أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس















المزيد.....


قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 23:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم أكن أرغب في الكتابة عن هذا الموضوع، ولكن ما قاله موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى صحيفة المصري اليوم، كان مستفزا لأنه يفتقد الصدقية، في حين أن من عاشوا الوقائع ما يزالون أحياء، ومن لم يعشها فقد شاهدها بالصوت والصورة عبر وسائل الاتصال المختلفة، وهذا يعني أن هناك حتى الآن، من لم يستوعب حجم النكبة التي لحقت قطاع غزة، وأصابت الضفة الغربية والقدس، ووصلت ارتداداتها إلى بعض دول الإقليم.
ومن ثم يبدو أن مثل هذه الذهنية ليست مستعدة حتى الآن لاستخلاص العبر والدروس، من نكبة 7 أكتوبر، ليكون السؤال: هل هو جراء عُسر في الفهم؟ أو أنه يمثل من ما يزال يعيش حالة إنكار تمنعه من إدراك الواقع، بدعوى وهم أنه رباني؟ فيما الوقائع تقول إن طوفان حماس تسبب في خلق متغير جيوسياسي في المنطقة، لا يخدم القضية الفلسطينية، وإنما يصب لصالح الكيان الصهيوني وواشنطن.
لكن ابتداء لابد من التأكيد على أن مشروعية المقاومة بكل أشكالها هي حق أصيل يكفله القانون الدولي للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ولأنها كذلك، فلا توجد مقاومة مجردة دون أهداف محددة، كون مشروعية أي عمل مقاوم هي في تبنيها أهداف يمكن تحقيقها، ولها تجلياتها المادية والمعنوية الملموسة؛ كوقائع يعيشها الناس، لأن معيار نجاح أي عمل مقاوم، هو في مدى مطابقة نتائجه لأهدافه السياسية والعسكرية.
لكن المشروعية العامة، لا تعني المغامرة، أو رهن الوطني العام لصالح الفصائلي الخاص، وهذا يعني أنه ليس من حق أي طرف أن يقوم تحت عنوان مشروعية المقاومة بعمل غير مدروس يتسبب في كارثة للشعب الفلسطيني، تعيده عقودا إلى الوراء، كما جرى في نكبة غزة التي تسبب فيها طوفان حماس.
من ذلك أن موسى أبو مرزوق عندما يقول إن "عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الحركة في 7 أكتوبر 2023 هي "مقاومة شرعية للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي". فإن هذا من حيث المبدأ كلام صحيح، ولكن قيمة أي مقاومة هي في تحقيق أهدافها، وبالطبع يا حبذا لو كان ذلك من خلال جبهة وطنية عريضة، حتى لا يكون الوطن في كليته أسير أجندة حزب أو فصيل بعينه مهما كان، وهو ما يعيشه الآن الواقع الفلسطيني في غزة تحديدا، وإلا فإن النتائج ستكون ضارة وتصب في مصلحة العدو.
لكن عندما يقول أبو مرزوق إن عملية طوفان الأقصى "كانت في الإطار الصحيح الذي يخدم أهداف المقاومة الفلسطينية في تحرير وطنها وكسر الحصار على غزة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية وعدم احتلال القدس والمقدسات"، الذي أردف" إن المقاومة هدفها وطني "من أجل تحرير الأسرى كي يتنفس الشعب الحرية ويزيح الاحتلال عن صدره"، عندها ندرك مقدار الاستخفاف بالعقل الفلسطيني وبعقل من يقرأ ذلك من خارج القطيع، هذا القطيع الذي ما يزال يرقص على جثث عشرات آلاف الضحايا من شهداء ومفقودين وجرحي، وخراب غزة، محتفيا بالنصر الرباني.
وهو واقع لا تغيره عملية التضليل والتجهيل، لأن تلك المعطيات واقع موضوعي وليست حالة ذهنية لدى أبو مرزوق وفريقه والقطيع التابع له سواء كان انتماء أو مصلحة، ولا يحتاج المرء لجهد ذهني لكي يكتشف هشاشة وبؤس ما يقوله أبو مرزوق كونه يعبر عن انفصام عن الواقع، ويعكس غياب النزاهة عندما يتحدث قائد حمساوي بهذا المستوى من عدم الصدقية، والسؤال هنا هل كانت حماس من خلال طوفان الأقصى حقا في الإطار الصحيح الذي يخدم أهداف المقاومة الفلسطينية، وهي التي كما نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن وثيقة سرية من جهاز المخابرات العسكرية التابع لحركة حماس، أنها لم تكن تسعى لإنهاء الحرب بسرعة، على الرغم من الأوضاع التي يعيشها سكان غزة؟ وتفسير ذلك أن حماس كانت تماطل عمدا، دون أن تهتم بنكبة غزية وأهلها، لأنها كانت تسعى لهدف آخر، وهو أن يفي السنوار بتعهده لبعض الأسري بتحريرهم، حتى لو دمرت غزة.
وعن الطوفان ودورة في خدمة "تحرير وطنها"، فإن السؤال ماذا تقول الوقائع الآن وحتى غدا، مما يقوله أبو مروزق؟ وإلى من يبيع بضاعته الفاسدة؟ وعن أي تحرير يتحدث بعد أن احتلت غزة بعد الطوفان وتحولت إلى خراب؟ وراح ضحية الحرب 6 في المائة من أهلها بين شهيد ومفقود ومصاب، وأن غزة التي لم تكن محتلة قبل طوفان حماس لن تعود كما كانت حسب اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكلات المرفقة به، فعن أي تحرير يتحدث القيادي الحمساوي والحال هذه، ونعيد التساؤل ماذا حرر طوفان حماس؟؟ .
لكن أكثر الأهداف بعدا عن الحقيقة في حديث أبو مرزوق، هو هدف كسر الحصار، الذي هو عبارة عن مجافاة متعمدة للواقع، لأن أبو مرزوق لم يذكر أن حصار الكيان للقطاع، قد أعقب انقلابها الدموي وسيطرتها على قطاع غزة وفصله عن الضفة الغربية، وطردها للسلطة الفلسطينية العنوان الشرعي الفلسطيني المعترف به دوليا، التي كانت هي والاتحاد والأوروبي والأمريكي جزء من آلية إدارة كل المعابر وفق اتفاق 2005 ، وإنه لمن السذاجة تصور فرض نتائج انقلاب حماس 2007 على أطراف اتفاق المعابر، كون سلطة حماس غير شرعية.
ووفق تلك المعطيات كان الحصار نتيجة، لسيطرة حماس على غزة، وغياب السلطة الفلسطينية كونها العنوان السيادي القانوني لجميع منافذ فلسطين حتى في ظل الاحتلال، إذا حماس هي من جلب الحصار عن سبق إصرار، لكن السؤال اللغز، ألا يدعو للاستغراب أنه في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يفرض الحصار على أهل غزة، كان يشجع حماس على تكريس فصل غزة عن الضفة، ومن ثم كيف يمكن فهم ثنائية الحصار ودور الكيان في حث قطر على دعم حماس؟ وبماذا نفسر ما قاله رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء يوم الأحد 27 يناير في مقابلة مع القناة 12 العبرية، من أن الحكومة الإسرائيلية هي التي كانت تطلب من قطر تمويل قطاع غزة أي تمويل حماس، وأن استضافة مكتب حماس في الدوحة كان بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة من أجل تسهيل حياة أهالي غزة وضمان الأمن للإسرائيليين؟ نعم أمن الإسرائيليين..
لكن السؤال الموجع على ضوء ما كشف عنه رئيس الوزراء القطري، وهو بالطبع معلوم لكل مراقب، هل كان الحصار مادة للمتاجرة به، لاستمرار دعم سلطتها عبر صرف مستحقات منتسبيها على حساب أهل غزة؟
لكن ثالثة الأثافي كما يقال هي أن هدف الطوفان كان لوقف الاستيطان في الضفة الغربية وعدم احتلال القدس والمقدسات"، لكن السؤال المشاكس هنا هو: على من يبيع أبو مرزوق هذه البضاعة؟ فهل العملية العسكرية التي استهدفت مستوطنات غلاف غزة، كانت ستوقف الاستيطان في الضفة الغربية وتمنع احتلال القدس المحتلة والمقدسات أن تنتهك؟ ولماذا عادوا إلى غزة وجعلوا أهلها رهائن فيما هم يحتمون بالأنفاق؟ أم أنه من نتائج الطوفان المباركة باتت الضفة والقدس والمقدسات محل انتهاك يومي وبشكل غير مسبوق؟
وإذا كان صحيحا أن "تدمير قطاع غزة يٌسأل عنه من أوقع هذه الجريمة بحق السكان المدنيين الآمنين وهو نتنياهو وجيشه". لكن نسي أيو مرزوق أن من استدعى رد فعل جيش الاحتلال إلى غزة، هم أصحاب الطوفان الذين عوض أن يتجهوا إلى ما سماه التحرير ووقف الاستيطان في الضفة الغربية وعدم احتلال القدس والمقدسات"، عادوا ليختبئوا في أنفاق غزة بعد أن نفذوا عملية الطوفان، وتركوا غزة تواجه مصيرها. في مواجهة كيان عنصري فاشي مجرم.
لكن يبدو أن أبو مرزوق وهو يشيد بالطوفان نسي أن مدعي عام محكمة الجنايات الدولية قد طالب بتوجيه مذكرات اعتقال لبعض قادة حماس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية جراء الطوفان.
بل إن طوفان الأقصى الفكرة التي قد لا يختلف عليها اثنان، قد شُوهت عندما مورست كـ"فزعة"، وهو ما رصد تداعياتها المشينة تقرير اللجنة التي ترأستها المفوضة السامية لحقوق الإنسان السابقة للأمم المتحدة نافي بيلاي، حول غزوة الطوفان، من أن "العديد من عمليات الاختطاف نُفذت في ظل عنف جسدي ونفسي وجنسي شديد ومعاملة مهينة ومذلة، بما في ذلك في بعض الحالات عرض المختطفين على الجمهور"، وأن "النساء وأجسادهن استُخدمت كجوائز نصر من قبل الجناة الذكور"، وهو ما يتنافى مع قيم الثورة ونبل أهدافها وشرف ممارسات ثوارها.
وأخيرا يمكن القول على ضوء كل ذلك إن طوفان حماس كان تجربة دامية، أعادت تشكيل واقع المنطقة مجددا بشكل مفارق حتى الآن، مؤشراته ليست في صالح الشعب الفلسطيني، وربما أحد تلك المؤشرات هي، هرطقات ترامب بتهجير 60 في المائة، من أهل غزة، كأحد النتائج المبهرة لطوفان حماس..!!
فمتى يستوعب أصحاب الطوفان ومن والاهم، أن نكبة غزة وما يجري في الضفة، وما جرى في بعض دول الإقليم، هو بفعل مباشر من طوفان حماس، أو أحد ارتداداته غير المباشرة؟ وأن هذا يحتاج إلى المراجعة واستخلاص الدروس من نكبة غزة، وليس استمرار المكابرة واعتبار أن الطوفان فعل رباني خارج سياق النقد والمراجعة!!!



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم
- في بؤس مقولة.. -هذا مش وقته-
- شكرا.. الحوار المتمدن
- سوريا .. مؤشرات مفارقة حول هوية الحكم الجديد..!
- سوريا.. منظومة القمع والفساد أسقطت النظام
- المتغير السوري الدراماتيكي.. الرابحون والخاسرون
- استهداف الإرهاب الدولة السورية.. لعبة جيوسياسية تتعدى دمشق
- نحو صفقة بين حماس والكيان.. ما الذي تغير؟!
- وقف إطلاق النار في لبنان.. مقاربات
- قرارات الجنائية الدولية .. تبني دولي ونشاز أمريكي
- وقف إطلاق النار في لبنان.. بين التفاؤل والتشاؤم
- في غياب الموقف الفلسطيني الموحد.. القطاع بقبضة الشركات الأمن ...
- القمة العربية والإسلامية.. الأسئلة المشاكسة
- الوحدة الكفاحية.. لمواجهة -فخ- ترامب نتنياهو


المزيد.....




- لون و-رمزية- شماغ الأمير تركي الفيصل بمقابلة CNN يشعلان تفاع ...
- -لا توجد خطة-.. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ-غير منطقي- ويؤك ...
- -لم يعد بإمكاننا التحمل-.. فلسطينيون بغزة يناشدون العالم للم ...
- السعودية.. القبض على 3 مواطنين ومقيم يمني والأمن يوضح ما ارت ...
- ما هو حجم الدمار في جنين بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا وماسك وشركاؤه: حلم السيطرة على الع ...
- خبير يكشف سر الوميض الأبيض خلال الزلزال المدمر في تركيا عام ...
- أستراليا.. إنماء أول جنين كنغر في العالم باستخدام التلقيح ال ...
- -لا مانع من محو غزة وإسرائيل-.. استقالة موظف من وزارة ماسك ب ...
- -نيوزويك-: لأول مرة منذ بدء القتال في أوكرانيا.. طائرة تجسس ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس