أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إكرام فكري - هواتفي














المزيد.....


هواتفي


إكرام فكري

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 10:16
المحور: سيرة ذاتية
    


Samsung J2 أكثر من مجرد جهاز؛ كان بداية الوعي، نقطة الانطلاق في رحلة اكتشاف الذات والآخر. كان الهاتف رفيقي الوحيد في تلك المرحلة من الحياة، حيث بدأنا نتعرف على أبعاد العالم من حولنا، وهو يحمل في طياته لحظات مراهقتي التي تخللتها الكثير من الأسئلة والشكوك. في تلك الفترة، كان الهاتف بالنسبة لي بمثابة حاجز بيني وبين "الآخر"، ذلك الكائن المختلف الذي لم أكن مستعدًا لقبوله. كنت أرى في هذا الاختلاف تهديدًا كيانيًا، وخوفًا من فقدان ما تبقى لي من وجود. بدا لي وكأنني كنت في سباق مع الزمن، لأكتشف نفسي وأحميها من هذا العالم الغريب.

ثم جاء Samsung A0 Core، ليشكل مرحلة جديدة في حياتي. كان كل شيء من حولي يبدو ضبابيًا، تمامًا كما كان هذا الهاتف ، كنت في مرحلة انتقالية، حيث كنت أبحث عن مخرج من صراع داخلي كان يحاصرني. كنت في صراع بين من أريد أن أكون، ومن كنت عليه في الماضي ، و ما أنا عليه الٱن ، وكأنني كنت أبحث عن فرصة للهرب من نفسي، لأعيد تشكيل هويتي. كانت تلك فترة مليئة بالارتباك، وكأنني كنت أعيش في عالم موازٍ، حيث لم أكن أعرف كيف أواجه تحديات الواقع. لم يكن الهاتف سوى أداة تعكس تلك الحيرة، مع كاميرا كانت أقل من أن تلتقط حقيقة تلك اللحظات التي كنت أعيشها.

استبدله ب Samsung J5، ليكون بمثابة نافذة صغيرة للراحة في بحر من العواصف. كان الجهاز أفضل من سابقه، مما يعكس بداية تأقلمي مع محيطي. كانت تلك الفترة مليئة بالأمل، حيث بدأت في بناء حياة أكثر استقرارًا، ورغبة في التقاط اللحظات التي بدأت أكتشف فيها "السلام الداخلي" بعد كل الصراعات. كان الهاتف بمثابة مرآة تعكس بداية فهمي أن الحياة لا تدور حول الهروب، بل حول التعايش مع الواقع، مهما كانت صعوباته. كنت أريد فقط أن أعيش لحظات من السلام، وأن أبدأ في بناء مستقبلي.

لكن بعد فترة، انكسرت شاشة Samsung J5، ولم يعد صالحًا للاستخدام. ولكنني احتفظت به بجانب Samsung J2، اللذان كانا معًا يشكلان مرجعًا لما عشته في تلك الفترات. ثم انتقلت إلى Vivo، وهو الهاتف الذي منحني شعورًا وكأنني في محطة انتظار. كان الهاتف يمثل حالة من الاستقرار النسبي، لكنه كان بطيئًا وغير دقيق، كما لو أنني كنت في مرحلة لا أستطيع الهروب منها، وفي نفس الوقت لم أستطع التقدم كما كنت أتمنى. كانت لحظات الانتظار بطيئة، مما جعلني أشعر بأن الحياة تسير ببطء، في حاجة إلى شيء أكثر لتوثيق اللحظات التي كانت تختلط فيها الأحاسيس بين الارتباك والهدوء.

اليوم، عندما أفكر في Samsung A35، أرى فيه الأمل. هو الهاتف الذي سيحمل ذكرياتي المقبلة، واللحظات التي أحتاج إلى توثيقها بحرية. أريد أن أعيش بحرية كاملة، لأتمكن من التقاط ما يمر أمامي من لحظات، فكل لحظة في الحياة هي فرصة لفهم أعمق. ربما في المستقبل، سيكون Samsung S Ultra هو الخيار الذي سيساعدني في متابعة هذا الطريق بعد الاستقرار، حيث أتمكن من تحقيق ما حلمت به: حياة مليئة بالتجارب والتعلم.

أما iPhone، بكل إصداراته، بالنسبة لي مجرد وسيلة للتظاهر. أداة للمظاهر أكثر منها وسيلة لتحقيق غاياتي الشخصية. أدركت سريعًا أنه يبتعد تمامًا عن ما أبحث عنه في جهاز يساعدني على توثيق لحظاتي بصدق. رغم تطور تقنياته، إلا أنني شعرت أن هذا الهاتف يعجز عن إظهار ذاتي كما هي، ويعمد إلى تحريف الواقع وتهويله بما يتجاوز الحدود التي أريد أن أعيش فيها. كانت التعديلات المبالغ فيها في الألوان كالشوائب التي تلوث حقيقة اللحظة، مما جعلني أشعر وكأنني أعيش في عالم مستعار، بعيد عن واقعي. كانت تلك التجربة بمثابة يقظة لي، حيث أدركت أن iPhone ليس فقط بعيدًا عن احتياجاتي، بل هو بعيد عن جوهري، وعن فطرتي في التعبير عن نفسي بحرية.

كل هاتف مررت به كان نقطة تحول بيولوجية وفكرية، تنقلني من مرحلة إلى أخرى. الهاتف بالنسبة لي ليس مجرد جهاز، او وسيلة للتظاهر بل هو نافذة على نفسي وعلى ما أريد أن أكون عليه. رحلتي لم تكن مجرد رحلة تغيير هواتف، بل كانت رحلة تغيير ذاتي، محاولة لفهم نفسي والتعايش مع العالم. وفي كل مرحلة، تعلمت أن أكون أكثر استقرارًا، أكثر قبولًا، وأكثر حرية.



#إكرام_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرائز الطبيعية: ممارستها بانسانية
- الإرث الاستعماري: بين مظاهر التحضر والاستغلال الطبقي
- تحسين النسل بين الماضي والحاضر: من سياسات الاستعمار إلى التع ...
- عندما يصبح الاختيار رحلة لفهم الذات
- العرب والدين: بين النزعة الفردية و وحدة الأمة
- العرب والدين: بين النزعة الفردية و وحدة الأمة
- القوة الموازية في الفرد و المجتمع
- المجهول : الرحلة بين الحياة و الموت
- المجهول: الرحلة ما بين الحياة و الموت
- العشرينات
- عالم التسليع
- الرسم بالكلمات
- الخوارزمي
- بين الزنزانة الفردية و خيانة الحقيقة
- احتراق
- حقيقة واقعية
- حالة ضعف
- تجليات المقدس في القوة النفسية
- المقدس و تجلياته النفسية
- كل مواقف الحياة ما هي إلّا رسالة لي ، و ينبغي أن أجيد قراءة ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...
- واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش ...
- مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
- من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب ...
- خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و ...
- -حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء ...
- مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إكرام فكري - هواتفي