أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - لماذا يكره الفرس العربان؟ (2/2)















المزيد.....


لماذا يكره الفرس العربان؟ (2/2)


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 14:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما أجْهِد الفرس والبيزنطيون وأصابهما الضعف والوهن جراء الحروب التي إستمرت بينهما أمدا طويلا، انتقل العداء بينهما - تلقائيا - إلى عداءً بين العربان الغساسنة والمناذرة. كانت جيوش الغساسنة فى الشام قد قويت بشكل مكنها من السيطرة على سوريا وإسرائيل والقدس، وفي نفس الوقت أحكم الاستبداد الفارسي قبضته على دولة المناذرة مما تسبب فيما يشبه الثورة الكبرى على الفرس، والتي تمثلت في معركة شهيرة عُرفت باسم "ذي قار". وكالعادة حصل خلاف كبير حول توقيت هذه الموقعة، فبحسب ما ذكره جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": « قيل إن معركة ذي قار وقعت يوم ولادة الرسول، أو قُبيل هجرته، كما قيل إنها تزامنت مع انتصار المسلمين في غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة».
على أي حال، ارتباط توقيت المعركة بأهم الأحداث في حقبة الإسلاموية المبكرة يمكن فهمه في ضوء الأثر العميق الناجم عن انتصار العربان فيها، والذي لعب دوراً فارقاً في تحويل وتغيير معادلة السلطة والهيمنة في المنطقة، إذ اعتُبرت تلك المعركة تمهيداً لسيادة العنصر العروبي وهيمنته على العنصر الفارسي. ويمكن التحقق من ترحيب الذاكرة الإسلاموية الجمعية بنتائج ذي قار في الحديث المنسوب إلى نبي الأسلمة، والذي وصف فيه المعركة بقوله: « هذا يوم انتصفت فيه العرب على العجم، وبي نصروا». (تاريخ اليعقوبي - ج 2 - الصفحة 46). فما معنى « وبي نصروا»؟ ! 
قيل إن تلك المعركة وقعت في 604 أو 609 أو 624، فإن كانت قد وقعت ولم يكن محمد أحد طرفي النزاع فيها، ولا حتى من أتباعه أو مناصريه، فما معنى أن يقول: وبي نصروا؟!، وإن كان تاريخ حدوثها في 604م (قيل أنه من العسير أن تكون بعد هذا التاريخ)، فكيف يحدث الناس بها وهو لم يتلقى الوحي بعد !!، فبحسب سيرته، كان عمره 40 عاما عندما تلقى الوحي لأول مرة في غار حراء عام 610 م؟!
لو عدنا الى المعركة نجد أنها تمت تحت مظلة الفرس، وكان قائدها هو (إياس بن قبيصة الطائي) من العربان، وأن قبيلة "إياد" كانت تحت قيادته، وقد خانت "خسرو الثاني" وانحازت الى قبائل العربان الأخرى، وعلى الأغلب أن ابن قبيصة هو من حرضها على ذلك، مع انحيازه الى أخواله العربان. وبذلك يكون له الفضل في انتصار العربان على الفرس في تلك المعركة (وبه نصروا)، ويكون بذلك قد خدع الفرس، وان حديثه في محله عندما قال: وبي نصروا! 
الشيء الملفت أن هذه الفترة تُعَد من أكثر الفترات غموضا والتباسا في تاريخ الإسلاموية، وقد كثرت فيها الصراعات العسكرية والعرقية والدينية ليس بين البيزنطيين والفرس فحسب، بل بين العربان أنفسهم، وارتبطت تلك الصراعات جميعها مع بعضها البعض بشكل مباشر ومُعقَّد، ففي حين كان الصراع يدور بين الإمبراطوريتين الكبيرتين من أجل تحقيق المصالح السياسية، كان يجري بين العربان وبعضهم البعض، كما هو الحال بينهم دائمًا وأبدًا، من أجل أهداف دينية وسياسية معا، أي يتم فيه خلط الدين والسياسة، بشكل يحول الدين إلى صراع مصالح بينهم، ويجعلهم يتحولون إلى إقطاعيات وفرق متناحرة تحارب بعضها البعض بلاد هوادة!.
لذلك، ظهر بينهم أنبياء كثيرون، يتخذون من الدين وسيلة لبسط نفوذهم في المنطقة. وتعددت بالتبعية الكعبات التي أطلقوا عليها ”بيوت الله“، لتتنافس على استقطاب الحجيج كنوع من الاسترزاق والتجارة. وفي حين كان للفرس كعبة واحدة هي ”كعبة زرادشت“ التي تقع في شمال غرب برسبوليس في إيران، ويمتد بناؤها إلى العهد الإخميني، أي حوالي القرن الخامس قبل الميلاد،
https://ar.wikipedia.org/wiki/كعبة_زرادشت
نجم عن الصراعات الدينية بين العربان وجود كعبات متعددة في اليمن ونجران وهي منطقة ظلت لقرون عديدة خاضعة للنفوذ الفارسي، كما وجدت كعبات أخري في شمال غرب شبه جزيرة العربان (السعودية حاليا)، أهمها على الإطلاق كعبة ذي الشرى في البتراء جنوب الأردن وكانت تسمى الكعبة الشامية. بطبيعة الحال، ساعدت هذا التفرقة الدينية، وتعدد العبادات والأرباب؛ بفعالية في زيادة الفرقة القبلية بين العربان، بحيث أصبحت عائقاً دائماً في سبيل المحاولات التي قامت من أجل خلق كيانات سياسية تجمعهم؛ إضافة إلى الطبع القبلي الذي يأنف بكبرياء وينفر بشدة من فكرة سيادة سياسية واحدة. كل ذلك ولم يذكر التاريخ شيئا عن وجود كعبة في مكة علي الإطلاق. كما ظهر في هذه الفترة الغامضة ظهر أشخاص كثيرون يدعون النبوة ويتخذون من الدين وسيلة لفرض سيطرتهم على المنطقة، منهم النبي المسالم الذي ظهر بين الغساسنة وكان يدعو إلى المحبة والسلام والهداية إلى الطريق (السراط) المستقيم والمعاملة بالتي هي أحسن هو مسلم بن حبيب الحنفي المعروف في الثقافة الإسلاموية المزيفة بمسيلمة الكذاب، ومنهم النبي النصراني الزاهد الفقير المضطهد الذي ظهر في منطقة البتراء، وقد أثرى واغتنى وارتقى اجتماعياً ومعنويا بعد زواجه من سيدة ثرية، عمل بتجارتها وعاش معها حتى موتها تبعًا للعقيدة النصرانية، وهو نبي مجهول النسب والهوية ويقال أن اسمه قُثَم بن عبد اللات، ثم أطلق عليه بعد ادعائه النبوة لقب محمد (إي الممجد والمعظم)، وكان يدعو إلى النصرانية، بمساعدة الراهب بحيرا في بصرى الشام والقس ورقة بن نوفل في دولة الأنباط جنوب دولة الغساسنة، والتي امتدت من حدود فلسطين شمالًا، إلى حدود الحجاز جنوبًا، ومن بادية الشام شرقًا، إلى شبه جزيرة سيناء غربًا. والغريب أنه لم يرد ذكر لهذه الدولة في كتب العربان القدماء، وعرفت مما كتبه اليونان عن البطالمة والسلوقيين والرومان، ومن الآثار التي عثر عليها المنقبون في أنقاضها، ومما قرءوا من أخبارها المرقومة عليها. كانت عاصمتها البتراء في الشمال الشرقي من رأس خليج العقبة في الأردن حاليا. وتمتاز البتراء بكونها مدينة صخريةً وأن اسمها مأخوذ من كلمة Patra اليونانية التي تعني الصخرة، وأن يكون ذلك النبي المدعو محمد وأهل قريش قد عاشوا في مدينة البتراء، ولم يعيشوا أبداً في مكة.. التي وصفها الله بأم القرى، والتي أثبت العلم حالياً أنها لم تكن معروفة أبداً قبل ظهور العباسيين. ومن المحتمل أن محمد وأهله قد كانوا من العربان الأنباط الذين سكنوا جنوب الأردن، لأن النص القرآني يتحدث عن أماكن وثمار وأشجار وأرض خصبة الذي تكلم عن وصفهم القرآن لا يتطابق مع مكة.. بل يتطابق تماما مع البتراء في كل شيء. واذا كانت مدينة البتراء مدينة الاسلاموية وقبلتها الأولى، فلا بد ان يكون في هذه فيها اثرا لقريش أو بالقرب منها، فقد عُثِر من خلال التنقيبات الأثرية في مدينة الحميمة في الاردن، التي كانت تعرف في الماضي بحوارة وتبعد عن البتراء بـ 43 كم على مقر اقامة لاسرة عباسية ومسجد. وعندما انتصر مسلموا العراق العباسيين على الامويين في دمشق كان أهم وجهة لهم هي تلك المدينة، حيث كان يعيش نبيهم وقبيلته، ولم يذهبوا مطلقا الى مكة - السعودية.
المعروف تاريخيا أن محمد بن علي (بن العباس عم النبي) اختار الكوفة وخراسان مركزاً لدعوته؛ وكانت الكوفة هي حلقة وصل بين الحميمة وخراسان التي تعد موطن العربان المقاتلين المناهضين لسياسة الأمويين الذين حرموهم من العطاء والامتيازات العسكرية والسياسية والإدارية المهمة، كما أراد ابن العباس أن يصرف نظر الأمويين وأنصارهم عن المركز الرئيس لنشاطه في الحميمة. يقول الأستاذ علي عبادي: « وعلى الرغم من أهمية الحميمة كمقر للعباسيين آنذاك، إلا أن دورها تقلص بعد انتقالهم إلى الكوفة ثم إلى بغداد، التي أصبحت فيما بعد عاصمة الدولة العباسية. مع مرور الزمن، تراجعت أهمية قرية الحميمة تدريجيًا حتى تحولت إلى أطلال». أنظر مقاله على الرابط التالي:
https://www.jordanhistory.org/jordan-abbasid-caliphate-1/
كان عبد الله ابن الزبير يحكم من البتراء بينما الأمويون يحكمون من دمشق، فأرسل الأمويون جيشا الى البتراء للقضاء عليه، وحاصروها أكثر من شهرين إلا أنهم أنسحبوا وعادوا الى دمشق لعلمهم بموت يزيد ابن معاوية، وفي سنة 684م (65هـ)، أدعى ابن الزبير أنه وجد أساسات لكعبة أبراهيم في مكة وبنى عليها الكعبة الحالية هناك، ووضع فيها الحجر الأسود الذي أخذه من كعبة البتراء. وفي سنة 690م (70 هـ) أنتقل عدد ضخم من الناس - خاصة العباسيون - من البتراء الى مكة، وأختلف الناس بعد ذلك، إذ حج بعضهم الى البتراء وحج بعضهم الى مكة. وعندما تولى عبد الملك ابن مروان الحكم في دمشق، وفي سنة 692 و 693م (73 و 74 هـ) حاصر الأمويون البتراء مرة أخرى، وضربوها بالمنجنيق ودمروها. وفي سنة 713م (94 هـ) دمر زلزال ما تبقى من البتراء فاعتقد الناس أن الزلزال من عند الله، وأنه أمر لهم من الله بالتوجه الى كعبة مكة. ومع ذلك ظل الأمويين يبنون مساجدهم تجاه البتراء، حتى ثار عليهم العباسيون وقضوا عليهم سنة 132 هجري (750 ميلادي).
يقول الأستاذ / فيصل البيطار فى موقع الحوار المتمدن - العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 في مقالة عن "آراء حول نشوء الإسلام 1": « إن التاريخ الاسلامي كان قد كتب بالمقلوب، فالقبله ظلت تتوجه الى الشام حتى الربع الأخير من القرن السابع الميلادي، أي الى ما بعد وفاة محمد بعقود، وليس الى مكه، وأن الإسلام كانت بدايته في الشام وانتشر بعدها الى مكه وغير مكه، لم يبدأ منها وهي التي لم تكن موجوده على خارطة العربية آنئذ، فإن وجدت فإنها لم تكن على أية حال ذات أهميه تجارية أو دينية كما صورها التراث الإسلامي».
ويواصل قائلا:« إن فكرة كون مكة مدينة تجارية، لا تحوز القبول في الأوساط العلميه الآن، واقصى ما يمكن أن تحوزه من قيمه هو أنها تحولت من قريه صغيره إلى مقر لزعيم هارب هو وقومه من مدينته البتراء بعد نزاعه مع السلطه المركزيه في الشام، هنا إستقر ما نعرفه بإسم عبدالله بن الزبير وهنا بنى كعبته الجديده بعد هدم كعبته الأصليه في مدينته الأصليه عندما أراد منازعة مركز السلطه بدين جديد .
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=492877
***
والنبي الثالث هو المجرم سفاك الدماء المزواج الذي تحالف مع الصعاليك من أجل القتل والقتال في سبيل الله، وقد ظهر بين المناذرة في الحيرة، وكان يسمى إياس بن قبيصة الطَّائي (أو الإمام علي أو عليا / إيليا / إليا / عليَّا)، قاهر الروم والفرس، وكان من ألقابه (أيضا) المحمد (أو المعمد) وأبو تراب والشاهين والفاروق وذو الفقار وسيف الله المسلون، وكان قائدا لجيوش كسرى الفرس المتمركزة في الحيرة، وانقلب عليه وهزمه في موقعة ذو قار، كما أسلفنا، وقد تآمر عليه معاوية بن أبي سفيان فيما بعد وذبحه وهو يصلي في مسجد الحيرة عام 658م، ليس 661 م، كما في الرواية ألإسلاموية، ثم ذهب معاوية للحيرة في نفس العام وتلقى البيعة من جميع قبائل العربان هناك. وعمل فيما بعد على تصفية أهل إياس / علي.
قام أ. ج. ديوس في كتاب عن نشأة ألأسلام بتقييم الوثائق الأولية والكتب المقدسة لكل من اليهود والمسيحيين والمتأسلمين، ففي المجلد الثاني (The Great Leap-Fraud Volume 2 A:J Dues ، القفزة الكبرى - الاحتيال)، جمع الأدلة التي تُظهر كيف استخدم اليهود الاختلاف العقائدي في ذلك الوقت لرفع أنفسهم إلى السلطة وإنقاذ إسرائيل، وتطرق الكاتب إلى شخصية محمد الحقيقية التي يعتقد أنّها شخصية ملك المناذرة في (الحيرة) زعيم قبيلة طئ (أياس بن قبيصة). وأن قريش كانت قبائل يهودية، وقد اتخذت (أياس) مسيحا جديدا [مُخلّص اي فاروقا بالسريانية] بعد تخلي جيمع الممالك عن اليهود في هذه الفترة قد أعطى بعض ألأمثلة على أنّ (قبيصة) تنطق صوتيا (بكبيشة) في بعض اللغات السامية و(محمد) كان يُطلق عليه (إبن أبي كبشة ) وانّ من كان زعيم طئ هو اياس بن قبيصة، وأنّ (محمد) لقب وليس اسمه، وكثير من الباحثين قد قالوا أنّ محمد هو لقب يرمز للمسيح. راجع الكتاب باللغة الإنجليزية على الرابط التالي:
https://books.google.de/books?id=ud8IYwF2bwEC&-print-sec=frontcover&re-dir-_esc=y#v=onepage&q&f=false
***
إزدادت كراهية الفرس للعربات وترسخت في في ذاكرتهم رغبات الانتقام منهم، بسقوط إمبراطوريتهم وتحقيق العربان لأول نصر عليهم في معركة "ذي قار" ومن سيادة العنصر العروبي في عهدالأموييين (41هـ - 132هـ).. فلم يكن من السهل عليهم التخلي عن مجوسيتهم، وكان أمرا مؤلما لهم أن يخسروا إمبراطوريتهم وأن تسلب اموالهم وأن تسبى نساؤهم، وأن تباع بناتهم في أسواق نخاسة العربان!!. لقد وجدوا أنفسهم لقمة صائغة في أفواه ذئاب جائعة، فحاولوا جاهدين الحفاظ على لغتهم لضرورة الإبقاء على هويتهم القومية وعدم الامتزاج القسري بلغة العربان، وعمل شعراؤهم الكبار من أمثال أبو قاسم الفردوسي (935 - 1020م) ونظامي الكنجوي (1141 - 1209م) وحافظ الشيرازي (1326 - 1390م) وغيرهم، على تقوية الشعور القومي الفارسي ومدِّ جذور اللغة الفارسية عميقاً في النفوس ..
في غضون ذلك كان العباسيون الهاربون إلى خرسان بعيدا عن أعين الأمويين يعدون العدة للانقضاض على الأمويين بجيش جرار من الفرس بقيادة أبو مسلم الخرساني، ولما تحقق لهم ذلك، كان برفقتهم مجموعة من الفقهاء، جميعهم من بلاد فارس وخرسان (البخاري، الترمذي، النيسابوري أو النسائي، إبن مسلم …إلخ)؛ مهمتهم تثبيت أعمدة الحكم السّياسي وحسم الصِّراع على السُّلطة في الدولة الإسلاموية لصالح العباسيين.
جاء انتقام الفرس من العربان مدويا ولا نهاية له، وذلك بوضعهم في طوق ديني أبدي، لا يملكون منه فكاكا. عمل الفقهاء المأجورون من طرف العباسيين، صانعي القرارات السياسية على حبك هذا الطوق باتقان، فبأوامر من أسيادهم فبركوا ديانة - فاشية - إرهابية بامتياز ولا ينتج عنها سوى القتلة والمجرمين، لذلك تعد أسوأ الديانات على الإطلاق، ووضعوا لها تاريخًا معكوسا، وأدمجوا الشخصيات النبوية الثلاث مع بعضها البعض في شخص نبي واحدى وقاموا بمحو اسم إياس بن قبيصة، واكتفوا بلقب محمد. أخذوا ما كتبه طائفة النصاري العبرانيين وأعوانهم العربان في صحراء بادية الشام (الهاجريون أو السراسنة)، من صحف القران الاول، والذي لم يكن الهدف منه تأليف كتاب سماوي مقدس مثل التوراة أو الأناجيل بل كان هدفهم هو تعليم عربان قريش مبادئ الديانة النصرانية من اجل تجنيدهم لغزو مدينة القدس وبناء بيت الله الحرام، وأكملوها بنصوص سياسية شاذة، تعمل على بعث الكراهية للآخرين وقتلهم! كما اعتمدوا على الطقوس والخرافات الوثنية والزرادشتية (ديانة الفرس) إلى جانب وأسفار وتراتيل من التوراة والإنجيل.
قد يتساءل البعض عن فترة الخلفاء (الراشدين) المذكورة في التاريخ الرسمي الإسلاموي. بعض الباحثين ذهبوا إلى أنها مختلقة ولا وجود لها تاريخيا، ومنهم الباحث المغربي الأستاذ رشيد أيلال صاحب كتاب “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة” الذي انطلق من الرّوايات الإسلاموية التي تمّ تداولها في العهد العبّاسي حول عمر بن الخطاب، وهي روايات تتعارض مع التّاريخ المفترض له كصّحابي، قائلا إن “هذه الرّوايات لم تستند إلى أيّ منهج من المناهج التاريخية ولم يُذكر وجود الصّحابة في الوثائق والحفريات والنقوش والأبحاث الأيكولوجية”، مؤكداً “عدم وجود أيّ وثيقة تثبت وجود هؤلاء الصّحابة”
https://www.maghrebvoices.com/2019/06/23/باحث-مغربي-أبو-بكر-وعمر-غير-موجودان-وهذا-دليلي
لكن من المرجح وجود أولئك الخلفاء تاريخيا كحكام محليين في منطقة بادية الشام وليس في مكة أو يثرب، وأن حروبهم كانت ضمن الصراع السياسي - الديني بين العربان أنفسهم، أو بينهم وبين الفرس والبيزنطيين، وهناك من الأبحاث ما يفيد بأن عمر بن الخطاب كان في ذلك الوقت حاكما للجزيرة العربية المعروفة بالجزيرة الفراتية الواقعة بين الشام والعراق والأناضول، بعد تحريرها من الفرس والبيزنطيين، شاهد الفيديو:
مدبلج : 470QNxbYTyM/be.youtu https://youtu.be/4DwxEEnqdvU
وأنه طلب معونة من قس مسيحي لقبيلته التي ضربتها المجاعة، وأنه بالفعل انتصر على الفرس في موقعة القادسية التي حررت العراق من قبضتهم (عام 636م)، بعدما ضعفوا وقويت قبائل العربان في منطقته، مما حدا بالفرس أن يقوموا بأول رد فعل انتقامي ضدهم، حيث أغتيل عمر بخنجر مسموم على يد أبي لؤلؤة المجوسي أو فيروز النهاوندي الذي أقام له الفرس مجسماً كبيراً وضريحاً يحجون إليه كل عام في ذكرى الاغتيال، وكتبوا عليه« بقعة متبركة بابا شجاع الدين أبو لؤلؤة فيروز». أنظر التفاصيل على الرابط التالي:
https://ar.wikipedia.org/wiki/أبو_لؤلؤة_المجوسي
أهمل العباسيون أماكنهم القديمة في الحميمة والبتراء في الأردن ونسوا خرسان، وركزوا فقط على مكة وكعبتها التي أخذت في الازدهار، وجذب جموع المتأسلمين إليها.
ورغم أن الفرس ادعوا قبول التأسلم، إلا أنهم اختاروا التشيع لإضعاف الدين الإسلاموي وتضليل معتنقيه، بعدما تعمد فقهاؤهم طمس الحقائق وتزوير الوقائع، ومع ذلك تركوا لنا بعضا من الاشارات أو التلميحات التي تلامس الحقيقة في جوانب كثيرة.
مزيد من التفاصل في كتابي ”الإسلام جاء من بلاد الفرس“
http://www.mediafire.com/file/snc121oanvast49/%E2%80%8E%E2%81%A8الإسلام+جاء+من+بلاد+الفرس%E2%81%A9.pdf



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكره الفرس العربان؟ (1/2)
- جنون العظمة من البكباشي إلى المشير
- فتاوي ”البلاوي“ والهوس الجنسي
- ابن سلمان وصدمة التغيير
- العلمانية والضلال الإسلاموي المبين
- أصل الاستبداد الإسلاموي
- الغرب و شيزوفرينيا العربان
- الصنم الذي يتحكَّم حيا وميِّتا!
- من أين يبدأ تنوير المتأسلمين؟
- ثقافة ”البهللة والسبهللة“ الدينية!
- التفضيل بالنفاق في مصر! (2/2)
- التفضيل بالنفاق في مصر! (1/2)
- أنا لسْتُ مُدينًا بشيء لوطن مسلوب الإرادة!
- أين حدود الصبر؟!
- يا شعب مصر (العظيم)!
- الآلهة التي دمَّرت مصر (2/2)
- الآلهة التي دمَّرت مصر (2/1)
- عن سجن الأوهام والإجرام
- الرئيس الذي يبكي!
- على من ضحك الجنرال؟


المزيد.....




- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - لماذا يكره الفرس العربان؟ (2/2)