رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 17:51
المحور:
المجتمع المدني
منذ الأزل، كان السؤال عن ماهية الإنسان ومكانته في الكون محط اهتمام الفلاسفة واللاهوتيين والعلماء. هل وُجد الإنسان ضمن خطة محكمة، أم أنه خرج عن السيطرة وأصبح مجرد كائن يتكاثر بلا هوادة، مستهلكًا موارده حتى الفناء؟ هذه الفكرة تفتح بابًا واسعًا للنقاش بين الدين، والفلسفة، والعلم.
1. الإنسان كمنتج لتجربة غير مكتملة إذا افترضنا أن الخلق كان عبارة عن تجربة تهدف إلى إنتاج كائن متكامل قادر على التفاعل مع البيئة بشكل متزن، فإن الإنسان يبدو وكأنه خرج عن السيطرة. فبعد أن زُود بالعقل والإرادة، بدأ في التصرف بطرق لم تكن متوقعة، متجاوزًا الحدود الأخلاقية والبيئية التي قد يكون خُلق ضمنها.
2. بين الفوضى والمخطط الإلهي من منظور ديني، يُنظر إلى الله على أنه كليّ المعرفة، مما يجعل فكرة "التجربة الفاشلة" غير متوافقة مع هذا الطرح، لأن كل شيء يسير ضمن إرادته. لكن إذا تأملنا في الكوارث الطبيعية، الحروب، والتدمير البيئي، قد يخطر في بالنا أن الإنسان لم يكن تحت سيطرة كاملة منذ البداية، أو أنه أُعطي الحرية التي سمحت له بالخروج عن المخطط الأصلي.
3. التكاثر والدمار: هل هو مصير محتوم؟ إذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن الإنسان يسير في دورة لا تنتهي من البناء والتدمير. يستهلك الموارد حتى تصل إلى نقطة حرجة، ثم يحاول التكيف أو الابتكار لتجنب الانهيار. لكن هل يمكن أن يصل يوم تنتهي فيه هذه المحاولات، ويصبح الحل الوحيد أمام البشر هو القضاء على بعضهم البعض؟ هل نحن في طريقنا نحو انقراض ذاتي؟
4. البدائل الممكنة: هل يمكننا تصحيح المسار؟ رغم أن فكرة أن البشر يسيرون نحو الهاوية تبدو متشائمة، إلا أن التاريخ يثبت أن الإنسان قادر على الابتكار والتكيف. ربما نحن نقترب من مرحلة حرجة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا سنصل إلى النهاية. قد يكون الحل في تغيير أنماط التفكير، واستغلال التكنولوجيا بشكل مستدام، وإعادة النظر في علاقتنا بالبيئة.
أخيرا قد يكون الإنسان قد خرج عن المخطط، أو ربما لم يكن هناك مخطط ثابت من الأساس، بل عملية مستمرة من التفاعل والتطور. لكن السؤال الأهم ليس ما إذا كنا تجربة فاشلة، بل ما إذا كنا قادرين على التعلم قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة.
هل يمكن للإنسان أن يعيد كتابة مصيره؟ أم أننا مجرد كائنات تسير نحو حتفها دون وعي؟ هذا ما سيكشفه المستقبل.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟