه عارمة من قناعة اللا جدوى، ومفهوم اللا جدوى عائق حقيقي عن المتابعة بل أكثر، هو عازل مُحكَم ومُتَحَكّم، المشكلة أنّ الواقع لا يحاول مع توالي الخبرة والتجارب أن يقلّص حجم التشاؤم بل على العكس هو يوثّقه أكثر فأكثر، بالتأكيد المسافة بين أغلفة إصداراتي وروحي تزداد اتساعا وخِصبا وعمقا ومقاربات، وما قبل القيامة مع أنه يحمل خصائص تلك الروحية والذاتية والرؤية والتداخلات إلا أنه أكثر اختمارا كشكل، أمّا المضمون إن كانَ يُقاس بالنَفَس الشعري فثقتي أنه يحمل ذات الشراسة والدلالة والعنفوان والغضبة والمُكابرة على هدأة تلك الانفعالات ونُضجها الواضح.

• بصراحة، هل أخّرت "إسرائيليات بأقلام عربية " المركبة الشعرية أم وظّفت مقوداً معانداً ؟

- لا أخفي أنّ إسرائيليات بأقلام عربية زاحمت الشاعرة بعتبات كثيرة، فكم اعتذرت عن
مناسبات ومهرجانات وأمسيات شعرية لصالح ملاحقة أصداء دويّ الجلبة والفوضى والجدل الذي أحدثه هذا الإصدار في الأوساط الثقافية قاطبة، والذي لفتني أكثر ما لفتني إلى أهميّة هذا الإصدار هو الحرب الضروس التي أُعلنت على صاحبة هذا الإصدار، وأكرر تذكيري لك أنك كنتَ واحدا ممن أقرّوا بتواطئهم لإعلان الحرب ضدّي لأنك تؤمن بشعراء المقاومة وقيمتهم المُثلى في عُرف القضية و عندما لامست طبيعة الحقائق كإنسان وكمبدع كنت مثلي تماما وربّما أكثر مصدوما لسقوط الأقنعة، اليوم حسرتي الكبرى أنني لا أملك أيّ قناع، لكنني أخشى نشوب قناعاتٍ مختلفة عن التي أوصلتني إلى هذا المآل من الحصار والتضييق، مع أنني أكثر حضورا من كل ّ الذين تُوظَّفُ لهم ماكينات إعلامية مجهّزة بطاقاتِ دفعٍ بشرية على مستوى مُذهل فعلا، المؤلم أنني معزولة عن مصادر رزقي التي لا أعرف عنها بديلا ألا وهي مداخيل الكتابة التي كانت تصل إلى الحدّ الذي يضمن لي العيش بكرامة لائقة أستحقّها والجميع يشهد، لكنّ الجميع للأسف أبكم!
يوميا تُضاف الإصدارات إلى المكتبات العربية؟ ومع ذلك بالكاد تجد قارئها، إسرائيليات كان موقفا انتحاريا لم يجرأ عليه قبلا أحد، وكنت أدرك المخاطر تماما، لكن المؤلم أنني آمنت بجهات نزيهة تحترم العروبة والوطنية وتقدّس مفهوم المقاومة، المفجع أن تكتشف مع الوقت أنّ أصدقاء أعدائنا ليسوا أعداءنا حقّا، بل هم أهلٌ لتكريسنا وتقديسنا على الرغم من كل هفواتهم ومُغالاتهم وتجاوزاتهم لمنطق المنطق، لهذا ربّما تلكّأت الشاعرة بداخلي، وهي كسولة جدا بطبعها، تكره المزاحمة والتدافع والنفاق، والسائد اليوم كما هو واضح جدا، أنّ هذه الخصال مطلوبة لتسجيل الحضور، لهذا لا شك أنّ إصدار ما قبل القيامة تأخّر، وأنا تأخّرت جدا في التحرر من إصدار إسرائيليات بأقلام عربية، لا بدّ من نهضة تساعدني على التمسّك بجمرة اليقين أشرس فأشرس، أو ترمي بتلك الجمرة في بئر النسيان.

• لب القصص فالنبوءة في هذا الكتاب، كانت واضحة، والمواجهة كانت مع اللغة التي فيه على حساب قيمتها المبكّرة، هكذا يرى البعض، وأنت ما الذي ترينه ؟!

- أفترض أنني فهمت سؤالك كما أردته أن يكون على الرغم من مراوحتي عند جملة"على حساب قيمتها المُبكّرة "، وإذا أفترضتُ أنك تقصد المُبكّرة في الاكتشاف والكشف، فأنا معك تماما، ومع الذين ذهبوا وأوغلوا بعيدا في دُغل المعنى، وكما استطردت في السؤال السابق أؤكّد أنني انطلقت من المُسلّمات ذاتها، الله الوطن الأمّة، وإذا بي أكتشف أنّ الله هو الأنا، وأنّ الوطن هو الامتيازات المُستحدثة لخدمة الأنا، وأنّ الأمّة وُجدت فقط لحمل تلك الأنا فوق الأكتاف لتواصل هُتافها المزمن لهذه الأنا جيلا بعد جيل.

• كتاب آخر أظنك اطلعت عليه، تناول مفصل التوراتيات في شعر درويش للصديق أحمد أشقر، مع أنه دراسة من باحث متمكن ومتخصص في علم الأديان المقارن وبلغة البحث العلمي، أنتج ذات الزوابع الرملية، هل البحث في الأديان أقل قداسة من البحث في الأدب ؟ ما هي الحكاية بالضبط !

- لا أعلم إذا كنت بخجل أم بأسف سأصرّح لك أنني لم أطّلع على الكتاب المذكور،مع أني واظبت لأكثر من مرّة السؤال عنه في أروقة المكتبات ببيروت، ونظير اهتمامي وُعِدّت بتأمين الكتاب، وذلك نتيجة لفت انتباه من أكثر من جهة أنّ الكتاب المذكور قد جاء على الاستشهاد بإصدار " إسرائيليات بأقلام عربية" والعزيزة سوسن البرغوتي حاولت تزويدي بنسخة ألكترونية عبر النت، لكنني كما تبيّن أفتقد إلى بعض الأنظمة في جهازي، فتعذّر فتح الملف، لهذا لا أستطيع أن أبدي أي وجهة نظر قبل الإطلاع على الإصدار، مع أنني قرأت بعض الدراسات في صحف أردنية تضع بعض المقاربات بين الإصدارين، ولا يسعني العتب على الأستاذ أحمد الأشقر بعدم تأمين الكتاب لي، لأنني لم ألبِ في يوم أي طلب من هذا النوع، ليس بالتأكيد ترفّعا، بل لاستحالة القدرة، فتخيّل أنني أطالب منذ إصدار الكتاب وحتى اليوم بعشرات الرسائل يوميا لتزويدها بنسخ من الكتاب مع أنّ "دار الهادي " جهة الإصدار-بيروت - لا تبخل على الإطلاق بتزويدي بأي كمية من النسخ وبدون أي مُقابل، ولكنني كما ذكرت لك أنا كائن لا يستمتع بشيء في دُنياه قدر تمتّعه بكسله، وخاصّة عندما يشعر بأنّ كل شيء صار باهتا، وكل شيء صار وليد البُهتان. من باب النرجسية وربما الغرور سأقول لك أنه لولا "إسرائيليات بأقلام عربية " الذي فتح الباب، ربما لم يُكتب لسواه الوجود حتى اليوم.

• أدب المقاومة وشعر المقاومة بالذات، البعض يردد أنه كان مرحلة وليس رواية؟ هل توافقين ! وبالمناسبة بعيداً عن فلسطين تحديداً في لبنان أية ترجمة يمكن الوقوف عليها بالقياس؟

- الوقائع يا عزيزي تجاوزت موافقتي بأشواط، بالتأكيد كانت مرحلة وعبرت، قبل خروج "الماريّن من بين الكلمات العابرة "، المارّون أصبحوا أسياد المرحلة، وشعراء "تقاوم " الصف الأوّل بيادقها، ومن تبقّى من حملةهذا الموروث، صار متّهما بالرجعية والتخلّف، والغلبة الإبداعية اليوم لمؤيدي مشروع الشرق الأوسطي الجديد، ما لا أفهمه هل تعنّد إسرائيل في عدم إعلان السلام مع دول الجوار هو تواطؤ متّفق عليه مع هذه الدول؟، وهل عدم إعلان الحرب من دول الجوار هو حفظ خاطر لإسرائيل مُتَوَاطَأ عليه أيضا؟!!!
القراءة في لبنان مُلتبسة دون ريب، وخاصّة أنها قد خرجت من "كرافات" المنطق لتتلفّح بكوفيّة التلاسن، وما بين الكرافات والكوفيّة بالتأكيد ثمّة "قلوسة " تلملم النتائج وتمهّد للمجهول غير المرغوب فيه على الأغلب.

•الاختناق الذي كان سمة عقدين سابقين من الزمن، ما مبررات اصطناعه اليوم خاصة بعد انتصار المقاومة في أكثر من جغرافيا؟

- تنوّع الجغرافيا ذاتها، واختلاف الطبيعة والطبائع فيها، تخيّل مثلا أنّ سهل البقاع تصل درجة الحرارة فيه إلى 6 أو 7 درجات تحت الصفر، مما يضطّر المرء فيه إلى مُلاصقة النار ومرافقتها على مدار فصل وأكثر من السنة، ناهيك عن طبيعة التَنْشأة المذهبية التي يعيشها أبناء الطوائف، فمثلا الطبيعة الكربلائية التي تستحضر المناسبة كلّ عام ولا تبخل في طرح غيض من فيض دمّ الذاكرة خارج شرايينها كلّ عام تكرّس لمفهوم الشهادة لدى الأجيال، بينما بالمُقابل نجد طوائف أخرى تُنادي بمحو الذاكرة وإتلاف الماضي بكامل تفاصيله، لصنع التاريخ من جديد، وهنا لا يسعك أن تتقبّل فكرة المراوحة داخل نطاق الذاكرة خشية الغرق، وبالتالي لا يسعك أن تتنصّل من ذاكرتك فتصبح مريضا تائها مسلوب الوجود استلابا تامّا. المشكلة ربما بأساليب المُفاضلة وسلوكيات التخيير.


• تجربة الأثير، كيف تصفين حوافها المدببة ؟ هل يمكن اعتبارها من الطارىء وجدار للوقت أم هي مركبة فضائية بامتياز!

- يااااااااااه ه ه ه ... كم ضروريّا هذا السؤال، سجّل لصالحك يا صديقي كلمة شكر مُضاعفة، النت وسيلة من وسائل التعارف والتواصل والتجاذب والتقارب والتزاحم والتواجد والتعويض، مبتدئات كثيرات "يطحشن " طحشتهن الخَفِرَة ليطاولن الأثيرويخرجن من تهميش المحيط والواقع، الأغرب أن تجد طائفة من المستجدات وقد بلغن من الصمت الإبداعي والأدب الاحترافي عتيّا حتى بلغن سنّ اليأس، ولتعويض الزمن الضائع يتهافتن بضراوة لصرع الزمن والتجارب والمرايا،وكأنهنّ يكتبن من باب الطوارىء والتعبئة العامّة، أطرف ما قرأت مؤخّرا تحوّل رسالة طويلة من رسائلي المُتبادلة على النت والتي تحمل وجهة نظر سافرة وساخرة لي، أعلنتها في معرض نقاشاتي العامرة عن "فضائح الثقافة" وحقيقتها المُفجعة، وإذا بتلك الرسالة تُنشر بأبرز مفاصلها ومُفارقاتها بفارق رتوشات بسيطة، لتكتسح النت على ظهر "براق" زاجل وتدخل دائرة الحدث والتحديث، ولو كان الأمر يستحق لعرضت النصّ الأصلي قياسا إلى النصّ المُنتحل، ولكنني أترك الأمر للضرورة القصوى، وخاصّة أنني كما أعلنت في معرض الرسالة " أني عرفت منذ حروفي الأولى متعة اللعب مع الكبار" وكانت مجرّد رسالة ولكنها لم تبق مجرّد رسالة بل استصلحت واستثمرت وناهزت الاستفتاء والتصويت. لهذا أتعامل مع النت بحذر شديد سأضاعفه مع الوقت. ناهيك عن أنني لا أنشر على النت قبل نشري أي مادة لي على متن صحيفة لها تاريخها وأصالتها ومُصداقيتها، والنشر على النت يأتي مرحلةلاحقة.


• ما رأيك بمسألة المقاولات الثقافية في بعض المنابر نصاً وعرضاً ؟ هل هي عرض أم طلب !

-الإثنين معا والشاطر هو الذي يعرف كيف يدخل المزاد والأميز هو الذي يفتحه، أعرف الكثير من الشعراء الذين هربوا من أوطانهم بحجّة واقع سياسي ميئوس، أمضوا فترة جحيم من التشرّد والعدميّة، اليوم يجدون من يفبرك لهم مناسبات عالمية بعدما تمكنوا من منصّة اللجوء،وأتقنوا لغة العرض والاستعراض.


• أنت ممن تواصل مبكّراً عبر الشبكة مع الفوانيس عبر الشاطىء الآخر للشباب الذي لا تريد شاشات رادار البعض أن تراهم، كيف تصفين هذه التجربة؟ وهل هناك وفرة مطمئنة للمستقبل ؟

- لعلني أجبت دون أن أدريِ على هذا السؤال، في إشارة سابقة، لكن لابدّ من إضافة هامّة، وهو أنّ احتواء تجربتي على مدار سنوات طويلة ومراحل متعددة وإشادات متنوعة، وتأكيد مستمر للحرف والحُرفة الكتابية، في موقع ألكتروني على النت أدين بكامل هندسته وبنائه للشاعر الأصدق كما أحب أن أتخاطب معه على الدوام والتواصل، هو شاعر الضوء العزيز "تركي عامر" الذي آمل له الخروج من القفص "الثمان أربعيني" كما يسميه، لأنه يستحق أن يقتحم منابرنا العربية قاطبة على غرار الكثير من الشعراء الفلسطيني. أمّا عن المُستقبل فالأثير شاسع والكلّ يصبّ دلاءَه، وسواء كانت تلك الدلاء ذات قيمة، أو ذات هذر، فالأثير كفيل بإيلاء كل ذي إشراق ألقه الراسخ، وليس المُستجد.

• بالمناسبة، مؤخراً انفتحت الشبكة على من انتظرناهم وانتظرونا طويلاً في المغرب العربي، كيف وجدت هذه الهدية السارة من عالم الرقميات في الاتجاهين؟

- بالتأكيد ربط ما يمتد عن شريان القلب وتحويله إلى مجرى النبض المُباشر، هو أمر ميمون ومُبارك، شخصيا لا أدّعي أنني على دراية تامّة بالتفاصيل، ولكن عرفت العديد من التجارب المغاربيّة في مناسبات عدّة سواء عن طريق المكتوب عبر مجلات ومطبوعة متنوعة، وأيضا عبر العديد من المشاركات في مهرجات للشعر العربي.


• سؤال وليس بسؤال، مسألة الزمكانية عندك يا غادا أعطتك ميزة في متابعة الإطلال على المشهد الشعري النسائي في لبنان وسورية معاً، هل عندك من تجارب خاصة مميزة لبعضهن ترين فيها ألقاً خاصاً توجزين لنا عنها...

- عشرات المقابلات المرئية كنت أجد متعة في توسيع دائرة النون لتحتضن أكبر قدر ممكن من المنتسبات إلى ميدان التجربة، السخيف أنني كنت أخرج بكل إفصاح مقصّرة بحق من ذكرت ومجحفة بحق ّمن لم أذكر، لهذا اكتفيت بالتحديق في سطوري ومراياي.

• غادا، أين الحقيقة في مهنة الأبجدية ؟ وهل من أمل ولو بعد القيامة ؟

- لا مقام للحقيقة سوى الأبجدية، ولا منصّة لعرضها غير الورق، الحقيقة جلية قبل القيامة، والحقيقة مشروعة مع القيامة، والحقيقة مؤكّدة بعد القيامة، لكّن الحقيقة بدون مناضليهااجترار وعلك وسفاهة وعُته، وما أكثر المتشدّقين، وما أقلّ الفعل.

2002 - 2007 الحـقائق - المملكة المتحدة



#غادا_فؤاد_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالةمفتوحة إلى جبران تويني
- البقاء في لبنان واجب والهرولة للخروج منه عار
- روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة
- ليس دفاعا عن صدّام حسين
- فساد المواطن في إصلاح التغيير
- تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
- قلم قاصر


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - غادا فؤاد السمان - حوار مفتوح