أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله وأحتلال البشر بأسمه














المزيد.....


الله وأحتلال البشر بأسمه


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر تتحدث عن نفسها .. مصر يعرفها العالم قبل أن يعرفها الله العربى نفسه فأجدادنا المصريين صانعى الحضارة والعبادة تاريخهم ‏يعرفه القاصى والدانى، تاريخ المصرى لأنه إنسان حضارى قام بتدوين تاريخه بذكاء على البرديات والمسلات والتماثيل والمقابر والمبانى ‏العملاقة التى صنعها وما زالت خير شاهد على أعماله ومنها الأهرامات والموميات حتى يومنا هذا، الحضارات الأخرى زالت أو تركت بقايا ‏من حضارتها تصارع الفناء والأندثار، بينما الحضارة المصرية بها الكثير من الألغاز لم يستطيع حتى اليوم علماء عصرنا إيجاد إجابات ‏وتفاسير منطقية وموضوعية حقيقية لما صنعه المصريون!!‏

أقول هذا بعد أن أفاض وتحدث الأستاذ/ محمد حسين يونس فى مقالاته عن هؤلاء المصريون وقام بتشريح شخصية هذا المصرى الجميل، ‏ولست فى حاجة أن أشرح نفسية هذا المصرى الحضارى الذى قام بالكثير من الثورات والأنتفاضات ضد المستعمرين والمحتلين منذ ‏الهكسوس والفرس والروم والعرب وغيرهم، لكن مشكلة من يقرأ تاريخ مصر اليوم هى مشكلة أنه يقرأه باللغة العربية تلك اللغة القاصرة ‏والتى زيف بها العرب أنفسهم تاريخم الطويل ولم يستطيعوا أبداً تدوينه، لأن مشكلة العقل العربى أنه يكره القراءة والكتابة ونشأ وتربى ‏على التعاليم والأشعار والأدب الشفاهى التى سمحت له بأرتكاب جرائم التزوير التاريخى.‏

هذه هى البداية التى أستغلتها أنظمة المحتل العربى منذ دخوله مصر بالأحضان أو بالغزوات والسيوف لا فرق لأن النتيجة كانت تغييب ‏حضارة مصر الحقيقية منذ عمرو بن العاص وحتى الآن..‏
أدخل مباشرة فى المشكلة التى تؤرقهم جميعاً وهى: أن العربى مختلف عن بقية المحتلين والمستعمرين السابقين واللاحقين ومنذ أن ‏وضع أرجله ويديه على أرض مصر وشعبها كانت معضلتهم الكبيرة: كيف ينزعوا ويسلبوا المصرى من هويته المصرية وكيف يمكنهم ‏تعريب حياتهم وثقافتهم وهويتهم وتدمير وتخريب تاريخهم وآثارهم التى تثبت حضارتهم؟؟؟؟

حاول بعض الحكام العرب هدم الأهرامات والمعابد والتماثيل لكن فشلت محاولاتهم لصمود الأهرامات وظهور معابد وتماثيل جديدة بديلة ‏لما تم هدمه وتخريبه والأستيلاء عليه، لكن أستمرت فكرة العرب المرضية أنهم خير الكائنات ولا بد من فرض اللغة العربية وثقافتها ‏الدينية ومحو كل آثار ثقافة المصريين الحضارية وإحلال الثقافة الصحراوية البدوية محلها كأنها من إبداع الله، وهذا للأسف هو مشكلة ‏المصريين أنفسهم الذين يسخرون من أنفسهم ويفتخرون بعروبتهم وعربيتهم ويداعبون مشاعر وعواطف الضعفاء والجهلاء والفقراء من ‏الشعب المصرى!!‏

المشكلة ليست فى تجاهل الحكومات المتعاقبة للثقافة والحضارة المصرية القديمة وخداع الشعب وتركه يعيش فى الجهل وطرح أفكار ‏جديدة لحل مشاكله مثل الكتاتيب وتعريب العلوم وإدخال الثقافة الدينية فى مناهج التعليم، لأنه بكل بساطة يحدث هذا منذ دخول العربى ‏مصر وحتى اليوم وليس أمراً جديداً لأنه يعشعش فى العقل الباطن لكل متنكر لمصريته، وكلما شعر بالضعف والتخلف أمام ثقافة التقدم ‏والحضارة الغربية الجديدة يلجأ إلى ماضيه الصحراوى ويحاول فرض ثقافته على المصرى المغلوب على أمره من حكام ومحكومين، لأن ‏السلطة الحاكمة فى كل زمان تستعين برجالها وبالمحكومين أنفسهم فى زرع فكرة الثقافة والهوية العربية حتى ينسى مشاكله الأقتصادية ‏والعلمية والأجتماعية وحتى ينسى أنه إنسان هويته حضارية له الحق فى التعليم الإنسانى وليس فى التعليم البدوى الصحراوى القائم ‏على التخلف والغيبية!!‏

أنا أتكلم عن عصرنا وليس على عصور الماضى وتكالب المستعمرين على بلادنا مصر الحضارة لسلب خيراتها وتخريبها وتصحيرها أرضاً ‏وشعباً وعقولاً فرضوا عليها ثقافات ماضوية دينية، أتكلم اليوم عن اليوم وغداً الذى يفكر فيه كل مواطن مصرى أصيل تثقف بثقافة ‏الحضارة المصرية ويريد نزع ثوب وحجاب الجهل والتخلف عن عقول وأعين الملايين من المصريين الأصلاء الذين يريدون التمتع ‏بالحضارة والعلم الأصيل وليس البديل الذى نستورده من صحراء الجزيرة العربية!!‏

أشفق حقاً على أصحاب الأفكار المهلهلة المهترأة التى أتى عليها الزمان وأهلكها مثل الكثير من الأفكار العدوانية التى أرادت ان تنال من ‏شعبها وأرضها المصرية، أشفق عليهم مهما كانت منابع أفكارهم العبقرية لكنها فى النهاية ستركع وستخضع لأفكار العلم والتقدم وحضارة ‏عصرنا الثورية لنعيش كبقية البشر فى إتصال وتواصل إنسانى وعلمى، لأننا جميعاً نعيش على أرض الواقع ولا نعيش فى سماء الأحلام ‏وعلينا الوعى بحقيقة وجودنا والأبتعاد عن الفكر المدمر لأنسانية البشر بأسم الله ولغته العربية!!!‏

مصر حية وستظل حية تصارع من يفرضون عليها أفكار وبدع التخلف لتنبثق أنوار الحضارة المصرية وتنتصر على ثقافة الموت لنقول ‏معاً: تحيا مصر رغم أنف الجميع!!!‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى
- الله يا فيروز التسعون ربيعاً
- الله ماركة مسجلة للأديان
- الله وهلوسات البشر
- الله يتحدث معى ومعكم؟
- الله وثدى الأنثى
- الله وتصور البشر له
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏
- جبناء التكفير إجراميين
- تكفير أتباع المسيح ‏
- الخوف من الله أو عليه؟


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله وأحتلال البشر بأسمه