أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام















المزيد.....


نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 18:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"من الواضح عدم وجود ضمانات للسلام مع العدالة في خطة وقف إطلاق النار الحالية في غزة. بُنيت الصهيونية السياسية على الفكرة الاستعمارية القائلة بأن الحقوق اليهودية – حقهم في تقرير المصير – تتفوق على حقوق الفلسطينيين الأصليين"، يقرر الكاتب الأميركي، رزا بهنام، في مقال بعنون "كارثة بفلسطين" المنشور في 28 يناير الجاري:

ركز العالم اهتمامه على الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى في غزة التي بدأت في 19 كانون الثاني/يناير. في الوقت نفسه، دفعت إسرائيل قواتها العسكرية الهائلة بجنون الى الضفة الغربية المحتلة التي لا حول لها ولا قوة. يواجه الفلسطينيون هناك الآن بعضًا من نفس القسوة التي مارستها إسرائيل على مواطنيهم، رجالا ونساءً، في القطاع منذ 15 شهرًا مصحوبة بالرعب.
بما أن إسرائيل أوقفت مؤقتاً قصفها لغزة وكثفت أعمال العنف المستمرة وخطط الضم في الضفة الغربية، تحتفظ بأهمية خاصة الدروس المرشدة من القصة الخرافية (العقرب والضفدع) المشهورة بالشرق الوسط. طلب العقرب من الضفدع ان يوصله على ظهره الى الضفة الأخرى للنهر، وقال الضفدع اخاف ان تلدغني. قال العقرب اذا فعلت ذلك فسنغرق كلانا. اطمان الضفدع وقبل عرض العقرب. لكن العقرب في منتصف النهر لدغ الضفدع بالفعل. سأل الضفدع لماذا لدغتني لأموت انا وتغرق انت؟ اجاب العقرب "ببساطة هي طبيعتي"!
جماعات المقاومة الإسلامية، مثل حماس، تعرف ألا تتوقع من إسرائيل أن تكون غير ما هي عليه، وأن الصهاينة المسيطرين عاجزون عن التحول ليكونوا مصدر ثقة. وفي مواجهة قوة إسرائيل الهائلة على التدمير، فإنهم يدركون أن لا يقتنعوا بوعودها. في نهاية الأمر يبقى العقرب عقربا.
بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وكلاهما على حد سواء غير جديرين بالثقة، فإن هذا الرمز مؤثر بشكل خاص. واشنطن تغذي إدمان إسرائيل للقوة ولا تطلب شيئا من عميلتها. لم تطلب منها قط نبذ العنف، التوقف عن قتل المدنيين، إنهاء الاحتلال، وقف التسلح، واحترام القوانين الدولية والإنسانية. في الأساس ساعدت في خلق كيان سياسي مشوه، مستقبله غامض.
على مدى عقود عدة وإسرائيل تمتطي ظهر الولايات المتحدة، ما قد يسفر عن سوء حظ الدولتين. بدون تأكيد الغرب ودعمه المالي – البريطاني أولاً ثم الأمريكي – لن يكون هناك بلد اسمه إسرائيل.
تصور الأوربيون، مؤسسو إسرائيل الأوائل، الدولة اليهودية مصدا للغرب بوجه آسيا؛ اعتقدوا أن دعم القوة العظمى كان ضروريًا لنجاح الصهيونية. وكما كتب الأب المؤسس للصهيونية، النمساوي المجري تيودور هرتزل، عام 1896، فإن "دولة اليهود" ستكون بمثابة "معقل للحضارة ضد الهمجية" - وهو الموقف العنصري الفوقي الذي يسود في إسرائيل حتى يومنا هذا.
بدأت مواءمة المصالح الأمريكية الإسرائيلية في أوائل القرن العشرين عندما وافق الرئيس وودرو ويلسون (1913-1921) على إقامة دولة لليهود، ووعد بدعم إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، قبل صدور وعد بلفور وإعلانه من قبل الحكومة البريطانية عام 1917.
لعب حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل، دورًا محوريًا بشكل خاص في تأمين اعتراف الرئيس هاري إس. ترومان المبكر بدولة إسرائيل المنشأة حديثًا في 14 مايو 1948، وفي جمع التبرعات في الولايات المتحدة.
تضمنت جهود الضغط التي قام بها مقالًا حزبيًا بعنوان "الصهيونية - حية ومنتصرة" نُشر في عدد 12 مارس 1924 من مجلة ذا نيشن. وكتب فيه: “الصهيونية السياسية، باختصار، هي خلق الظروف المواتية للاستيطان اليهودي في فلسطين…. كلما زاد حجم الاستيطان اليهودي كلما زادت سهولة زيادته، وقلّت المعارضة الخارجية لزيادته؛ وكلما صغر حجم الاستيطان اليهودي في فلسطين، كلما زادت صعوبة زيادته، وكلما زادت المعارضة عناداً."
إضافة لما تقدم، كانت الرسائل بين وايزمان والرئيس ترومان، وكذلك لقاؤهما في 18 مارس 1948 في البيت الأبيض، مهمة في تأمين دعم الرئيس والمصادقة على قيام دولة يهودية في فلسطين، على عكس نصيحة وزارة خارجيته.
وعلى حد تعبير الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون: "منذ اللحظة التي أصبح فيها الرئيس ترومان أول زعيم عالمي يعترف بالدولة اليهودية، لم يكن لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان للولايات المتحدة لا يوجد حليف أكثر ثباتا من دولة إسرائيل”.
تصر الولايات المتحدة على اعتقادها بأنها قادرة على تحديد مصير الفلسطينيين، وأن إسرائيل قادرة على الاستمرار في دورها كمستعمر لفلسطين، وباعتبارها الفتى المتنمر الأمريكي في الشرق الأوسط.
من الواضح عدم وجود ضمانات للسلام مع العدالة في خطة وقف إطلاق النار الحالية في غزة. بُنيت الصهيونية السياسية على الفكرة الاستعمارية القائلة بأن الحقوق اليهودية – حقهم في تقرير المصير – تفوق حقوق الفلسطينيين الأصليين.
وفي غضون أيام من إعلان وقف إطلاق النار، أكد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ، أنه مؤقت وأن إسرائيل تحتفظ بحق العودة إلى "الحرب" على غزة إذا ثبت عدم جدوى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق. إن تصنيع "العبث" لابد وأن يكون أمراً سهلاً بالنسبة لنظام يمارس الخداع على نحو جيد لأكثر من نصف قرن. وذكر أيضًا أنه تلقى تأكيدات بالدعم الأمريكي من الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس دونالد ترامب.
يضاف لذلك بعد يومين من وقف إطلاق النار شرعت اسرائيل هجماتها الجوية الوحشية على بلدات الضفة الغربية المحتلة.
منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 870 فلسطينيًا، بينهم 177 طفلاً، وجُرح أكثر من 6700 آخرين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، في هجمات شنها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون. وأصبح مخيم جنين للاجئين الآن غير صالح للسكن تقريباً، وقد أُجبر ما يقدر بنحو 2000 من السكان على ترك منازلهم في منطقة جنين.
ويجب التأكيد بأن النزعة العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وعلينا أن نتذكر أيضًا أنه في 19 يوليو 2024، قررت محكمة العدل الدولية أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 وما تلاها من "المستوطنات" الإسرائيلية واستغلال الموارد الطبيعية غير قانوني ويجب أن ينتهي.
وعبرت أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، عن جوهر وقف إطلاق النار الحالي بحق: "ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية لهذا "الصراع"، لا يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين حتى الشروع في الأمل بالتوصل لمستقبل أفضل قائم على الحقوق والمساواة والعدل.
القانون الدولي يقف إلى جانب المقاومة؛ واتفاقيات جنيف لعام 1949 تدعم حق تقرير المصير للشعب الخاضع للاحتلال، بما في ذلك حق المقاومة.
طرح الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موقف الحركة من التمسك بجزءها من الاتفاق، قائلا: “نحن لا نبحث عن قتال، نحن نبحث في كيفية حماية مستقبل أطفالنا”. كما أشار إلى أن الحل السياسي سيكون أفضل، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن “جميع الفلسطينيين ما زالوا مستعدين لمواصلة نضالهم”، مضيفا: “نعتقد أن هذه قضية عادلة، نضال عادل ولدينا كل الحق المضمون بالقانون الدولي لمقاومة الاحتلال بجميع الوسائل بما فيها المقاومة المسلحة”.
القانون الدولي يقف إلى جانب المقاومة. تدعم اتفاقيات جنيف لعام 1949 حق تقرير المصير للشعب الخاضع للاحتلال، بما في ذلك حق المقاومة.
فيما يتعلق بشعب غزة، جلب وقف إطلاق النار الذي دام ستة أسابيع بعض الأمل الممزوج بالكآبة. وظل الآلاف يبحثون بين الأنقاض للعثور على أحبائهم ودفنهم. في الأمة الإسلامية، يتم عادة الدفن خلال يوم واحد. وفي ظل الصراع اليومي من أجل البقاء ومع قصف المقابر بالقنابل الإسرائيلية، حُرم الفلسطينيون من حقهم في الثكل، وفي ممارسة الطقوس الثقافية وطقوس الدفن الدينية.
لقد كانت الحياة الفلسطينية، منذ وصول الصهاينة الأوروبيين، مليئة بالنضال والمقاومة والحزن. ومع ذلك، فإن القدرة على الصمود لتحرير أنفسهم من نير الاستعمار ولسعته، تظل محفورة للأبد في أنقاض غزة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذئاب ترامب شرعت العواء على فلسطين
- تنديد بتجار الموت – التحذير النبوئي للدكتور مارتن لوثر كينغ
- ألكابوس لن ينتهي، حتى لو توقف قصف القنابل.
- الدروب تنتهي بالوساطة الأميركية
- خطر حرب إقليمية ماثل بعد الانقلاب بسوريا
- الصهيوينة والامبريالية كيان واحد يفيض كتلة وينحسر ويزول كتلة
- تاريخ من العذابات المتواصلة
- عقم الخطاب المدني مع سلطوية المصالح والامتيازات
- في ذكرى رفعت العرير.. قلسطين خالدة في قصائد شعرائها
- ليزلي أنجيلين: نفاق حكومتنا يفطر القلب
- هل كان 7 أكتوبر شركا للإيقاع بغزة في حرب الإبادة؟
- آلية دولية للعلاقات العامة تشجع على الإبادة الجماعية
- المخابرات المركزية الأميركية مولت التنظيمات الجهادية وسلحتها ...
- ادمان اللاشرعية ..البدايات
- كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية-7
- كيف أدمن الصهاينة انتهاك الشرعية-6
- الكابوس .. دولة منفلتة العقال
- كيف ادمن الصهاينة انتهاك الشرعية-3
- كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية الدولية-2
- كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية الدولية-2


المزيد.....




- العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
- اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
- الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل ...
- تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل ...
- انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي ...
- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام