أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكيخوه - ديننا اسوء من القنبلة النووية.














المزيد.....


ديننا اسوء من القنبلة النووية.


فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)


الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 18:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في منتصف ثمانينات القرن الماضي ،عندما كنا طلاب في جامعة الموصل ،كان في مرحلتنا شاب وسيم اسمه إدريس ، إدريس هذا لم يكن وسيما فحسب بل انيقا مرحا مطلعا يقرأ كتب كثيرة في الأدب والشعر ,على اطلاع جيد بالأديان الإبراهيمية ,شجاعاً في الطرح لا يخاف أحد ،اعجبتني شخصيته وأصبحنا بعدها أصدقاء ، وكنت في بعض الاحيان اصطحبه معي في جولاتنا إلى بعض الأديرة والأعياد المسيحية..والحق يقال ،بأننا في ذلك الزمان لم نكن نتحدث وندخل في نقاشات في الأديان مطلقاً،ولا أتذكر أنني دخلت في جدال عن الأديان، ولم نعرف نحن من هم السنة والشيعة وما الفرق بينهما،ولم يكونوا أصدقائي المسلمين أيضاً يعرفون ويفرقون بين طوائفنا المسيحية من الكاثوليكية والارثوذكسية وغيرها،فلا أحد يهتم على الأقل في الوسط الجامعي ..معلوماتنا عن الإسلام اخذناها أولا من الدراسة في المتوسطة في درس التاريخ ومن فيلم الرسالة والذي كنت أحبه لأنني بطبعي احب التاريخ ،أما المسلمين فاعتقد ،كانوا جاهلين بابسط أمور العقيدة المسيحية ،ربما لأن التوراة والإنجيل في نظرهم كتب محرفة وجب تجاهلها،ولكن الأمر لم يكن هكذا مع ادريس ،فحبه للقراءة والاطلاع وحب الفضول أيضاً ،جعله يطلب نسخة من العهد القديم والجديد من أحد أصدقائه في الإعدادية.وعندما كنا نلتقي أكاد أجزم أنه الوحيد الذي يتحدث معي في أمور الدين كل سنوات الجامعة ،وكنت معجب بمعرفته الواسعة بأمور كثيرة في العهد القديم والجديد أفضل مني بمراحل…يوم من الايام كنا في زيارة أحد الأديرة في حي العربي في الموصل ،فجلس يراقب الجمع من شباب وشابات وهم يرقصون ويغنون وبعضهم يتمشى بالقرب منا في حدائق قريبة من الدير .." يا فارس ،ديننا أسوأ من القنبلة النووية",قال لي في حسرة ،فقلت له ،ادريس ما لك يا صديقي ؟ فقال :انظر هناك دير،وهناك أناس يصلون ويوقدون الشموع وهنا أناس يرقصون ويتمشون ويجلسون ويتحدثون،الكل متفق وجميل المنظر والملبس لا مشكلة ،لا هذا كافر ولا هذا نجس،لا كراهية..نحن ليس عندنا مثل هذا الشيء .نحن نعتبركم مشركين وأعداء الله ،ومكانكم النار خالدين فيها ،والقرآن يحث المؤمنين به لقتالكم واخضاعكم حتى يكون الدين كله لنا نحن المسلمين…أيعقل ،مثل هؤلاء الناس الحلوين الطيبين يكون مثواهم النار ،وشيخ الجامع الذي أتردد إليه،رجل فاشل في حياته ،دجال لا يهمه غير الفلوس ،يضحك علينا وهو متزوج من ثلاثة ،وواحدة منهم أصغر من بنت اخي ،ويأتي ويتكلم عن الأخلاق ويذهب هو للجنة ؟؟؟ …اتعرف لماذا اطرد من الجامع ؟ يقولون للآخرين بأنني سكران ،والحقيقة،انني اشرب الكحول واذهب للجامع لا اكذب ،ولكنني عندما اذهب أشعر أنني رجل غير منافق ،اسأل أسئلة كثيرة ولماذا زرع فينا هذا الدين كل هذه الكراهية والبغضاء والعداء للآخرين ؟ بل في احدى المرات قلت للشيخ بأنني استطيع أن آتي بأفضل من آيات القرآن ، وانت تعرف مقدرتي يا فارس ،لكن الشيخ سخر مني كالعادة ،وأراد إخراجي من الجامع…اه يا فارس ،لو قلت لك ماذا يعلموننا في الجامع وماذا يزرعون في عقولنا وماذا يقولون عنكم ؟ صدقني وكما قلت لك ،ديننا اسوء من القنبلة النووية ،على الأقل القنبلة النووية ،آثارها كبيرة ولكن محدودة زمنياً ولكن ديننا آثاره كارثة حقيقية لكل الأزمنة ،ولكن من عنده جرأة واحد مثل ادريس…. وصراحة القول ،أن كلام صديقي إدريس لم أستوعبه كثيرا،فأنا حينها كنت جاهلا بأمور السيرة ،وطبعا لم أقرأ في حياتي القرآن ،فسكت بدون تعليق ولكن تعلقت هذه العبارات في ذهني لأنني سمعتها منه وهو حزين وهذا ليس ابدا من طبعه ، فرجعت وقلت له " خلي بالك على نفسك "رغم علمي أن لا أحد يستطيع أن يؤذيه في الجامع لأن أخاه الأكبر كان ضابطا كبيرا في الأمن العامة في وقت حكم صدام وكان معروفا في المنطقة..
قلت له دعنا من هذا كله ،لنستمتع بالاجواء ،خذلك سيجارة وانا اروح اجيب النا شوية مرطبات…بعد عقود من ذلك اللقاء ، أخذني الزمان من مكان إلى آخر ،من قارة إلى أخرى ووجدت نفسي ابحث واتعمق في الأديان،ابحث عن أجوبة لشكوكي في عالم أستطيع أن أفكر واعبر بحرية ،بعدها تغيرت قناعاتي كثيرا، وأدركت أن الأديان تنضح بشرية وأدركت مأساة ومعاناة شخص مثل ادريس،وأدركت أن كلامه كان في الصميم …فكم ادريس هناك لا يستطيع البوح عما في أعماقه ودواخله ورفضه لذلك المتراكم المترسخ في العقول.
تحياتي لصديق الدراسة ادريس الجرئ ،اتمنى له كل خير….

تحياتي..
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير.



#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رأس كل مسلم فاهم دينه بصورة صحيحة 2.
- منطقية الأديان...2
- همجية......بلا حدود.
- بعض الكلام.
- .في رأس كل مسلم فاهم دينه بصورة صحيحة
- منطقية الأديان 1.
- الأديان.... حقيقة أم وهم 2.
- الأديان.... حقيقة أم وهم 1.
- قصة وتعليقات ثم ازدواجية المعايير.
- انتكاسة العقل البشري.
- المشكلة في عقلي أم في ؟
- لا إكراه في الدين.
- الارهاب يعيش بيننا.
- وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ 
- كل مسلم ارهابي ،لو اتبع القرآن والسنة......السيد أحمد القبان ...
- هل صدق الله العظيم....4
- الشخصية المحمدية....في سطور 10
- الشخصية المحمدية....في سطور 9
- الشخصية المحمدية...في سطور 8
- الشخصية المحمدية....في في سطور 7


المزيد.....




- مليارديرة يهودية تكشف تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو
- عراقجي: الجمهورية الاسلامية اوفت بدورها في دعم المقاومة
- كيف يُعاد تشكيل صورة الإسلام في أوروبا؟
- -دجال فاشل-.. خبير مصري يرد على حاخام يهودي متشدد
- حاخام يهودي متشدد: ندعو الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
- حاخام يهودي متشد: ندعوا الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
- قوات الاحتلال تهدم منزلاً وغرفة زراعية في سلفيت
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية بجودة ...
- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكيخوه - ديننا اسوء من القنبلة النووية.