أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟














المزيد.....


حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 20:20
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


باب الدروازه (كلمة فارسية تعني الباب المفتوح ) او شارع باب الدروازه , واسمه الرسمي سابقا شارع الملك غازي ,حسب ما أتذكر , يقع في مدينة الكاظمية من بغداد . باب الدروازة كان الشارع الذي يؤدي الى أسواق الكاظمية والتي كانت تتمركز بالقرب من المسجد الكبير (المرقد الكاظمي) حيث كان يحيطه سوق الاسترابادي من طرف باب القبلة , وسوق الذهب من طرف الأنبارين , وسوق الخضار وسوق السقاءين من طرف البحية وسوق بيع اللحم بجانب باب المراد.
شارع باب الدروازه كان الشارع الرئيسي للمدينة وفيه دائرة البريد ومستشفى حماية الأطفال الذي شيدها المرحوم والد الراحل احمد الجلبي و مدرسة اعدادية البنات والتي شيدت على المقبرة بجانب مغتسل الكاظمية . فكان مركز انطلاق مصلحة نقل الركاب العامة الى بغداد ( باب المعظم) من مركزها القريب من دوار باب الدروازه (ساحة قريش ), واعتقد ما زال هذا الدور باقيا تحيطه بسطات الباعة .
مناسبة كتابة هذه الكلمات هو ما لاحظناه من الحرائق المدمرة التي اشتعلت في مدينة لوس انجلوس من ولاية كاليفورنيا الامريكية. فعلى الرغم من شهرة الولايات المتحدة بقواعد محاربة الحرائق الصارمة , الا ان هذا البلد المترامي الأطراف لا ينجوا منها , وفي بعض الأوقات كبيرة جدا تعجز الإمكانيات المتوفرة في المدينة من اخمادها كما شاهدناها في لوس انجلوس , والتي دمرت اكثر من 12 الف بناية بالكامل وعشرات الالاف الهكترات من الغابات , وموت على الأقل خمسة و عشرين شخصا , بكلفة تقدر بين 135 و 150 مليار دولار ,كما هو عليه في 16 كانون الثاني .
طيب , اذا كانت جميع التحوطات التي تتخذها الإدارة الامريكية ضد نشوب الحرائق قد فشلت في لوس انجلس , فهل من المستحيل ان لا ينشب حريق في شارع باب الدروازه والذي يفتقر الى ابسط ملتزمات السلامة . من لم يزور هذا الشارع المكتظ بالباعة والمتسوقين فاني سوف احاول ان اعطيه صورة مبسطة حوله . عند وصول المسافر الى بداية شارع باب الدروازه , قرب إدارة إطفاء الحرائق , سوف يلاحظ ان اعداد لا تحصى من البسطات تمتد الى شارع باب القبلة , حوالي كيلو متر . هذه البسطات من الكثافة بحيث من الصعوبة مرور سيارة من الحجم الصغير من وسطها . البسطات متنوعة جدا , كل شيء يباع تجده في هذه البسطات من فاكهة وخضر, مخللات , مجوهرات اصطناعية , احذية , ملابس مستعملة وغير مستعملة , كرزات , عطور, شتلات زراعية , ومواد عطاريه . وانت تمر من جانب هذه البسطات لا تشاهد ما تعرض الدكاكين من سلع , وهو امر لا ليخلوا من مشاجرات بين بائع البسطة وأصحاب الدكان , حيث ان الأول لا يدفع أيجار شهري لبسطته , وانما أصحاب الدكاكين .
وطبعا , وكلما تقدمت نحو شارع باب القبلة من جهة باب الدروازه كلما ضاق الشارع حتى يصبح لا يكفي لمشي اثنين من المشترين جنبا الى جنب. فعلى الرغم من وجود دكاكين للباعة على طرفي الشارع الا ان وسطه قد احتل من قبل أصحاب البسطات وبذلك اصيح للشارع ذو طريقين للمرور, كل واحد لا يسمح بمرور متبضع واحد.
وعندما يكون الهرج والمرج صاحب الموقف , تصبح وسائل السلامة من المنسيات , ولا احد يفكر بنتائج نشوب حريق , الكل متوكل على الله كما يقول المثل العراقي, ولكن أقول ان ابسط حريق في هذا الشارع سيكون كارثة على الباعة والمتبضعين . وحبذا لو خسر البائع رأسماله والمشتري حاجاته , انما سيخسرون ارواحهم أيضا , لأنه بكل بساطة لا يوجد مجال في هذا الشارع من تسيير عربة صغيرة , فكيف بعربة إطفاء حرائق؟ بكلام اخر , سيضيف هذا الحريق , لا سمح الله, رقما اخر الى أرقام الخسائر القياسية في العراق و التي كان من السهل تجنبها لو استخدم أصحاب الأبنية وسائل الحماية من الحرائق , و تفعيل التعليمات , وعند مديرية الدفاع المدني الامكانية لإخمادها.
ما زال بعض العقارات تستخدم المواد المحرمة للبناء وما زال أصحاب السلطة يغضون النظر عن هذه الخروقات , وعند نشوب الحرائق تضع الائمة على أصحاب العقارات او المخازن الذين لا يلتزمون بتعليمات السلامة دون مسائلة سلطات الرقابة عن التلكؤ بواجبهم . ولو سئل المسؤولون عن السلامة مع كل حادثة لما تكررت الحوادث. في الولايات المتحدة على كل صاحب بيت التأكد من عمل بطاريات منبه الحريق , وبعكسه ترفض شركات تامين داره .
رجوعا الى أصحاب البسطات . لا توجد مدينة في العالم لا توجد فيها بسطات , ولكن هذه البسطات محجوزة لمناسبات معينة , او ليوم واحد فقط , او ليلية واحدة فقط. بكلام اخر لا تجد بسطات على الطرقات على مدار أيام السنة واعتبارها مركز رزق , الا فقط عندما تزور مناطق عيش الاامش (Amish) في أمريكا . هذه المجموعة البشرية يعيشون سوية في قرى , ويبيعون ما يزرعون في ارضهم . أي ان مكان البسطة على ارضهم لا على ارض الغير ولا على الطرق العامة .
ولكن البسطات في العراق أصبحت مصدر رزق لعشرات الالاف من المواطنين الذين لا يجدون عملا , البعض منهم يحمل الشهادات الجامعية.
وعليه , وحفظا للرواح البريئة , وصيانة المال , وحماية كرامة المواطن , على الدولة التحرك نحو انصاف هؤلاء البشر الذين اصبحوا ضحية فشل الحكومات في توفير فرص عمل مناسبة لهم . لا احد يرغب ان يبيع قهوة ( جكليتيه) على قارعة الطريق حتى الصباح وفي شارع غير مأهول لولا الحاجة وحفظ الكرامة . وان حفظ كرامة المواطن لا تتحقق الا بالتدخل الحكومي , بناء مجمع تجاري لهم يحتوي على جميع وسائل الحماية من الحرائق . في بغداد , مناطق غير مأهولة وكثيرة أيضا , وان موظفي امانة العاصمة يعرفونها جيدا اين تقع, وما على السيد محمد شياع السوداني الا التحرك لأنصافهم , واحلف بالعباس , سيربح أصواتهم في الانتخابات العامة القادمة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...


المزيد.....




- ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
- ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
- مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا ...
- هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟ ...
- هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟ 
- رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
- الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي ...
- الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية ...
- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟