أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - صدام ..حتى في الإعدام















المزيد.....

صدام ..حتى في الإعدام


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا كان لكلّ امرئ من اسمه نصيب،فإن لصدام نصيب الاسم كلّه..
بما حملته رحلة الجريمة في سيرة الرجل،حتى سقط نظامه تحت هجوم"الصدمة والترويع"كما كان يطيب للسادة الأمريكان تسميتها.والذين أحسب ان دلالة الاسم هذه وضعوها لاعتبارات،يدور دويّها أبعد من اللغة ودلالاتها،رغم ما تفعله مجموعة كلمات من تغيير وانقلاب يغيّر التاريخ والمواقف احيانا،كالذي أحدثه ذلك الهتاف أثناء إعدام صدام.لحظة انقلبت الصورة ليبدو المشهد "أقرب إلى طقس الانتقام القبلي العشائري، منه إلى بلوغ العملية الدستورية العراقية لذروتها" ،وهذا سطر اختصر فيه الكاتب الأمريكي فريدمان سواد الحِبر الأعظم في آراء من قالوا ومن علقوا عن تلك الدقائق،ممن شغلهم كثيرا،أيضا، قول لبسام الحسيني، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، في وصفه إعدام صدام لهيئة الإذاعة البريطانية،: "انه هدية عيد قدمناها لكافة أفراد الشعب العراقي"..تلك الكلمات التي صارت تُحسب وتُعدّ كأنفاس الساسة منذ أيام،بعد أن تبينوا إنها ليست زوبعة ستخمد في فنجانها العربي،فحدث بحجم زوال صدام من الوجود سيبقى الحدث الأهم،والذي لم ينافسه بعدد المشاهدين والمتابعين،غير حدث آخر كبير هو مشهد زوال البرجين في نيويورك.مع فارق ما تركه كل مشهد منهما من آراء وردود فعل متناقضة،فالصورة التي ستبقى للتأريخ، ستحمل معها تلك الآراء إلى "الأبدية التي هي كومة أخطاء" حسب وصف شاعر عراقي.

صدام العرب وصدمتهم

الحوار الذي دار بين المدان وبين الشاهد على عملية إعدامه،يحمل في الذهنية العربية صورة رجلّ مُصفّد يصعد المشنقة،هو بالضرورة بريء لإننا لم نشهد بعد عملية إحقاق حق،كالتي حصلت في العراق- مع رأي شخصي هنا لي أقف فيه ضد قانون الإعدام بصورة عامة - وكل الذين مرّوا في الذهن العربي الحديث والقديم أيضا يحملون صورة البطل الضحية،المجادل حتى لحظة حتفه.أما صورة المدان بقتل الملايين فهي صورة غائبة عن الذهن العربي ولم تفلح سلسلة المحاكمات الطويلة لصدام وأعوانه في أدنى تغيير يمكن أن يقال خلاله إن العرب مُتعوا نعماء حقيقة ما ينادي به الشعب العراقي،فالبقر تشابه عليهم،واختلطت الصورة في فورة إعلام عجيب،هيئ طويلا لأكثر ما رأيناه وسمعناه،ولم يهيئ لهم من أمرهم رشدا،وإلا كيف يمكن تفسير انقلاب الوضع بهذه الصورة التي حولت صدام الى أسطورة عربية جديدة،وجدت لها قشة تقصم بها ظهر البعير العراقي الذي حمل هم صدام أكثر من غيره.
كيف يمكن تفسير التغيير الجذري عند الكثيرين بعد أن رأوا جدل المدان صدام مع شاهد إعدامه؟.أم إن في الأمر سرا آخر كشف عنه صدام أثناء حواره وتلاوته الشهادتين؟.فهل أعلنت صداما شهادته شهيدا؟. هكذا كنت أتمنى أن أسأل أكبر مرجعية إسلامية تجمع عليها الأكثرية،وبالفعل حملت سؤالي الى فتاوى للشيخ الراحل بن باز والموجودة في موقعه على الانترنت فقرأت ما نصّ من سؤال عن جواز لعن صدام حتى وان نطق بالشهادتين :
هل يجوز لعن حاكم العراق؟ لأن بعض الناس يقولون: إنه ما دام ينطق بالشهادتين نتوقف في لعنه، وهل يجزم بأنه كافر؟ وما رأي سماحتكم في رأي من يقول: بأنه كافر؟
الجواب :
"هو كافر وإن قال: لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية" ويضيف الشيخ بن باز: وصدام بدعواه الإسلام ودعواه الجهاد أو قوله أنا مؤمن، كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه من النفاق".
ولمن أراد الاستزادة فعليه مراجعة الموقع ليرى آراء الشيخ في من يتخذه العرب الآن بطلا شهيدا،حيث أوجب الشيخ قتاله: "يجب صده وكف عدوانه وإزالة ظلمه عن المسلمين بكل ما يستطاع من القوة عملا بقول الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ).
ولعمرك فان صدّ الديكتاتور صدام،وكفّ عدوانه،وإزالة ظلمه لا يكون الا بمحاكمته وتحقيق العدالة فيه،ولا مبرّر يمكّن ان يتخلى خلاله أهل الأزهر مثلا عن موقفهم من جرائم صدام لأي سبب خارجي غير عين الجريمة وفاعلها،فيفترضون شهادته على حين غرة، ويقيمون له العزاء،ويهللون بمجد من أمر أن يقام له تمثال.ولا أظن أن فيهم من سيراجع نفسه بالسؤال:ترى لم سعت المواقف الرسمية العربية باتجاه العامة الآن؟.لم يحاول البعض إيجاد قضية قومية بعيدا عن هموم الأوطان المزروعة رعبا وموتا وقتلا؟.

أميركا وكعب أخيل الحكومة العراقية

كان الديكتاتور لدى الأمريكان أثناء التحقيق،وأثناء المحاكمة ونطق الحكم،وسلموه الى القوات العراقية،ليعدم،وتستلمه بعدها القوات الأمريكية ويصل على متن طائرة أمريكية الى تكريت،حكاية تحتاج الى قراءة جديدة..
أمريكا تريد حكومة عراقية قوية،وتطبيقا دستوريا وان كان بعقوبة الإعدام،وهي في كل حادثة من حوادث العراق تترك فتقا في "كعب أخيل" بطل إلياذة هوميروس، فينحلّ الجلد الذي اتخذه المقاتل مصدا ودرعا يقيه الضربات، ليكون عرضة للتلف ونقطة ضعف في كلّ مرة..
فماذا أرادت أمريكا بهذا مثلا؟.ولِمَ تترك لنا فتقا في كعب أخيل في كل مرة؟.
وهل في الأمر موضوع غسيل مواقف أمريكية؟.
إن في الحكاية كلّها أسرار وحدها أمريكا من سيكشف عنها لاحقا،ولكل نبأ مستقر ولسوف تعلمون؟.

حكومة بروح معارضة

خلاصة المشهد في استلام صدام من الأمريكان وإعدامه العاجل،وصدى الهتاف ولقطات كاميرا الهاتف،بدا كمشهد ماراثوني إما أن تكون الحكومة قد دفعت إليه دفعا،وإما إنها حكومة لازالت تحكم بروح المعارضة،وحتى المعارضة التي تنوي فعل شيء هام لابد لها أن تجتمع قبل يوم أو يومين،لتتدارس جدوى كل خطوة،فما بالك بقرار إعدام صدام!. أو ما كان من الأجدر بالحكومة أن تضع لجنة حقيقة وليست شكلية لملئ شواغر الحكومة وحواشيها بالأقارب..لجنة تتابع سير المحاكمة وتدرس كل صغيرة وكبيرة،وتستقرئ القادم من التاريخ لوضع أفضل الحلول،وأسلم البدائل؟.
أما كان من الأفضل أن تتشكل هذه اللجنة منذ ذلك الزمن بديلا عن عناء تشكيل لجنة الآن"بعد خراب البصرة"؟.
وهل ستوصلنا الحكومة الى نتيجة صادقة عن حقيقة الهتاف والتصوير؟.
أم إن كبشا للفداء سيقف موقف "فان لبّه"و لا ادري إن كان في حكومتنا من يعرف هذا الرجل الهولندي الذي أشيع بأنه أشعل بعود ثقاب شرارة الحرب العالمية الثانية.بعد أن أحرقت مجاميع نازية مبنى الرايخستاغ الألماني (البرلمان) لتضعها في رقبة الشيوعيين الذين دفعوا "فان لبّه"؟.
من دفع من،ومن أحرق ورقة العدالة العراقية بهذه الصورة؟.
سؤال يحتاج جرأة تاريخية من حكومتنا،لتعلن اسم الشخص الذي ملئ الدنيا بصراخه لحظة تطبيق العدالة العراقية،وتعلن معه من وثّق لهذا الفعل،وكيف،ولم تسللت تلك الصورة بقدرة قادر لتصل الى كلّ وسائل إعلام العالم؟.
وقبل هذا وذاك أين الدستور العراقي في الموضوع؟.ولم ينقض الدستور عنوة، ولا حتى بقانون من البرلمان العراقي،ليصار إلى تطبيق عقوبة الإعدام في يوم عطلة العيد؟.


أجهل من قاضي جبل

لقد تـََرَكنا بعض أخوتنا العرب نغبط الوحش إذ نرى"أليفين منهما،لا يروعهما الزجر" كما يقول شاعر جاهلي يحفظ له أهل العراق من الشعر الكثير، فكلما دنى العراق من حلّ وجد عقدة عربية،لمن يتدخلون في شأنه ممن لا يعرف بعضهم أين تقع مدينة السماوة التي لاتحدّ الصومال بطبيعة الحال بغير وجيف القلب ونبضه.
منهم من لا يدرك إن العالِمِ بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء،فسرعان ما انفضوا عن الحق العراقي،بحجة ما أوهاها عن خيط العنكبوت..وفي الهذر مما كتبوا وخاطبوا يحق القول سلاما سلاما..فما أسهل أن ينصبوا محاكمهم لأمة كاملة،وشعب يضرب تاريخه عمق الأرض،تواترَ الزمان عليهم، وعلى طين أجدادهم الهش،ولم يترك له فراعنة الوهم قبورا من حجر.
عرب يصادرون كلّ هذا التاريخ بأهله ومجده ولغته ومعاجمه الى إيران..رغم إننا نعرف ما قاله ابن منظور في معنى كلمة"صدام"وأصلها،الذي عرّفه بأنه "دَاءٌ فِي رُؤُوسِ الدَّوَابِّ"(لسان العرب-حرف الصاد- ص د ا م).
عرب يتغافلون عن ملايين الشهداء،وملايين الشهداء الأحياء(حباً لوطنهم) من عراقيي المهاجر..
عرب يتناسون الحق ساعة ويذكرونه ساعة،ولـّوا أنفسهم قضاة على العراق وعدالته، وفيهم من هو أجهل من قاضي جبل،الذي قضى لخصم جاءه وحده، ثم نقض حكمه لما جاءه الخصم الآخر..والذي يصدق فيه وفيهم قول الشاعر:
قضى لمخاصمٍ يوماً فلمّـا أتاه خصمه نقض القضاء
دنا منك العدو وغبت عنه فقال بحكمه ما كان شاء



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن
- أمتعة المُخرِج
- !ألف دولار للقاضي الكردي
- !شعوبية عروبية
- الشاعر حيث أتى
- !أنصالح من يطالح؟
- أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة
- وكم ذا بمصر من المضحكات
- مصرع القاسم..المشترك
- منامات عربية
- قد أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - صدام ..حتى في الإعدام