أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محفوظ بجاوي - حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي














المزيد.....


حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 10:13
المحور: سيرة ذاتية
    


اليوم، وأنا في هذا العمر الذي أراه مليئًا بالنضج والتأمل، أجد نفسي أمام شعور لا يمكن وصفه بسهولة، حب لا يشبه أي حب آخر عشته من قبل. إنه الحب الذي يربطني بأحفادي، ذلك الرابط العاطفي العميق الذي يتجاوز الكلمات ويمتد ليصل إلى أعماق الروح.
حين أنظر إلى أحفادي، أشعر بسيل من المشاعر المتدفقة التي تتفوق على أي شيء شعرت به من قبل، حتى مقارنة بالحب الذي كنت أكنّه لأبنائي. ليس لأن حبي لأبنائي كان أقل، بل لأن هذا الحب للأحفاد يأتي من مكان مختلف تمامًا، مكان أكثر هدوءًا ونضجًا وصفاءً.

الشوق الذي لا يهدأ
مع كل لحظة تمر وأنا بعيد عن أحفادي، أجد نفسي مشدودًا إليهم كما لو أن وجودهم يكمل شيئًا داخليًا. الشوق لهم ليس مجرد شعور، بل هو حاجة نفسية، كأن روحي تستريح في قربهم. أراقبهم يلعبون، يضحكون، أو حتى يبكون، وأشعر بأنهم يعيدون الحياة إلى روحي بطرق لم أكن أدركها من قبل.
حب بلا شروط
ما يميز حبي لهم أنه حبٌ نقيٌ، خالٍ من الشروط أو التوقعات. لا أهتم بما يفعلونه أو ما يحققونه، أحبهم فقط لأنهم هم. هذا الحب يمنحني طاقة لا يمكن وصفها، يجعلني أكثر تسامحًا وقبولًا، حتى في أوقات الأخطاء أو المشاغبة.

أتذكر عندما كنت أبًا لأبنائي، كنت أضع عليهم أحيانًا توقعات كبيرة، ربما لأنني كنت شابًا مشغولًا بتأمين مستقبلهم، أو لأنني كنت أعتقد أن النجاح في الحياة يتطلب انضباطًا صارمًا. أما الآن، مع أحفادي، لا أشعر بهذا العبء. أنا هنا فقط لأحبهم، وأمنحهم كل ما أملك من عاطفة ووقت.
هدية العمر
أحفادي ليسوا فقط أطفالًا بالنسبة لي، بل هم هدية العمر، كأن الحياة تعوضني عن سنواتٍ مضت كنت فيها مشغولًا أو غارقًا في المسؤوليات. أشعر أنهم يعيدون لي الشباب الذي فقدته، يمنحونني فرصة للعيش مجددًا من خلال أعينهم البريئة وأرواحهم النقية.
رؤية أبنائي في صورة أحفادي
أحيانًا، عندما أنظر إلى أحفادي، أرى فيهم صورة أبنائي عندما كانوا أطفالًا. أستعيد ذكريات الماضي، وأعيش لحظات كنت أظنها انتهت إلى الأبد. ربما لهذا السبب أشعر بحب مضاعف تجاههم؛ فهم ليسوا فقط أحفادي، بل هم امتداد لأبنائي، وأحيانًا أرى فيهم فرصة لتصحيح ما لم أتمكن من تحقيقه أو فعله مع أبنائي في الماضي.
لماذا هذا الحب مختلف؟
ربما السبب في هذا الحب العميق هو أنني اليوم أكثر وعيًا بقيمة الوقت. أدرك أن الحياة قصيرة، وأن اللحظات التي أقضيها مع أحفادي لا تقدر بثمن. أنا لست مضطرًا اليوم لمواجهة نفس الضغوط التي واجهتها كأب شاب؛ لدي حرية أكبر لأكون قريبًا منهم، لأحبهم، ولأستمتع بكل لحظة معهم.
لا غضب، فقط حب
الفرق الأوضح بين علاقتي مع أبنائي في الماضي وأحفادي الآن هو أنني اليوم لا أغضب أبدًا. مهما فعلوا، أجد نفسي أضحك بدلاً من الغضب. ربما لأنني أرى أفعالهم بعين أكثر هدوءًا وتسامحًا. أنا أدرك أن الأخطاء جزء من النمو، وأن هذه اللحظات العفوية التي تجمعنا هي ما ستبقى في ذاكرتي وذاكرتهم للأبد.
الحب الذي يعيد الحياة
الحب الذي أشعر به تجاه أحفادي هو حب يعيد الحياة. كلما كنت معهم، أشعر بطاقة متجددة، وكأن وجودهم يملأني بالشباب والسعادة. إنهم نور عيني، وسروري، وسبب من أسباب بهجة أيامي.

الخاتمة: رسالة حب إلى أحفادي

إلى أحفادي الأعزاء،
أنتم أعظم هدية منحني الله إياها. بكم أشعر أن الحياة جميلة ومليئة بالمعاني. حبكم ليس مجرد شعور؛ إنه نعمة تغمر قلبي بالسكينة والسعادة. أتمنى أن تعلموا دائمًا كم أحبكم، وكم أنتم السبب وراء كل بسمة ترتسم على وجهي.

أنتم النور الذي يضيء أيامي، والفرحة التي تعيد لي شبابي. عندما أراكم، أشعر أن قلبي ينبض بالحياة. لا شيء يسعدني أكثر من رؤيتكم تكبرون، وتتعلمون، وتحققون أحلامكم. سأكون دائمًا هنا لدعمكم، ولإسعادكم، ولأحكي لكم قصص الحياة التي قد تفيدكم في دروبكم.

أنتم أمل المستقبل وامتداد الماضي. بضحكتكم، أشعر أن العالم مليء بالأمل، وببراءتكم أتعلم معنى الصفاء الحقيقي. أعانقكم في كل حلم، وأحبكم في كل لحظة.
أحبكم أكثر مما أستطيع أن أصفه بالكلمات، وأعدكم أن أكون دائمًا الجد الذي يحميكم، ويرعاكم، ويحبكم حبًا لا نهاية له. أنتم زهور حياتي، وأمنيتي الوحيدة أن أراكم دائمًا سعداء وناجحين.
محبكم إلى الأبد
جدكم الذي يقدركم حبًا لا ينتهي ولا
يتوقف.
جدكم الذي يفيض قلبه بحب لا يعد ولا
يحصى لكم.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع
- رسالة محبة وتعايش : لماذا أهنئ إخواني المسيحيين بعيد الميلاد
- الوطن والمواطنة : حب الأرض وصناعة المستقبل
- الحرية الفردية : رحلة الإنسان نحو تحقيق ذاته
- عيد الميلاد المجيد : احتفاء بالسلام والمحبة التي تجمع البشري ...
- شعوب عالقة بين التقاليد والتقدم : كيف يحاصرنا التمسك بالماضي ...
- أجيال معلقة بين الوهم والواقع : كيف نكسر دائرة الجهل ونواجه ...


المزيد.....




- ترامب يوضح موقفه بشأن إمكانية فرض عقوبات على روسيا
- إسرائيل: من هو المغربي الذي قام بعملية طعن في تل أبيب؟
- الضفة الغربية... تطورات عملية -الجدار الحديدي- في جنين لليوم ...
- وجه -رجل التنين-.. إعادة بناء مذهلة لوجه أحد أسلاف البشر
- استطلاع: الأمريكيون يرصدون انقسام المجتمع في حكم بايدن
- ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والصين
- شاب يعلن العثور على -جعبة السنوار- في موقع مقتله (فيديو)
- طفل صيني يلقى حتفه بحادث مأساوي بعد رميه مفرقعة في مجاري الص ...
- روسيا وأوزبكستان توقعان برنامج تعاون وشراكة استراتيجية في ال ...
- وفاة صاحب -الوردة- المصرية ونعوته تحتل 5 صفحات لجريدة كبرى


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محفوظ بجاوي - حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي