أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزَّة: بين أَنقاضِ الصَّمتِ وخيباتِ الأَملِ














المزيد.....


غزَّة: بين أَنقاضِ الصَّمتِ وخيباتِ الأَملِ


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 16:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزَّة، تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي تحملُ في طيَّاتها قصصاً لا تنتهي من الحزنِ والمعاناةِ، حيثُ يمضي الزمن وكأنَّها عالقةٌ في دائرةٍ من الألمِ. كلُّ يومٍ يجلبُ جراحاً جديدةً وأحلاماً تتبخَّرُ في هواءٍ ملوَّثٍ بالدخانِ والغبارِ.

في غزَّة، الحزنُ ليس شعوراً عابراً، بل هو جزءٌ من هويةِ المكانِ وساكنيه.



على مدارِ سنواتٍ طويلةٍ، أصبحت غزَّةُ رمزاً للصمودِ وشاهدةً على خيباتِ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ. كثيراً ما اكتفى هذا العالمُ بالتنديدِ والشجبِ، بينما تبقى غزَّة تحت القصفِ والحصارِ، وكأنَّها تُتركُ لتواجه مصيرها وحدها.

وعودُ الدعمِ والمساندةِ تتبخَّرُ، ولا يبقى من التضامنِ سوى كلماتٍ جوفاءَ لا تُغني من جوعٍ.



أما العالمُ المتحضِّرُ، الذي يدَّعي الدفاعَ عن حقوقِ الإنسانِ والديمقراطيةِ، فهو يغرقُ في نفاقهِ. الأصواتُ التي تُنادي بالعدالةِ والحريةِ تصمتُ أمامَ الجرائمِ المُرتكبةِ بحقِّ شعبٍ أعزلَ.

يدَّعون الوقوف إلى جانب المظلومين، لكنهم يُغضون الطرفَ عن معاناةِ غزَّة، وكأنَّ حياة سكانها أقلُّ قيمةً، وكأنَّ آلامهم لا تستحقُّ الاهتمام.



في كلِّ زاويةٍ من غزَّة، تجدُ قصصاً تمزجُ بين الأملِ والألمِ.

أطفالٌ يحلمون بمستقبلٍ أفضل، بينما تُهدمُ بيوتهم أمام أعينهم.

أمهاتٌ يُودِّعن أبناءهنَّ، وشيوخٌ يقفون عاجزين أمام الدمارِ.

تتكررُ الوعودُ بالسلام، دون أن تتحقق، ويبقى الحصارُ خانقاً.



غزَّة كشفت حقيقةَ المواقفِ وأَسقطت الأَقنعة، فكم من داعِمٍ ظاهريٍّ تبيَّن ضعفُهُ وزيفُهُ! أَرادها أَهلُها معركةً للصُّمُودِ، فجعلها اللهُ غربالاً يُنقِّي الصُّفُوفَ ويُمَيِّزُ الصَّادقين عن المُتخاذلين.



ورغم هذا كلِّه، تبقى غزَّةُ صامدةً، وكأنَّها تقولُ للعالمِ: قد تخذلوننا، قد تتجاهلون صرخاتنا، لكنَّنا لن نستسلم. ستظلُّ غزَّةُ رمزاً للأمل الذي ينبعثُ من تحت الركام، وشعلةً لا تنطفئُ في وجهِ الظلمِ.



غزَّة، برغم أنقاضها التي تروي قصة صمتِ العالمِ وخيباتِ الأملِ، تبقى شاهدةً على عظمةِ شعبٍ لا يعرفُ الاستسلامَ. الشعبُ الفلسطينيُّ، بصبرِه وجبروتِه، أثبت للعالمِ أنَّه لا يمكنُ هزيمته.

ينهضُ من تحتِ الركامِ كما ينهضُ الفجرُ من عتمةِ الليلِ، متمسكاً بحقِّه وكرامتِه، مؤمناً بأنَّ العدالة ستشرقُ يوماً مهما طال ليلُ الظلمِ. هذا الشعبُ العظيمُ هو رمزٌ للصمودِ والتحدِّي، ودليلٌ حيٌّ على أنَّ الإرادة لا تنكسرُ مهما قسَت المحنُ.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوَّار الطُّوشة: أَيقُونةُ الخداعِ والتّلوّن
- صُلحُ الحُديبيةِ: اتفاقيَّةُ الهدنةِ التي مهَّدت لفتحِ مكَّة
- أَطفالُ غزَّة: شهادةُ حُزنٍ على خيانةِ العالمِ!
- الفلسطينيُّون: أُسطُورةُ الصُّمُود وأَيقُونةُ التَّحرير!
- أطفالُ غزّةَ: بينَ الألمِ والصَّمتِ العالميِّ!
- رحلةٌ في عتمةِ اللَّيل
- في عتمةِ الانتظارِ: حكايةُ ليلٍ لا ينتهي!
- الإعصارُ الناريُّ في لوس أنجلوس: كارثةٌ بيئيةٌ ودعوةٌ للتفكّ ...
- الأرقامُ الهنديَّةُ والعربيَّةُ في تاريخِ الرِّيَاضِيَّاتِ
- الرِّياضيات في الحضارة الإِسلامِيَّة: من الجبر إلى الفلك!
- سليمان فرنجية: زعيمُ الوفاءِ ورمزُ الشجاعةِ والثباتِ!
- أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!
- ناقةُ صالح: معجزةٌ ربانيةٌ وعبرةٌ أبديةٌ
- تاريخُ اكتشافِ الرَّقمِ صفرٍ: من الحضاراتِ القديمةِ إلى الثّ ...
- الريَّاضياتُ والاكتشافاتُ العلميَّةُ: السَّرِقاتُ الفِكرِيَّ ...
- كيف تجدُ الطُّيُورُ طريقها أَثناء الهجرةِ: أَسرارُ الملاحةِ ...
- غزّة: صمودٌ في وجهِ ظلمٍ عالميٍّ وخذلانٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ
- الوساطةُ المصريةُ القطريةُ: فشلٌ في إنهاءِ معاناةِ غزة!
- دورُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ في تحديدِ الأَهدافِ العسكريَّةِ: ...
- نظرية فيثاغورس(Pythagorean Theorem): أصولها البابلية وتطورها ...


المزيد.....




- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
- مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا ...
- انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
- إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
- رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا ...
- مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزَّة: بين أَنقاضِ الصَّمتِ وخيباتِ الأَملِ