أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - “توقف واقرأ جيدًا: الاستقلال حقٌ مشروع وليس انفصالًا يا هذا”














المزيد.....


“توقف واقرأ جيدًا: الاستقلال حقٌ مشروع وليس انفصالًا يا هذا”


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 22:13
المحور: القضية الكردية
    


حينما أسدلت الحرب العالمية الأولى ستائرها، وقعت المنطقة فريسة للتقسيمات الاستعمارية، وأُبرمت اتفاقية سان ريمو عام 1920، التي شرّعت تمزيق أوصال أراضي الشعب الكردي التاريخية. فجأة، وجد الكرد أنفسهم مجزّئين بين أربعة كيانات سياسية جديدة: تركيا، إيران، والعراق وسوريا. وباتت أرضهم التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين، بل عشرات الآلاف من السنين، في قبضة قوميات أخرى لا تعترف بحقوقهم، وتتنازع هويتهم، وتطمس وجودهم.

أمةٌ بلا دولة: مأساة الكرد في القرن العشرين

الشعب الكردي الذي لم يعرف وطناً غير جباله وسهوله الممتدة، أصبح ضحية لنظام دولي تحكمه أطماع استعمارية، ضربت بحق الشعوب في تقرير مصيرها عرض الحائط. تم تجاهل مطالبه الوطنية، وجرى تهميش حقوقه في مقابل إرضاء الدول القومية الحديثة التي استحدثتها مصالح الحلفاء. وهكذا، تحولت القضية الكردية إلى ملف شائك، تتقاذفه سياسات الإنكار والقمع والتنكيل.

طمس الهوية: سياسة الغزو الثقافي
منذ لحظة التقسيم، مارست الأنظمة السياسية التي تقاسمت الكرد أبشع أشكال الغزو الثقافي ضد هذا الشعب الأصيل. في تركيا، مُنع الكردي من التحدث بلغته، وأُطلق عليه “تركيٌّ على الهوية”. في العراق وسوريا، جُرّد من قوميته وأُلصقت به هوية عربية زائفة. وفي إيران، أُجبر الكردي على أن يصبح فارسياً. أما أسماء القرى والمدن الكردية، فقد تم تعريبها وتتريكها وتفريسها، كجزء من سياسة ممنهجة لطمس تاريخ الكرد وإلغاء وجودهم.
هذا غير ما تعرض له الشعب الكوردي من محو لهويته الثقافية والقومية ومحاربته وزج بأبناءه في أقبية المعتقلات ومنعهم من أعيادهم ومنعهم من أسمائهم وتعريب وتتريك وفرسنة أسماء مدنهم وبلداتهم وقراهم بأسماء عربية وتركية وفارسية وأهمال مناطقهم وممارسة سياسة عنصرية مقيتة جداً بحق هذا الشعب الذي لا ذنب له سوى إنه ولد كورديا

أساطير زائفة لتبرير الظلم

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد روجت الأنظمة الحاكمة أساطير سخيفة لتشويه صورة الكرد وتجريدهم من شرعية وجودهم. مرةً يقال إنهم “بدو الفرس”، ومرةً إنهم “أبناء الجن”، بل وصل الأمر إلى الادعاء بأنهم جاؤوا من كوكب آخر بمركبات فضائية! وعندما يقف الكردي ليقول: “هذه أرضي، أريد حقي”، يتم اتهامه فورًا بأنه “انفصالي”، “خائن”، و”خنجر في خاصرة الأمة”.

ازدواجية معايير ظالمة

هذا النفاق السافر يطرح سؤالاً ملحًا: لماذا تُحلل القوميات الحاكمة لنفسها أن تكون لها دول وجيوش تعبّر عن لغتها وثقافتها، بينما تُحرم هذه الحقوق على الكرد؟ أليس الكرد بشرًا لهم الحق في تقرير مصيرهم؟ لماذا يُنظر إلى الاستقلال على أنه جريمة؟ أليس من حق أي شعب أن يحيا بحرية وكرامة على أرضه؟

الحقيقة الواضحة كالشمس هي أن ما يطالب به الكرد ليس انفصالاً كما يروج الأعداء، بل استقلالًا مشروعًا يكفله القانون الدولي. الاستقلال يعني الحق في تقرير المصير، وليس الاعتداء على حقوق الآخرين. ولكن، في عقول القوميات المستبدة، يصبح مجرد طلب الحق جريمةً تستوجب العقاب.

ماذا بعد؟ نداءٌ للعدالة

لقد عانى الشعب الكردي من مئات السنين من الظلم والاستبداد، وصبر على محاولات القهر والترويع. آن الأوان أن يسمع العالم صوته. فالأرض ليست ملكًا لأحد ليقرر من يعيش عليها ومن يُجرد من هويته. عمر الشعوب من عمر الأرض نفسها، ولا أحد أقدم أو أحق من الآخر.

حتى في الطبيعة، تدافع الحيوانات عن أوطانها وممالكها. فلماذا يُجرد الإنسان الكردي من حقه الطبيعي في الدفاع عن وطنه وهويته؟ لماذا يُسمح للظالم أن يطغى بجبروته بلا حساب، بينما يُقمع الكردي إذا طالب بحقوقه؟

دعوة إلى العقلانية والعدالة
إن لغة التجريح والإلغاء والتهديد لن تجلب سوى المزيد من الألم والدمار. آن الأوان أن يمد الجميع أيديهم لبعضهم البعض، لبناء مستقبل قائم على العدالة والاحترام المتبادل. دعونا نحتكم إلى منطق العقل لا سلاح القوة، ولنسمح للحق بأن يأخذ مجراه.

في النهاية، الاستقلال ليس جريمة، بل حقٌّ مشروع لشعبٍ أثبت وجوده وتاريخه عبر آلاف السنين. وتذكروا: الحق بين والباطل بين، وشتان ما بينهما.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية: هل حققت الديمقراطية أم أعادت إنتاج الاستبدا ...
- العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش ا ...
- -السجادة السحرية، الضبع الخسيس، والحمار البسيط صراعٌ على الس ...
- الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور
- بعد سقوط النظام: سوريا بين العدالة والانتقام
- دراسة بحثية : الربيع العربي في الشرق الأوسط تداعياته الإقليم ...
- قرية على شفا الهاوية
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- إيطاليا تطلق سراح جنرال ليبي متهم بجرائم حرب
- بنما تتقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب بالاستيل ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- بنما تشتكي للأمم المتحدة عقب تهديد ترامب بالاستيلاء على قنات ...
- إيران تترأس مجموعة آسيا والمحيط الهادئ في مجلس حقوق الإنسان ...
- جريمة في السعودية.. ضرب على الرأس وقتل وتنفيذ الإعدام بحق ال ...
- اعتقال آمر الشرطة القضائية الليبي في إيطاليا بمذكرة من الجنا ...
- الأمم المتحدة: إعادة تسمية المواقع الجغرافية بما فيها خليج ا ...
- الأمم المتحدة: 897 شاحنة مساعدات دخلت غزة يوم الثلاثاء
- زاخاروفا ترد على شولتس: إذا كان أحدهم يريد تعليم العالم حرية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - “توقف واقرأ جيدًا: الاستقلال حقٌ مشروع وليس انفصالًا يا هذا”