أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ديار الهرمزي - دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم














المزيد.....


دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 17:50
المحور: حقوق الانسان
    


ماذا تعني دموع الأطفال الجائعة يا حكام؟
سؤال يحمل في طياته صرخة إنسانية تتجاوز حدود الكلمات وتفتح أبواب التأمل في معنى السلطة، المسؤولية والعدالة.

لفهم عمق هذا السؤال، نحتاج إلى تحليل أبعاده الإنسانية، السياسية، الأخلاقية، والاقتصادية.

البُعد الإنساني:
الدموع كلغة عالمية

دموع الأطفال الجائعة ليست مجرد تعبير عن الألم الجسدي بل هي انعكاس لفقدان الأمل وانكسار البراءة.

الطفل الجائع لا يملك كلمات معقدة ليصف ألمه، لكن دموعه تقول كل شيء:

أنا موجود لكن غير مرئي.
أنا أتألم لكن لا أحد يسمعني.
الدموع هنا ليست ضعفاً بل أقوى شكل من أشكال المقاومة الصامتة ضد عالم مليء بالتجاهل.

البُعد السياسي:
عجز السلطة وفشل السياسات

دموع الأطفال الجائعة هي نتيجة مباشرة لقرارات سياسية خاطئة:

حروب عبثية تستهلك الموارد.
فساد حكومي يحوّل ثروات الشعوب إلى جيوب قلة.
عقوبات اقتصادية تؤذي الأبرياء أكثر من الأنظمة.

الحكام الذين يرون هذه الدموع ويواصلون تجاهلها يثبتون أنهم يديرون دولاً لكنهم فقدوا القدرة على قيادة شعوبهم إنسانيًا.

البُعد الأخلاقي:
أين الضمير؟
الضمير الحي لا يحتاج إلى اتفاقيات دولية كي يتحرك.

عندما يصبح الطفل الجائع مجرد خبر عابر أو صورة في تقرير فهذا يعني أن المجتمع يعيش في حالة تبلد أخلاقي.

دموع الأطفال هي مرآة تعكس قبح صمت العالم وتكشف زيف الشعارات التي تتحدث عن حقوق الإنسان.

البُعد الاقتصادي:
ثروات مهدورة وجوع بلا مبرر

يعيش العالم اليوم في فائض غذائي يكفي لإطعام الجميع لكن سوء توزيع الموارد والاحتكار يحوّل الغذاء إلى سلعة يتحكم فيها الأقوياء.

دموع الأطفال الجائعة هي نتيجة:
أنظمة اقتصادية جشعة تفضل الربح على الإنسان.
أزمات مصطنعة لزيادة النفوذ والسيطرة.

في عالم يُنفق تريليونات على التسليح يصبح من المعيب أن يموت طفل بسبب الجوع.

الرسالة للحكام:
من المسؤول؟
الحاكم ليس مجرد مدير دولة بل راعٍ لشعبه.

دموع الأطفال هي شهادة ضد كل من جلس على عرش الحكم وتجاهل معاناة شعبه.
الحكام الذين يفشلون في حماية أبسط حقوق الأطفال لا يمكنهم الادعاء بأنهم قادة حقيقيون.

في نهاية المطاف، سيُحاسب التاريخ والضمير وحتى الأديان كل من وقف مكتوف الأيدي أمام مشهد طفل يموت جوعًا.

كيف تُترجم هذه الدموع إلى أفعال؟

للحكومات:
إعادة تقييم السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
إنهاء النزاعات التي تدمر البنى التحتية وتقطع سبل العيش.

للمجتمعات:
تعزيز ثقافة التضامن والوعي بمشاكل الفقر والجوع.
دعم المنظمات الإنسانية المستقلة عن الأجندات السياسية.

للفرد:
تحمل المسؤولية الأخلاقية بعدم تجاهل هذه القضايا والضغط على صناع القرار للتحرك.

دموع الأطفال الجائعة… محاكمة صامتة للعالم
هذه الدموع هي الوثيقة الوحيدة التي لا تحتاج إلى توقيع لتدين البشرية جمعاء.

إنها صرخة ضد الظلم.
إنها دعوة لإيقاظ الضمير.
إنها تذكير بأن الإنسانية ليست شعارًا بل التزامًا.

فهل ما زال في قلوبكم شيء من الرحمة؟
أم أن دموع الأطفال الجائعة ستظل تُراق حتى تجف آخر قطرة من إنسانيتكم؟



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن هو الحكم
- بوزبوري وباصولخان كانا قائدين تركيين في الجيش الساساني
- سر النجاح لبعض البشر الكرامة كنموذج للقوة السياسية
- ليس كل سياسي يفهم السياسة
- الإنسان نوعين مختلفين العاقل والمسيء
- ما هي الروح؟
- البعض يتظاهر وكأنه يريد نجاحك
- أصل كلمة ترك
- مفهوم الانتصار فلسفيًا
- النصر ليس حكرًا على الأقوياء جسديًا بل على الأقوياء نفسيًا و ...
- آسيا الوسطى المعروفة بأنها ملتقى الحضارات والثقافات عبر التا ...
- لماذا أهمل علم الإجتماع في العراق؟ ما أهمية علم الإجتماع؟
- إدارة مؤسسة أو حزب بعقل واحد هي ديكتاتوربة بامتياز
- هل نحن نعيش في الماضي
- استغلال المناصب في ظل غياب العدالة
- العدالة ليست مجرد فكرة، بل هي نظام حياة
- روعة الإنسان يمنح الآخرين الأمان
- ابتلينا بالأخطاء السياسيين
- من يقف وراءه السياسة فرق تسد
- الأكاديميون هم العمود الفقري لأي نهضة وطنية


المزيد.....




- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا بانسحاب واشنطن من أونروا ومجلس حقوق ...
- -رويترز-: ترامب يسحب بلاده من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنس ...
- العفو الدولية تطالب واشنطن باعتقال نتنياهو
- البيت الابيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا بالانسحاب من مجلس حقو ...
- رويترز: ترمب يوقع أمرا تنفيذيا يقضي بانسحاب أمريكا من مجلس ا ...
- وزير خارجية السودان: نشكر مصر قيادة وشعبا على كرم الضيافة وا ...
- قطر تشارك في أعمال الدورة العادية الـ55 للجنة العربية الدائم ...
- نتنياهو يلتقي ترامب: ما هي ادعاءات جرائم الحرب ضد إسرائيل وح ...
- اعتقالات ومداهمات خلال عدوان الاحتلال المتواصل على طمون ومخي ...
- الأمم المتحدة تعلن تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ديار الهرمزي - دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم