فد وى أحمد التكموتي
الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عاش اليهود المغاربة فترة طويلة بالمغرب إلى عهدنا هذا, في أمن وتعايش وسلام مع المغاربة المسلمين, ولتأكيد أن هذا التعايش ظل مستمرا أكد المركز الدولي الأبحاث حول اليهود المغاربة
Centre international de recherche sur les juifs du Maroc
الذي أنشأ سنة 1995 على يد البروفيسور ميشال عابيتبول, موشي عاشير, وجوزيف شيرتي. هذا التنظيم الدولي له جذور في كل من إسرائيل وفرنسا والمغرب مع البروفيسور ألبارت ساسون وهو باحث أكاديمي في التاريخ والعلوم, حيث درس التطور التاريخي لليهود المغاربة وكيفية تعايشهم مع المسلمين المغاربة في ظل دولة واحدة موحدة (من كتاب روبيرت أصراف
باريس/شتنبر2004
).Une certaine Histiore des juifs du Maroc
وفي هذا الصدد ذكر شمعون ليفي الكاتب العام للطائفة اليهودية بالدار البيضاء وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في الائتلاف الحكومي الحاكم بالمغرب* أن اليهود المغاربة ساهموا بقسط وافر، منذ قرون عديدة، في صنع الشخصية المغربية المتفردة داخل العالمين العربي والإسلامي*, كما قال أيضا* أن الطائفة اليهودية المغربية بجميع تنظيماتها التقليدية المكونة من آلاف اليهود، متشبثة بمغر بيتها، متمسكة ببلدها المغرب، الذي يعتبر البلد العربي الوحيد الذي تتعايش فوق أرضه , المسلمين واليهود يشكل تكاملهما محركا للتقدم وانسجامهما دعامة لتلميع صورة المملكة التي حفظت لقرون للأقلية اليهودية حقوقها وحرياتها ومقدساتها*..
وبعد صدور وعد بلفور, وقرارات مؤتمر سان سيمون, وجد مناخا واسعا عند اليهود في العالم الهجرة نحو إسرائيل سنة 1919, ومع مجيء الحرب العالمية الثانية, وصدور قوانين فيشي النازية للتمييز ضد اليهود تراجع تأثير الرابطة الإسرائيلية العالمية, وأخذت حركة اليهود المغاربة تتقوى بحيث تمكنوا من تمثيلية يهود المغرب في المؤتمر اليهودي العالمي بأتلانتا سيتي في أمريكا نونبر1944, ضمن جدول أعمال المؤتمر برفع القيود الإنجليزية التي تحد من الهجرة نحو الأراضي المقدسة, وتنشيط تأسيس دولة يهودية, وقد مثل يهود المغرب في المؤتمر كل من بروسبير كوهين وموشي مارسيانو, والتحق بهما في أمريكا يهوديان من أصل مغربي ينتميان إلى مدينة طنجة ومستقران في نيويورك وهما حاييم توليدانو وجاك بنتو, وكونوا لجنة أمريكية ليهودي المغرب. وقد انتخب سان ليفي كنائب لرئيس اللجنة السياسية للمؤتمر وركز تدخلاته على شعار * بنو إسرائيل في أرض إسرائيل* وعلى الأهمية الحيوية التي أصبحت تكتسيها الجماعات اليهودية بالمغرب بعد إبادة خمسة ملايين يهودي بأوربا, فتم تهجير معظم يهودي العالم إلى أرض الميعاد, حيث اعتبر حاييم زعفراني في هذا الموضوع * استعداد اليهود للإ لتحاق بموطن أجداده يمكن اعتماده بوثائق حقيقية وآداب محلية زاخرة تثبت في مجملها هذا التفكير, حيث ظلت تنتظر العهد المسياني (المسيح المخلص)*.وهكذا تم تهجير اليهود المغاربة سنة 1948 لإسرائيل, وهناك من اختار بطواعية الالتحاق بكل من فرنسا, إسبانيا, كندا, و أمريكا اللاتينية ( من كتاب روبيرت أصراف, ص 7 ,
(Une certaine Histoire des juifs du Maroc
فحسب إدمون عمران المليح وهو يهودي مغربي معارض لهذه الهجرة قال * الغموض لا يزال قائما أمام هذه الحركة التهجيرية التي تستعصي أكثر أجزائها على كل تأويل عقلاني, خاصة أنه لم يكن هناك أي خطر حقيقي عاجل أو آجل يهدد وجود اليهود المغاربة, حتى في أشد الظروف حلكة عندما أعلن عن تأسيس دولة إسرائيل. . . لماذا, إذن, تلك الهجرة الواسعة, ولو أنها امتدت على عدة سنوات ؟ لماذا هذه المأساة الصامتة, السرية تحت تأثير رقابة ملتحمة بهذه الإيديولوجية ؟*
وهكذا تم الانتقال إلى إسرائيل بعد إعلان عن قيامها كدولة معترف بها دوليا في 14 ماي 1948.
وقال المعارض المغربي اليهودي السابق إبراهام السرفاتي* أن هجرة اليهود منذ 1967 حتى بداية السبعينات كان مكثفا مما كان سابقا عليه, ولكن يجب أن نسجل أن جميع اليهود المغاربة سواء كانوا في إسرائيل أو أميركا أو في فرنسا بقوا متشبثين بالبلد الأصلي هو المغرب* تقرير إقبال إلهامي حول اليهود المغاربة الذين عاشوا في المغرب في برنامج مراسلون قناة الجزيرة2001/2002. وبعد هجرة هذا الكم من اليهود المغاربة لإسرائيل إلا أنهم يعودون إلى المغرب خاصة في الأعياد الدينية وزيارة الأضرحة لهو دليل على رغبتهم في المساهمة في معركة بناء المغرب كدولة يتمتع فيها اليهود بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات التي يتمتع بها المسلمون, حيث يمارسون نفس حقوق المواطنة كحق التصويت وحق الترشح في الانتخابات وحق التنقل... كما يقرها دستور المغرب.و يجدر بالذكر أن اليهود المغاربة في إسرائيل يشكلون ثاني أكبرجالية بعد الجالية اليهودية الروسية, والذي يقدرعددهم بمليون مواطن إسرائيلي يحتفظون بالجنسية المغربية ويزورون المغرب باستمرار, ولا يزالون يحافظون على التقاليد والعادات المغربية ويعتبرون ملك المغرب ملكا عليهم ويحترمونه ويضعون صورته في البيوت والمحلات التجارية, ويقدمون في أكثر من مناسبة فروض الطاعة والولاء للملك, كما أنهم مباشرة بعد رحيل الملك الحسن الثاني أعطوا لست ميادين اسم ميدان الحسن الثاني في إسرائيل.
ومن الأشخاص الذين هاجروا لإسرائيل عائلة عمير بيريتس اليهودي المغربي, ورئيس حزب العمل ووزيرا للدفاع الإسرائيلي, فماذا عن هذا الشخص؟ كيف استطاع أن يصل إلى هذا المكان اللوجيستيكي السياسي ؟ وهل قراراته التي يتخذها في وزارة الدفاع قرارات سياسية نابعة من شخص يهودي ينتمي إلى يهودي الشرق * سفارديم * أم أن هذه القرارات نابعة من شخص ينتمي إلى دولة إسرائيل ؟
عمير بيريتس
ولد في 9 مارس 1952 في مدينة وجدة المغربية, لأب كان زعيم اليهود المغاربة وأم ربة بيت, هاجرت عائلته إلى إسرائيل عندما كان طفلا في سن الرابعة, وما أن دخل مرحلة الشباب حتى وأخذ طريقه في العمل السياسي, وقد قاد أول مظاهرة له في بلدة سيردوت جنوب إسرائيل, وكان الهدف من هذه المظاهرة الاحتجاج عن سياسة الإهمال الحكومية بعدها تحولت المظاهرة إلى حدث سياسي لأنها كشفت عن المقدارالتمييزضد اليهود من أصول شرقية. التحق بالجيش واشتغل فيه, حيث أصيب بجروح خطيرة لكن إصابته هاته لم توجه إلى كره العرب بل وجهها إلى كراهية الحرب. وقد تعهد بيريتس أن يعمل كلما في جهده لخدمة قضية السلام, إلا أنه لم يجد مكانا لهذا الحلم في إسرائيل, فاتجه نحو العمل الحر لبناء ثروة كبيرة, حيث ضمن لنفسه مزرعة وحقق نجاحا باهرا, تزوج من يهودية مغربية وأنجبا أربعة أطفال.
أصبح رئيس بلدة سيردوت وهو في الثلاثين من عمره وهذا ما شجعه أن يشتغل في السياسة, واستغل موقعه ليخدم أفكاره السلمية, وكان من أولئك الذين طرحوا فكرة الأموال الطائلة التي تصرفها الحكومة الإسرائيلية على المستوطنات هي تبذير مالي, وأن هذه الأموال يجب أن تصرف على البلدات الفقيرة.
اهتم أيضا بالعمال الفلسطينيين القادمين من مدن الجوار في قطاع غزة للعمل في إسرائيل, كما طالب في حينها بدفع الأجور لهم المتساوية مع أجور العمال الإسرائيليين.
انتخب عضوا في الكنيست عام 1988, وكان من المقربين لإسحاق رابين, ثم انتخب نائبا لرئيس اتحاد النقابات عام 1994 وأصبح رئيسا لها سنة 1995.
واعتبر باستمرار من المتمردين في حزب العمل خاصة في فترة بيريس وباراك.كما أسس عام 2000 حزبا جديدا سماه * عام إيحاد * أي شعب واحد وفاز بثلاث مقاعد في الانتخابات الأخيرة.
أفكاره السياسية
يحمل عمير بيريتس أفكارا واضحة جدا فيما يتعلق بعملية السلام, مبنيا على الطرح القائل * الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 هو أساس البلاء في إسرائيل *, وأن يكون السلام هو الكفيل بنقل إسرائيل إلى الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.كما أضاف تيسير خالد في مقال له *كديما وأحلام شمعون بيرس في السلام عن عمير بيريتس *، قائد الحزب عمير بيرتس يرى أن الاحتلال يدمر ويفسد قيم الديمقراطية ويشجع العنف في المجتمع الإسرائيلي ويرى أن كل شيكل يذهب للمستوطنات (في الضفة الغربية ) هو على حساب التعليم والصحة والرفاه وبلدات التطوير " موطن الطبقات الضعيفة وابناء الطوائف الشرقية "
وقد كانت تجربته في العمل الاقتصادي وميوله المدنية خلقت له أفكارا مخالفة على حد سواء لدى المؤسسات الرسمية الإسرائيلية, فقد حاول تحطيم المقدسات العسكرية الإسرائيلية حيث قال * إن الجنرالات الذين يحكمون إسرائيل يبنون سياستهم على تخويف المواطنين من الحرب*, وصرح كذلك * عندما بدأ الفلسطينيون بالخروج إلى المظاهرات احتجاجا ضد الاحتلال, قالوا لنا هذه أعمال شغب سوف نصفيها, فراحوا يأخذون شبابنا إلى حرب ضد الأطفال الفلسطينيين, وعندما اصبح الفلسطينيون يقذفون بالحجارة قالوا لنا إنهم مخربون, وراحوا يقنعونهم بالعصي ويملأون السجون, وعندما صار الفلسطينيون يستخدمون العبوات الناسفة والهجمات على الحوافز العسكرية وصاروا يفجرون أنفسهم قالوا لنا هذه الأعمال إرهابية سنصفيها بسرعة, فإلى أين يأخذنا الجنرالات و إلى متى ؟ *.
وهكذا علم بيريتس مسبقا أنه سيواجه المؤسسة التقليدية بأفكاره السلمية, تماشيا مع الطرح القريب من أفكار الجماعات السلمية في إسرائيل أمثال ( السلام الآن ) ومنظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية. وقد تحدى بيريتس أولا الجنرالات بأفكاره, ثم بعد ذلك رجال الأعمال الذين يطالبهم برفع الحد الأدنى من الأجور بنسبة 25 في المائة, وقد رأى فريق الشكناز( يهود الغرب ) اليهود الذين يرون أن فوز بيريتس هو هجوما وحشيا عليهم, والكل حاربه في دخول الانتخابات.
بيريتس وفوزه في الانتخابات
فاجأ عمير بيريتس الجميع في فوزه في الانتخابات لزعامة حزب العمل, واستفاد من غياب زعيم حزب كديما عن المسرح السياسي في إسرائيل , وهو الذي هزم الشخصية التاريخية في حياة إسرائيل ومؤسس الفرن الذري والحائز على جائزة نوبل للسلام شيمون بيريس , رغم أن هذا الأخير أعلن تأييده لشارون وحزبه .وقد جلس كل من شارون وبيريس ليعلنا عن حملتهما الانتخابي العامة في إسرائيل توجهت كاميرات التلفزيون الإسرائيلي نحو بيريتس ليعرفوا ردة فعله وقد كانوا يتوقعون فشله في الانتخابات لكنه خيب رجاءهم.
حمل بيريتس برنامجا انتخابيا بالإضافة إلى العمل المؤسسي الذي انتهجه من اجل الحصول على أصوات أعضاء حزب العمل, وقد اعتمد في برنامجه الانتخابي على الجانب الاجتماعي بالإضافة إلى النزعة العرقية الشرقية والتي لا يمكن تجاهلها في حزب يميل إلى النزعة الإشكانيزية ( يهود الغرب ). ولقد استطاع بيريتس أن يطور خطابه الإعلامي في انقاد حزب العمل وأخرجه من دائرة الاتهام بأنه يعيش في ظل حزب الليكود. ولقد لاحظ أعضاء حزب العمل غياب بيريس في عمله التنظيمي وكأنه تجاهل لهم وأن الحزب في حاجة إلى نوع من الانتعاش وذلك في محاولة له لترميمه, وهي الفكرة التي نادى بها بيريتس صراحة من خلال تقديمه لسياسة مخالفة لشارون تقوم أساسا على العامل الاجتماعي.
بيريتس والتحديات التي يخوضها
يواجه بيريتس من أصول شرقية * سفارديم * النزعة ذات الأصول الغربية * شكنازي * التي يتصف بها حزب العمل, وهذا التحدي الأساسي أمامه في المحافظة على الشخصيات الكبيرة ذات النزعة الشكانيزية خوفا من هروبهم نحو أحزاب أخرى, وفي هذا الصدد يقول الكاتب السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، قاسم الخطيب في حديث لسويس انف* إن الحديث عن التغيير الذي يمكن أن يجلبه وصول عمير بيرتس إلى زعامة حزب العمل يتطلب الالتفات إلى ما يمثله الشرقيين، اليهود من أصول شرقية، في النظام السياسي الإسرائيلي* واستطرد الخطيب قائلا *لقد أعطى انتخاب بيرتس على رأس حزب العمل حياة جديدة للشرقيين الذين ظل حزب العمل يتعامل معهم على أنهم مجرد أرقام، وفجأة يصب أحدهم على رأس الحزب الذي ظل يمثل رمز الاشكنازية الغربية في إسرائيل*
أما التحدي الآخر هو الالتزام بالوعود التي قطعها على نفسه خلال العملية الانتخابية, ويمكن القول أنه التزم بواحدة منها هي الخروج من حكومة شارون.
كما أكد بيريتس أنه سيعود إلى ترميم حزب العمل وذلك باستقطاب عددا من الأكاديميين ورجال الإعلام والمال إلى الحزب و وتتلقى أفكاره خاصة منها ذات الطابع الاجتماعي ترحيبا واسعا في الشارع الإسرائيلي وكذلك داخل الحزب, لكنه في المقابل لقي ردود أفعال معارضة في الكنيست و حيث وضع برنامجا اجتماعيا داخل الحزب للدفاع عن الكادحين كما أنه يسعى إلى إعادة هيكلة الهوية الحقيقية للحزب. لكنه يعتبر التحدي الأكبر الذي يواجهه هو العلاقات مع الفلسطينيين, واستمرار المفاوضات والعمليات السلمية, وهو ينتمي إلى جناح الحمائم في حزب العمل ومن المجموعة الثمانية التي أيدت التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية منذ الانتفاضة الأولى و وكذلك من مؤيدي وثيقة جنيف. فبمجرد فوزه في الانتخابات سارع قدورة فارس، النائب في المجلس التشريعي وأحد قادة حركة فتح في الضفة الغربية إلى الاتصال ببيرتس مهنئا ومباركا له في فوزه بزعامة حزب العمال, وقال فارس لسويس انفو* يمثل انتخاب بيرتس حالة جديدة في إسرائيل جديرة بالاهتمام الكبير لاسيما وانه جاء من وسط اجتماعي يمثل فئات واسعة في إسرائيل* وواصل قدورة قائلا* إضافة إلى مواقف بيرتس الواضحة من الاحتلال والاستيطان والسلام، فإنه سيخلق واقعا جديدا في إسرائيل يضع شارون أمام استحقاقات*
أما من الناحية السياسية فهو مستعد لطرح موضوع القدس على طاولة المفاوضات وقد يكون قد اشترك مع إيهود باراك في نفس السياق.وقد اقترح أن تكون الأحياء العربية في القدس الشرقية عاصمة فلسطين, والأحياء اليهودية تتبع لإسرائيل, أما فيما يتعلق بالحدود 1967 فيقول بيريتس أنه يفكر تفكيك المستوطنات غزة, وأغلبية مستوطنات الضفة الغربية, ويعوض الفلسطينيين ما تبقى منها . وقد اعتبر البعض من السياسيين الإسرائيليين اتهاما لبيريتس الذي دعوه على تبني ودعم الخطوات الموجهة داخل حزب العمل مثل رفض حق العودة إلى إسرائيل وهكذا أصبح العديد ينادي بالاءات حول القدس الموحدة وكذلك العودة إلى حدود 1967 ومبدأ تعويض الأراضي.وتبقى إشكالية بيريتس تتمحور في العامل العرقي و فهو يراهن أن يقيم توازنا داخل حزبه بين يهودي الشرق ويهودي الغرب. كما يؤيد إجراء مفاوضات مع كل من الفلسطينيين وسوريا من النقطة التي توقف فيها باراك.كما يتبنى بشكل مبدئي اتفاق جنيف الذي ينص على الانسحاب إلى خطوط 1967, باستثناء كل المستوطنات التي ستؤجر إلى لإسرائيل حسب نموذج (هونغ كونغ ) مع تعويض الفلسطينيين المالي, الإقليمي, والديبلوماسي.
قرارات بيريتس وزيرا للدفاع
إن الحرب الأخيرة التي دارت بين لبنان وإسرائيل في 12 يوليو2006, كانت حسب تصريحات حزب الله ناجحة, وأودت بالجيش الإسرائيلي بالهزيمة والخسارة , في مقابل ذلك اعتبر الجانب الإسرائيلي أنها لم تخسر وإنما فقط أرادت أن تعرف قوة وقدرات حزب الله ومداها .
أما الأسباب في قيام هذه الحرب, فهي تدور على الرد في الدفاع عن النفس والاستفزاز الذي تعرضت له إسرائيل من طرف حزب الله في أعقاب خطف الجنديين الإسرائيليين في الوقت ذاته تم خطف جندي إسرائيلي آخر من طرف حركة حماس في غزة. أما حزب الله فقد أعلن دخول القوات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية ومزارع شبعاهو السبب في قيام الحرب, كما كانت الحكومة الإسرائيلية بقيادة إيهود أ ولمرت قد سجنت عدة وزراء التابعين لحكومة حماس.فقامت الحرب وراح ضحيتها عشرات من المدنيين في الجانبين الإسرائيلي واللبناني, وحسب القانون الدولي الإنساني أو ما يعرف بقانون الحرب يحظر على الأطراف المتنازعة استهداف المدنيين بالغارات أو القصف, وهكذا ورد على لسان باحثون في منظمة هيومن رايتس ووتش أن حزب الله قصف المشافي في نهاريا وصفد, كما قال الناطق باسم المشفى في 28 يوليو سقوط صاروخ في الطابق الرابع مباشرة في قسم العيون, فترك حفرة في الحائط, وتم نقل المرضى الذي يتراوح عددهم بين 20 و30 مريضا نحو القبو ولولا ذلك لما نجى أحدا منهم.كما تم قصف الملاجئ في نهاريا وحيفا. كما صرحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن القصف الذي طال مدينة قانا كان خطأ, حيث اعتقد أن أعضاء حزب الله موجودة فيها.وقد نشرت الصحف الإسرائيلية الصادرة في 23/07/2006 أن شمعون شيفر الخبير بالشؤون السياسية بصحيفة يدعوت أحرنوت كتب إن إسرائيل ى تواجه أي ضغوط لإنهاء الحرب التي تخوضها على لبنان, حتى السعودية ومصر والأردن وقطر وأبو ظبي والأمم المتحدة يريدون رؤية إسرائيل وهب تفتك بحزب الله حتى آخر قطعة* ونقل عن دبلوماسي أجنبي يتنقل بين بيروت والقدس وغزة قوله* إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يملكان مصلحة مشتركة في شل قدرة حزب الله العسكرية، ولكن هناك فجوة كبيرة بينهما في النظرة إلى جوهر التسوية.. * وأضاف شيفر: *هذه الحرب فريدة بالنسبة لباقي الحروب التي خاضتها إسرائيل فصانعو القرار كانوا في الحروب السابقة يخافون من أمرين، القوة العسكرية التي يقاتلونها، والمدة الزمنية الحصرية التي تدفع الأمريكيين لفرض وقف إطلاق النار في اللحظات الحاسمة، كما حدث في حرب يونيه 1967 وحرب أكتوبر 1973 وحرب لبنان 1982، أما الآن، فلا يوجد أي من ذلك.*أما رفع الدعوى القضائية ضد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس باعتباره مواطنا مغربيا يملك كل مقومات المواطنة من جنسية ومولد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية على مخلفات الحرب اللبنانية الإسرائيلية والتي قدمها بعض المواطنين عليه كانت لابد أن يعاد فيها النظر خاصة وأنه رجل سلام ويدعو له حيث قال * الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 هو أساس البلاء في إسرائيل *. أما ألكيس فيشمان الخبير بالشؤون العسكرية بنفس الصحيفة فنقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس، الذي عزز وأكد قول أولمرت، قوله:* علينا أن ندرك أن المستفيد من عملياتنا في نهاية المطاف هم: فؤاد السنيورة والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك*. فالقرارات التي صدرت في هذه الحرب لم تكن قرارات أحادية الجانب من وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس وإنما كانت لجنرالات في أركان الحرب والجيش, وإذا كان بيريتس وزيرا للدفاع في الحكومة الإسرائيلية فإن هذه الوزارة لا تبني الخطط العسكرية ولكن هناك جهاز آخر هو الذي بيده القرار.يقول عمير بيريتس * إن الجنرالات الذين يحكمون إسرائيل يبنون سياستهم على تخويف المواطنين من الحرب... فإلى أين يأخذنا الجنرالات و إلى متى ؟ *.
#فد_وى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟