أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة















المزيد.....

النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 11:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هل أنت ضد النقد الذاتي..؟

المقاومة مادة منذ أن أكدها ماركس، لكن عقلا تملّكه الخيال المثالي يعتقد أنها من وحي السماء، فكيف يمكن وضعها في الواقع الملموس..؟

يجب أن ترجع لنفسك وتقيّم كل ما جرى خلال حرب الإبادة الجماعية بغزة، وتقيّم كل ممارساتك خلالها في علاقتها بعطائك أو عدمه تجاهها، وتضع لنفسك أفقا لا يحمل الخطأ كما حدث لك في تقييمك الأولي مع حدة الحرب وتفرعاتها بالعراق، سوريا، لبنان، اليمن، وتأثير دول أخرى غير إمبريالية : إيران، تركيا ودول الخليج وهي جميعها رجعية تخدم مصالح الإمبريالية، في علاقة ذلك بالحرب بأوكرانيا والسودان في إطار ما يسمى الحروب اللصوصية الإمبريالية فروع الحرب الإمبريالية على الشعوب المضطهدة، كل ذلك يضعنا في دوامة يصعب عمن لم يتابع تاريخ الحروب في القرن 20 ويقوم بدراستها دراسة علمية مادية أن يبني تصورا فعالا ومنظما استراتيجيا، كل واحد منا يجب أن يرجوع إلى نفسه لتقييم عمله بدل الانسياق مع الحدث، كلنا مسؤولون عما جرى بشكل من الأشكال ومستوى من المستويات ولو فقط في النقاش ونشر الفكرة.

الرجوع إلى النفس والتأمل الذاتي علميا بعد معاناة شعب أثر فينا وشاركناه معاناته ومأساته ونشاركه أفراحه أيضا، نعم نرجع لأنفسنا ونحدد مسؤولياتنا أمام ما يجري ببلداننا حتى لا نكون فقط متفرجين، نحن مسؤولون عما جرى ما دمنا حاضرين لأطواره من قريب أو بعيد، ووسائل التواصل الاجتماعي بإيجابياتها وسلبياتها تؤثر فينا لذلك وجب علينا أن لا نجاري ما يقوم به عامة الناس، بعد ربع قرن من تأثيراتها السلبية في أوساط الشعوب والتحكم في الرأي العام وتوجيهه لصالح الإمبريالية والصهيونية، خاصة فيما يتعلق بالأمور المصيرية كحرب الإبادة هذه المخطط لها بكل تحكم علمي تكنولوجيا وثقافيا وتوجيهها من طرف الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية.

لقد واكبت كل الحروب العربية ضد الإمبريالية والصهيونية منذ 1967 وأنا طفل أستمع إلى مدياع أبي في دكانه مع الفلاحين وهم يتابعون أطوار هذه الحرب، وذلك ليس بغريب حيث كل منازل الفلاحين الثوريين بجبال المغرب تجد فيها صورة جمال عبد الناصر، وكل حروب العرب هزيمة، فلا أرى الفرق بينها وبين الحرب على غزة إلا في بشاعتنا المتجلية في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، لكن مع العديد من المناضلين يعتبرون نتائجها الكارثية انتصارا مما يسقطهم في بروباكندا الإمبريالية والصهيونية، ولا نطلب من الشباب القائد للمقاومة بغزة في الميدان الجواب على كل التساؤلات المطروحة على نتائج حرب الإبادة هذه ومن حرقهم التعبير عن فرحتهم والتعبير عن موقفهم، لكن تقييم الحرب لا يقتصر فقط عمن شارك فيها أو قادها لكون ذلك له علاقة بالاستراتيجية الجيوسياسية، إنما ألوم من يهتمون بالفكر والنقد على ابتعادهم من تأطير المقاومة ونقدها في كل خطواتها عكس ما يقومون به من مجارات فرحة الانتصار في بعض المعارك.

ويجب علينا قول الحقيقة كما نراها ولو على أنفسنا/النقد الذاتي، إن نتائج هذه الحرب أخطر من نتائج حرب أكتوبر 1973، التي اعتبرها العرب انتصارا بإيعاز من الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية إلا قائد واحد انتقدها وهو سعد الدين الشاذلي، ويتم الترويج للانتصار المزعوم بتجاوز الجيش المصري خط برليف، وفي الحقيقية لم يتخطوه بل الكيان الصهيوني هو الذي فجره، وهدف الحرب هو فتح قناة السويس والسلام بين مصر والكيان مقابل سينا، سلام بثمن الخضوع والاستسلام وها أنتم ترون النتائج اليوم.

أما نتائج حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني فهي أخطر من نتائج حرب أكتوبر وهي شكل خطير لامتداداتها في الجيوستراتيجية والجيوسياسية الإمبريالية عالميا، فهي تشمل المنطقة العربية عامة والخليج بالأخص في علاقتها بالتحكم في الأساس الاقتصادي العالمي من طرف الإمبريالية، لتشمل العالم بالخضوع، خضوع الإنسان والتحكم في الحجر والماء والهواء، ومع الأسف الشديد الكل صدق مقولة الانتصار وما هي إلا برباكاندا الصهيونية، فانتظروا نتائجها الكارثية على أرض الواقع وفي أقرب الآجال بعد فوات الأوان، التي لكن تكون إلا استمرارا للحروب اللصوصية الحديثة بوسائل تكنولوجية تتحكم فيها الإمبريالية بالذكاء الاصطناعي ونانوسيونس.

والذي يجب اليوم على المقاومة العربية إعادة قراءة تاريخ قواعد ثورة الفلاحين المثقفين، كما أسميهم، بجنوب وشمال المغرب ضد الإمبريالية الفرنسية والإسبانية، التي أسس قواعد الحرب الوطنية الثورية عالميا وهي :

1 ـ في ثورة الجنوب بالمغرب : من 1912 إلى 1934 ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني وامتداداتها بالغرب الإفريقي والساحل التي انفجرت في السودان اليوم.

2 ـ في ثورة الريف بشمال المغرب : من 1921 إلى 1926 في مقاومة الاستعمار الإسباني التي أسيست أول دولة وطنية ديمقراطية بشمال إفريقيا، وامتداداتها في حركة التحرر الوطني بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا، استفادت منها الثورات العالمية بالصين والفتنام وكوبا والحركة الثورية الشيوعية عامة.

3ـ وقبل ذلك بقرون في عهد الموحدين الذين أسسو حركة حربية ثورية علمية في مجال الفلاحة والصناعة أعطت حركة ثقافية بقيادة محمد بن عبد الله الملقب بابن تومرت، التي ركزت أسس الحضارة بالأندلس التي أنجبث ابن رشد واضع أسس فلسفة الثورة البرجوازية في القرن 12م ووابن خلدون واضع أسس السوسيولوجية البرجوازية في القرن 14م، وقادة كبار في الاستراتيجية العسكرية هزموا ملوك إسبانيا في عهد السعديين في القرن 17م، هذه الحركة الثورية استمرت بجبال الأطلس وأعطت المشار إليهما أعلاه.

لكن الفكر البرجوازي المسيطر على من يسمون أنفسهم مفكرين عرب أعماهم وهم يسعون إلى منتديات الإمبريالي والصهيونية والرجعية العربية، التي يمولها لصوص ثروات الشعوب بالخليج في محاربتهم لتاريخنا الثوري على جميع المستويات التي أشرنا إليها أعلاه، الذي أعطى الحركة القومية العربية لكنها عرجاء بسبب هؤلاء المفكرين البرجوازيين الرجعيين، المتنكرين لقائد هذه الحركة الثورية المعاصرة القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي علم قادة القومية العربية والثورة الشيوعية أسس الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وقواعد الحرب الوطنية الثورية في مواجهة الحرب الإمبريالية.

لن يكون لما يسمى الثورة العربية شأن ما دامت تتنكر لهذا التاريخ وخرجت عن نطاقه الثوري الذي أسسه الفلاحون المثقفون بالمغرب كما أسميهم، وهم كذلك في حقيقة الأمر من أنجبونا وزرعوا فينا روح المقاومة الثورية، التي سرقها عملاء الاستعمار بالمغرب ونصبوا أنفسهم قادة حركة المقاومة المسلحة وجيش التحرير وحولوها إلى ثورة مضادة، لكن روح المقاومة الثورية ما زال تسري في عروق الشباب المغربي اليوم نجد تعبيراته على شكل حركات احتجاجية ساهمت في مساندة المقاومة الفلسطينية، التي بدورها تنكرت للخط الثوري الذي سطرته ثورة الفلاحين المثقفين بالمغرب.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
- عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
- ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
- عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
- حول الغربة السياسية
- هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الرابعة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثالثة


المزيد.....




- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- الأسبوع في صور: جنون البورصات العالمية، مظاهرات اليمين المتط ...
- هل ينتحر حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو؟
- -واشنطن بوست-: إيران دربت مسلحي البوليساريو
- تونس.. ذكرى نزع السوفييت ألغام الاستعمار
- استرخاص حياة العمال /ات ، ملخص حوار مع “الحضري نورالدين” عام ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة