كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:24
المحور:
الفساد الإداري والمالي
في يوم من الايام نشرت احدى الوكالات العربية خبرا عن الوزير السعودي الراحل (سعود الفيصل)، لكنها ارتكبت خطأ مطبعيا بحرف الصاد، فجاء اسمه بهذا الشكل: (سعود الفيل)، فكتب الوزير رسالة ساخرة معنونة إلى تلك الوكالة، قال فيها: (رضيت ان أكون فيلاً ولكن كم من حمار مر عليه اسمي ؟). .
أما أنا فقد وجدت نفسي مرغما على التوقف عن الكتابة باسمي الصريح بناء على أوامر صادرة من حضيرة البغال والحمير. .
هم وحدهم يمتلكون التراخيص لارتكاب ما يحلو لهم من الإخفاقات والعثرات والهفوات، ولا يحق لي أو لغيري انتقادهم، أو تقويم سلوكهم الإداري المنحرف. ولا حتى كتابة مقالة من سطرين تسلط الأضواء على انتهاكاتهم المتكررة. .
فيضطر الكاتب إلى التوقف عن النشر، أو الكتابة باسم مستعار، أو نسيان اسمه، وربما ينساه فعلا ولم يعد يتذكر شيئا في هذا البلد الذي تحكمه الواوية. .
اما نحن أصحاب الأدمغة العتيقة التي تفشل المهدئات في تخديرها، فيتعكر مزاجنا، ويخيم علينا الحزن والألم كلما تلقينا تهديدا جديدا من اصحاب القوة والبطش والنفوذ. .
أذكر ان الروائي الكولمبي الكبير (غابرييل ماركيز) حين فقد ذاكرته في آخر أيامه، قال لصاحبه وهو يحاوره: (أنا لا أتذكر اسمك، لكنني اشعر أني أعرفك). فذاكرة القلب تمحو الأسماء والعناوين، وتضخم الذكريات الطيبة. لا ريب إننا بفضل هذه الأرصدة القلبية نتمكن من العودة خلسة إلى أنفسنا. .
فنكتشف ان حرية الكتابة لا تبدأ إلا حينما ينتهي التعسف وتنتهي القيود الاحترازية المخيفة، لأن منح السلطات إلى القوى المستبدة، كمن يمنح الجاهل مدفعا رشاشا ليستخدمه في إطلاق النيران على الأبرياء كيفما يشاء. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟