قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 23:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أ.د. قاسم حسين صالح
6. الأمام ابو حامد الغزّالي
ابو حامد الغزّالي (1058- 1111)..فقيه وأصولي وفيلسوف..صوفي الطريقة شافعي الفقه ،وأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام ولقّب بـ(حجّة الأسلام). ويعد كتابه (احياء علوم الدين) سببا في شيوع الأسلام كما يرى كثيرون.
ماذا قال الغزالي عن الله؟
قال الغزالي( ان الله تعالى قادر على خلق إرادة من غير علم، ومعلم من دون حياة، وعلى تحريك يد الميت وجعله يكتب مجلدات، وتكون حركته من عند الله، إن كان ذلك فالنتيجة هي أن يبطل الفرق بين الحركة الاختيارية وبين الرعدة، فلا دلالة للفعل المحكم على العلم ولا على القدرة، كما أنه يمكن قلب الأجناس بعضها إلى بعض، وقد يصبح الجوهر.
ونجد في مناقشته للفلاسفة المسلمين في موضوع السببية، ضمن كتابه المشهور «تهافت الفلاسفة» الذي ردّ فيه على أتباع أرسطو من فلاسفة المسلمين أمثال الفارابي وابن سينا و ابن رشد ويدحض ما زعموه بأن بإمكانهم إدراك الفلسفة الإلهية بواسطة التفكير والاستدلال العقلي. وعلى خلاف مناقشته للفلاسفة في المسائل الأخرى، حيث يبدأ دائما بعرض وجهة نظرهم، فقد بدأ الغزالي في مسألة السببية بعرض وجهة نظره هو، ويرى«أن الاقتران بين ما يعتقد في العادة سببا وبين ما يعتقد مسببا ليس ضروريا..» بل إن ذلك الاقتران تابع لما سبق في تقدير الله، يخلق الأمرين على التساوي لا لضرورة فيهما.
ويعمد الغزالي الى إبراز الإرادة الإلهية على أنها التي تفعل فعلا مطلقا ما تشاء، ويدافع عن الدين ويبرز إرادة الله التي يرى انها هي الفاعلة في الأشياء.
وكان الردّ الأقوى على الغزالي قد جاء من ابن رشد في كتابه (تهافت التهافت ) الذي دافع فيه عن الفلسفة والعقلانية، معتبراً أن الغزالي أساء في كتابه (تهافت الفلاسفة) فهم بعض القضايا الفلسفية أو تعامل معها بشكل غير منصف، لاسيما المعقدة منها مثل طبيعة السببية، والخلود، وخلق الكون.
ويحسب للغزالي ،بعكس الأمام جعفر الصادق،انه اباح الغناء والموسيقى معتمدا في اباحته على أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأنه لم يرد حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق، وأكد ذلك بأن الغناء ما هو إلا كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح.
وقال عن الموسيقى: الموسيقى كالغناء، وقد رأيت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح صوت أبي موسى الأشعري - وكان حلواً- وقد سمعه يتغنى بالقرآن فقال له: لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود. ولو كان المزمار آلة رديئة ما قال له ذلك. وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدف والمزمار دون تحرج، ولا أدري من أين حرم البعض الموسيقى ونفر في سماعها.
رأيكم؟
*
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟