أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - العودة شمالاً تهزم خطة الجنرالات














المزيد.....


العودة شمالاً تهزم خطة الجنرالات


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب فلسطيني
منذ اليوم الأول للحرب في 7 تشرين الأول / أكتوبر2023 بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة والتهجير والإبادة الجماعية، بالتركيز على شمال قطاع غزة وصولاً إلى محور نتساريم الممتد من شرق غزة إلى غربها ويقسم القطاع نصفين فاصلاً الشمال عن الجنوب، تبين للجميع ما هي خطة الجيش الإسرائيلي، وتوضحت أهدافه الرامية إلى إخلاء سكان شمال القطاع ودفعهم جنوباً. في أيلول / سبتمبر 2024، بلّور هذه الخطة وعبّر عنها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي غيورا آيلاند بتقديمه مقترحاً على بنيامين نتنياهو، لتهجير سكان شمال قطاع غزة قسراً نحو الجنوب، باستخدام كل الوسائل، من التهديد بالقتل وقصف المباني والبيوت السكنية، إلى استخدام التجويع كوسيلة ضغط للتهجير، وفرض حصار كامل على الشمال، ومنع دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية والماء والوقود، وحرمان السكان المدنيين من العلاج والخدمات الصحية حيث تضمن التطهير العرقي أوامر إخلاء للمشافي، وصدرت تهديدات من الجيش بالقصف والاستهداف، وهو ما وقع فعلاً وأخرجت مشافي شمال القطاع عن الخدمة، وأحرقت مشفى كمال عدوان بعد اقتحامها واعتقال طاقمها الطبي وعلى رأسهم مدير المشفى.
وتم التأكيد على أهمية الحصار الشامل على شمال غزة من الناحية العسكرية وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة من أجل تحقيق الانتصار على حركة المقاومة، بفصل المقاومة عن بيئتها الحاضنة. حيث تفترض خطة الجنرالات أن الحصار أكثر الحلول فاعلية لإنهاء الحرب وتقليل عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
صرح العديد من المسؤولين الإسرائيليين علناً بموافقتهم على الخطة، كما حظيت بتأييد عدد كبير من جنرالات الجيش من اتجاهات متعددة لذلك سميت بخطة الجنرالات. إلا أن المؤسسة الرسمية الإسرائيلية وكذلك قيادة الجيش الإسرائيلي قبلوا بها ضمناً – كما هي سياسة إسرائيل المعتادة في التضليل والتملص من المسؤولية وإحاطة عملياتها الإجرامية بالغموض- لم تتبناها علناً ورسمياً خوفاً من الملاحقة بتهمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ووضعت في التنفيذ العملي كخطة استراتيجية، أعلن جيش الاحتلال بعد شهرين من الحرب أن 95% من سكان الشمال نزحوا إلى جنوب القطاع، على أرض الواقع وحسب الاحصائيات الإسرائيلية بعد عام من الحرب بقي شمال القطاع نحو 300 ألف فلسطيني، اعتبرت إسرائيل كل من بقي هناك أهدافاً عسكرية، يواجهون خيارين لا ثالث لهما إما الموت تحت ركام بيوتهم المستهدفة بالقنابل الثقيلة أو الرحيل جنوباً، رغم عدم الإعلان رسمياً عن بدء تنفيذ الخطة فإن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أصدر إشعارات بالإخلاء لسكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ومناطق أخرى في مدينة غزة. وبعد يومين شن الجيش هجوماً واسعاً على مخيم جباليا شمال القطاع، كما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لثلاث مستشفيات في المنطقة.
احتمل الباقون في بيوتهم، والمتشبثون بأرضهم، ما لا يحتمله بشر، تحدوا الموت والدمار وعنف وإجرام المعتدين، وصمدوا صموداً أسطورياً أمام الحصار والجوع والعطش وعانوا من ظروف بمنتهى القسوة، هذا التواجد أعاق تنفيذ خطة الجنرالات، وعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية حيث من المفترض أن يتبع المرحلة الأولى من التطهير العرقي وإخلاء المنطقة من السكان، مرحلة ثانية بتحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية مغلقة وعزل المنطقة كلياً عن باقي القطاع، ومنع أي حركة دخول أو خروج منها أو إليها. وحسب الخطة، عند توقف الحرب وتحقيق الانتصار واستئصال المقاومة تقوم الحكومة الإسرائيلية بحملة استيطان واسعة في هذه المنطقة.
صباح أمس الاثنين، وبتأخير إسرائيلي مقصود لعودة المهجرين إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة والمفترض أن يتم صباح يوم الأحد 26/1 2025، وبعد أكثر من 15 شهراً على بدء الحرب العدوانية وسياسة التطهير العرقي وفي اليوم التاسع من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ اعتباراً من يوم 19 كانون الثاني / يناير الحالي، بدأ سريان مفعول وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وبدأ آلاف المهجرين يعودون لشمال القطاع بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم وسط قطاع غزة. إما عبر شارع الرشيد سيراً على الأقدام، أو عبر شارع صلاح الدين بالمركبات والسيارات حسب الاتفاق.
بعد خمسة عشر شهراً من التهجير القسري كان مشهد العودة مدهشاً بالصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام، مشهد عودة جماعية يتدفق سيولاً بشرية لنحو 300 ألف من المهجرين، موكب شعبي عريض ومهيب، لم تكن إسرائيل تتوقع هذا المشهد الذي كان بالنسبة للإسرائيليين مستفزاً لمشاعرهم العنصرية، مثيراً مشاعر الغضب على قيادتهم السياسية والعسكرية الخائبة والعاجزة عن تحقيق أهداف أعلنتها، واعدة جمهورها المتعطش لدماء الفلسطينيين بالنصر المطلق، لكن مشاعرهم كانت تفيض بإحساسهم بالهزيمة، فمشهد العودة نقيض حقيقي للمشروع الصهيوني القائم على التطهير العرقي. والعقيدة الفلسطينية الراسخة في العودة إلى الديار هي أيضاً نقيض العقيدة الصهيونية في الاحتلال وسلب الأرض وطرد السكان والاستيطان والتهويد.
تعتبر هذه العودة غير المسبوقة للمهجرين في أعداد العائدين، وفي ارتداداتها المستقبلية على مجرى الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، ودلالاتها ومعانيها حيث يشير اتفاق وقف إطلاق النار إلى انتصار محقق لغزة، بصمودها البطولي، والتي حملت رسالة فلسطينية إلى إسرائيل وكل العالم، أن شعبنا متمسك بتراب وطنه، ورافضاً الترحيل بعيداً عن أرضه التاريخية، بالمقابل هي هزيمة لجيش الاحتلال ولخطة الجنرالات وأحلامهم الخائبة بتهجير أـبناء شعبنا، عودة اليوم تبشر بالعودة الكبرى، شعبنا يصر اليوم على بدء العودة التاريخية إلى أرض الوطن إلى حيث عاش الآباء والأجداد.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسافة الفاصلة بين «السور الواقي» و«السور الحديدي»
- اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار
- مسألة «التحالف الدفاعي» بين واشنطن وتل أبيب
- سقوط العقيدة العسكرية الإسرائيلية
- «الأنظمة العربية وسياسات الفصائل الفلسطينية»
- نكبة مشفى كمال عدوان
- مظاهر الفشل الأمريكي الإسرائيلي الغربي في اليمن
- سوريا، والمرحلة الانتقالية
- شعار التعبئة القومية في ميثاق م.ت.ف.
- من المصالحة إلى الوحدة الوطنية
- إدارة ترامب وسياستها المتوقعة
- يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني أم أيام؟.
- ماذا عن: اللجنة المجتمعيّة لمساندة أهالي قطاع غزّة؟.
- الذكرى السابعة بعد المئة للوعد المشؤوم ، من ديفيد لويد جورج ...
- لبنان يفاوض تحت وقع القصف والانفجارات
- كيف تنظر الولايات المتحدة إلى مرحلة ما بعد استشهاد السنوار؟.
- حرب المشافي.. عقيدة قتل وتهجير
- أي دور للصين في القضية الفلسطينية؟.
- لماذا تأخر الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني؟.
- الذكرى الأولى ل «طوفان الأقصى»


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - العودة شمالاً تهزم خطة الجنرالات