أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ندى الهاشمي - صحة الانبار ... تحت المجهر














المزيد.....


صحة الانبار ... تحت المجهر


ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    


تعد صحة الإنسان من المعايير المهمة في رفاهية الشعوب والمجتمعات وهي من الاولويات التي تسعى لها اغلب دول العالم ولذلك فهي تحظى بالاهتمام المطلوب, فالصحة هي الثروة الحقيقية التي لا تقدر بثمن, وعندما نتحدث عن صحة الإنسان، فاننا نتحدث عن الشغل الشاغل الاول في حياة الناس وقد قال الامام الشافعي ( لا تَسْكُنَنَّ بَلَدًا لا يَكُونُ فِيهِ عَالِمٌ يُفْتِيكَ عَنْ دِينِكَ، وَلا طَبِيبٌ يُنْبِئُكَ عَنْ أَمْرِ بَدَنِكَ) وكما شاع بين الناس تلك النصيحة المعروفة ( أن المدينة التي ليس فيها مستشفى وطبيب حاذق فانها لا تصلح للعيش), وواحدة من الحقائق التي لا تقبل الجدال ان محافظة الانبار تعرضت لأبشع الظروف القاهرة اثناء سقوط مدنها بيد الجماعات الارهابية مما ادى الى تدمير البنى التحتية الصحية فيها بالكامل وفي مقدمتها تأتي المستشفيات والمراكز الصحية والتي لا يمكن للناس الاستغناء عنها, غير أن اللافت للنظر أن تلك البنى التحتية عادت مجددا وبشكل مميز وبخدمات أكبر وبخبرات وتخصصات اوسع واحدث وهو ما كان يشكل تحديا كبيرا لمسؤولي الصحة في الانبار الذين نجحوا في الاختبار الصعب واعادوا الامل لسكان المحافظة الكبيرة بعد محنة تهجير قاسية وقاهرة.
وانا الساعية لتوثيق انجازات المرأة في المجتمع فقد اصابتني الدهشة وشعرت بالفخر وانا ارى العدد الكبير من نسائنا في مختلف الكوادر الطبية المتوزعة في كل المؤوسسات الصحية في اكبر محافظة عراقية, وفي مدن مترامية الاطراف تبعد الواحدة عن الاخرى مئات الكيلومترات, فلو تسنى لك دخول أي مستشفى سواء في مستشفيات اقضية الرمادي او الفلوجة والقائم وهيت وحديثة وعنة ستجد هناك طبيبات وممرضات وكوادر صحية نسوية في مختلف التخصصات وهن يقمن بواجباتهن في صالات العمليات الجراحية, وردهات والولادة, والباطنية, واستشاريات العيون والاذن والجلدية والجملة العصبية وفي المختبرات ولم يتركن مجالا الا واقتحمنه, وهو ما يثير مزيجا من الشعور بالزهور والفرح في نفوسنا ويشير الى حجم التغير الكبير في تفكير المجتمع الذي كان حتى وقت قريب يعيب على المرأة العمل في المجال الطبي بل ويحرمه .
وقد قيل قديما أن المحن والاوقات الصعبة في حياة الشعوب والمجتمعات هي التي تخلق مجتمعات جديدة تتحلى بالتحدي والتطور وروح المثابرة وهذا بالضبط ما حصل في الانبار, فقبل محنة التهجير والنزوح التي تعرض لها اهالي الانبار لم تكن في الرمادي والفلوجة وباقي اقضية المحافظة مراكزا طبية تخصصية مما يدفع المرضى الى السفر الى مناطق اخرى من العراق طلبا للعلاج وسعيا وراء مركز طبي تخصصي, ولكن بعد التهجير تفطن الناس الى هذا النقص المهم في نوعية الخدمات الطبية وهو ما دفع مسؤولي الصحة الى السعي لتعويض النقص وبناء المراكز الطبية المطلوبة والتوسع في تقديم نوعية الخدمات ومع كل الصعوبات والتحديات والعراقيل فقد تحقق ذلك اذ تم افتتاح مركز غسل الكلى, ومركز المعجل الخطي لعلاج الاورام, في مدينة الرمادي, كما تم افتتاح مركز الجملة العصبية والمركز التخصصي لطب الاسنان ومركز الاطراف الصناعية في مدينة الفلوجة, كما شهدت مدينتا الرمادي والفلوجة افتتاح مركزين مهمين للقلب المفتوح والتداخل القسطاري خاصة بعد الزيادة الملحوظة في اعداد مرضى القلب في الانبار والتكاليف العالية التي تتطلب اجراء مثل هذه العمليات في المستشفيات والمراكز الخاصة وهو ما يثقل كاهل المواطن الذي يجد نفسه عاجزا عن توفير تكلفة تلك التداخلات.
والحقيقة أن الذي يزور مختلف اقضية ونواحي الانبار سيلاحظ ان هناك أما مستشفى جديد او مركز صحي في طور الانجاز او تم انجازه حديثا خاصة في المناطق البعيدة عن مركز المحافظة وهو يعكس العمل الضخم المنجز في المحافظة اعتمادا على حاجة الناس الملحة للخدمات الطبية.
وانني اذ اشير الى حجم الخدمات الصحية فأنني أشد على أيدي مسؤولي الصحة وننتظر المزيد من الانجازات والنجاحات ان شاء الله كما انني فخورة كل الفخر بالمرأة المكافحة في قطاع الصحة والتي التي شاركت الى جانب الرجل وقدمت اروع الامثلة في خدمة اهلها في المحافظة بعد التضحيات الجسيمة التي دأبت على تقديمها في كل المحن التي مرت بها البلاد على مر الدهور.



#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احفظ الميم يحفظك
- رجال من ورق
- بين مفهومي الحرية والتحرر
- قصة تحدي
- ( ابو الوردي ) النرجسي
- ستون عاما من الحياة
- الاسبوع الريادي في كلية الزراعة جامعة الانبار
- اليتيم ..بين الألم والامل
- انا ... وعزلتي
- الابتزاز ... الى اين؟
- نجاحات جامعة الانبار
- التحرش مرض خطير


المزيد.....




- بعد رفض استقبال المهاجرين المرحلين.. السفارة الأمريكية في كو ...
- تمديد ترتيبات اتفاق لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير ومفاوضات لع ...
- من أجل -العودة الكريمة- للمهاجرين.. كولومبيا تخصص طائرة رئاس ...
- -ليست سوى بداية-.. ترامب يفرض عقوبات على كولومبيا بعد خلاف ح ...
- عودة النازحين مشيا على الاقدام ستكون عبر شارع الرشيد الساعة ...
- عودة النازحين بالمركبات ستكون عبر طريق صلاح الدين الساعة 9:0 ...
- قطر تعلن عن تفاهم بشأن عودة النازحين بغزة صباح الإثنين، ومقت ...
- ترامب يهدد كولومبيا بعقوبات صارمة لرفضها استقبال المهاجرين.. ...
- إدارة ترامب تعمل على صياغة اتفاقية مع السلفادور لترحيل المها ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تعليمات جديدة بشأن عودة النازحين لشمال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ندى الهاشمي - صحة الانبار ... تحت المجهر