أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - الإنسانية في قانون الإسلام














المزيد.....


الإنسانية في قانون الإسلام


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 23:38
المحور: المجتمع المدني
    


د.عدنان محمد قاسم 2025
ان الفارق المهم الذي يميز القانون الإسلام عن بقية القوانين الوضعية المختلفة في تأريخ البشر ، هو وجود الصفة الإنسانية في القانون الإسلامي ، فلا إقليميه ، ولا عنصرية ، ولا طبقية ، ولا نفعية أنانية في نص القانون وروحه ، لأن دعوة الإسلام دعوة إنسانية ، ورسالته رسالة عالمية ..
فقوانين الإسلام عامة ، لم تشرع لمصلحة فئة أو لتركيز جماعة معينة دون غيرها ، وقد حدد القرآن الكريم هذه الصفة بقوله : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) {الأنبياء / 107} .
بينما يعكس القانون الوضعي فهم المشروع واتجاهه الذاتي فتراه طافحاً بالمفاهيم اللا إنسانية التي تجعله يدور في حدود ضيقة ، كالإقليمية ، أو العنصرية ، أو الطبقية ، أو الأنانية الفردية .. الخ . مما سبب الظلم والحرمان والاضطهاد ، لكل الذين لا ينتمون الى دائرة هذا القانون المعبر عن ذاتية المشرع ، ونزعته اللا إنسانية العدوانية الشريرة القائمة على المصالح المجردة عن المنفعة المشروعة والضامنة لحياة إنسانية كريمة قائمة على العدل والحرية والمساواة .
لقد عجزت الأنظمة الوضعية في حل مشكلات الإنسان والقضاء على الفوارق الطبقية بل زادت هذه الأنظمة من حياة الإنسان تعقيداً اكثر وأضافت اليها مشاكل أخرى لأن هذه الأنظمة انحرفت عن الفطرة القويمة التي خلق الناس عليها ، وضلّت عن سنّة الله في خلقه واتبعت أهواء الناس المختلفة دون شرع الله ونظامه .
والإسلام حقاً هو سجل التشريع الكوني الشامل الذي جاء لأجل الإنسان ، ومن نظرته الكلية الجامعة لأفراد الكون – بما فيه الإنسان – نستنتج حقائق هامة وخطيرة في رحاب الكون والحياة وهي :
‌أ- وحدة المبدأ : الله سبحانه .
‌ب- وحدة الخلق : على تعدد أفراده .
‌ج- وحدة النظام الذي يحكم العالم بأسره .
‌د- وحدة الغاية والاتجاه الى الله .
وبهذه النظرة – نظرة الوحدة والتوحيد – نصل الى ضرورة خضوع الإنسان وارتباطه بهذه المبادئ – وحدة المبدأ والخلق والنظام والغاية . ودخوله في الاطار الجامع للوجود ، وانتظامه معه في خط المبدأ والنظام والغاية ، وليسير معه على خط الشريعة الإلهية التي تصوغ له النظام والغاية قانوناً يملأ كل وجوده ويستوعب مختلف نشاطه .
قال تعالى في محكم كتابه الكريم : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) { الجاثية / 18} .
وعندما نتحدث عن هذه الوحدة الكونية العامة نستطيع بسهولة ان نصل الى استنتاج ضرورة وجود قانون كوني للإنسان يحكم نشاطه ، وينظم علاقاته ، ويصوغ محتواه الذاتي سلوكاً وعملاً ، وعندما نتحدث كذلك عن ذلك فلا بد لنا من أن نميز بين الالتزام الإنساني الارادي وبين الخضوع المادي القسري .
فالإنسان يملك الاختيار والقدرة على التطابق مع هذا القانون الكوني المنتزع من طبيعة الوجود الإنساني لينظم مساره الاجتماعي ويمارس حياته وعلاقاته على اساس منه ، فيعبر عن طريق الالتزام بهذا النظام الالهي عن كل محتواه وكوامِنهِِ ، وما تنطوي عليه ذاته من إمكانات النشاط والإبداع والكمال ، ومظاهر الحياة بطريقة إرادية .
وبعبارة أخرى يستطيع الإنسان أن يصوغ نشاطه بممارسة اختيارية وفق تصميم قانوني يكفل بناء هيكل الحياة ويحفظ لها خيرها وأهدافها السامية بين كائنات الوجود .
وهذا التصميم القانوني يجب أن يكون تشريعاً متطابقاً بمبادئه وأهدافه مع طبيعة الفطرة وأحاسيس الإنسان وحاجاته ، بحيث يستوعبها جميعاً ، وينظمها تنظيماً دقيقاً ليوفر للإنسان خيره وسعادة .
وقد جاءت الشريعة الإسلامية صياغة قانونية رائعة لتنظيم قواعد الحياة وحساب مكانة الكرامة الإنسانية في الوجود ، فصارت بمقتضى ذلك هي السجل الحاوي لكل مبادئ التنظيم والنشاط المنسجمة مع الحياة ونظام الوجود الإنساني .
لقد أستهدف القانون الإسلامي دوماً تحرير الإنسان والرأفة به والحفاظ على مصالحه وحياته ، ويحقق للإنسان أعظم مفهومين في حياته نظرياً وعملياً وهما مفهوماً (الحق والعدل) فما من قانون ولا تشريع إلا وقد قام على أساس هذين المبدئين ، شأنه شأن سائر حقائق الكون الأخرى . (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) / {الإسراء /81} .

الدكتور



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسات بلا روح
- ابداع 2025
- قصة مبكية حقيقة
- كتاباتي في التٱخي عام 2024م
- خصائص القانون الاسلامي وفلسفتها
- نوروز و سباق الخيل في مندلي
- كتابات في الميزان /2025
- تباريح ملونة للشاعر
- كشكول حسين 2025/2
- كيكول علي جمال 2025/3
- نسيم العراق
- الترجمة الشعرية للغة الكوردية
- قرأت لكم..101
- استاذ ظاهر مندلاوي
- لمحات اجتماعية من قزانية / 14
- المؤرخ ملا و مكتبته الأرشيفية
- المؤرخ ملا جميل روزبياني و مكتبته الأرشيفية
- المبدعون في العالم
- وغاب العرفان من سمانا ندلي ..
- الكورد الفيليون والدولة العراقية..


المزيد.....




- خان يونس..عاصفة جوية تقتلع خيام النازحين وتفاقم معاناتهم
- اتهمه بالتطهير العرقي في غزة.. نائب أميركي يطالب بعزل ترامب ...
- قوات الاحتلال تشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية وا ...
- مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية
- إصابات واعتقالات في الضفة والقدس
- لماذا يُعتبر المغني بوب مارلي أيقونة لحقوق الإنسان؟
- مسؤول إسرائيلي: حماس قد تحتفظ بالأسرى لعرقلة خطة ترامب
- منظمة حقوقية: 5 أمريكيين على الأقل ما زالوا محتجزين في فنزوي ...
- واشنطن تخطط لإيواء المهاجرين في خيام في غوانتانامو
- إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - الإنسانية في قانون الإسلام