أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رياض سعد - أوامر ترامب بترحيل الغزاويين وتوطين اللاجئين في مصر والاردن : بين الواقعية السياسية والإنسانية














المزيد.....

أوامر ترامب بترحيل الغزاويين وتوطين اللاجئين في مصر والاردن : بين الواقعية السياسية والإنسانية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في عالم السياسة الدولية، حيث المصالح تتقدم غالبًا على المبادئ والقيم المدنية والانسانية ، تظهر بين الحين والآخر قرارات سياسية تعسفية تثير الجدل وتفتح أبواب النقاش الحاد حول أولويات الدول العظمى وقوى الاستكبار ومدى انسجامها مع القيم الإنسانية والقوانين الدولية ومواثيق الامم المتحدة ؛ ولعل من أحدث هذه القرارات السياسية الغاشمة قرار او توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني بضرورة قبول لاجئي غزة الفلسطينيين في أراضيهم ؛ وتقديم كافة التسهيلات لهم , واخلاء غزة ثم فلسطين فيما بعد من كافة الفلسطينيين ؛ وقد صرح ترامب بهذا التصريح السياسي المستفز امام وسائل الاعلام العامة ؛ بل انه تحدى السيسي وملك الاردن وأكد بما لا يدع مجالا للشك , بان امره سوف ينفذ رغم انف الرئيس السيسي والملك عبد الله ...!!
هذه الغطرسة الامريكية المعهودة والعنجهية الترامبية الثقيلة ؛ تثير لدى العالم اجمع , تساؤلات عميقة حول مستقبل القضية الفلسطينية واسرائيل وخريطة الشرق الاوسط ومدى عدالة توزيع الأعباء الإنسانية في المنطقة المثقلة بالأزمات والصراعات والاضطرابات .
ترامب المعروف بسياساته الاستغلالية وتصريحاته المثيرة للجدل، يبدو أنه يعيد إنتاج سيناريو قديم يتمثل في محاولة إيجاد حلول سريعة لقضايا معقدة عبر تحميل الدول المجاورة المسؤولية ؛ وتبرئة ساحة الصهاينة من كل التبعات الانسانية والقانونية ؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يمكن للقضية الفلسطينية أن تُختزل في مسألة لاجئين يتم إعادة توطينهم هنا أو هناك ؛ وهل ملايين اللاجئين الفلسطينيين السابقين وخلال العقود الماضية خففوا من المشكلة الفلسطينية او اوجدوا حلا لها ؟!
أم أن هذه القرارات الاستكبارية الغاشمة تتجاهل جذور الصراع في المنطقة و تغفل حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره , وتزيد التوترات في العالم والمنطقة , وتنقل الصراعات الى الدول المجاورة والاقليمية , لتشعل المنطقة كلها بنيران لن تنطفئ .
ومن وجهة نظر إنسانية ، فإن معاناة سكان غزة لا يمكن إنكارها ؛ و الحصار المستمر، والحروب المتكررة، والظروف الاقتصادية الصعبة تجعل من غزة مكانًا لا يُحتمل للعيش ؛ و لكن الحل لا يكمن في نقل هذه المعاناة إلى دول مجاورة هي الاخرى تعاني من شتى الازمات والمشاكل ، بل في العمل على إنهاء الحصار وتحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين واليهود في العيش بكرامة على أرضهم , والبدء بإنشاء الدولتين ؛ فالقضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة لاجئين يمكن حلها بإعادة التوطين ، بل هي قضية حقوق وطنية تتطلب حلولًا سياسية عادلة.
مصر والأردن اللتان تحملان بالفعل أعباء كبيرة نتيجة استضافتهما ملايين اللاجئين الفلسطينيين على مدى عقود ، تواجهان تحديات اقتصادية وسياسية وامنية داخلية تجعل من الصعب عليهما تحمل المزيد من اعباء القضية الفلسطينية و مطالبة هاتين الدولتين بقبول المزيد من اللاجئين دون معالجة جذرية للصراع ؛ يبدو وكأنه تهرب من المسؤولية الدولية تجاه القضية الفلسطينية فضلا عن الانحياز للإرهاب الصهيوني والمصالح الاسرائيلية ؛ علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الأوامر الاستكبارية الغاشمة , تثير تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في المنطقة ؛ وهل واشنطن تعمل كوسيط نزيه يسعى لتحقيق السلام ، أم أنها تفرض أجندات سياسية مشبوهة تخدم مصالحها دون اعتبار لتطلعات الشعوب ومصالح دول المنطقة .
في النهاية، فإن توجيهات واوامر ترامب الباطلة ، تهدف الى تبرئة اسرائيل من كافة التبعات الانسانية والقانونية وتعمل على تمدد اسرائيل و تخفيف الاعباء عنها ؛ من خلال ترحيل الفلسطينيين وتمدد الإسرائيليين على حسابهم وحساب العرب ؛ الا ان هذه السياسة الامريكية تخلو من القيم الانسانية والحيادية و تفتقر إلى الرؤية الشاملة والتي تأخذ في الاعتبار جذور الصراع وحقوق الشعب الفلسطيني وأمن دول المنطقة ؛ ومن السفاهة ان يعتقد ترامب ان هذه القضية التاريخية المعقدة ممكن حلها من خلال اصدار توجيهات واوامر لهذا الرئيس او ذلك الملك لإيواء اللاجئين وتوطين الفلسطينيين ؛ بل هي قضية انسانية ذات بعد عالمي واسلامي وعربي وتتعلق بالملايين من الفلسطينيين ويتابعها مئات الملايين من المسلمين , و تحتاج إلى أكثر من قرارات سريعة وتوجيهات ارتجالية واوامر تعسفية ؛ نعم انها تحتاج إلى إرادة دولية حقيقية لتحقيق سلام عادل ودائم، حيث يعيش الفلسطينيون واليهود جنبًا إلى جنب في أمن وسلام و وئام ؛ كما عاش اليهود بين المسلمين لقرون من الزمن سابقا .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة الوضع الراهن بالأسوأ على الاطلاق ؟!
- مقولة وتعليق / 58 / مطاردة العقل النير ومحاربة القلم الحر
- مقولة وتعليق / 57 / لا تجهد نفسك في تنظيف حظيرة الحيوانات
- مضى عام
- الوجه الحقيقي لحكومة الجولاني الدموية
- اعوام العراق السعيدة 2024 / 2025
- الحاضنة الاجتماعية والثقافية والدينية والاعلامية للإرهاب
- مطاردة اصحاب (الحلال) ؟!
- عمليات مسخ الشخصية العراقية
- الاعلام المتحيز الهجين
- الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء
- حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!
- بشار الاسد والرقص مع الأفاعي
- تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
- حياة الناس رهينة بيد الارهاب ؟!
- المستنقع السوري والسيناريوهات المتعددة والاحتمالات المفتوحة
- تقارير دولية مكذوبة وتصنيفات خارجية مغلوطة تستهدف العراق
- تعداد سكاني ... ولكن ؟
- امة عراقية بلا طائفية ولا عنصرية ولا قومية
- اما ان نحكمكم او نقتلكم ؟!


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رياض سعد - أوامر ترامب بترحيل الغزاويين وتوطين اللاجئين في مصر والاردن : بين الواقعية السياسية والإنسانية