محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 10:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن محاربة الفكر الظلامي ليست مجرد مواجهة لأفكار متطرفة، بل هي معركة وجودية للدفاع عن القيم الإنسانية والتقدم الحضاري. أصحاب هذا الفكر لا يملكون رؤية لبناء مجتمع عادل أو منتج، بل يعتمدون على نشر الجهل والخرافات لإحكام السيطرة على العقول، مستغلين ضعف الوعي لدى بعض الفئات.
لن نسمح لهؤلاء بأن يفرضوا واقعًا متخلفًا على أبنائنا باسم الدين أو التراث، ولن نترك لهم مجالًا لتدمير ما تبنيه الإنسانية من قيم الحرية والعلم والسلام. سنواجههم بالعلم والمنطق، وبالحوار الذي يكشف زيف ادعاءاتهم، وبالوعي الذي يقطع الطريق على أفكارهم المظلمة.
لكن المواجهة مع الفكر الظلامي لا تكون فقط ردود أفعال، بل بالتخطيط والاستثمار في التعليم والتثقيف. يجب أن نضمن وصول العلم والمعرفة إلى كل فئات المجتمع، لأن الجهل هو السلاح الأقوى الذي يعتمد عليه المتطرفون. كلما ارتفع وعي الأفراد وتحررت عقولهم من الخرافات، قل تأثير تلك الجماعات وتراجع نفوذها الذي يبنى على تزييف الحقائق.
وفي الوقت ذاته، علينا تعزيز ثقافة التسامح والتنوع، لأن الفكر الظلامي لا يزدهر إلا في بيئة من الانغلاق والكراهية. عندما نتعلم احترام الاختلافات، ونقدس حرية الفكر والتعبير، فإننا نخلق مجتمعات متماسكة تقف كحائط صد أمام أي محاولة لنشر الظلام.
التزامنا بهذه المواجهة ليس عداءً شخصيًا، بل هو واجب أخلاقي تجاه أجيالنا القادمة. من حق أبنائنا أن يعيشوا أحرارًا، يفكرون بعقولهم، ويبتكرون دون قيود تُفرض عليهم من قِبَل أولئك الذين يحاولون إعادة الزمن إلى الوراء. لن تكون المعركة سهلة، لكن الإصرار على نشر الوعي والقيم النبيلة هو السبيل الوحيد لهزيمتهم، لأن العلم والإنسانية دائمًا أقوى من الجهل والتعصب.
إن النور لا يحتاج أن يصرخ ليهزم الظلام، بل يكفي أن يظهر. فلنجعل من عقولنا منارات، ومن أفعالنا أضواء تضيء الطريق، حتى لا يبقى للظلام مكان في حياتنا.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟