شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 00:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
المعارضة والحكومة قطبان احدهما موجب والأخر سالب لازمان لدفع تيار التقدم والرخاء والاستقرار لكل عناصر الدولة . وفقدان المعارضة يعني سيادة الفكر الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد وهو مايعني الاستبداد والدكتاتورية.
والعمل السياسي وحراكاته في اية دولة يعتمد على طرفين يكمل احدهما الاخر هما (السلطة او الحكومة والمعارضة ) وحين نشير الى طرفين يعني أن هناك كتلتين او حزبين احدهما يحكم والاخر يعارض.
وتعد المعارضة السياسية من اهم مظاهر الحياة السياسية الديمقراطية الحقيقية اذ ان وجود المعارضة الفاعلة المعترف بها من جانب السلطة وتملك القدرة على ان تبحث وتناقش هذه السلطة ( الحكومة ) وتنافسها نحو الوصول الى السلطة ( الحكم) وتعد المعارضة إحدى الآليات الفاعلة والضامنة لعدم وقوع انحرافات مع التزام الحاكم وأجهزته بالدستور وقواعد الحكم السليم فضلا عن الدور الرقابي على أداء الحكومة.
ففي الانظمة الديمقراطية تتمخض الانتخابات عن نتائج يترتب عليها تسمية الطرفين (المعارضة والحكومة)تتمثل المعارضة بالجهات السياسية التي لم تستطع الوصول إلى سدة الحكم من خلال الانتخابات فأصبح دورها متمثلا بكونها معارضة سياسية للنظام الحاكم تعمل ضمن أطر وقواعد اللعبة السياسية المتمثلة بالكشف عن أخطاء الحكومة وتعثراتها .
وبقدر تعلق الامر بالتجربة السياسية في العراق بعد 2003 فقد رأى البعض ان السياسيين اكتشفوا ان المواطن العراقي لا يتفاعل مع المعارضة بقدر تفاعله مع من في الحكم، اذ ان الرمز يصنع نفسه من خلال الحكم وليس من خلال المعارضة لان الحاكم بيده كل شيء فالرمز هو من يهب ويعطي ، ويمكن ان نقول ان مفاهيم المحاصصة والشراكة والتوافق أنهت فكرة المعارضة وجعلت الجميع يسارع للحصول على حصته ، فأصبحت المعارضة تعني الخسارة. فأزدادت رغبة القوى السياسية للاشتراك في الحكومة اكبر من حرصها على نجاح عملية التحول الديمقراطي.
وغياب المعارضة يعني فقدان عنصر مهم من عناصر الرقابة على أدء الحكومة.
كما ان غياب المعارضة هو نتيجة للتوافق السياسي والتراضي بين الكتل وهو ما غيب الرقابة على السلطة التنفيذية ووفر غطاءا سميكا للفاسدين وناهبي المال العام.ونستطيع ان نقول ان غياب المعارضة هو احد أسباب الانسداد السياسي الذي تعاني منه المشهدية العراقية السياسية.
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟