أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ














المزيد.....


الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 00:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


الكثير من التساؤلات أثارتها تداعيات حرب الابادة التي طالت الارض والعرض والانسان في غزة، عن مدى قدرة الأعلام العربي على مواكبة التحديات المفصلية التي تواجه الأمة في صميم أمنها وكرامتها ومتبنياتها العقائدية، فمع توالي فصول المأساة الفلسطينية التي تمددت على كامل مساحة المنطقة ، وشملت بلدان ومناطق أخرى ، نجد الأعلام العربي المعلوف بسخاء، يقف في منطقة رمادية قلقة ما بين الفشل والتواطؤ،عاجزًا، مرتبكًا، غريبا عن قضاياه، بعيدا عن نبض شعبه.. تائها عن القضية التي تشكّل جوهر الصراع وعنوان الشرف والكرامة العربية.
فلسطين، جرح الأمة المستدام، في الخطاب الإعلامي العربي لم تعد الا مادةً هامشية تُطرح على استحياء في زحمة القضايا اليومية. وحين تذكر، يكون ذلك في إطارٍ تقليدي، خالٍ من العمق والتحليل الذي يليق بتعقيداتها وتاريخها، ولم تعد معاناة شعبها تُلهم الأقلام وتُحرّك الضمائر. بل أصبح الحديث عنها مُقيّدًا بمصالح الأنظمة، يُعرض في مساحاتٍ ضيقة، ويُقدَّم في سياقاتٍ تُفرغها من قوتها، وكأنها ذكرى عابرة تُستدعى فقط عندما تقتضي مصلحة النظام ذلك. يُرفع شعارها في المحافل الرسمية لتلميع الصورة، ويُطوى ملفها في الخفاء، حيث لا مكان لها في أولويات إعلامٍ مُسيّرتحوّل إلى وسيلةٍ لتبرير الصمت والتخاذل، متجاهلًا معاناة شعبٍ يُقتل ويُهجر يوميًا.
ولم يمكننا أن نعد هذا الفشل محض صدفة، بل نتيجةُ سياساتٍ مُمنهجة، تقودها دوائر ومؤسسات أنظمةٌ قمعية مرتهنة الولاء للخارج ترى في الإعلام سلاحًا لتثبيت سلطانها، منبرًا لتمجيد الحاكم ورموزه وأداةً لتلميع صورته، بينما تُطارد كل من يجرؤ على تذكير الأمة بقضيتها الأولى.. فهي تستشعر الخطر في الكلمة الحرة واختارت أن تُخمد صوت فلسطين، خشية أن يُوقظ في الشعوب روح المقاومة.
وقد يكون هذا المعطى هو السبب الرئيس لتكبيل الاعلام العربي وافقاده القدرة على تقديم القضية الفلسطينية بصورة تلامس وجدان الشعوب العالمية، والعجز عن إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم بلغةٍ يفهمها الآخرون، ويؤثر بها في قلوبهم وعقولهم. بل تحول في كثير من الأحيان مجرد صدى لما يُمليه الإعلام الغربي، يتبنى رواياته ويعيد إنتاجها، حتى لو كانت على حساب الحقيقة.. ففي تغطيته للقضية الفلسطينية، نرى الإعلام العربي يُحاكي المصطلحات والمفردات التي يفرضها الإعلام الغربي، مثل وصف المقاومة بـ"الإرهاب"، أو تصوير الصراع وكأنه نزاع بين طرفين متكافئين، أو تصفير التاريخ ما قبل احداث "7 أكتوبر"متجاهلًا واقع الاحتلال وقهر الشعب الفلسطيني.
إن إصلاح هذا الواقع يتطلب ثورة حقيقية في الإعلام العربي، تبدأ بتحرره من التبعية للإعلام الغربي، وتمر بإعادة صياغة الخطاب الإعلامي بما يتناسب مع متطلبات العصر. على الإعلام العربي أن يكون صوتًا قويًا، يروي للعالم حقيقة ما يجري في فلسطين، مستخدمًا لغةً عالمية تُخاطب وجدان الشعوب، وتُحرج الحكومات.
لا بد من الاستثمار في الطاقات الشبابية، وإطلاق مبادرات إعلامية تُركز على الإبداع والابتكار، لتقديم الرواية الفلسطينية بأسلوبٍ حديث ومؤثر. كما يجب أن يتحلى الإعلام العربي بالجرأة في مواجهة الضغوط السياسية، ليكون منبرًا حرًا يدافع عن الحق الفلسطيني دون خوف أو تردد.. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد صراعٍ بين شعبٍ محتل وقوى احتلال، بل هي اختبارٌ حقيقي لضمير الأمة العربية. والإعلام، باعتباره سلاحًا لا يقل أهمية عن البنادق، يجب أن يكون في طليعة المدافعين عن هذا الحق.
إن معركة الإعلام ليست مجرد صراع على الكلمة، بل هي نضالٌ من أجل حرية أمة بأكملها. فحين يتحرر الإعلام من قبضة القمع، سيعود ليكون منبرًا للحقيقة، وسلاحًا يُدافع عن شعوبنا المستباحة، وعن كل قضايا العدالة والحرية التي تستحق أن تُروى للعالم.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع السرديات.. معركة وجود
- كتب بلا صور
- الديكتاتورية الخوارزمية
- مقدمات جديدة..لتاريخ قديم
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان


المزيد.....




- نوع حليب يؤخر سن اليأس عند المرأة
- أمريكا تفتقر إلى أدوات الضغط على روسيا
- لماذا تحايل ترامب على القانون لإنقاذ تيك توك؟
- ملك البحرين يبحث مع ترامب هاتفيا أهمية العمل لضمان الأمن بال ...
- الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائ ...
- البرهان يزور مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بعد استعادت ...
- اليمن: مطار الريان يطلق أول رحلة مباشرة إلى القاهرة بعد توقف ...
- وزير الدفاع الأميركي: ملتزمون بحصول إسرائيل على القدرات العس ...
- ‎حماس تسلم الوسطاء قائمة -رهائن المرحلة الأولى-
- من داخل التحقيقات.. معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ