|
عن الطوفان وأشياء أخرى (29)
محمود الصباغ
كاتب ومترجم
(Mahmoud Al Sabbagh)
الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 02:47
المحور:
القضية الفلسطينية
-السردية الصهيونية؛ طرف واحد؛ حضور واحد يبوح الروائي اللبناني إلياس خوري في نهاية روايته "باب الشمس" بخشيته من التاريخ، أو بمعنى أدق، من الرواية التاريخية أحادية البعد والسرد. فالتاريخ -كما يرى خوري- يملك عشرات السرديات وإلا سيكون موته الحتمي لو اعتمد سردية واحدة تروي حكايته*. كما يقال إن التفكير العميق في التاريخ (بمعنى الماضي هنا) والحاضر ومعرفة في أي لحظة -مفترضة- منهما ثمة ما هو سابق وما هو لاحق بما تجعله يتحدى السرد الخطي للسلطة المهيمنة والذي يمثل الطريقة التقليدية لسرد (اقرأها مصادرة) الأحداث. فالحاضر دائم التغير، لكنه يمثل، على كل حال، وفي لحظة معينة معيشنا المحيط بنا، لذا فهو حاضر وتاريخ بآن معاً، وهذا ما يتطلب منا معرفة دقيقة بهما للتعرف على تلك اللحظة التي تسبق تحول الماضي إلى تاريخ... وما بعدها أيضاً؛ أي انفتاحها على المستقبل. تبدأ السردية "القومية" الرسمية الصهيونية -في بعدها الأحادي المتعمد لوصف نشأة "الأمة الصهيونية"- باستعراض مظهر عام لمشهد تاريخي ومكاني -مادي ومتخيل- يخلو فعلاً من أي حضور فلسطيني؛ ولو تصادف حضوره فلن يكون إلا في حيز الصراع، وليس في حيز الوجود "الطبيعي"، أي المعيش والتاريخ والثقافة المحلية وما إلى ذلك، وإظهار إسرائيل الحالية كدولة ذات امتداد تاريخي طويل وعريق بصرف النظر عن الوقائع التاريخية لظروف نشأتها. فالواقع السياسي والجغرافي الفلسطيني الذي كان سائداً في العام 1948، يتقاطع بطريقة ما مع الواقع السياسي والجغرافي الحالي، ومن هنا سيكون أي عمل فني (فردي أ جماعي) منحازاً لسردية محددة من الناحية السياسية والثقافية ضمن هذا الفضاء، وهذا ما يعبر عنه عادة بتوصيف "الخطوة الأولى للإنتاج المتعمد للمعنى" وهي عادة ما تكون لحظات تحيطها الأحداث التي تشكل السرد سواء كانت تلك اللحظات جزء من وعينا السياسي أو على "مقربة" منه. وإذن؛ هناك أطر تخفي و/ أو تفضح معاً بنية مجال الرؤية حيث نواجه "المشهد المكاني موضوع النزاع" أي فلسطين /إسرائيل، وهو ما يدفعنا لمراعاة ما ينبغي رؤيته أو ما يخول رؤيتنا له، وتحديد من وما يسجل في تلك الرؤية، وأي من تلك الأطر باتت مرئية لنا حتى بوصفها سرديات قومية صهيونية مسجلة بطريقة وصور متماسكة في تلك الأعمال الفنية (الفردية و/ أو الجماعية، والصور الفوتوغرافية والأرشيفية لأحداث النكبة) التي تخفي -بذات الوقت- الحضور الفلسطيني. كانت الأرض هي العنوان الرئيس للسردية القومية الصهيونية... فالأرض بوصفها مقدسة كانت المدخل والمخرج لأي تمثيل أو توصيف للتعبير عن فكرة الانتماء القومي للمكان، فظهرت التلال والجبال والأودية كأمكنة تردد صدى مرويات النصوص الدينية والأغاني. وعبّرت الأرض عن الموتيفة الجوهرية في تشكيل الأساطير المؤسسة للأمة؛ فظهرت على سبيل المثال، قلعة مسعدة -من خلال علم الآثار وأدب الرحلات والنشاط المدرسي والطلابي والطقوس العسكرية- بصفتها حدث رمزي يعكس عملية إحياء الأمة مثلما كان عليه الحال مع "اختراع" اللغة الإسرائيلية الحالية كجزء من عملية إحياء لـ "اللغة العبرية". فالرحلة المضنية للوصول إلى مسعدة عبر "صحراء يهوذا" كانت جزء من تجربة الانتماء البدئي للتاريخ القديم الذي تتجسد فيه الأمة القديمة التي عادت لوطنها القديم (أضحت مسعدة مسرحاً لحفل أداء القسم لجنود المدرعات في العام 1969). وهكذا كان يأتي كل عام أفراد سلاح المدرعات لتحية رفات من دافعوا عن القلعة وعن الخلاص اليهودي سوف يقبض المشروع الصهيوني على الأرض -فلسطين- في سعي حثيث لنفي "وعي المنفى" ليهود الشتات "الدياسبورا"؛ والمتمثل في "حارة اليهود/ الغيتو اليهودي" ذو الشوارع الملتوية الضيقة والقديمة والتجمعات اليهودية الصغيرة الأخرى ليحل محلها سردية "تاريخ الدخول إلى الأرض" وتشييد العمران الحديث كأساس لبناء دولة على النمط الأوروبي الحديث (مشروع بناء تل أبيب لتكون المدينة اليهودية الخالصة في الشرق). فكيف عمل المشروع الصهيوني على تشكيل "أمة قومية" من جماعة استيطانية؟ وكيف أنشأ مجتمعاً استعمارياً [الييشوف] موازٍ بمؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كافة؛ على حساب أو بالعمل على تغييب الوجود الفلسطيني؟ كان لابد -ابتداءً- من احتكار رواية الأصل القديم في الوطن القديم للشعب القديم؛ بحيث لا تترك مجالاً لأي رواية بديلة أو موازية. وسوف يظهر الفلسطينيون مجرد "موضوعات" طارئة أو عارضة. أو -بكلام آخر- "حالة مؤقته" نمت على هامش التاريخ ستزول مع الوقت. واستخدمت الصهيونية و(منتجها السياسي؛ دولة إسرائيل)، عدة طرق لإحكام قبضتها على رواية "التأسيس والأصول". لعل أهمها "احتلال التاريخ الفلسطيني" أثناء وبعد احتلال الأرض الفلسطينية في العام 1948. وسوف تعمل رواية "التأسيس والأصول" على تسويق هُوية العراقة من خلال النظر إلى إسرائيل ليس بصفتها دولة حديثة؛ بل كإقليم جغرافي حيوي "طبيعي" يتمتع بتاريخ طويل من الفن والثقافة والعمق الأنطولوجي الأصيل**. وسوف يكون لعبارة "أرض إسرائيل" صلات واضحة لهذا القصد من احتلال التاريخ وربط كل ما هو "إسرائيلي حديث" باليهودي القديم الممتد لآلاف السنين في الإقليم، أي فلسطين، حسب الرواية الصهيونية، مما يشير إلى استمرارية تاريخية ووجودية سواء بسواء. ولكن أين "الآخر"... حقاً أين هو الآخر... أين يوجد؟ في أي لحظة تاريخية يقع؛ وفي أي لحظة زمانية مكانية يستوطن؟ يظهر الفلسطينيون في التمثيلات المبكرة من القرن العشرين لفلسطين، كإشارات شعرية في المشهد المكاني أضفى عليهم الاستشراق الأوروبي بعضاً من الرومانسية (تمثيل فضائل القيم الفلسطينية والألبسة والشكل... إلخ). ولكن هذا لم يستمر الأمر طويلاً؛ إذ سرعان ما اختفوا -كشعب- من هذا التمثيل المبكر بمجرد ازدياد مقاومتهم للمستوطنين اليهود، ليستمر المحو ويتكاثر مع النكبة وما بعدها إلى حد الاختفاء المتعمد للمعيش الفلسطيني من الفضاء الثقافي والسياسي الإسرائيلي، وهذا ما دفع إدوارد سعيد إلى الإشادة بالمعركة التي يخوضها الفلسطينيون أثناء وصفه لعملية المحو هذه؛ فإنكار حق الفلسطينيين في حاضرهم والعمل على محو ذاكرتهم ربما هو من أعظم المصاعب التي يواجهونها في سياق معركتهم الوجودية ضد الحالة الاستعمارية في بلادهم، بما يعزز من فرصتهم لتصحيح ما حصل من اعتداء على أرضهم وعلى وقائع معيشهم (حاضراً ومستقبلاً) على يد الحركة الصهيونية الأوروبية منذ ما يزيد عن قرن من الزمن. لقد أعطى استكمال سيطرة إسرائيل على الأرض الفلسطينية بعد حرب العام 1967 فرصة الوصول إلى مواقع قصص العهد القديم في "قلب إسرءيل الكتابية" وهو ما سمح بتلوين الاستيلاء على الأرض بصبغة دينية تسعى إلى تحويل الأرض والحجارة إلى موضوعات مقدسة (اقرأها كائنات أيضاً). ومن هذا المنطلق يصبح من غير المحتمل، إن لم يكن مستحيلاً، التفاوض على الأرض الآن وغداً. فتعبير "الأرض المحررة" في وصف مناطق الضفة العربة لا يدع أي فرصة تفاوضية مستقبلية؛ فهذه الأرض؛ كما وصفها مناحيم بيغين في حملته الليكود الانتخابية للعام 1977 الضفة العربية بأنها "أرضاً محررة" ويقول حرفياً: "نحن لا نستخدم كلمة ضم، فالضم يعني أن تلحق أرضاً أجنبية وليس أرضك"*** وسوف يُنظر إلى الفلسطينيين بحكم الضرورة كوجود عابر في المكان ضمن انتماءات جغرافية في التصور الصهيوني لشعب قديم يعود إلى كيان جغرافي يرتكز على العصور القديمة؛ وسوف يبقى الفلسطينيون ضمن هذه المنظور خارج التاريخ وخارج المكان، يُذكرون في سرديات تاريخية أخرى، أو مجرد "كائنات" هائمة صامتة تحوم على حواف الحلم الصهيوني. (أصبح الفلسطينيون مرئيون فقط من خلال حضورهم على الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش عبر جدار الفصل العنصري... وبطبيعة الحال، المواطن الإسرائيلي "العادي" لا يعلم بتاتاً ماذا يحدث "هناك" أي على الحواجز، فهو له طرقه الالتفافية الخاصة). ولعل هذا المنظور/ التصور بات يشكل جوهر التناقض في عمق التفكير والثقافة الإسرائيلية عند الحديث عن "السلام" مع الفلسطينيين؛ إذا لا يكفي صدع الرؤوس بالحديث عن السلام في ظل عسكرة مجتمعية راسخة وثقافة أوروبية مهيمنة وممارسات انعزالية وعنصرية، وإنكار ثابت ومتواصل للحضور الفلسطيني في المكان. وهو ما عبرت عنه بالأصل الحلقات الأولى من عملية الاستيطان الأوروبي-اليهودي (مثل حركات الموشاف والكيبوتس، وبلدات التطوير... وغيرها التي تم الترويج لها في إطار تخطيط حضري ومعماري كولونيالي يماثل الحادثة الأوروبية للسيطرة على الفضاء المستعمَر باعتباره "مساحة جغرافية غير مأهولة" و "أرضاً بلا صاحب (terra nullius). طيب أين هو التاريخ، بالأحرى الوقائع التاريخية من كل هذا؟ في واقع الأمر يغلف الصراع والعنف جميع التمثيلات و السرديات حول الحضور/ الغياب الفلسطيني وحول "وجودهم" في فضاء جغرافي وسياسي وثقافي "مقدس"، وبالتالي سوف يتم تسميتهم "أعداء" و"تهديد" للأرض القديمة التي تنتمي للشعب القديم؛ بدء من تصنيفهم "متسللين"، بعد اتفاقيات الهدنة وصولاً إلى تغييبهم الثابت والحاضر بموجب قانون أملاك الغائبين في العام 1950، وانتهاءً بالدعاية الصاخبة إلى اعتبار كل فلسطيني هو إرهابي بالضرورة حتى يكف عن كونه فلسطيني؛ أو كما تصف جوديث بتلر الأمر بدقة كيف حولت "الحرب على الإرهاب" العدو إلى "لانهاية طيفية" كتصوير للمفهوم "الشبحي" -بالمعنى غير الملموس أو الموجود لكن بشكل غير واضح أو محدد- للفلسطيني في الوعي الإسرائيلي. فالعدو هنا ليس "كياناً" واحداً محدداً؛ بل "شبكة" شبحية غير متناهية ومتغيرة، يمكن أن يكون في أي مكان واي شخص وفي أي وقت. هو في الحقيقة امتداد دائم ومتغير يكتنفهم الغموض الوجودي وما يزيد الأمر تعقيداً أن هذا الطيف الشبحي يحمل سمة الاستمرارية والاستدامة إلى ما لانهاية، فهي حالة، لا تنتهي أو لا تتلاشى، بل تظل مستمرة بشكل لا متناهي؛ وباعتباره، أي الفلسطيني، عدواً محتملاً أو مستمراً فمن الممكن ومن المشروع تماماً استخدام القوة اللازمة ضده والتخلص منه. ولا يمكن تحديد وقت ومكان انتهاء المعركة معه. ويمكن عبر رحلة استكشاف "بنية الرؤية" في المشهد المكاني "فلسطين/إسرائيل" تعيين صلاحيات الرؤية وصاحبها ومنظورها. فسؤال من يملك الحق في الرؤية وما يسمح له برؤيته تضعنا أمام الإطار الأول بمعانيه السردية والبصرية لفهم كيف تتشكل تلك الرؤية، سواء كبناء ذاتي فردي شخصي يرتبط أساسا بالذائقة الشخصية غير القابلة للنقاش أو الطعن أو كبناء مجتمعي عبر مؤسسات وتصورات ثقافية تتحكم موضوعياً فيما يعرض وكيف. ومن ثم الوصول إلى السردية البديلة أو الموازية للسردية السائدة؛ فصورة فلسطينيين يحملون أمتعتهم ويغادرون بيوتهم في العام 1948 يمكنها أن تحمل سرديتين مختلفتين بناء على السياق والمكان الذي تعرض فيه وعلى الجمهور الذي يراها. وعلى هذا لا يستقيم القول هنا أن الصورة باتت ملكاً للتاريخ وكفى. بل هي بالأحرى صارت مكوناً أساسياً لتأسيس ذاكرة جماعية فعالة تلعب دوراً فعالاً في إعادة تشكيل الرواية التاريخية بحد ذاتها وترسيخها في الوعي الجمعي (لا يغيب عنا أن الاستخدام الإعلامي والفني للصورة هو مل يحدد كيف يتم تذكر الأحداث وتفسيرها) فكم من صورة عملت أثناء قراءتها / رؤيتها بطريقة مختلفة على تحديد الذاكرة الجماعية. إذ يمكن النظر إلى المسارات التي تتشكل فيها وبها الصورة على أنها "مسارات أو إشارات مرجعية". فليس كل رواد المعارض والمتاحف متخصصون أو نقاداً أو أكاديميون، بل النسبة الغالبة منهم ناس عاديون لا يعيرون انتباهاً لكثير من التفاصيل ذات الطابع الأكاديمي، وإذن يتوجه المعرض إلى هؤلاء غير الاختصاصيين الذين يكتفون بتكوين صورة انطباعية (وربما سطحية) غير نقدية في أغلب الحالات... ولإذن الغاية هي خلق انطباع سريع لدى المتلقي دون الحاجة للدخول في تفاصيل تاريخية أو زمنية دقيقة قد يظهر منها التاريخ الحقيقي والعمر الحقيقي للدولة. وقد يطرح هنا سؤال من قبيل: ما هي الأطر التي تمكننا من استكشاف بنية هذه "الرؤية" في مواجهتنا لمشهد مكاني محل نزاع أصلاً؟ والقصد هنا فلسطين التي تحول جزء منها أو جميعها إلى إسرائيل. ماذا تمنحنا الرؤية؟ ماذا يمكن للمشهد أن يقدم أكثر مما هو متاح، وما الذي تحاول تلك الأطر أن تخفيه؟ ومن له الحق في تحديد من وماذا يتم تسجيله في رؤيتنا. وماذا يفيد -على سبيل المثال- تأمل صورة فوتوغرافية لفلسطينيين يحملون أمتعتهم وهم يجبرون على مغادرة بيوتهم وقراعهم وبلداتهم من خلال صورة فوتوغرافية التقطها صحفي غربي أو صهيوني لهم في العام 1948. هل هذه الصورة- بصفتها البصرية وأثرها على الإدراك- تحمل رخصة تشكيل / خلق سرديتين مختلفتين؟ هل الصورة صارت ملكاً للتاريخ فقط.؟ وكيف يمكن أن تتحول إلى ذاكرة تسهم في إعادة تشكيل الرواية "التاريخية". ..... * يتحدث ميشيل فوكو -أثناء تناوله لموضوعة "السلطة والمعرفة"- عن الطرق التي يجري فيها تشكيل الخطاب والسلطة من خلال الرقابة والضوابط المؤسسية - المجتمعية لفرض الأنظمة المعرفية التي تحدد ما "صحيح" أو "مقبول" في المجتمع؛ ليتم -في المقابل- "إسكات الأصوات غير المتوافقة مع السلطة وخطابها؛ وإذن فالإسكات هنا جزء من آلية السلطة التي تفرض حدوداً على ما يُسمح للناس بالحديث عنه وما يُمنع. يرد في رواية باب الشمس: "أنا أخاف تاريخاً لا يملك سوى رواية واحدة. التاريخ له عشرات الروايات المختلفة، أمّا حين يجمد في رواية واحدة، فإنّه لا يقود إلّا إلى الموت". ** قبل نحو عشرين عاماً (2005) ؛ أقام مهرجان برلين Berliner Festspiele بالتعاون مع متحف إسرائيل معرض إسرائيلي بعنوان "العبرانيون الجدد: قرن من الفن في إسرائيل The New Hebrews. A Century of Art in Israel"، بمناسبة مرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وألمانيا. يروي المعرض، حسب الكتالوغ "قصة الثقافة الإسرائيلية الحديثة منذ نشأتها قبل نحو قرن حتى اليوم عبر رؤى لهُوية ثقافية جديدة نشأت ضمن تقاليد الشتات اليهودي؛ دون أن تتطابق معه بالضرورة رغم ارتباطها بالماضي اليهودي البعيد". ومن ثم؛ ينزع المعرض إلى تمثل فلسطين الصهيونية لـ "رؤيتها" كمشهد مكاني إسرائيلي بالكامل دونما تقديم أي توضيحات. ضم المعرض أعمال فنية عكست التعبيرات الفنية المتنوعة والتأثيرات داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال242 صورة توضيحية. أقيم المعرض بمبادرة من الإسرائيلية دوريت لوفيت هارتن؛ مؤرخة الفن والمقيمة في برلين بالتعاون والشراكة مع المؤرخ والناقد الفني وأمين متحف إسرائيل في القدس ييغال زلمونا؛ بهدف "تعريف الجمهور الألماني بالثقافة العبرية التي تطورت (نمت) في إسرائيل بصفتها "دولة علمانية جديدة [لكن] جذورها كانت تنغرس في حركة أوروبية تعود لقرن مضى". وأصرت إدارة المهرجان وصالة مارتن غروبيوس باو Martin-Gropius-Bau التي استضافت المعرض على حضور شخصية تنتمي للمؤسسة الفنية الإسرائيلية نظراً لـ "حساسية الموضوع". للمزيد انظر هنا https://www.imj.org.il/en/exhibitions/new-hebrews-century-art-israel. في الحقيقة لم يكن هناك ما يميز ذلك العام لاختياره كموعد لهذا المعرض سوى ما سبق ذكره؛ غير أن العنوان بحد ذاته لافت للنظر، فلو اعتبرنا إسرائيل "دولة طبيعية" فسوف سكون عمرها آنذاك 57 عاماً، ولعل ما دار في خلد من وضع العنوان الرهان على أن المتلقي أو المشاهد لن يقوم بأي عملية حسابية لمعرفة العمر الحقيقي للدولة، بل أن كلمة "قرن" سوف تعطي معنى "القدم" و"العراقة" كأن نقول على سبيل المثال "الفن المصري عبر سبعة آلاف سنة"، أو "الحضارة الهندية عبر سبعة آلاف سنة".. إلخ. *** وردت في كتاب نور مصالحه Imperial Israel and the Palestinians: The Politics of Expansion (2000)
#محمود_الصباغ (هاشتاغ)
Mahmoud_Al_Sabbagh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (28)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (25)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (24)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (23)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (26)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (27)
-
استثمار الكارثة بين العقاب الإلهي والشخصنة والتأويل
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (22)
-
مختبر فلسطين: تسويق وتصدير تقنيات الاحتلال
-
الطوفان وأشياء أخر (21)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (20)
-
علم الآثار الكتابي في إسرائيل: حين يغمّس -إسرائيل فنكلشتين-
...
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (19)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (18)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (17)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (16)
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
-
عن الطوفان وأشياء أخرى( 15)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (14)
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|