فقه الكذب والتدليس

خالد عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الكذب والتدليس لدى المسلم التراثي لاثبات دينه واثبات وجهة نظره أمر يستحق التأمل بشده تفسيري لهذا الموقف اللا عقلاني من الدفاع عن افكار الدين الذي ورثه من التراث الاسلامي هو مستند في الأساس على تنشأت الانسان
الموضوع من اوله إلى أخره ليس إلا مجرد صراع انساني فكري بمعنى ان الانسان يدافع عن نفسه وعن افكاره وعن معتقداته بشكل لا واعي ليس هناك سبب أخر (طيب ليه بيدافع بالشكل الجاهل ده) هناك اكثر من سبب لكن في المقدمه بسبب ان ليس لديه عقل ناضج فيريد أن يشعر بالامان فيجب عليه أن يدافع عن هذه الافكار وهذه المعتقدات (بالكذب) فنجد أشياء عجيبه وغريبه يقوم بقلب معاني أنسانيه الى معاني لا إنسانية , يقوم بتغيير مواقفه بشكل يشبه المهرجين عندما يختلف الأشخاص , فمثلا بالصدفه وجدت منشور لاحد الاشخاص من هؤلاء المدلسين كان عبارة عن رد على أحد الاشخاص الذي كتب (ان الاديان مجرد ارث اجتماعي الناس بتتوارثه جيل بعد جيل فانت لو اتولدت في الصين غالبا هتبقى بوذي لو اتولدت في اسرائيل هتبقى يهودي لو اتولد في مصر هتبقى مسلم وهكذا) فالاخ ده رد عليه بحنكه كبيره واستخدم فقه التدليس وقال له (لا ما هو انت مش علشان اتولد لابوين يهود مثلا ده مش مبرر انك تفضل حمار ولا تبحث عن حقيقة الدين بطرق علميه !! وكون في ناس اتولدوا مسلمين فده فضل ونعمه من عند ربنا , وقفل كلامه بكده وطبعها هذا الكلام المهترئ الساذج عجب كتير جدا لأنه يريح عقولهم ويجعلهم يشعرون بالامان , لا يستطيع أن يشكل وجهة نظر شخصية بشكل عام .
طبعاً لو حللنا الكلام ده تحليل علمي زي ما قال صاحب المنشور أولا نفس الكلام ده ينطبق عليه حرفيا - يعني هو لما قال عن الناس حمير علشان هم اتولدوا وورثوا الدين بدون فهم طيب ما الغالبية العظمى من المسلمين التراثيين كده - أليس من الاحرى ان تصدق ما تقول ! أين هذا التمحيص والتحليل الذي يقوم به المسلم على صحة دينه حتى يطلب من غيره أن يفحص دينه بشكل علمي وتحليل منطقي ! وهنا يقع في التناقض , يعني ده بيقول شيء وبيعمل عكسه أنه يستخدم التضليل والتدليس للدفاع عن دينه أو بالأحرى عن أفكاره ومعتقداته .
نتكلم بشكل علمي ونحاول نعمل ربط ونحاول نوصل للنتيجه التي تجعل الانسان يصبح كذاب ومدلس وسباب ولعان وهمجي , اولا افكار الانسان لا تأتي من الهواء , افكار الانسان لا تنزل من السماء أفكار الانسان هي مكتسبه من الخارج تبدأ من الطفوله من الابوين الطفل يبدأ يراقب والده وامه ماذا يفعلون ويقولون وكيف يتحدثون يبدأ يرى الحياه من خلال الأبوين وبالاخص الام ويبدأ في في التقليد وتكوين أفكار وقيم على قدر مراحل عمره المختلف فمع الدخول في مرحلة أكبر يبدأ في تقلين الطفل الدين على أنه اهم شئ ومع الدخول في مرحلة المدرسة والخروج من حيز الأبوين ودخوله حيز أوسع يبدأ في أكتساب أفكار اكثر من المحيط الاكبر مثل الأقارب والأصدقاء والاساتذة جزأ من هذه الافكار هو تلقين علمي والجزأ الاخر مجرد ترديد وترسيخ للأفكار التي اكتسبها من الابويين على رأسهم الافكار الدينية ويبدأ في التفاعل اكثر مع الشارع والمحيط الاجتماعي ودور العبادة ويبدأ في تكوين المفهوم الذاتي عن نفسه وتتحول كثير من هذه الافكار الى عقيدة ويدخل في مرحلة الشباب بهذه الافكار والعقائد المكتسبة ويبدأ في تحليل وطرح بعض الافكار الطفولية أو الخاطئة التي اكتسبها لكن الكتله الاكبر من هذه الافكار تحولت الى عقيدة واصبحت جزأ من تكوين العقل الباطن وشخصية الانسان فيصبح التغيير صعب ومع الافكار الدينية يصبح ليس مجرد صعب بل معقد جدا لأن الافكار الدينية هي محمية تماما بجدران حديدية من التخويف والترهيب والكثير من التقديس والترغيب فهي ليست جزأ من العقل اللاوعي وفقط انها ايضاً مرتبطة بمخاوف الانسان من المجهول وبث الرعب في عقل الانسان - يعني ببساطه انا استغل مخاوف الانسان وازيده بها خوف – ويصبح هذا الامر جزء من اللاواعي والجهاز العصبي للفرد المسلم ومفهومه الذاتي عن الحياة .
الانسان الطبيعي عليه أن يحلل هذه الافكار ويصل إلى صيغه لا تجعله مدلس وكذاب ويتبنى مواقف غايه في الحقاره , عليه أن يكون وجه نظر مستقله مبنية على المعرفة وليس مجرد أنسان يتم تلقينه لأن التلقين هو شئ مضاد للفهم لا يمكن ان يلتقوا .
تحليل ما يتم تلقينك عليه بشكل علمي و منطقي وبحياديه بناء على حقائق الامور ليس بانحياز وافكار مسبقه تقوم تعمل اسر للعقل , تحبسه داخل هذه الافكار , فلتحليل يجب يكون بعقل حر بعقل ناضج بعقل ناقض بعقل منفتح لحقائق الامور ليس عقل منحاز عقل منغلق بالتالي يتحول الى انسان كذاب ومدلس حتى ينتصر لأفكاره الغير منطقيه
وهذا يرجع إلى أن الأنسان بشكل عام يبحث عن الأمان وعندما يكون شخص قدراته العقلية بسيطة وضئيلة فأفضل ما يجد به الامان هو في أفكاره الموروثه لأن تغييرها صعب ومرتبطه بمنطقة الراحه النفسية والمجهود الذهني لدى الانسان ومرتبط بوجوده وسط حاضنه أجتماعية تقول وتؤمن بنفس أفكاره , أنه شئ أشبه بالقطيع فالفرد يذهب أينما يذهب القطيع لأنه يعتقد أن الأمان به ويعزز أفكاره التي يصعب عليه مراجعتها ومن هنا يستميت هذا الشخص في الدفاع عن هذه الأفكار بكل ما أوتي من قوه ولأن كثير من أفكاره ليست أفكار عقلانية من جانب ومن جانب اخر أفكار عنصرية فتخلق شخص متناقض وقح في دفاعه وعندما يكون من بيئه دونيه فيتحول دفاعه إلى سب ولعن بأقذر الالفاظ وقد يتطور الأمر الى اعتداء بدني ان امكن ويصبح الكذب والتدليس منهج مهم من مناهج الدفاع عن هذه الافكار المكتسبه لأنه في حقيقة الأمر يدافع عن ذاته وما اكتسبه وورثه عقله لا أكثر .

#خالد_عيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات