أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وليد عبدالحسين جبر - ابي وكاتب العرائض














المزيد.....

ابي وكاتب العرائض


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 15:21
المحور: سيرة ذاتية
    


بين حين وآخر أعضّ إصبع الندم أنني خسرتُ تسجيل أحاديث أبي صوتا وصورة وهو الذي عاش بيننا على الأقل عشر سنوات وفي يد كل منا جهاز هاتف حديث قادر على تصويره ، ربما لأننا كنا لا نريد أن نصّدق حقيقة أن أبينا سيغادرنا ذات يوم شئنا أم أبينا ورغبة في أن نبقى أطفال نتمتع بحنو الأب رحنا نتغافل عن هذه الحقيقة واكتفينا بالتقاط بعض الصور له ، وكم خسرنا أحاديث مهمة كان يتلوها بيننا في المساء والمناسبات والأعياد وربما ننشغل عن الاستماع لها كاملة بمشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف وهذا لعمري اقسى الذكريات وأكبر الندم أن ننشغل بحضرة معلمنا الأكبر عنه!
أبي روائي عظيم لم تهيئ له الظروف كي يكمل تعليمه شأنه شأن أبناء جيله ويدخل عالم الكتاب والمعرفة وإلا لو توفرت له ذلك فإني متيقن لكان فارسا في باب من أبواب العلم كما صار فارسا في الزراعة والفلاحة وكانت مسكته للمحراث مليئة بالفن والحرفة والقوة وكنت أشاهد قيامه بفتح ساقية للماء من النهر أو غلقه بالطين "سجر " وكأنه يرسم لوحة جميلة بريشة فنان!
مهما بقيت أسرد ذكرياتي عن أبي لن أستطيع إنزالها على الورق أنها وجدانيات لا يشعر بها سوى من عاشها ، غير أنني أؤكد أن تقصيري في تسجيل أحاديث أبي مصّورة خسارة منيت بها ولن تعوض ابدا.
و لا ابالغ إذا قلت لكم أن جزءا كبيرا من ثقافتي يعود الفضل فيها إلى حكايات أبي رحمه الله التي كان يتحدث بها لنا منذ الصغر ويعيدها مرارا وتكرارا ولكن بسبب طريقة أدائها واختياره المناسب لها لم يصبنا الملل منها.
من هذه الحكايات التي تدل دلالة واضحة تأثر المجتمع العراقي حتى وقت متأخر بالإقطاع والفوارق الطبقية كان لأبي في بداية ثمانينات القرن الماضي مشكلة قانونية مع أحد وجهاء مدينة الصويرة الذي كان له سطوته آنذاك بسبب أمواله وأملاكه وكان له دار مهجور آيلة للسقوط مجاورة لدار ابي ووقع جزء كبير من سياجه على دارنا فخشية من سقوط الجزء الآخر وربما علينا ونحن أطفال نلعب بالقرب منه قام أبي بتهديم هذا الجزء المتبقي الآيل للسقوط أيضا ، فقدم هذا الغني شكوى ضد والدي وحينما علم أبي بذلك ذهب مباشرة إلى المحكمة كي يقدم طلب للقاضي أيضا ويشرح له الأمر إلا أنه حينما أراد تقديم الطلب وهو الذي حُرم من التعليم ولا يعرف القراءة والكتابة لم يقبل أي كاتب عرائض أن يكتب طلب له ضد هذا الرجل الغني خوفا من سطوته!
حتى حضر القاضي والمساح والموظف إلى موقع الدارين واكتشفا الأمر وأنصفا أبي برد طلب هذا الملياردير بأن سياجه هو آيل للسقوط ولا يتحمل أبي سقوطه أو تكاليف أعادته!
الآن والحمدلله قد تخلصنا من هذه الصنمية المجتمعية ويمكن مقاضاة الجميع سواء كانوا وجهاء أم مشايخ أم مؤسسات، رحمك الله يا أبي ورحم خصمك الذي كان يتقوى بأمواله واسمه الاجتماعي ولا عزاء لنا إلا استثمار ذاكرتنا واستذكار حكايات أبي التي كانت وستبقى دروسا لنا.



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالحة عراقية حول المواقف والمصطلحات
- حياتنا الخاصة لا تصلح للنشر
- القاضي المسّبِب والقاضي المقِتضب
- ايوب العراقي
- لماذا كنا ولا زلنا مفعولين لا فاعلين ؟
- بين غزة وهورشيما
- نحن واليابان
- نائب الشعب والعتاكة
- فوبيا المحامين
- الغاء الآخر في معرض العراق الدولي للكتاب
- تزييف التاريخ ظاهرة عراقية!
- حينما كان ديوان الشعر يهدد نظام!
- الزهد العراقي بمبدعيه
- انها المرأة
- اكتبوا عن الام
- حينما يُكتب التاريخ من قبل القضاء
- نصر الله من وجهة نظر ماركسية
- ٥٦ : ليست نصب واحتيال
- اهمية لائحة دفاع المحامي
- المحامي مكلف بخدمة عامة وليس معقب!


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وليد عبدالحسين جبر - ابي وكاتب العرائض