أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماهر حسن - -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . الجزء الثاني: الهروب من الحقيقة؟














المزيد.....


-الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . الجزء الثاني: الهروب من الحقيقة؟


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 14:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ثمة من يتغير ملامحه فجأة عند سماع "فيدرالية"، إذ نلاحظ وجوه مشدودة، عيون تتسع خوفًا، وقلوب تبدأ بالنبض بشكل أسرع. هل هذا بسبب أن الفيدرالية هي الشبح الذي سيطيح بوحدة سوريا؟ أم أن الخوف منها هو مجرد رد فعل تلقائي من مجموعة ألفت أن تعيش في الظلام دون أن تجرؤ على رؤية النور؟

في بعض الأوساط السياسية، يبدو أن الفيدرالية تعني نهاية العالم كما نعرفه. وكأننا إذا فتحنا الباب لهذه الكلمة، سينهار كل شيء. ومع أن كلمة “فيدرالية” تعني ببساطة توزيع السلطة بين المناطق، فهي تُنظر على أنها حرب أهلية مقبلة أو فتنة مرعبة ستسحب البساط من تحت “الوحدة الوطنية”. فهل من المنطق أن نخشى كل ما هو جديد لمجرد أننا لم نعتد عليه بعد؟

لنأخذ خطوة إلى الوراء: إذا كانت الفيدرالية تعني التقسيم، فلماذا نرى دولًا مثل كندا وألمانيا والهند تعتمد عليها دون أن تُصاب بالجنون؟ في تلك الدول، تُعتبر الفيدرالية آلية لتوزيع السلطة بشكل منظم يضمن التنوع ويحفظ الاستقرار. ومع ذلك، يبدو أن البعض في سوريا يعتبرون أن تقسيم السلطة يعني تقسيم الوطن، وكأن الفيدرالية هي سكين ستقطع أوصال البلاد. فهل الخوف من التعددية السياسية والحقوقية هو السبب الحقيقي وراء رفض هذا النظام، أم أن القلق نابع من فقدان السيطرة المركزية التي تعودوا عليها؟

لا شيء يُثير الفزع أكثر من فكرة أن يتمكن كل جزء من البلاد من اتخاذ قراراته المحلية بحرية. الفيدرالية ليست دعوة للانفصال ولا للتمرد على الدولة المركزية، بل هي محاولة لتوفير مساحة من الحرية لكل مكون محلي ليُعبر عن احتياجاته وتطلعاته، بما يتناسب مع خصوصياته. الفيدرالية لا تعني أن المناطق ستتحول إلى إمارات تتنقل بينها الحدود كما في الخرائط القديمة. بل هي فرصة لمنح المناطق حقها في إدارة شؤونها الداخلية.

لكن العجيب في الأمر أن نفس الذين يخافون من “الفيدرالية” هم أنفسهم الذين يعتبرون أن النظام المركزي هو الحل السحري. ولكن هل استطاع النظام المركزي حتى الآن أن يكون حلاً حقيقيًا؟ أليس هو نفسه الذي خلق مئات المشكلات على مر السنين، من تهميش الأطراف إلى تفشي الفساد؟ أليس من غير المنطقي أن نتمسك بنظام فشل على جميع الأصعدة؟ فهل يبقى الحل في إصرارنا على المركزية حتى وإن أثبتت فشلها؟

وبالطبع، لا يمكن أن نتجاهل ردود الفعل السلبية تجاه مطالب بعض المكونات، مثل الكورد. لماذا يتحول المطالبة بالحقوق إلى جريمة في نظر البعض؟ لماذا يعتبرون ذلك خيانة؟ أليست سوريا وطنًا للجميع؟ أم أن بعضهم يعتقد أن “الوطنية” تعني فقط أن يتبع الجميع التعليمات الصادرة من “السلطة المركزية” دون أي نقاش؟ أليس من الأجدر أن يُسمح لكل مكون سوري بالتعبير عن نفسه ومطالبه؟

الفيدرالية ليست وسيلة لتدمير سوريا، بل هي مفتاح لبناء مستقبل أكثر عدالة. هي خطوة ضرورية لضمان أن يكون لكل منطقة صوتها وأن تُحترم حقوقها. بدلاً من التمسك بحلول بالية لن تُجدي نفعًا، قد تكون الفيدرالية هي الترياق الذي يعيد لسوريا التوازن الداخلي.

إذا كان الخوف من الفيدرالية هو ما يمنعنا من رؤيتها كحل، فربما يجب أن نقلق أكثر من استمرار الوضع الحالي. فمن الواضح أن المركزية قد فشلت في إحداث التغيير المنشود، ولم تلبِّ احتياجات الشعب السوري. ربما حان الوقت لفتح الأفق والنظر في حلول جديدة بعيدًا عن الخوف من التغيير.

إن الفيدرالية ليست نهاية سوريا، بل هي بداية لفرص جديدة، وستكون هي الحل المثالي في ظل الظروف الحالية. فهل حان الوقت لنتخلى عن مخاوفنا ونتبنى فكرة جديدة قد تعيد سوريا إلى مسارها الصحيح؟



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماهر حسن - -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . الجزء الثاني: الهروب من الحقيقة؟