عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 13:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشيطان كان في الديانات التعددية يمثل إله الشر وعندما جاء التوحيد على يد اليهود وقعوا في ورطة فكيف يجمعون الشر والخير في إله واحد فأبدعوا فكرة الملائكة ومنهم الشيطان ليتركوا فعل الخير للإله الواحد الخالق ويبرؤوه من فعل الشر الذي يقوم به إبليس حصريا وكل هؤلاء بمثابة أعوان تنفيذ للرئيس الخالق المتحكم لكنهم وقعوا في خطأ أن الشر هو تقدير وفعل إرادي من عند الإله الواحد فهو "يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ" وما الشيطان إلا عون تنفيذ أفعال الشر الصادرة من صاحب السلطة والتقدير فلو كانت لإبليس إرادة حرة لبقي يتمتع بصفة الألوهية ولهذا كله وقعت الديانات التوحيدية في خطأ ما فعلت وأصبحت للشيطان صفات تضاهي أو تفوق الإله فهو الثائر المتمرد "فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ" والذي يتحكم في مصائر الناس و يوسوس لهم كنوع من الوحي الرباني "مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ" فيدفعهم للقيام بالجرائم ويقرر فعل الحروب بين الأمم عندما يدخل جمجمة القيادات والرؤساء فيموت الملايين هكذا نتيجة عبث الشيطان بأمر من خالقه. ويظن العوام أن ربهم بهم عطوفا رحيما فيعبدوه ويطيعونه ويسبحون بإسمه صباح مساء وآناء الليل ولا يعلمون أن كل الشرور التي تقع هي من عنده وكل الكوارث والأمراض والعلل والفقر والجوع لكنهم يرمون بها الشيطان المسكين الذي يجمعون نقود العمر وادخاراتهم ليحجوا له ويرمونه بفتات الحجر في ذلك المكان البعيد أليس هو موجود في كل مكان وقريب منهم؟ ويصنع الإله الحكيم العظيم والقادر النجوم العملاقة الملتهبة كشعلة من نار ليرجم بها الشياطين في الفضاء " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين" ليقتله وهو عبده الشرير فلماذا خلقه أصلا ليبذر الطاقة الكونية الهائلة في مطاردة شبح وهو القادر على محوه من الوجود أليس هو الذي يقول للشيء كن فيكون"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟