أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن والمضواء ١















المزيد.....


القرآن والمضواء ١


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 08:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن والمضواء ١
صدرت لي السنة الماضية الطبعة الأولى من (المضواء)، وهو عبارة عن نص بديل لنص القرآن، يعتمد تنزيه الله، وينسجم مع العقل والعلم والمبادئ الإنسانية، ومع عدل الله ورحمته وحكمته وجلاله وجماله، ولا يضع الإيمان وعدم الإيمان في ميزان الجزاء، لكني وللأسف وجدتني قد استعجلت في نشر الطبعة الأولى، إذ وجدت ما يجب تنقيحه وما يجب إكماله، لذا كتبت في الصفحة الأولى من (القرآن والمضواء) الذي لم أفرغ من مراجعته بعد، إلى مستلمي الطبعة الأولى من (المضواء)، راجيا منهم اعتبار تلك الطبعة منسوخة، نسخها (القرآن والمضواء) هذا، وما سيتبعه من طبعة ثانية مصححة ومزيدة من (المضواء) نفسه. فإذا كان (القرآن)، الذي يفترض به أنه منزل من الله، قد جعل الله فيه - حسب عقيدة أكثر المسلمين - ناسخا ومنسوخا، فالأولى بـ(المضواء) أن يكون له ناسخ ومنسوخ، لأن ما يأتي من إنسان، يستحيل أن يبلغ الكمال، ففوق كل كامل كمالا نسبيا ما هو أكمل منه، ولا كمال مطلق إلا للمطلق الذي لا مطلق إلا هو تألقت آيات جماله. ثم جعلت إهداء (القرآن والمضواء) بالعبارات الآتية:
إلى العاقلات والعاقلين
والطيبات والطيبين
من المسلمات والمسلمين
والبهائيات والبهائيين
والزرادشتيات والزرادشتيين
والمندائيات والمندائيين
والمسيحيات والمسيحيين
واللاأدريات واللأدريين
والملحدات والملحدين
والمؤمنات اللادينيات والمؤمنين اللادينيين.
وبالنسبة للمسلمات والمسلمين، فأقول احتملوا ولو من قبيل فرض ما هو محال عندكم؛ اعتبروا هذا الفرض، ولو نظريا ليس بمحال، أو احتملوا أن الوحي نزل مضمونا، وكانت صياغته بشرية، أو احتملوا، كما إنه حُرِّفَت التوراة وحُرِّفَ الإنجيل، حسبما أنبأكم به دينكم، إن ما حدث لهما حدث مثله لقرآنكم، على يد الجامعين الأوائل، أو المنقحين من بعدهم من أمويين وعباسيين، كما يذهب إليه عدد من الباحثين.
ثم أسميت مقدمة الكتاب بـ (افتتاح الضوء) جاء فيه:
باسم الله وله الحمد بأتم محامده، وله الشكر على حسن توفيقه، إن كان المشروع قد خرج موفقا لما فيه نفع للناس ورضاه، معتذرا إليه وإلى القارئ/ـئة عما فيه من نقص.
فتح هذا الملف في الثلث الأخير من شهر تموز ٢٠١٧. وإنه يمثل محاولة لمقابلة نصوص القرآن التي يعتقد المسلمون - مع الاحترام لقناعتهم - بإلهيتها، بنصوص تمثل اجتهادا بشريا مني، لما يمكن أن يكون الأقرب إلى مراد الله فيما هو المضمون وبما يتواءم مع مفاهيم العصر ومثل العدالة والحقائق العلمية، مقابل ما يمكن أن يفهم منه تعارضا مع أي من ذلك حسب ظاهر النص، حسب اللاهوت المعتمد من قبلي منذ خريف ٢٠٠٧، والذي أسميته (لاهوت التنزيه). فالنص المقابل (المضواء) يمكن أن يصح أيضا عند الذين يؤمنون أن القرآن وحي من الله، إذا افترضوا أنه تفسير عصري له، كما يمكن أن يصح عند المؤمنين اللادينيين، الذين يؤمنون بالله ويعتقدون أو يحتملون أن القرآن وغيره، مما يسمى بالكتب المقدسة، هي كلها نتاج بشري، لها ما لها وعليها ما عليها، بل قد يصح عند الكثير من الملحدين واللاأدريين، ذلك من قبيل افتراض وجود الله الذي هم يؤمنون بعدمه، أَو لا يؤمنون بوجوده، أَو هم غير حاسمين قناعتهم بوجوده من عدمه.
النصوص التي تقابل نصوص القرآن تعتمد تنزيه الله مما لا يليق بجماله وجلاله وحكمته وعدله ورحمته ولو من زاوية فهم بشرية لا تدعي لنفسها امتلاك الحقيقة المطلقة أو النهائية، أما من الناحية الإنسانية، فيعتمد النص الفهم الليبرالي للحريات وحقوق الإنسان والمساواة.
كما يرد في القرآن الذي يتنقّل أحيانا كثيرة - فيما يتعلق الأمر بذكر الله تألقت آيات جماله - بين ثلاثة ضمائر (هو - أنا - نحن)، ذلك أحيانا في نفس الآية، أو في آيات متتاليات حتى لو كانت ذات وحدة موضوعية بينها، وبعضها يكمل الآخر في نص مرسل، وإن كان متوزعا في عدة آيات، ذلك في كثير من الحالات في القرآن. ولا أشير إلى الضمير الثاني (أنت)، فمن الطبيعي أن يستخدم، سواء في القرآن أو في المضواء، على سبيل الدعاء. ولا يستبعد إن ما يبدو أن فيه شيئا من الإرباك في النص القرآني إن كان في التنقل بين هذه الضمائر، أو في أمور أخرى، كالتنقل في المواضيع بدون مناسبة واضحة؛ أن يكون كل ذلك قد حصل أثناء جمع القرآن.
وجُعِلَ النص الأصلي للقرآن تارة أطول من المقابل له بسبب حذف مقاطع منه، وتارة أقصر منه، بل أقصر بكثير، ذلك عندما يكون نص المضواء أطول من نص القرآن، فبسبب ضرورة التفصيل أكثر أحيانا في النص المقابل، لتلافي التأويل إلى غير المعنى المراد من (المضواء)، وذلك بما يشبه أي هذا التفصيل ما هو تفسير للنص، حتى لو حصل تكرار فيه في مواقع أخرى، كي يُفهَم النص على ما أريد له، حتى لو واجهه المتلقي مستقطعا من عموم المضواء، كي لا يكون محتاجا لفهمه كما أريد له، إلى البحث عما يفسره في عموم (المضواء).
ولأني لم أشأ أن أربك صفحات هذا المشروع بالهوامش، أحب أن أبين هنا في المقدمة بعض الاستعمالات التي اعتمدتها. وأبدأ ببسملة (المضواء)، والتي جعلتها «بِاسمِ اللهِ العادِلِ الرَّحيمِ»، في مقابل بسملة القرآن «بِاسمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيمِ» ذلك بعد التفكير بتسع خيارات، وبعد تكرار تغيير بسملة (المضواء)، واستشارة بعض القريبات والقريبين مني، وقع الاختيار على الخيار التاسع، لقصر العبارة وأدائها الغرض المنشود. ومع أني أعتبر البسملة القرآنية جميلة، لكني رأيت أن أختار للمضواء غيرها، ليس من أجل الاختلاف والمغايرة فقط، بل لأني إلى جانب كوني أكدت في بسملتي على رحمة الله، كما في البسملة القرآنية، لكن أكدت أيضا على العدل لما في الكثير من آيات القرآن ما ينقض ظاهر النص العدل الإلهي، حسب لاهوتي، ولأني أسمي لاهوتي هذا بـ(لاهوت التنزيه)، إذ أعتبر التنزيه، لا التوحيد، هو الأصل الأول لهذا اللاهوت، وأما التوحيد بجانبيه التفرُّد أي اللاتعدُّد، والتوحُّد أي البساطة واللاتركُّب واللاتجزُّؤ، فما هو إلا فرع للتنزيه. ولم أختر (ثنائية الصفة الإلهية) «العادل الرحيم» التزاما بتقليد القرآن، إذ كان من الممكن أن أختار عبارة «بِاسمِ اللهِ الرَّحيمِ» أو «بِاسمِ اللهِ العادِلِ» فقط، ولكن لوجوب التأكيد على العدل الإلهي. وهنا يجدر أن أبين أني أختلف مع القول الشائع إن «رحمة الله أوسع من عدله»، لأني أرى الرحمة من لوازم العدل، فيما يتعلق بالعلاقة بين الله وخلقه، فقول «الرحمة أوسع من العدل» تصح لعالم الإنسان، وعلاقة الإنسان بالإنسان، لا لعلاقة الله بخلقه. وكم كنت أتمنى او أن العرب اختاروا صيغة مبالغة لاسم الفاعل (عادل) على وزن (فعيل) أو (فعول)، وليس على وزن (فَعْل) بقول (عَدْل) مطابقا للمصدر، لذا فضلت استخدام اسم الفاعل دون صيغة مبالغة له كما في (رحيم).
ولا بد لي أن أسجل ملاحظة مهمة، فإني وأنا أقوم بالمراجعة الأخيرة، وجدت أن أقر بأني لو راجعت (المضواء)، أي المقابل النوعي للقرآن، مئة مرة، لوجدت ما يجب تعديله أو إضافته، وبالتالي فربما (القرآن) نفسه إذا افترضنا بشريته، لو روجع ألف مرة، لوجد من يجد منا ما يجب تعديله أو إضافته أو حذفه، فالبشر يصيبون ويخطئون. ولأني لم أحص عدد مرات المراجعة، فلا أستبعد أنه بلغ المئة مرة، خاصة وإني بدأت الاشتغال عليه منذ ٢٠١٧، ولو مع انقطاع لفترات طويلة، انشغلت فيها بمشاريع تأليف أخرى، صدر الكثير منها بتوفيق الذي أؤمن به تنزه وتعالى.
أما عندما يروي لنا القرآن قصصا عن أشخاص معينين، سواء كانوا رسلا وأنبياء، أو كانوا طغاة أو معاندين، أو غيرهم، فهنا اعتمد (المضواء) تناول تلك المواضيع بما فيها من عبر، على نحو المفاهيم المجردة، وليس بذكر مصاديقها حسب القرآن، فيما تعني بها أشخاصا محددين وحوادث معينة حقيقية أو مفترضة.
الكلام عن الله في النصوص المقابلة لمثيلاتها من القرآن، يجري فقط بالضمير الثالث، لتجنب الإيحاء بادعاء أنها موحاة من الله، من خلال استخدام ضمير المتكلم. ولو كنت قد استخدمت الضمير الأول لجعلته حصرا بالمفرد (أنا)، وليس بالجمع (نحن)، كما يرد كثيرا في القرآن.
وقبل أن أختم المقدمة ارتأيت إدراج آيات التحدي بالإتيان بمثل القرآن.
وَإِن كُنتُم في رَيبٍ مِّما نَزَّلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسورَةٍ مِّن مِّثلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم مِّن دونِ اللهِ إِن كُنتُم صادِقينَ ﴿٢٣﴾ وَإِن لَّم تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتي وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدَّت لِلكافِرينَ ﴿٢٤﴾ سورة البقرة
أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِّثلِهِ مُفتَرَياتٍ وَادعوا مَنِ استَطَعتُم مِّن دونِ اللهِ إِن كُنتُم صادِقينَ ﴿١٣﴾ فَإِن لَّم يَستَجيبوا لَكُم فَاعلَموا أَنَّما أُنزِلِ بِعِلمِ اللهِ وَأَلّا إِلـاـهَ إِلّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُّسلِمونَ ﴿١٤﴾ سورة هود
قُل لَّإِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَّأتوا بِمِثلِ هٰذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا ﴿٨٨﴾ سورة الإسراء
وقد أتيت بمئة وأربع عشرة سورة، ولن تمسني بسببها نار وقودها الناس والحجارة، ولم أفترها على الله، إذ لم أقل أوحيت إلي، ولم أحتج أن أدعو من استطعت من دون الله، ولم أجمع معي أيا من الإنس، وليس هناك من جن، أجمعهم، ليكونوا لي ظهيرا.
في الكتاب سيجد القارئ النص (القرآني) على اليمين، وفي مقابله على اليسار النص (المضوائي)، كمقابل نوعي، أو مقابل عصري للقرآن. وبما إن اعتماد هذا الإخراج غير متيسر، عندما تنشر حلقات هذا الكتاب كسلسلة مقالات، سأدرج في كل مرة النص القرآني، وبعد النص المضوائي البديل.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرك في الأديانِ التوحيدية
- بين أزمة الحرب وأزمة العقل الشرقي
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٤
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٣
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٢
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ١
- لماذا كتابي (القرآن والمضواء)؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦١
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٧
- عندما تدخل الدين
- قوانين الحثالة السياسية
- سيد عقلاء قريش وإسلامه تحت حد السيف
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 166
- رؤية في أحداث غزة وعموم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٥
- الطاقة الذكية الأزلية بين العلم والفلسفة 4/4
- الطاقة الذكية الأزلية بين العلم والفلسفة 3/4
- الطاقة الذكية الأزلية بين العلم والفلسفة 2/4
- الطاقة الذكية الأزلية بين العلم والفلسفة 1/4
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٤


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي:ندين التهجير والتدمير والقتل في جنين ضمن حرب ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة انتصرت والمقاومة ستبقى وما حدث شبي ...
- النجباء تشيد بالقيادة الشجاعة لقائد الثورة الاسلامية في دعم ...
- الجهاد الاسلامي: عملية الطعن بتل أبيب تضامن عربي وإسلامي مع ...
- بزشكيان: وضعنا تطوير العلاقات مع الدول الجارة والاسلامية على ...
- سيف الإسلام القذافي يجدد اتهاماته لنيكولا ساركوزي في قضية تم ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: نبارك للشعب الفلسطيني و-أصابعن ...
- نتنياهو: هذه خطوة اخرى لتحقيق هدفنا بتعزيز الامن في -يهودا و ...
- سموتريتش: بعد غزة ولبنان بدأنا بتغيير العقيدة الامنية في -يه ...
- الجهاد الاسلامي: عملية الجدار الحديدي بالضفة حلقة بسلسلة الا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن والمضواء ١