أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - نهايات حروب الشرق الاوسط بين كثافة الدولة -الامة وكثافة الايديولوجيات .














المزيد.....


نهايات حروب الشرق الاوسط بين كثافة الدولة -الامة وكثافة الايديولوجيات .


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 02:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انقسمت الحروب مع الكيان الاسرائيلي الغاصب معبراً عنها بحروب الدولة - القومية بكثافة اعلى يوم اندلاعها طوال عقود القرن الماضى ، وظل الدين كأيدولوجية فاعلة بكثافة اقل ، والطرف الاسرائيلي استمر يحتضن فكرة الدولة المتعصبة دينياً كإيديولوجية مدغمة مزدوجة في آن واحد dual Ideology
واثر تعثر الدولة القومية العربية في مواجهة اعتى معسكر امبريالي طرفي متقدم في ثلاثة حروب شرق اوسطية تناولها التاريخ السياسي للحرب بين العام 1948 وانتهت بانتصارات ظاهرية لا قيمة لها في العام 1973 ، تزامن فيهما نشاط حركات خارج الدولة ليحل محل الدولة القومية في ادارة نمط الصراع ولكن (بكثافة ايديولوجية دينية مباشرة متفردة ، اعلى هذه المرة) تؤازره الدولة - القومية بشكل غير مباشر وبكثافة اقل او متعثرة او معدومة.
ومع تبدل الكثافات في الجانب العربي تبدلت العقائد داخل الكيان الاسرائيلي الغاصب بتغليب الكثافة الدينية في حروبه الأيديولوجية لتاخذ الاولوية هذه المرة اضافة الى تعصب الدولة- القومية لتقاتل بعقدتين (او بكثافتين متساويتين معاً ) … ! لكن يبقى التساؤل
هل ان توازن الكثافات في حروب القرنين بين الدولة - القومية والحروب الأيديولوجية الخالية من الدولة او اللادولة يمكن لها الغلبة على تبدل استراتيجيات العدو في خيار جمع الكثافتين ( الدولة القومية المتعصبة الأيدولوجية في ادارة الحرب )؟
الجواب نعم .. انها حروب غير متكافئة فالدولة القومية بتشكيلها الامبريالي المركزي ظلت الداعم لاسرائيل الدولة- القومية والإيديولوجية معاً في حين ان الايديولوجية الدينية لوحدها او اللادولة بالمقابل لم تجد لها السند الموازي من البلدان العربية الا بالصوت من جانب الدولة - القومية و الخالي من المضمون الاديولوجي مما قلل من كثافة الصراع لمصلحة الطرف الآخر.
وهنا يثير المفكر السياسي الكبير ابرهيم العبادي في مقال مهم له نشر بعنوان: السِجال الفكري والسياسي مابعد حرب غزة !
قائلاً
((….. اسئلة التفكير الجاد والمراجعة تنطلق بالتوازي مع بدء اعمال جرد التضحيات والخسائر وقراءة نتائج ماحصل ،حقبة الدولة والمقاومة واجهت رفضا شرسا من النظام الاقليمي والدولي على حد سواء ،المقاومة مكانها في اللادولة ،والدولة القائمة مهما كانت هشة وضعيفة لاتحتمل مقاومة ومنظمات تريد محاربة النظام الدولي ، دولة المقاومة (المركز ) لاتستطيع ان تستمر في اللعب على هامش قواعد المنظومة الدولية ،فهذه قادرة ان تعيد الخارجين عليها والمهددين لها بانيابها الحادة وقوانينها وعقوباتها وحصاراتها ،عالم لايعمل بالاخلاق ،بل يعمل بالمصالح ،فلايجتمع المثال الاخلاقي بالواقع غير الاخلاقي ، الاسئلة تبدأ من موقع الاخلاق والقوة والحق والمصلحة في عالم لايتعامل الا بمنطق القوة .سنكون في بداية مرحلة فكرية-سياسية سيشتد فيها السجال بناء على تمخضات مفهومين ومصطلحين تولدا بعد مسار تجريبي طويل ،المفهوم الاول مابعد العلمانية والمفهوم الثاني مابعد الاسلاموية ،وسيكونان مدار التفكير والتنظير والجدل ……!!!!)).

انها حروب غير متوازنة الكثافات في صراعات القرنين العشرين و الحادي والعشرين ، ذلك طالما انفصلت فيهما الدولة- القومية وحلت ايديولوجيا اللادولة محلها ،اذ ان الخسارة مستمرة بطرفي المعادلة العربية بفقدان احدى كثافات ثوابتها الا وهما الدولة او الدين مقابل الكيان الاسرائيلي الذي قدم الأيديولوجيا الدينية في حروبه ، وآزرته الدولة - الامة في معسكرها الامبريالي بأركانه كافة وتعصب الدولة القومية الصهيونية الدائم في الوقت نفسه دون ان يفقد الكيان الغاصب زخمه.
فبين حروب الدولة- القومية ومؤازرة المعسكر الامبريالي لاسرائيل في القرن الحادي و العشرين بقوته التكنولوجية والعسكرية الرقمية والاعلامية ، سيظل العامل الحاسم هو بقاء الدولة - الامة بكياناتها الامبريالية المركزية مؤازراً للكيان الاسرائيلي ، وله اليد الطولى بانسحاب الدولة- الامة باطارها العربي صوب التطبيع ، والحرب مشتعلة الجبهات كافة.
فالعدو يحارب بقوة مزدوجة الدولة والأيديولوجية الدينية Duality of War والعرب امست تحارب باحادية ايديولوجية وهي الأيديولوجيا من دون الدولة ويمكن تسميتها بحروب احادية المباديء Unilateral War لتحسم لصالح العدو بشكل او باخر .
و في ظل احلال الاستراتيجية العربية في ازالة الحرب من مواضيع الشرق الاوسط الرسمية وبعد التحول في الصراع واقتصاره على حرب الآيديولوجيا لمصلحة قوى اللادولة محل الدولة القومية مع بقاء الكيان الصهيوني يحارب بتعصب الدولة وتعصب الأيديولوجية معاً.
نجد انها معادلة حرب وصراع مختلة غير متوازنة الكثافات ، امست نتائجها معروفة مقدماً بتضحيات بشرية ومادية جسام وان امرها لم يحسم طالما ان وزن الكثافات بات مختلفاً بين تفرد قوة الدولة - الامة مع الأيديولوجيا من جانب ، و تفرد الأيديولوجيا لوحدها من جانب آخر ،
دون تضامن سياسي وعقائدي متحد بين الدول القومية العربية والأيديولوجية الدينية في مسارٍ واحد.


انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الاغتراب القسري :الكانتونية السورية انموذجاً ..
- عندما نتنفس الحرية في لحظة بيضاء او داكنة.
- علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.
- ذوبان الدولة-الامة في الدولة-العائلة..!! المسألة السورية
- تشغيل الخط النفطي العراقي السوري / سيناريو افتراضي
- انتظار يالطا الجديدة -حرب سوريا الراهنة واستراحة الكيان الإس ...
- الترامببية الجديدة :قانون نوبك وتوازن ناش Nash equilibrium
- الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومي ...
- مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية


المزيد.....




- شاهد دونالد ترامب يصطدم بقبعة ميلانيا أثناء محاولة تقبيلها خ ...
- نظرة على الرمزية الخفية بأزياء سيدات أمريكا الأوائل في حفل ا ...
- هل ستتجه السعودية نحو التطبيع مع إسرائيل بعودة ترامب إلى الب ...
- حشود مبتهجة.. شاهد الفرحة بإطلاق سراح سجناء فلسطينيين بالضفة ...
- اللواء سمير فرج: مصر رفضت عرضا أمريكيا تاريخيا مقابل تهجير ا ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تعليمات لسكان غزة بخصوص اتفاق وقف إطلا ...
- اقتحامات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وتحذير أممي من ...
- في يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلس ...
- إسرائيل تشدد الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية وترامب يرفع ...
- تحديات تواجه فرنسا وألمانيا مع تولي ترامب الرئاسة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - نهايات حروب الشرق الاوسط بين كثافة الدولة -الامة وكثافة الايديولوجيات .