أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط















المزيد.....


عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 11:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هل أسس الثورة بهذه المنطقة اليوم سليمة..؟ أم أنها تحمل معها عاهة مستدامة لم يتم بعد استئصالها..؟ أم أن الثورة المضادة هي المستمرة على شكل انتفاضات هنا وهناك..؟

إنها تساؤلات حرجة، في حاجة إلى جواب شافي، من منطلق الدراسة العلمية المادية للتاريخ والثورة بهذه المنطقة، في أفق وضع استراتيجية ثورية جديدة كما سماها ماو تسي تونغ.

إن دراسة تاريخ الثورة بهذه المنطق لن يتم بدون دراسة الثورة المغربية، حيث لم يتم دراستها وحتى معرفتها أو يتم تجاهلها وإخفاؤها، والثورة بجنوب المغرب وشماله هي أساس الثورة العالمية، وأساسا بالبلدان المضطهدة المغاربية والعربية والإفريقية والشرق الأدنى وأمريكا الللاتينية.

أتحدث هنا عن الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وامتداداتها بالعالم التي قادها الثوريان المغربيان :

ـ القائد أحمد الهيبة قائد ثورة الجنوب من 1912 إلى تاريخ وفاته 1919، بعد أن وضع أسس الثورة بالجنوب والجنوب الشرقي والشمال والأطلس الكبير والمتوسط والصغير وامتداداتها بالصحراء الغربية والريف.

ـ القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي أتمّ نشر الثورة المغربية عالميا، بعد تأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالريف من 1921 إلى 1926، وتدميرها من طرف تحالف الإمبرياليتين الإسبانية والفرنسية، واستمر في قيادة الثورة العالمية بمنفاه بمصر من 1926 إلى 1963 تاريخ وفاته.

إن تزاوج هاتين الثورتين واستمراريتهما من طرف القائد الثوري محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد وفاة قائد ثورة الجنوب أحمد الهيبة في 1919، يعتبر تكاملا تاريخيا لأسس الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالبلدان المضطهدة، التي تزاوجت عالميا مع الثورة الشيوعية البلشيفية بعد الحرب الأهلية بروسيا في 1922، وهذا التزاوج التاريخي بين هاتين الثورتين عالميا هما من أوقف زحف الإمبريالية عالميا، أو على الأقل عرقل سيطرتها العالمية.

فما هو دور الثورة المغربية في زعزعة أسس الثورة المضادة التي قادتها الإمبريالية..؟

تساؤل أساسي يستوجب الإجابة عنه قبل تحليل إخفاقات الثورة بهذه المنطقة ووضع أسس انبعاثها الجديد، لقد تابع قائد ثورة الشمال بمنفاه مصر عن قرب جميع ثورات التحرر الوطني بالبلدان المستعمر بإفريقيا وآسيا ودعّمها، حتى اندلاع الحروب الوطنية الثورية الجديدة كما سماها ماو تسي تونغ، واستفاد منه قادة الثورة بالعالم، يزورونه بمنفاه ويعلمهم أسس الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر، ماو تسي تونغ، هو شي منه وجياب، كاسترو وشي غيفارة، وغيرهم من قادة الثورة العالمية.

وقائد ثورة الشمال هو الذي أسس المرحلة الثانية من الثورة المسلحة بشمال إفريقيا وامتداداتها بإفريقيا، وعلى رأسها المقاومة المسلحة وجيش التحرير بالمغرب ضد الاستعمار وعمل على تسليحها، وكان ضد الاستقلال الشكلي الذي اعتبره غير مكتمل، واعتبره بداية الثورة المضادة بالمغرب، التي قادها السياسيون الانتهازيون ضد الثورة الشعبية، التي قادها من 1926 إلى 1956، وتم اغتيال وإعدام جميع قادة الثورة المغربية وعلى رأسهم عباس المساعدي بالجنوب وحدو أقشيش بالشمال، واستمرت الانتفاضات الشعبية المسلحة بعد 1956، وعلى رأسها انتفاضة 58/59 بالشمال والجنوب، وما تلاها من حركات مسلحة لبقايا جيش التحرير على رأسها حركة 3 مارس في 1973.

وتواجه الثورة المضادة هذه الانتفاضات بالمنطقة المغاربية، التي قادها السياسيون الانتهازيون عملاء الاستعمار بشمال إفريقيا، بعد الحرب الإمبريالية الثانية في 1945، في مواجهة الثورة الناصرية بمصر التي يدعمها قائد ثورة الشمال، واستمر تخابر السياسيين مع الدول الإمبريالية بشمال إفريقيا، وعلى رأسهم السياسيون الخونة بالمغرب، الذين قادوا الثورة المضادة ضد ثورة الجنوب والشمال، مند تصفية جيش التحرير في 1960 بالجنوب، والحرب الإمبريالية الفرنسية على الجزائر، التي كبلها الاستقلال الشكلي في 1962، وحرب الرمال بين المغرب والجزائر في 1963، والنتائج الكارتية للانقلابات العسكرية بالمغرب في 1972/1971، والحرب بالصحراء الغربية من 1975 إلى 1991، مما أضعف الثورة بالشرق الأوسط خاصة وامتداداتها بإفريقيا.

لقد نجحت الثورة بالصين والهند والشرق الأدنى بفضل تلاقح الثورتين العالميتين الاشتراكية بروسيا والوطنية الديمقراطية الشعبية بالمغرب، بينما شمال إفريقيا وإفريقيا والشرق الأوسط ما زالت الثورة بها في طور المخاض، وذلك لعدة أسباب، من بينها قيادة السياسيين الانتهازيين للثورة المضادة بهذه المنطقة، المدعومة من طرف الإمبريالية خوفا من انبعاث الثورة الجديدة كما سماها ماو تسي تونغ، الذي استفادة من الثورة المغربية وطورها في مرحلة حركة التحرر الوطني وفق شروط الثورة بالصين، ورغم عرقلة الثورة الصينية وفرملتها من طرف الإمبريالية والأوليغارشية الصينية، إلا أن الصين استطاعت تجاوز أسس الثورة البرجوازية، فأصبحت أكبر قوة اقتصادية توفر الأساس الاقتصادي للثورة.

إن الرهان على المقاومة المسلحة الفلسطينية وحدها رهان فاشل، ودون الرجوع إلى تاريخ الثورة الذي تم سرده أعلاه، ودراسته استراتيجيا، قبل الشروع في أية مقاومة مسلحة، ودون وضع أسسها المادية التاريخية وأهدافها الاستراتيجية، المنبثقة من هذه الدراسة العلمية المادية، يبقى إجهاض الانتفاضات المندلعة هنا هناك هو المسيطر بالمنطقة، ولن تحل إشكالية الثورة بهذه المنطقة بالحلول الانعزالية، والهروب إلى الأمام، والنزعة الزعاماتية في القيادة، وعبادة الأشخاص وتقديسهم، لن تحل معضلة الثورة بالمنطقة، مما يفتج الباب أمام المساومة الانتهازية لاستغلال التفاوض لصالح الثورة المضادة.

وما نراه اليوم بلبنان، سوريا، العراق، السودان، اليمن وغزة هو نتيجة سيطرة الثورة المضادة بالمنطقة، أما شمال إفريقيا وإفريقيا فقد تمكنت منها الانتهازية ولم تستطع انتفاضاتها الشعبية تجاوز مستوى الاحتجاج والتضامن، وما يسمى الثورة بقيادة إيران لا أسس مادية تاريخية له حيث يحكمها الانفصام بين القول والفعل، مما يحوله إلى انتهازية يسهل احتوائها من طرف الإمبريالية وتوجيهه في اتجاه الثورة المضادة بهذه المنطقة، وما نراه من تحليلات تمجدها ليس إلا قفزا عن مفهوم التحليل العلمي المادي للتاريخ، والانتفاضات المسلحة بالشرق الأوسط غالبا ما يتم توجيهها من طرف الإمبريالية في اتجاه الثورة المضادة، لكونها تعتمد نظرية الانفصام هذه التي تسيطر على قادتها.

إن جدلية الثورة والثورة المضادة يؤطرها قانون النفي ونفي النفي، فمنذ إسقاط التجربة الاشتراكية بروسيا والصين وتحويلها في اتجاه خدمة الإمبريالية، لم تستطع الانتفاضات المسلحة أو الشعبية السلمية نفي الثورة المضادة بالشرق الأوسط، مما يجعل نتائج انتفاضاتها مأساوية على مستقبل الثورة ضد الإمبريالية، وذلك لعدة اعتبارات وعلى رأسها انحراف استراتيجية هذه الانتفاضات عن الطريق الثوري، ويعتبر الانفصام الحاصل في نظرية الثورة بالمنطقة أهم العوائق أمامها، هو انفصام في النظرية الثورية والنظرية المضادة لها، مما يسهل أن يقع قادة الانتفاضات بهذه المنطقة في فخ الثورة المضادة، يتجلي ذلك في التشبث بالماضي وتقديسه دون القدرة على انتقاده، مما يكرس غلبة الخيال المثالي على الخيال العلمي في العمل الثوري لديهم، ويُسهّل سيطرة الانتهازية على الانتفاضات وتحويلها لصالح الثورة المضادة.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
- النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة
- في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
- عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
- ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
- عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
- حول الغربة السياسية
- هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟


المزيد.....




- افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد ...
- س?رکوتوو ب?ت خ?باتي مام?ستايان و س?رج?م موچ?خ?راني ه?ر?مي کو ...
- الرفيقة شرفات أفيلال عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتر ...
- من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: فوضى التشريع وليدة المنهج الفاش ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل يساند ويتضامن مع النقابات المغرب ...
- العدد 591 من جريدة النهج الديمقراطي
- ماركيز صحفيا في أوروبا الاشتراكية.. الأيديولوجيا والحياة الي ...
- نتنياهو: ترامب أفضل صديق في تاريخ إسرائيل واليمين المتطرف يع ...
- الرفيق رشيد حموني يفسر تصويت حزب التقدم والاشتراكية ضد قانون ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط