أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فاتن ناظر - نظرية الحصان الميت أو الفيل في الغرفة ........ عندما يصبح التمسك بالفشل منهجاً وعقيدة في إدارة الحياة














المزيد.....


نظرية الحصان الميت أو الفيل في الغرفة ........ عندما يصبح التمسك بالفشل منهجاً وعقيدة في إدارة الحياة


فاتن ناظر

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 08:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن نظرية الحصان الميت هي حكمة هندية قديمة انتشرت بقبيلة داكوتا مفاداها : " إذا امتطيت حصاناً ، واكتشفت أنه ميتاً ، فإن أفضل إستراتيجية هي النزول عنه فوراً " .وهذا يعني أن أفضل طريق عند ارتكاب الخطأ هو مواجهته سواء بالتغيير أو التصحيح .
إن نظرية الحصان الميت هي استراتيجية منهجية تتبعها أحياناً المؤسسات في إدارة شئون وتصريف أعمالها ، سواء من حيث حل المشكلات أو عدم اختيار الكفاءات أو إدارة الموارد . تتضمن تلك الإستراتيجية رفض فكرة الموت للحصان ، بل الذهاب إلى أبعد من ذلك من حيث إيقاظ ذلك الحصان وإعطائه مزيداً من السكر لإحتمالية شربه من ماء مالح ، أو تغيير الفارس الذي يمتطي الحصان فربما لا يجيد حُسن قيادته ، أو تغيير سرج ذلك الحصان الميت، أو تغيير نوع التبن الذي يتناوله الحصان ربما  يكون قد ملّ من ردائته ، أو شراء سوط جديد للحصان . بعد فشل كل تلك المحاولات علينا تهديد الحصان بخروجه من حلبة العمل ، وإذا لم يستجب علينا تشكيل لجنة بحث وفحص كبيرة جداً مُشكلة من فارس الحصان الذي لا يجيد قيادته وأيضاً من الأعضاء القائمين على كافة الإصلاحات السابقة ، وإذا لم تنجح تلك المحاولات علينا بحث وعرض تلك الأفكار على مؤسسات خارجية لمعرفة وأخذ رأيها في التعامل مع الخيول الميتة ، مع إتخاذ قرار بترقية  الحصان وتعيينه في منصب إستشاري لأخذ رأيه في القرارات المصيرية المماثلة .
إذا كانت تلك هي نظرية الحصان الميت،  فإن نظرية الفيل في الغرفة هي على النقيض تماماً ، إلا أنها تتضمن نفس النتيجة . حيث أنها تعني التغافل أو الإنكار التام لوجود فيل يملء الغرفة ، وتلك النظرية هي استراتيجية تتبع عند وجود مشكلة كبيرة واضحة ظاهرة بيّنة بيان الشمس في سماء النهار الساطع ، غافلين أن عظائم الأمور من بدايات صغائرها .
إن تلك الاستراتيجيات هي وسائل إدارية منهجية تُشكل وعي وعقيدة وفكر القائمين عليها ، يتعاملون بها ويطبّقونها في كافة مناحي العمل وعلى كافة الأصعدة ، ليس عن جهل أو قصور معرفي أو قلة إدارك ، وإنما عن خطة تنفيذية مُحكمة تضمن بقاء عروشهم مُشيدة ومناصبهم مقامة ، وولاء مرؤسيهم ، لأن الإستقرار والثبات وعدم التغيير يضمن الإستمرار وطول أمد تلك الإستراتيجيات المُتبعة .
وإذا قمنا بعملية إسقاط وطبّقنا تلك النظريات وبحثناها من حيث الطبيعة المجتمعية وعلم النفس البشري . نجد أن هناك الكثير من الأناس الذين يتصفون بالتنطع والكِبر والغرور في مواجهة المشكلات التي يواجهونها في حياتهم سواء على الصعيد المجتمعي أو العملي أو الأُسري. 
هناك الكثير من ينكر وجود حصان ميت أو فيل في غرفته ، ليس عن جهل أو ضعف مقدرة ، بل عن فقدان رغبة التغيير والإصلاح للأفضل . لقد فقد البعض منا متعة الإحساس بشغف الحياة ولذة معيشتها، أصبحوا كأنهم هائمين على وجوههم ، يسيرون مكبلين معصوبي العينين حول دائرة وطاحونة الحياة ، التي أداروها بأنفسهم بشكل سئ من أجل طحنهم ، إلا أنهم أصبحوا طحناً بلا طحين ، فقد تحولوا إلى عمل بلا إنتاج ، حاضر بلا مستقبل، واقع بلا ذكرى ، وعلى الرغم من ذلك يحيون حياتهم بلا ضَجَر أو سُخط أو تأفف ، بل واهمين أنفسهم بالرضا والقناعة خوفاً من رياح التغيير ، متخذين من عدم تَحمّلهم لعقبات هباتها تبريراً لهم على عدم المضي قُدماً نحو الأجدى والأفضل . 
إن الكاتب الشهير ديستوفيسكي يقول بشأن ذلك : " إذا ركبت القطار الخطأ ، حاول أن تترجل منه مسرعاً بالنزول ، لأنه كلما زادت المسافة زادت تكلفة العودة والرجوع " .

وأخيراً ......
خُلقت مُكرم بحِس الفؤاد ولُب العقل
أبالجهالة ترتضي
فإذا كنت قد ازدريت العُلا ولا ترغب بديلاً بالأمل
فعليك ألا تقنع نفسك باليأس والتفكير بالتمني



#فاتن_ناظر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد الرأي! ..... غَيَلان الدمشقي
- موعد القيامة والبعث ! ........ في السادس عشر من ذي الحجة
- ولاية المرأة ...... ملكة سبأ نموذجاً
- وثنيّة الأفكار الجائرة ضد المرأة.......
- حواء أسكنها ربها الجنة وأدم أخرجها منها ........
- ثورة النساء ضد قانون أوبيا.........
- بديهيات مرفوضة...........
- الإله ..... أُنثى !
- وللرجال عليهن درجة..... تشريف أم تكليف؟!
- رُجُولة النساء .....
- أُنثى وافتخر ..........
- تأمُّلات ............
- قراءة في كتاب الفلسفة طريقة حياة......... للكاتب بيير هادو
- ما أحوجنا اليوم إلى مصباح ديوجين !...........
- رؤى ..............
- متاهة الحياة


المزيد.....




- رئيس كولومبيا يعلن فرض رسوم بنسبة 25% على الصادرات الأمريكية ...
- توقعات بارتفاع أسعار القهوة نتيجة الحرب التجارية بين الولايا ...
- السعودية وإيطاليا.. توقيع اتفاقية مهمة للشراكة الاستراتيجية ...
- شولتس يشيد بخطط ترامب لزيادة إنتاج النفط والغاز بأميركا
- المنطقة الحرة السورية الأردنية تستأنف عملها الاثنين لزيادة ح ...
- الرئيس الجزائري: مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تف ...
- ميلوني: وقعنا اتفاقيات مع السعودية بقيمة 10 مليارات دولار
- كركوك على صفيح ساخن بعد قانون -إعادة العقارات- وتحذيرات من - ...
- رويترز: اتفاقيات بين السعودية وإيطاليا بـ10 مليارات دولار
- وزير الخارجية الإيراني في زيارة لأفغانستان: علاقتنا الاقتصاد ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فاتن ناظر - نظرية الحصان الميت أو الفيل في الغرفة ........ عندما يصبح التمسك بالفشل منهجاً وعقيدة في إدارة الحياة