أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير خالد يحيي - مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إنسانية ممتدة














المزيد.....


مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إنسانية ممتدة


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 18:49
المحور: حقوق الانسان
    


في ظل سنوات الحرب السورية التي خلّفت دمارًا إنسانيًّا وماديًّا هائلًا، تكشف التقارير عن واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، والتي تمثّلت في اختطاف أبناء المعتقلين السياسيين وتغيير أسمائهم وتوزيعهم على دور الأيتام، سيما منظمة SOS. هذه الجريمة الممنهجة تهدف إلى الانتقام من المعتقلين وأسرهم، وتمثل نموذجًا صارخًا لانتهاك حقوق الإنسان وطمس الهوية الاجتماعية والسياسية لهؤلاء الأطفال. هذا الموضوع يستحق أن توليه هذه المنظمة الدولية اهتمامًا أكبر من اهتمامها بموضوع حقوق الأقليات الرائج هذه الأيام والذي أثار الفتنة وأعطى لفلول النظام الفرصة للتدليس وتزييف الحقائق.
تفاصيل الجريمة
بين عامي 2013 و2020، تشير التقديرات إلى أنّ عدد الأطفال الذين اختطفهم النظام السوري يتراوح بين 3000 و5000 طفل. بعد اعتقال آبائهم أو تغييبهم قسريًّا، أُجبر هؤلاء الأطفال على الانفصال عن أسرهم، وتمّ تغيير أسمائهم لمنع إمكانية تتبّعهم لاحقًا. كثير منهم وُضعوا في دور الأيتام أو تمّ نقلهم إلى مناطق مجهولة، وبرزت منظمة SOS كواحدة من المؤسّسات التي تمّ استخدامها كواجهة لاحتجاز هؤلاء الأطفال.
مصائر مأساوية
مصائر هؤلاء الأطفال تنوعت بين:
1. التجنيد العسكري: مع بلوغهم أعمار المراهقة، تمّ تجنيد العديد منهم في قوات النظام، وتحويلهم إلى أدوات قمع داخل الجيش السوري، ممّا حول طفولتهم إلى أدوات تخدم ماكينة العنف.
2. بيعهم وتسفيرهم إلى روسيا: تفيد الشهادات أن النظام لجأ إلى بيع بعض الأطفال أو تسفيرهم إلى روسيا في إطار صفقات غير معلنة، ممّا يُعدّ استغلالًا بشعًا لمعاناتهم وحرمانًا لهم من حقّهم الأساسي في العيش بكرامة وحرية.
3. طمس هويّاتهم: تغيير الأسماء وإخفاء الأصول العائلية أدّى إلى قطع أي رابط اجتماعي أو قانوني يربطهم بعائلاتهم الحقيقية، ليصبحوا أطفالًا بلا جذور أو هوية.
مأساة عائلة الدكتورة رانيا العباسي
تُعدّ قصة الدكتورة رانيا العباسي مثالًا حيًّا على هذه الجرائم. رانيا، طبيبة أسنان بارزة ولاعبة شطرنج دولية، اعتُقلت مع زوجها وأطفالها الستة في عام 2013 من قبل النظام السوري. منذ ذلك الوقت، اختفت الأسرة تمامًا، وسط تقارير تفيد بأن أطفالها نُقلوا إلى مراكز احتجاز أو دور أيتام. وأن زوجها قُتل في العام 2014 كما أظهرت صور قيصر، هذه القصة المأساوية تمثّل شهادة مؤلمة على سياسة الانتقام الجماعي التي ينتهجها النظام ضدّ معارضيه، حتى لو كان ذلك من خلال استهداف الأطفال.
تداعيات هذه الجريمة
نفسيًّا واجتماعيًّا: يعاني هؤلاء الأطفال من صدمات نفسية عميقة نتيجة الفصل القسري عن أسرهم وتعرّضهم لظروف معيشية قاسية، إضافة إلى حرمانهم من التعليم والرعاية العائلية الطبيعية.
إنسانيًا وقانونيًا: تُعدّ هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا لاتفاقية حقوق الطفل، التي تنصّ على حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وضمان حقّهم في الحياة الكريمة والهوية.
ما ينبغي فعله الآن
لمواجهة هذه الجريمة الإنسانية المروعة، يجب اتخاذ الخطوات التالية:
1. تشكيل لجنة دولية للتحقيق: يجب أن تتولّى لجنة دولية مستقلة التحقيق في هذه الانتهاكات وجمع الأدلّة حول مصير هؤلاء الأطفال.
2. ضغط دولي: يتطلّب الأمر ضغطًا مكثّفًا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإجبار النظام السوري البائد ممثّلا برئيسه الهارب بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد،التي كان تتولّى هذا الملف الإجرامي وتشرف عليه شخصيًّا، وبكل من له علاقة على الكشف عن مصير الأطفال وإعادة توحيدهم مع عائلاتهم.
3. دعم الناجين: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للأطفال الذين تمّ تحديد هويّتهم وأسرهم، لإعادة دمجهم في المجتمع واستعادة حقوقهم. فهؤلاء أولى من العسكريين الذين قاتلوا وقُتلوا في صفوف جيش الأسد ويطالب أهاليهم من الأقليات باعتبارهم شهداء وبالتعويضات المادية لأهاليهم بناء على ذلك.
4. محاسبة المسؤولين: يجب إحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.

#دعبيرخالديحيي
#منظمة_حقوق_الإنسان_الدولية
#جرائم_ضد_الإنسانية
#جرائم_أسماء_الأسد
#جرائم_نظام_الأسد
#جريمة_أطفال_المعتقلين
#SOS
#دكتورة_رانيا_العباسي



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد وأدب الذكاء الاصطناعي
- الميتاقص- أساليبها وتمظهراتها في قصة / رسول الشيطان/ للقاص ا ...
- ديستوبيا الماسونية الجديدة في رواية (العوالم السبع) للأديب ا ...
- أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) د ...
- قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي ...
- تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا ...
- اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
- فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور ...
- جماليات القبح وتجليات أدب الديستوبيا في رواية /العالقون/ للأ ...
- تجلّيات الأدب التأمّلي في قصيدة الومضة دراسة تقنية ذرائعية م ...
- تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ ل ...
- إشهار كتاب /عوالم حياة الرّايس السّردية/ للناقدة السورية د. ...
- النبوءة والتجليات الملحمية في رواية الأجيال رواية / تاج شمس/ ...
- الروائح عتبة واقعية مثيرة لتيار الوعي في رواية (رائحة الزنجب ...
- أدب المرايا من الكلاسيكية إلى المعاصرة في رواية / نساء المحم ...
- الإرهاب.. والتشافي بالحب في رواية / بعض الفرح قد يكفي/ للكات ...
- تقنيتا البازل والكولاج السردي في رواية / ماتريوشكا من أسوان/ ...
- الفلسفة الذرائعية العربية واشتراح المصطلح رواية (رحيل السومر ...
- السرد بين تكنولوجيا اللغة ومصطلح الأدبية باب جديد تفتحه الذر ...
- الآخر في رواية / ثرثرة في مقهى إيفانستون / للأديبة الفلسطيني ...


المزيد.....




- كريم خان يرى أن -إسرائيل لا تبذل جهدا حقيقيا - للتحقيق في ات ...
- قلق إسرائيلي من تحوّل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم للعمل ا ...
- الأمريكيون يطالبون ترامب بترحيل جنسيات قبل غيرها من المهاجري ...
- -هند رجب-تواصل مطاردة جنود الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم حرب
- الصليب الأحمر الدولي: عملية إعادة الرهائن والمعتقلين من غزة ...
- إذاعة الجيش الإسرائيلي: عشرات الشكاوى بارتكاب جرائم حرب ضد ج ...
- السودان.. برنامج الأغذية العالمي يعلن إرسال مساعدات لمدينة و ...
- الأمم المتحدة: 92% من الوحدات السكنية في غزة مُدمرة أو متضرر ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 630 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة في أول ...
- ترحيل المهاجرين، تقليص الإنفاق العام... ما هي أولى الإجراءات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبير خالد يحيي - مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إنسانية ممتدة