بوتان زيباري
الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 22:43
المحور:
القضية الكردية
في مهبِّ العواصف، حيث تتلاطم أمواج التاريخ، يتردَّد صدى المواقف بين الأمس واليوم، وكأنَّ القدر يعيد عزفه على أوتارٍ لم يلتئم جُرحها. هناك، بين صفحات الماضي، استظلَّت معارضةٌ بظلِّ قومٍ لم يكونوا يومًا طارئين على درب النضال، فكانت كوردستان العراق حينها ميناء السفن التي أنهكتها مطاردة الطغاة، فهل يستمع أبناء الشام لصوت الأقدار، أم يظلون رهائن للفرقة والخذلان؟
إن في شرقي الفرات أملاً لا يشيخ، وقوةً لم تترنَّح تحت ضربات الرياح، لكنها لا تكون إلا لمن وعى حكمة الأمس واستلهم عبرتها. فكما اجتمع شتات العراق تحت جناح الكورد، هل تُدرك المعارضة السورية أن التشرذم وهن، وأن الوحدة قوّةٌ تُعاند الغرق؟ أيكون لهم في الكورد جسرٌ نحو الخلاص، أم يظلون في التيه، يقتاتون على وعودٍ لم تُخلَق لتتحقّق؟
ما أغرب الدروب حين يتجاهلها السائرون، وما أعجب العيون حين تعمى عن مرافئ النجاة! هناك، حيث ترقص الريح فوق سهول الجزيرة، وحيث تُخضِّب الشمس ضفاف الفرات، يولد وعدٌ لكلِّ من يحسن قراءة الزمن، فهل من قارئٍ يتدبَّر، أم أن الحكمة كُتبت على الماء، لا تقرؤها إلا الأمواج العابرة؟"
#بوتان_زيباري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟