|
اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار
أسامة خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 14:02
المحور:
القضية الفلسطينية
كاتب فلسطيني اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار يأتي بعد 470 يوماً من الحرب العدوانية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وسط آمال بتوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدوان الاسرائيلي. انتهى يوم الأحد 19/1 بمظاهر الفرح الفلسطيني بأجواء احتفالية مع وصول الأسرى إلى بيتونيا والقدس واستقبال الأهالي أبناءهم، في صفقة تعد من أكبر صفقات تبادل الأسرى، عكس ما بدأ به صباح فلسطين متحدياً تهديدات إسرائيلية، وإطلاق نار ينذر بفشل الاتفاق، البعض رجح أن يكون وقف إطلاق النار هشاً، وقد تتعمد إسرائيل إلى خرقه تحت حجج واهية، وقد أبدى أهالي أسرى فلسطينيين، وأهالي محتجزين إسرائيليين تفاؤلاً حذراً بشأن مضي الاتفاق إلى نهايته المنشودة، بينما اليمين الإسرائيلي يطالب الجيش بالعودة إلى القتال. كان من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد في تمام الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي لقطاع غزة، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن أن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ طالما أن حماس لا تفي بالتزاماتها بتسليم أسماء الرهائن المفترض الإفراج عنهم ضمن الدفعة الأولى، فيما تقول الحركة إن تأخير تسليم الأسماء يعود لأسباب فنية ميدانية، وطالبت إسرائيل بإيقاف حركة الطيران والاستطلاع فوق غزة لساعات حتى تتمكن من التنسيق الميداني لتسليم أسماء الرهائن المقرر الإفراج عنهم وفق الاتفاق بين الجانبين. ليس غريباً أن تضع إسرائيل عراقيل لخرق الاتفاق وأن تستمر في القصف والقتل لأجل القتل والانتقام، وقد ذكرت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة: وقوع 3 شهداء في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شرقي مدينة غزة وجباليا. ورغم أنه من المفترض أن تدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن استمرار غاراته على أهداف في القطاع، متهماً حركة حماس بـعدم الوفاء بالتزاماتها، وذلك على خلفية عدم تسليمها قائمة بالرهائن المفترض الإفراج عنهم. من جهتها، قالت حركة حماس إن التأخير يعود لأسباب فنية ميدانية. لم يهتم الجيش الإسرائيلي بهذه التبريرات وباشر بقصف عدة مواقع بقطاع غزة، حيث أفاد الدفاع المدني في غزة، باستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 25 آخرين في القصف الإسرائيلي منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع. قال مصدر بغرفة العمليات المكلفة بمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة إن التواصل مع الطرفين جارٍ، وإن كلا الطرفين يؤكد حرصه على إتمام وتنفيذ الاتفاق، رغم عدم تسليم أسماء الرهائن واستمرار القصف الإسرائيلي. يبدو من تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن تأخير تسلم قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم اليوم أنه راغب بإفشال اتفاق وقف إطلاق النار المقرر الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي غير مهتم بمصير الرهائن المعرضين للموت جراء هذا القصف، متطلعاً إلى بقائه على رأس وزارة الحرب متهرباً من الملاحقة القانونية بقضايا فساد، متذرعاً بعدم تسليم قائمة بأسماء المحتجزين. رافضاً الانسحاب من محور فيلادلفيا ومهدداً بالعودة للقتال بقوة في غزة. يقول إن بلاده تحتفظ بحق استئناف الحرب بدعم أمريكي هذه المرة، وكأن واشنطن لم تكن شريكاً له في العدوان على غزة، أو أنه يخيف المقاومة بفزاعة اسمها ترامب، وكأن الفترة الماضية لم تستخدم إسرائيل القوة المفرطة التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية. ليس مستبعداً أن التحدث عن خرق حماس اتفاق وقف إطلاق النار بعدم تسليمها أسماء الأسيرات في الموعد. هو تبرير مسبق لخروقات إسرائيلية محتملة، وخاصة مع التأكيد أن مجلس حكومة الحرب ملتزم بتحقيق كل أهداف الحرب التي أقرها بإعادة الرهائن وتفكيك قدرات حماس، وقالت هيئة البث الإسرائيلية: أإن اتفاق وقف إطلاق النار يحتوي على ثغرات من شأنها أن تسهل على حماس الاستمرار في السيطرة على قطاع غزة. وسط التأكيد أن لا مستقبل للاستقرار والأمن ما دامت حماس في السلطة بغزة. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يتعهد باستكمال تنفيذ أهداف الحرب كافة. وقال: مصممون على إتمام أهداف الحرب بإعادة المختطفين وتدمير حماس، وتعهد نتنياهو باستكمال تنفيذ أهداف الحرب كافة، مؤكداً أن الرئيسين بايدن وترامب منحاه دعماً كاملاً في ذلك. وأضاف عشية تطبيق قرار وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن، أن المرحلة الأولى من الاتفاق هي وقف مؤقت لإطلاق النار أي مجرد هدنة، وشدد أن لإسرائيل الحق في العودة للقتال إذا تطلب الأمر ذلك، بمباركة أمريكية. وتطرق نتنياهو إلى محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة في غلاف غزة، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيزيد من وجوده فيهما، نافياً التقارير التي تتحدث عن خروج الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا. وبيَن في معرض حديثه أن «حركة حماس غيرت موقفها بسبب نجاحنا بعزلها في المعركة»، وقال: «حققنا إنجازات وقمنا بتغيير الصورة في الشرق الأوسط كله وحماس أصبحت وحيدة». وحول السجناء الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم في الصفقة، أوضح نتنياهو أنه سيتم إبعاد من وصفهم بـ "«لمخربين المفرج عنهم» إلى غزة أو الخارج. وفي حديثه للداخل الإسرائيلي قال نتنياهو إن المعركة لم تنته بعد، وهذا وقت يتطلب الوحدة، وأضاف: «نوضح للعالم بأسره أنه حين يلتحم الشعب الإسرائيلي فلا قوة تكسره». لكن الشارع الإسرائيلي مهتم بإعادة الرهائن ويتظاهر مندداً بسياسة نتنياهو وحلفائه من اليمين الإسرائيلي المتطرف، كذلك الإدارة الأميركية الجديدة ستدفع إلى منع عودة الجيش إلى الحرب، وستسعى الإدارة الأميركية الجديدة إلى إنجاح الهدنة التي ستضطلع بمهمة تذليل العقبات، الرئيس المنتخب ترامب هو من سيتولى مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال بايدن: خلال الأيام القليلة الماضية، كنا نتحدث كفريق واحد. فقد تسابق كل من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب لنسب الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى جهود إدارته خلال المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وقال بايدن: إن «فريقي طوّر هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل». في المقابل، دونالد ترامب الذي حذر من جحيم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه المقرر الاثنين 20/1/2025، أعلن في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أنه هو صاحب الفضل في التوصل إلى الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة.
#أسامة_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسألة «التحالف الدفاعي» بين واشنطن وتل أبيب
-
سقوط العقيدة العسكرية الإسرائيلية
-
«الأنظمة العربية وسياسات الفصائل الفلسطينية»
-
نكبة مشفى كمال عدوان
-
مظاهر الفشل الأمريكي الإسرائيلي الغربي في اليمن
-
سوريا، والمرحلة الانتقالية
-
شعار التعبئة القومية في ميثاق م.ت.ف.
-
من المصالحة إلى الوحدة الوطنية
-
إدارة ترامب وسياستها المتوقعة
-
يوم تضامن مع الشعب الفلسطيني أم أيام؟.
-
ماذا عن: اللجنة المجتمعيّة لمساندة أهالي قطاع غزّة؟.
-
الذكرى السابعة بعد المئة للوعد المشؤوم ، من ديفيد لويد جورج
...
-
لبنان يفاوض تحت وقع القصف والانفجارات
-
كيف تنظر الولايات المتحدة إلى مرحلة ما بعد استشهاد السنوار؟.
-
حرب المشافي.. عقيدة قتل وتهجير
-
أي دور للصين في القضية الفلسطينية؟.
-
لماذا تأخر الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني؟.
-
الذكرى الأولى ل «طوفان الأقصى»
-
رداً على مقالة توماس فريدمان
-
اغتيال السيد حسن نصر الله وحسابات الحرب الإسرائيلية
المزيد.....
-
خوفا من -انتقام- ترامب.. بايدن يصدر أوامر عفو بحق ميلي وفاوت
...
-
شاهد.. المليارديران إيلون ماسك وجيف بيزوس يتبادلان أطراف الح
...
-
-بفضل جهوده-.. تيك توك تشيد بترامب بعد عودة المنصة لمستخدميه
...
-
أولا بأول.. مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة
...
-
المغرب يرفع ميزانية الدفاع إلى 13 مليار يورو بما يعادل 10 با
...
-
ما تداعيات موافقة مجلس النواب المصري على مراقبة الاتصالات؟
-
ليلة دون قصف ولاخوف.. الفلسطينيون يتنفسون الصعداء مع بدء سير
...
-
الرفيق رشيد حموني يطالب بالتحقق من معطيات تتعلق بتدبير شراكة
...
-
جنود الحظ العاثر
-
ما أهم ما يميز تنصيب دونالد ترامب؟
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|