أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - موسى حجيرات - الهويّة العربيّة لأبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل















المزيد.....

الهويّة العربيّة لأبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل


موسى حجيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 07:42
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إنّ الباحثين الذين تناولوا الهويّة العربيّة لأبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل تحدّثوا عنها وكأنّها تصنيف ذاتي. والتصنيف الذاتي بالنسبة لأبناء الأقليّة هو إدراكهم لأنفسهم كأعضاء في جماعة الأقليّة وتحديد مكانهم فيها ثم تحديد مكان هذه الجماعة لديهم 1.
لهذا فحين يصنف الفرد العربي نفسه كعضو في جماعة أبناء الأقليّة العربيّة فهو يتنازل عن مميّزاته الشّخصيّة في هذا الشّأن ويندمج مع هذه الجماعة بحيث يشكل هو وأمثاله جماعة أبناء الأقليّة العربيّة2.
ومن هنا فعمليّة التصنيف هذه تخلق لجماعة الأقليّة حدودا واضحة وبارزة وتميّزها عن جماعة الأغلبيّة التي تعيش معها في نفس الدولة. وهكذا تصبح عضويّة الفرد العربي هامّة جدّا وحيوية المضمون بالنسبة له، ولهذا فهو يهتم بتفعيلها وجعلها أقرب من أيّة جماعة أخرى وحسب هذا يعمل ويتصرف 3 .
فالتصنيف الفاعل يؤثر جدّا على سلوك الفرد ويمنحه تقييما ذاتيّا إيجابيّا ومن هنا يرتفع مستوى التقييم الذاتي الجماعي للجماعة. أمّا تفعيل الجماعة الاجتماعيّة للوصول إلى هذا التقييم الإيجابي فهو الهويّة الاجتماعيّة للجماعة 4 .
معظم الباحثين الذين اعتبروا الهويّة تصنيفا ذاتيا كانت لهم تحفظات كثيرة من ذلك ولكن بالرغم من هذه التحفظات فقد بحثت الهويّة بهذه الطريقة. فالتصنيف الذاتي يعني أن ينسب الفرد نفسه إلى جماعة اجتماعية واحدة بالرغم من أنّه ينتسب في الواقع إلى العديد من الفئات المختلفة في مجتمعه. ثم إنّ هناك إمكانيّة لأكثر من تصنيف أيّ لأكثر من هويّة واحدة، إذا يتحوّل اختيار هذه الهويّة الواحدة إلى هويّة ناقلة (حين يعرّف الفرد نفسه بتعريف معيّن ويتجاهل بقيّة التعاريف أيّ أنّ اختيار هذا التعريف يخرج أو ينقل بقيّة التعريفات الأخرى).
وكذلك فهويّة أبناء الأقليّة تحدد حسب هذه الطريقة بأغلبيّة نسبيّة وغالبا ما تكون أغلبيّة بسيطة. أيّ أنّ الهويّة تحدد حسب أكبر عدد من أفراد عيّنة البحث الذين اختاروا هويّة معيّنة.
فمثلا، سامي سموحا حدّد هويّة أبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل بأنّها هويّة جديدة "فلسطينيّون في إسرائيل"، وذلك اعتمادا على فارق 5.4 بين %27 عرّفوا أنفسهم بأنّهم "فلسطينيّون في إسرائيل"، وبين %21.6 عرّفوا أنفسهم بأنّهم "عرب في إسرائيل"، وتجاهل البقيّة الذين عرّفوا أنفسهم بأنّهم ليسوا إسرائيليّين.
وكذلك فحسب هذه الطريقة أظهرت نتائج البحث الذي أجراه يوحنان بيرس ونيرا يوفال ديفيس سنة 1967 أنّ هويّة أبناء الأقليّة هي هويّة عربيّة. وبما أنّ هذا البحث أجري سنة 1967 أيّ بعد رفع الحكم العسكري عن المناطق العربيّة ربّما يفترض أن تكون النتائج أقرب إلى الواقع وأن يعبّر أبناء الأقليّة عن مشاعرهم الحقيقيّة واختيارهم للهويّة الحقيقيّة، في حين أنّ البحث الذي اجري قبل سنة أشارت نتائجه إلى أنّ الهويّة إسرائيليّة، وربّما لأنّ أبناء الأقليّة كانوا خاضعين للحكم العسكري، وقد نهجت حكومة إسرائيل تجاههم سياسة قاسية ولهذا يمكن الافتراض أنّ إجابات المشاركين في العيّنة لا تعبّر بالضّرورة عن مشاعر وأحاسيس صادقة لهؤلاء. كما يمكن أنّهم زيّفوا إجاباتهم وخاصّة أنّ الباحثين كانوا يعدّون من أبناء الأغلبيّة اليهوديّة.
كما أشارت نتائج البحث الذي أجراه محمود ميعاري سنة 1988 وذلك بعد سنة من الانتفاضة الأولى إلى أنّ هويّة أبناء الأقليّة العربيّة هي هويّة عربيّة. ومن الطبيعي أن يبرز أبناء الأقليّة العربيّة المركب العربي في هويّتهم خاصّة وأنّ الصراع مع جماعة الأغلبيّة اليهوديّة تحول إلى صراع عملي في الانتفاضة.
ثمّ أنّ التصنيفات الذاتيّة والتي اعتبرها الباحثون هويّات، منها الأحاديّة (تعريف الفرد لذاته يكون مركبا من هويّة واحدة فقط) ومنها المركبة (تعريف الفرد لذاته يكون مركبا من أكثر من هويّة واحدة).
وتثبت نتائج بحث اجري عام 2000 أنّ اختيار أفراد عيّنة البحث للهويّات المركبة هو أسهل من اختيارهم للهويّات الأحاديّة. ولهذا فنسبة الذين اختاروا هويّات مركبة كانت %72 من أفراد العيّنة 5 .
أمّا طريقة التصنيف الذاتي في أبحاث الهويّة فهي السّؤال: كيف تعرّف نفسك؟ وإعطاء إمكانيّة اختيار هويّة واحدة من هويّات معطاة. وبهذا فالفرد المشارك في عيّنة البحث يتحول إلى معرّف بحيث هو الذي يقوم بتعريف نفسه كما أنّه هو المعرّف بنفسه ولهذا فهذا التعريف هو غير موضوعي 6 .
إنّ التصنيف الذاتي وكما أعتقد هو ليس هويّة بحد ذاتها ولكنّه أحد مركباتها الهامّة. وهو بالإضافة لمركبات أخرى كالعلاقة بين الجماعة الداخليّة والجماعة الخارجيّة والتقييم الذاتي الجماعي للجماعة يشكلون الهويّة الجماعيّة لأبناء الأقليّة. ومن التصنيفات الذاتيّة الشائعة التي أعطيت للمشاركين في عيّنات الأبحاث السابقة كانت الدينيّة وخاصّة الإسلاميّة لكون المسلمين أغلبية بين أبناء الأقليّة، والعربيّة، والفلسطينيّة، والإسرائيليّة. وكلها تصنيفات أحاديّة ولكن هناك تصنيفات مركبة مثل: عربيّة – فلسطينيّة، عربيّة – إسرائيليّة، و إسرائيليّة – فلسطينيّة.
يشار أن تكون التغييرات في هويّة الجماعة في أوضاع عدم استقرارها وعدم ثباتها أو في حالات تكون جماعة الأغلبيّة المسيطرة غير عادلة في معاملتها لجماعة أبناء الأقليّة العربيّة ولإخوانهم الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزّة 7 .
أمّا بعد انتفاضة الأقصى، وهذه الفترة هي فترة مواجهة بين دولة إسرائيل وبين الفلسطينيين وبما في ذلك أبناء الأقليّة العربيّة، فإنّ الهويّة العربيّة لأبناء الأقليّة كان اختيارها من قبل 9،2% من أفراد عيّنة البحث فقط. وذلك لأنّ هناك إمكانيّة اختيار هويّات مركبة وهذا أسهل للمشاركين في عيّنة البحث، كما ذكر أعلاه. وهنا دخل المركب العربي في هويّات أبناء الأقليّة التي أدرجت في المكان الأول "عربيّة- فلسطينيّة" والثاني "عربيّة-إسرائيليّة". أمّا في الترتيب التنازلي للهويّات الأحاديّة فوقعت الهويّة العربيّة في المكان الثاني بعد الإسلاميّة وقبل الفلسطينيّة والإسرائيليّة. وقد تمّ اختيارها من قبل الإناث (61%) مقابل (39%) من الذكور. وفي معرض فحص ملاءمة الهويّة العربيّة لأصحاب التصنيفات الذاتية المختلفة وجد أنّ الهويّة العربيّة ملائمة لكل التصنيفات الذاتيّة عدا عن التصنيف الذاتي "إسرائيلي"، إذ فقط 32،3% ممن صنفوا أنفسهم كـ"إسرائيليّين" وجدوا أنّ الهويّة العربيّة ملائمة لهم. وكذلك بالنسبة لأهميّة انتماءهم للعالم العربي فكل أصحاب التصنيفات الذاتيّة اعتقدوا أنّ الانتماء لجماعة العرب مهمّة جدا عدا عن أصحاب التصنيف الذاتي "إسرائيلي". وبالمقابل فكل من صنّفوا أنفسهم كـ"عرب" اعتقدوا أنّ كل الهويّات ملائمة لهم وكذلك كلّ الانتماءات عدا عن الانتماء لدولة إسرائيل الذي كان بنسبة 48،9% وهذه نسبة قليلة بالنسبة للنسب الأخرى.
وحين قورنت الهويّة العربيّة بالهويّة الإسلاميّة ، مثلا، من حيث ملاءمتها للهويّة الإسرائيليّة وجد أنّ العربية أكثر ملاءمة من الإسلاميّة والتفسير الممكن لذلك هو أنّ أفراد عيّنة البحث فهموا الهويّة الإسلاميّة كهويّة دينيّة لذلك تقارن بالهويّة الدينيّة اليهوديّة، وهنا يبدو التناقض والاختلاف أكثر من الفروق بين الهويّة القوميّة العربيّة والهويّة الإسرائيليّة. وهنا يمكن القول أنّ الهويّة الدّينيّة هي أقل تناسبا مع الهويّة الإسرائيليّة من الهويّة العربيّة. أيّ أنّه عند دخول العامل الدّيني فالهويّة الإسرائيليّة تفهم وكأنّها هويّة يهوديّة مقابل الهويّة الإسلاميّة. ولهذا ففي حال غياب العامل الدّيني فالهويّة العربيّة هي هويّة قوميّة بإمكانها أن تتناسب مع الهويّة الإسرائيليّة.
وهكذا فالمركب العربي يدخل في معظم هويّات أبناء الأقليّة العربيّة وعند دخوله، مع الهويّة الإسرائيليّة وتظهر الهويّة المركبة عربيّة-إسرائيليّة، فإنّها تعبّر عن عدم وجود صراع بين الهويّة الإسرائيليّة والهويّات الأخرى. ويمكن أن المشاركين في عيّنة البحث أدركوا أنّ الهويّة الإسرائيليّة هي هويّة مدنيّة رسميّة ولهذا فليس لها علاقة قويّة مع مشاعرهم وأحاسيسهم. فالهويّة المدنيّة يمكن فهمها بأنها الانصياع لقوانين الدّولة والالتزام بها فحسب.
أمّا حين دخول المركب العربي مع الهويّة الفلسطينية فالهويّة المركبة عربيّة- فلسطينيّة في صراع مع الهويّة الإسرائيليّة لأنّ 57،6% من المشاركين الذين عرّفوا أنفسهم كـ"عرب- فلسطينيون" لم يميلوا لأن ينسبوا أنفسهم لدولة إسرائيل.
وفي النهايّة فإنّ إدخال المركب العربي القومي في هويّة أبناء الأقليّة العربيّة غالبا ما يكون في حالات سوء العلاقة بين دولة إسرائيل وبين الفلسطينيّين (حالة أزمة وأحيانا شبيهة بأوضاع الحرب) فإنّ أبناء الأقليّة العربيّة حينها يختارون الهويّات التي لا تتناسب مع الهويّة الإسرائيليّة. أمّا في حال ركود العلاقات بين دولة إسرائيل وبين الفلسطينيّين فإنّ أبناء الأقليّة العربيّة يميلون للتقرب من دولة إسرائيل ولهذا يختارون الهويّة التي تتناسب مع الهويّة الإسرائيليّة.

المراجع:
* Smith, E., Mackie, M. (1995). Social Psychology. New York: Worth Publishers.
* Xenia, C. (1996). “How Group Membership is Formed: Self Categorisation or Group Beliefs? The Construction of a European Identity in
France and Greece”. In: G. Breakwell. Changing European Identities. London: Methuen.
* Hogg, M., Abrams, D. (1998). Social Identifications: A social psychology of intergroup relations and group processes. London
Routledge.

* Nick, H. & Steve, R. (1996). “The Construction of Social Categories and Processes of Social Change: Arguing about National Identities”, In: G. Breakwell, Changing European Identities. Oxford: Butterworth-Heinemann

* Brewer, M., Norman, M. (1996). Intergroup Relations. Buckingham:Open University Press.
* Smith & Mackie 1995 مصدر سبق ذكره.
* Hogg & Abrams, 1998. .مصدر سبق ذكره
Turner, J. (1982). “Towards a cognitive redefinition of social group”, In H.Tajfil, Social Identity and Intergroup Relations.
Cambridge: Cambridge University Press.

Hujierat, M. 2005. The collective Identity of Arab Israeli Students: Identity complexity and collective self esteem. Beer Sheva.

عزمي بشارة، بين أنا و"نحن" – بلورة الهويّة والهويّة الإسرائيليّة. معهد فان-لير، القدس، 1999.
7 Tajfil, H., (1981). Human groups and social categories: Studies in social psychology. Cambridge: Cambridge University Press.



#موسى_حجيرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - موسى حجيرات - الهويّة العربيّة لأبناء الأقليّة العربيّة في دولة إسرائيل