أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناجي عقراوي - يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق














المزيد.....


يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 540 - 2003 / 7 / 11 - 14:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل حوالي شهرين وزعت وكالة أنباء الكلدانية ، بيانا صادرا عن أساقفة الكلدان في أمريكا ، يقدمون فيه رؤية أساسية لدور و مكانة الكلدان في العراق ، مع إحصائية عن النسبة المئوية  لأطياف المكونة للشعب العراقي ، حيث يذكر البيان هذه النسب على الشكل التالي :
العرب 70 %  و الكورد  20 % و الكلدان 3،5 %  ( أي بحدود 650,000 نسمة )  و السريان 1 %  والتركمان 2,5 %  و الآشوريون 0,5 %  ( نصف بالمائة ) و بقية
( الأقليات ) الطوائف 2,5 %  ، أذن حسب هذه النسب يصبح الكلدان ثالث اكبر تجمع قومي في العراق ، لا سيما أن تقديرات الكنيسة الكلدانية هي اقرب إلى الصواب عن نسبة الكلدان إلى الشعب العراقي ، لأن الكنيسة تحتفظ بسجلات الولادات و الوفيات لمنتسبيها .
إن لغة الأرقام رغم جمودها تعطي أحيانا مؤشرات عن موازين القوى في المجتمعات  ، و أخوتنا الكلدان باعتبارهم  ثالث قومية ،  يجب تفعيل حقوقهم القومية ، كي  يتناسب مع مكانتهم في تأريخ العراق  و المنطقة ، وكذلك لدورهم المتميز  في تنمية الحياة  العراقية في كافة المجالات ،  ليلعبوا دورهم الفعال اكثر في مستقبل العراق ، و خاصة في النواحي السياسية و الثقافية و الاقتصادية .
من المعروف تاريخيا بأن الكلدان هم من الشعوب السامية ، التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى العراق منذ قرون سحيقة ، و تذكر مصادر بعض المستشرقين بأن كلمة كلدو مشتقة من الكلمة السامية  كسدو ( المنتصر ) ، و يقول آخرون بأن لقب كلدو كان يطلق على الكهان المشهورين بالعلم و المعرفة ، و قسم آخر يرجعها إلى كسد ابن أخ إبراهيم الخليل ، لأن حرف السين عند الساميين كان يتحول أحيانا إلى حرف اللام ، ( أنظر إلى – من نحن – لمؤلفه الدكتور بيرة سرمس ) ، و أنبياء اليهود ذكروا الكلدانيين ، أمثال عزرا و أشعيا و دانيال ( سفر دانيال – الإصحاح الأول – 4 و إصحاح الثالث – 8 ) ، و كذلك ذكرهم المؤرخ اليوناني هيروديت و غيره ، و كان الإله القومي عند البابليين هو مردوخ ، و اعتنق الكلدان الدين المسيحي في بدايات ظهور هذا الدين ، و كان أول المبشرين للمسيحية في بلاد الرافدين هو القديس توما و الرسول بطرس ( تسلم عليكم الكنيسة المختارة في بابل )
( بطرس 5- 13 ) لذا تعتبر الكنيسة الكلدانية من اقدم و اعرق الكنائس الشرقية .
يقول التاريخ بان الكلدان بصورة عامة كانوا مرهفي الإحساس  يميلون إلى الطيبة و روح المسامحة و المسالمة ، و لهم أيادي بيضاء في البحث  و التنقيب في جميع فروع العلوم كالفلك و الفلسفة و المعرفة ( أنظر نفس المصدر ) ، حتى أصبحت اللغة البابلية الأولى في التداول ، و الأخيرة في الانقراض بعد سقوط نينوى بفترة طويلة ، حتى أن الأخمينيين  و غيرهم من الشعوب الإيرانية تأثروا باللغة البابلية لكونها لغة العلوم ، و لم يفرضوا لغتهم على الشعوب الأخرى ، كما فعله الآراميون حيث فرضوا لغتهم الأسهل على الآشوريين مع أبجديتهم  أبان سلالة الملك سركون ، و مع هذا كان الكهنة و الطبقات العليا من المجتمع الآشوري يتكلمون اللغة البابلية الكلدانية ، رغم اختلاف اسم الاههم الذي كان  آشور و ليس مردوخ .
بما أن الشارع العراقي يشهد حاليا تحركات سياسية و نشاطات فكرية لأحياء المجتمع المدني و مؤسساته ، يجب التفكير بصوت عالي ليعبر كل العراقيين عن تطلعاتهم ، و أن يعمل الجميع معا للدفاع  عن هذه التطلعات  الإنسانية و الاجتماعية و السياسية ، لتفعيل الثقافات و الأفكار في المجتمع العراقي ، و لترسخ الديمقراطية و الحريات العامة في عراق الغد ، و إقصاء الذين يحدقون للآخرين عبر نظرتهم العنصرية ، و يستغلون الفرص بالنفخ تحت الرماد .
نؤمن بأن مسيرة العراقيين مكتظة بالعراقيل و المحبطات ، و أن الواقع لا يتجاوب دائما مع طموحات الإنسان ، إلا إننا نستطيع بالإرادة و التصميم تحديد الأهداف المطلوبة تحقيقها ، و التفاعل مع المعايير التي تحقق تفعيل الحقوق .
هنا يجب أن نقرأ الإحصائية التي نشرتها وكالة الأنباء الكلدانية قراءة  عراقية وطنية ، و ليست قراءة مفتعلة ، لأن الحس الوطني ليست صناعة تصنع بالأفكار الزاعقة أو بالأصوات الصاخبة ، بل هو صحوة ضمير تتجلى في الممارسة ، فالمواطن الحقيقي لا يرتاح ضميره إذا كان شريكه في الوطن مهضوم الحقوق ، يكون من العقل أن نستخلص الدروس و العبر من ما جرى في عهد الديكتاتور البائد و ما قبله ، إن المقابر الجماعية و الأنفالات و الكيماويات و الزنزانات و الحروب العبثية وهدر الاقتصاد الوطني و قطع الآذان و الألسن و الرقاب والتهجير و التبعيث وغيرها من المظالم ، هي وجعنا الكبير الذي يشدنا إلى أرضنا و إلى أبناء وطننا ، و الإصرار على الديمقراطية و الحريات و الحرص على  استقرار بلدنا ، لأنه ليس من العدل بشيء أن نطالب المواطن المهضوم حقوقه ، بأن يكون مواطنا مستسلما للأخ الكبير ليثبت مواطنيته ، فلا بد من إرساء أسس صالحة لترسيخ دعائم جميع أطياف الشعب العراقي ، لا على أساس حرية العبادة فقط ، بل على أسس المشاركة و المواطنة و المساواة للجميع ، آخذين بالمفيد من تجليات العصر و أساليبه في إحقاق حقوق العراقيين كافة ، و منهم حقوق أخوتنا الكلدان باعتبارهم كثالث أكبر قومية في العراق .  
 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد ليسوا ضيوفا في العراق بل شركاء في الوطن
- سندفن أطماع الطورانيين و أيتامهم في مزبلة التاريخ
- بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب
- في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات ...
- سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناجي عقراوي - يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق