أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساءلة الحكومة














المزيد.....


دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساءلة الحكومة


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 20:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أثار قرار رئيس مجلس النواب المغربي بإحالة برلمانية على لجنة الأخلاقيات بسبب تطرقها لموضوع النقل الحضري بمدينة فاس خلال مناقشة قطاع السياحة جدلاً دستوريًا وسياسيًا واسعا، إذ يشكل هذا القرار مسًّا بحرية التعبير البرلمانية وضربًا لمقتضيات الفصل 64 من الدستور، الذي يضمن حصانة النواب داخل البرلمان.
دور البرلماني لا يقتصر على مناقشة المواضيع المدرجة فقط، بل يشمل مراقبة الحكومة وإثارة قضايا تؤثر على حياة المواطنين، بما في ذلك النقل الحضري، خاصة إذا كان مرتبطًا بقطاع السياحة، إذ يمكن اعتباره من متطلبات تطوير هذا القطاع. وقد دأب نواب الأمة على مناقشة معضلة النقل الحضري، وكانت الحكومة، عبر وزير الداخلية، تتفاعل مع قلق النواب بشأن هذا القطاع الذي له ارتباط بالعديد من القطاعات دون أن يُعتبر ذلك خروجًا عن اللياقة أو مبررًا للإحالة إلى لجنة الأخلاقيات.
وعليه، فإن قرار رئيس مجلس النواب بإحالة البرلمانية على لجنة الأخلاقيات يفتح الباب أمام تأويلات قد تُستخدم مستقبلاً لتقييد عمل النواب، وهو ما يتعارض مع المبادئ الديمقراطية وروح الدستور.
ومع ذلك، فإن جوهر النقاش لا يتعلق فقط بمدى اختصاص البرلمانية في طرح قضية النقل العمومي داخل جلسة تناقش السياحة، وهو أمر يدخل ضمن صميم دورها الرقابي، بل أيضًا بطريقة التعامل مع الواقعة. فقد يكون التوجه إلى رئيس الحكومة بلهجة حادة بعبارة "الله يعطينا وجهك" أمرًا مألوفًا مقارنة بما تم التطبيع معه داخل قبة البرلمان في عهد حكومات سابقة، - ونستحضر هنا وصف الحسن الثاني رحمه الله للبرلمان "بالسيرك الكبير"-، لكنه في الوقت نفسه قد يثير النقد بناءً على مدونة الأخلاقيات البرلمانية لسنة 2024، ولا سيما المادة 390 التي تنص على أنه "يجب على النائبات والنواب التعبير عن آرائهم بلباقة واحترام، وتجنب استعمال ألفاظ أو عبارات تنطوي على التهديد أو الترهيب أو الاستفزاز أو الشتم."
وبالرغم أن العبارة قد تحمل طابعًا "استفزازيًا"، وقد كان من الممكن استبدالها بتعبير أقل حدة، مثل "أنا لا أريد أن أكون مكانكم" (Je n’aimerais pas être à votre place)، تفاديًا لأي تأويل قد يُستغل لضرب جوهر النقاش السياسي فإنه كان بإمكان رئيس مجلس النواب من جانبه في نظرنا الاقتصار على تنبيه البرلمانية شفويا إلى حدة خطابها وأسلوبها، بدلًا من تبرير الإحالة بمسألة هي من صميم اختصاصها.
يعكس هذا الجدل الحاجة إلى التوازن بين احترام الاختصاصات والمؤسسات، وبين ضمان ممارسة النواب لدورهم الرقابي بحرية تامة، دون تقييد غير مبرر للحصانة البرلمانية التي تشكل جوهر الديمقراطية التمثيلية.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال ال ...
- جدران للمبكى وسعادة للبيع
- مدونة الأسرة بين صراع القيم وصخب النقاش العمومي
- النسبية أو التريث: فن التعامل مع الواقع
- التنمر والخطابات العدائية عبر الإنترنت في القانون المغربي
- النجاعة القضائية بين المفهوم والممارسة
- تعليق بيت الزوجية وعدم إدخاله ضمن إحصاء التركة: مسودة دراسة ...
- قراءة نقدية في مشروع القانون رقم 02.23 المتعلق بالمسطرة المد ...
- من -المختصر في تاريخ مهنة المحاماة-
- لماذا خرج المحامون المغاربة للشارع ؟
- أي مستقبل لمهنة المحاماة في ظل مشروع قانون المسطرة المدنية ؟
- عبد العزيز النويضي
- مطرقة القاضي
- حصانة المرافعة في القانون المغربي
- ادريس الضحاك
- حق الملح
- ما بين كل شيء ولا شيء
- مستجدات مسودة مشروع قانون تعديل قانون مهنة المحاماة بخصوص مس ...
- ظاهرة التحريض
- في قفص الاتهام


المزيد.....




- كتائب القسام تبث مشاهد لتسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسر ...
- مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا للضرب ...
- أهالي قطاع غزة يستقبلون الأسرى
- -الأونروا- .. سؤال المصير عن خدمات الصحة والإغاثة والتعليم ...
- مكتب إعلام الأسرى: إفادات الأسرى المحررين تكشف جرائم التعذيب ...
- شاهد.. تواصل الإنفلات الأمني في سوريا مستهدفا الأقليات!!
- خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق ...
- كاميرا العالم توثّق مشاهد تسليم الأسرى من ميناء مدينة غزة
- ماذا نعرف عن عاطف نجيب المتهم بتعذيب الأطفال في سوريا؟
- مصر.. الحكم بالإعدام غيابيا على محمود فتحي المقيم في سوريا


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساءلة الحكومة