لؤي الخليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 18:42
المحور:
المجتمع المدني
كان لرحيل الشخصية الوطنية مكرم الطلباني بالغ الاثر من الحزن والالم على معارفه ورفاق دربه الحافل بالعطاء والمواقف المشرفة وحفاظه على المبادئ التي امن بها طيلة سنوات عمره .... ولا غرو ان اقف ناعيا باحترام وتقدير كبيرين هذه القامة الشامخة لما بذله من جهد في سبيل حزبه ووطنه وحرصه اللا متناهي في ان يبقى الحزب الشيوعي ايقونة تطوف حولها ارواح الشهداء ومن قضى نحبه من المناضلين في سبيل وطن امن ينعم بالحرية والمساواة وانا اقف امام هذه الخسارة المؤلمة تتزاحم في مخيلتي صور واحداث تعود بالذاكرة الى سنوات مضت ولم تعد احداثها شاخصة بتفاصيلها الدقيقة .... ففي حقبة ثمانينيات القرن الماضي االتقيت مصادفة الصديق والرفيق الراحل الدكتور حسين قاسم العزيز والذي لا يقل عن الراحل مكرم وطنية واخلاصا ونزاهة ,وفيما كنا نستعيد ذكريات مضت ذكر لي انه التقى الرفيق مكرم في داره بل وكان يلتقيه بين الفينة والاخرى , وما لبث ان اتجه صوب سيارته العتيقة واستل منهاكيسا اسمراللون وناولني اياه متمتما بصوت خافت انها جريدة طريق الشعب والتي مازلت احتفظ بها باعداد اخر الى يومنا هذا, عدت الى البيت مسرعا وفتحت الكيس فاذا هي جريدتنا الاثيرة ولكن بالحجم الصغير , كانت فرحتي لا توصف وانا اقلب وريقاتها بشغف المرة تلو الاخرى التهم سطورها بوله وانااحلم بروعة فيما لو كنت احد محرريها كما كنت في سبعينيات القرن المنصرم .... وفي لقاء اخر اعطاني الراحل جسين نسخة جديدة من الجريدة كان قد جاء بها من الراحل مكرم ايضا واخبرني انه سوف يصطحبني الى مكرم وهذا ما تم فعلا وتكرر اللقاء لاكثر من مرة حتى رحيل الدكتور حسين قاسم العزيز ,ومضت الايام تتلوها السنين حتى توليت مسؤلية جريدة طريق الشعب للفترة من 2004-2007 حيث اتصل بي الراحل مكرم هاتفيا ودار بيننا حديث طويل طلب مني في نهايته ايصال رسالة الى صديق واعدا اياي بلقاء ربما سيكون قريبا وحينما تسنح الفرصة , غير ان هذا اللقاء لم يتم وظل حلما في الوجدان لاضطراري السفر خارج البلاد .... لقد رحل مكرم وقبله الدكتور حسين الا ان ذكراهما ستبقى في قلوبنا وقلوب الكثير من الخيرين , وغابا عن دنيانا ليبقيا ماثلين بيننا كرمز للوطنية ونوريضئ الطرقات للاجيال صوب عالم اسمى واجمل ينعم بسلام ووطن امن حر وسعيد.
#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟