|
عندما ييحكم العالم أشخاص عاديين
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 10:02
المحور:
قضايا ثقافية
لو راقبنا تاريخ حياة ذبابة أو سمكة .. فسنجد أن الأم أخرجت الاف البويضات في فترات مختلفة من حياتها و أنه في الظروف الطبيعية تفقس العديد منها .. لتنفق الصغار طول الرحلة بسبب الصراع مع كائنات أخرى ..حتي لا يتبقي يعيد الدورة إلا أعداد ضئيلة .. إنه قانون الإنتاج العشوائي المتصل بالولادة و الموت .. البناء و الهدم .. الوجود و العدم .. الذى إستمر منذ بداية الحياة حتي اليوم الكائنات المختلفة تعيش و تنمو علي إفناء كائنات أخرى ..و البيئة تحفظ إلإتزان بطريقتين أحدهما كثرة الإنتاج و التحول من شكل لاخر بالموت و إستهلاك الرمم و الجثث ..بحيث تتولي تجديد الوجود . .والأخرى بالتعلم و مراكمة الخبرة في الهجوم أو الدفاع دون خطط وأهداف مسبقة... بحيث تصبح في النهاية غرائز متوارثة مميزة قابلة للتوائم و تمثل العامل الاساسي لتطوير البيئة و تحسين تواجد الكائنات أو إفناءها . الإنسان ليس إستثناء للقاعدة.. يفرز الذكر مليون حيوان منوى في المرة الواحدة للجماع .. ليفوز أحدها بالولوج للبويضة .. و قد تفني جميعها لو لم تجد بويضة ... فإذا ما كان هذا الشخص ينجب مرتين أو ثلاثة في عمره بعد عشرات أو مئات مرات المجامعة ..فإنه يلزم لانتاج بشرى واحد التضحية بمليارات من الحيوانات المنوية التي كل منها كان مؤهلا لأن يكون بشريا. أثناء الحياة يواجه بجيوش من الأعداء تحاول الفتك به .. بكتريا و جراثيم ضارة .. بارزيت يعيش عالة علي جسدة .. برودة الجو و حرارته .. الجوع و العطش و صعوبة إخراج الفوائض .. البراكين و الزلازل و التسونامي ..ثم بشر أخرون يأكلون لحمة أو يعملون علي إستخدامه في العمل و الحروب ..يستعبدونه بشتي الطرق ..يسخرونه لإشباع شهواتهم ..يعطلون تفوقة ..و تدمير قدراته .. بما في ذلك الإستحواز علي فكره . العالم .. به الكثير من الضحايا ..أغلبها من الكائنات غير القادرة علي حماية نفسها .. اقل سرعة .. أقل قدرة علي الصراع .. اقل فهما لما يدور حولها .. الأكثر سذاجة بحيث تقع في الشراك المقامة لاسرها و ترويضها.. فيتخلص الوجود من عاهاته ..و يبقي الافضل ..و الاذكي و الأقوى .. مصدر تفوق البشر هو العقل و المنطق ..و ما يصحبهما من تراكم الخبرة ..و التعلم من أحداث التاريخ هذا الذكاء مثل عامل بناء ..و في نفس الوقت تحول إلي أداة هدم و تدمير بحيث إنقلب القانون وأصبح من الممكن أن يفني من هم أقضل ..و يبق الاشرار الاقل علما .. وتقدما ..و قدرة علي التطوير . جميع الحكام الفاشيست عبر التاريخ يمثلون هذا النوع المختل قليل الخبرة و العلم الذى يرى أن الناس ,, في جملتهم لا قيمة لهم .. لقد وجدوا ليخدموه و يجعلونه يعيش في رفاهية..و أن قتل أو سجن أو تعويق .. الهاموش .. عمل إيجابي .. في سبيل إستمرار سيطرته و قوته و جبروته . البعض قالها بوضوح و صراحة مثل هتلر و موسيليني و ترامب و البعض لفها في ثوب حريرى بإدعاء العمل علي ترقية الشعوب المتخلفة مثل قادة أوروبا الإستعماريون . وفرة في الإنتاج.. وعدم يقين أو ثبات في التحقق بحيث تصل نسبته طبقا لقوانين الإحتمالات واحد في المليار... علي الأرض مليارات من البشر .. ليس لهم وظيفة إلا أن يخرج من بينهم جماعة تقل أو تزيد حسب تطور أدواتها .. لتغيير حياة الناس ..تضاعف من قدرتهم علي مواجهة الاخطار ..و تجعلهم أكثر تحكما في الوجود . للاسف .. علي أن ابلغكم بالخبر اليقين .. نحن نعيش .. هذه الحياة الصعبة ..و نشقي طول عمرنا ..و يجرى إرهابنا ..و بث الخوف بيننا ..من أجل .. أن يعيش الفاشيست و يسعدون..و ان تخرج المعاناة من بيننا ابناء مثل تسلا .. أو فلمنج أو دارون أو ماركس .. أو مايكل أنجلو ..و شكسبير و موتسارت. هل هذا هو الهدف من وجود الكم الهائل من الكائنات ؟... التي لولا الموت و وجود بكتريا الهدم لغطت جثثها وجه الأرض بإرتفاع مئات الأمتار . الإجابة التي سمعتها البشرية لالاف السنين من الذين يمتلكون العلم و المعرفة الكلية ..و لازل البعض يكررها عنهم .. أن هذا سؤال وجودى يدور حول فلسفة فوق الإدراك البشرى ( ميتافيزيقية) و أن كل شيء متروك لإرادة خارجية عليا .تدير هذا الكوكب ..و المجرة و الكون سميها كما شئت .. القدر.. أو روح الحياة الكلية .. أو الأرباب و الألهة مكتملي القدرة علي الخلق و التوجيه و الإفناء ..أو كائنات أكثر ذكاء و تجربة متواجدة في مكان ما بالكون المرئي أو الاكوان غير المعروفة . قراءة سفر الميتافيزيقا .. من زمن الساحر و الشامان حتي الفلاسفة المثاليين المحدثين شيء ممتع و مثير و لكن لا يقدم ردودا مقنعة ..لانه يبدو أن الواقع له إجابات أخرى تتصل ( فلنقل)..بالوفرة في الإنتاج ..و عشوائية الإختيار ثم.التنافس والصراع بشراسة لضمان إستمرار التواجد و تطور الحياة الذى نشهده لمستوى العقل و الإدراك و القدرة علي التحكم في الوجود . هذه هي الحياة من البداية للنهاية .. قد تصل خلال الرحلة لاهداف أو حلول جزئية أو لا تصل .. بمعتي أن 99% من أنواع الكائنات التي عاشت في يوم ماعلي الأرض إنقرضت .. بما في ذلك العشرات من تلك التي إمتلكت العقل و الوعي.. و من تصاريف الوجود أن يعيش أغلب البشر حياة تافهه يعانون بقسوة من أجل أن يظهر بين المليارات فرد واحد يتحول إلي إنسان نافع لجنسة و لتطور الحياة. الشخص منا ..ضمن مليارات البشر الساكنين للأرض ..تتدرج أهدافة عبر حياته ..تبدأ بالحفاظ علي الذات.. ثم الأسرة فالقبيلة .. حتي يصل عدد محدود إلي العمل من أجل تقدم الإنسانية .. يصارع و يحارب .. و ينافس .. ليحقق أهداف مرحلية .. وقد ينجح... ليصبح علامة علي مسار التقدم أو ينجح جزئيا في حماية مجتمعة ... و قد يفشل و هو حال أغلبنا ..فتنتهي حياته بالقصور الذاتي و توقف أعضاؤه عن العمل تباعا.. هذه هي الحقيقة مجردة دون أى من تهويمات الزمن البدائي و هكذا يصبح السخف المتداول عن أن رئيس الولايات المتحدة الفتوة الذى يهدد الجميع و يقطع المعونات ..و يشحن اللاجئين علي طائرات لبلادهم ..و يعطي الأوامر بتغييرات في تكوين الشعوب بالتهجير الإجبارى .. غرور قوة .. غير مبرر ..الراجل محدود القدرات و الإمكانيات اصبح فتوة مفتون بقوة نظامة و سيطرته . الحياة كما رايتها تحكمها العشوائية و الصدف ..بدأ من تكوين و فناء المجرات و النجوم .. و الكواكب .. حتي كفاح نملة لتعيش في وسط غير موات ..بما في ذلك صدفة وجودى التعس في هذا الزمن والمكان الذى لا يسمح بنمو السكان بشكل يجعل منهم إضافات إيجابية لتقدم الحياة و البشرية . لا يوجد أى .. من المجرات التي أصبحنا نرقبها بصورة أفضل .. يعي نفسة و وجوده و يتساءل .. بعد أن يوجد .. كيف سيكون مصيرى .. و لا توجد نحله .. قبل أن تنفق تتساءل ..إلي أى مكان سأذهب .. و لكن كلها تعيش تقاوم .. في الوسط غير المسالم الذى تواجدت بالصدفة فية . إلا الإنسان الذى حظه التعس جعله يفوز في سباق الحيوانات المنوية ..و يكتسب العقل و المنطق و المعرفة .. لا يزاول التواجد بقدر ما يتساءل ثم يكتشف أنه هو قد أتي عشوائيا بعد علاقة حميمية .. بين رجل و إمرأة حركتهما غرائزهما و هرمونات الذكورة و الأنوثه .. فلا يصدق ..بأنه سيذهب جسديا إلي التحلل و إعادة تدوير الطاقة المخزنه بجسدة وينكر علي نفسه ما قاله أحمد شوقي علي لسان كاهن مصرى قديم (( إذا ما نفقت و مات الحمار .. أبينك فرق و بين الحمار )) نعم قد يبق في الذاكرة الجمعية لفترات محدودة .. ثم يختفي إلا من كان في حياته من المؤثرين في تطورالبشر .. و إرتقاء الحياة . بمعني أنه بعد عشرات الألاف من السنين الواعية تبدى لنا ( كبشر ) أن الأمر يدورحول تقدم جنسنا ( ببطء ) في سبيل الحصول علي المعرفة الكلية .. ينتقل من مرحلة لأخرى .. حتي يصل إلي القدرة علي التحكم في حياته و عالمه و أن الأمر خضع للصدفة و العشوائية ..لذلك إستغرق مليارات السنين نعم ليس كل البشر قادرون علي التغيير و الإستكشاف و التطوير و الفلسفة .. لذلك فالطبيعة لها منهجها الغريب تنتج المليارات منا ليخرج من بينهم من يستطع توليد النار من حك حجرين أوالتوصل لفوائد الكهرباء أو تفجير القوى النووية .. فتتقدم البشريه خطوة تلو الأخرى و.أن الهدف و السبب لوجود البشر هو أن يتطوروا ..و أن الأمر يتم حتي الأن عشوائيا و العامل الحاسم فيه .. في أى مكان من الأرض و لدت و في أى زمن عشت .و مع أى مجتمع تطورت .. و إن كان مع التقدم في المستقبل سيتم الإرتقاء بصورة قصدية .. ليوجد بين الناس ما يسمي بالسوبر مان.وهو بالتأكيد لن يكون علي شاكلة ترامب أو قادة وحكام عرر .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فليأخذ حبات عيونهم .. مش مشكلتي
-
كأن الإمبراطورية الرومانية قد عادت
-
الإرث المجهول
-
توازن القوى في صالح الدولة
-
فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).
-
أحداث 2011 هل كانت مدبرة
-
الأخت جيمني
-
يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل
-
درس تاريخ للاطفال
-
هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
-
هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي
-
الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
-
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
-
عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
-
الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
-
الإرهاب الشرقي نمط حياة
-
لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح
-
لماذا يشترى الخلايجة في سوق غير مشجع
-
البردية المجهولة(كمان و كمان ).
-
سلوك القتلة ..و مفاهيم الفلسفة
المزيد.....
-
صور بعض قتلى فاجعة اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية في واش
...
-
شاهد كيف ردّ ترامب على سؤال صحفي بشأن رفض مصر والأردن اسقبال
...
-
سموتريتش: إذا تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب دو
...
-
من هو محمد الضيف الذي أعلنت حركة حماس مقتله؟
-
تحليل: عندما توجه الجزائر بوصلتها نحو أمريكا كيف يستجيب ترام
...
-
الكشف عن 3 حوادث تقارب جوي سبقت كارثة اصطدام الطائرتين في وا
...
-
إنقاذ 60 شخصا في حريق شمال غربي موسكو (فيديو)
-
للمرة الخامسة على التوالي.. موسكو تسجل رقما قياسيا لدرجة الح
...
-
رئيس الأركان الروسي يتفقد قوات -الشرق- في دونباس (فيديو)
-
مصر.. حريق ضخم يلتهم السفن في السويس
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|