أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الاشتراكيون الثوريون - 470 يومًا من الإبادة والتواطئ العالمي والصمود الفلسطيني














المزيد.....

470 يومًا من الإبادة والتواطئ العالمي والصمود الفلسطيني


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:16
المحور: القضية الفلسطينية
    



اليوم يبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة بعد 470 يومًا من جحيم الإبادة الجماعية والدمار. تعجز الكلمات عن وصف الصمود الأسطوري لهذا الشعب الجبار ومقاومته، التي ظلت تقاتل حتى اللحظات الأخيرة في كل أنحاء القطاع، وحتى في بيت حانون التي دُمّرت بالكامل في أقصى شمال القطاع.

اليوم، تنفست غزة الصمود والكرامة الصعداء لأول مرة منذ 470 يومًا، رغم دموع الحزن على الشهداء والجرحى والمفقودين. ومع ذلك، يعلن الفلسطينيون للعالم أجمع: باقون هنا، وسنعيد بناء غزة رغم أنف آلة الإبادة الصهيونية وداعميها من الولايات المتحدة وأذيالها من الأنظمة العربية الرجعية.

اليوم، وبعد أكثر من عام من القتل والدمار، تفشل إسرائيل في أهدافها التي أعلنتها بنفسها. ها هو نتنياهو، الذي توعد بإنهاء المقاومة، يقبل مُجبرًا على اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يتضمن كل ما طالبت به المقاومة: عودة النازحين إلى الشمال، انسحاب جيش الاحتلال من محوري نتساريم وصلاح الدين، فتح المعابر لمرور المساعدات الإنسانية، والإفراج عن آلاف الأسرى من غزة والضفة.

علينا أن نعترف بأن فشل الاحتلال ونظامه الإبادي المجرم في تحقيق أهدافه السياسية المعلنة لا يعني بالضرورة انتصار المقاومة في هذه المعركة. من المهم التحرر من المفاهيم قصيرة النظر للنصر والهزيمة، خصوصًا مع أحداث جسام بحجم الطوفان، وتبعاته التي لن تنتهي قريبًا. فقد شهدت المقاومة عبر العقود فترات ازدهار وانحسار، كما هو الحال في جميع حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار، مثل تجارب الجزائر وفيتنام، حيث واجهت قوى المقاومة هزائم قاسية، لكنها حافظت دائمًا على جذوة النضال مشتعلة حتى وإن خفتت أحيانًا. إن عبارة “لست مهزومًا ما دمت تقاوم” ليست مجرد شعار دعائي، بل تمثل استراتيجية ثورية جوهرية.

أظهر لنا طوفان الأقصى حقائق دامغة:

· الطريق إلى القدس يمر عبر القاهرة وكل العواصم العربية. لا يمكن الوصول إلى تحرير القدس ما دامت العواصم العربية خاضعة لحكم الأنظمة العميلة التي تتآمر مع الاحتلال. فإسناد الأنظمة العربية للكيان الصهيوني لم يتوقف على كل الأصعدة. لو كانت الدول العربية، وعلى رأسها مصر، قد استخدمت نفوذها السياسي والاقتصادي بصدق، لكان بالإمكان وقف العدوان منذ بداية الحرب. لكن تواطؤ الأنظمة العميلة حال دون ذلك.
· القمع والاستبداد السياسي والإفقار النيوليبرالي يسيران جنبًا إلى جنب مع التطبيع. الأنظمة المستبدة تستخدم التطبيع وسيلة للحفاظ على السلطة وكبح أي صوت معارض، مما يحرم الشعوب من دعم القضية الفلسطينية. ففي وقت بلغت فيه درجة العنف الإسرائيلي أقصاها بارتكاب جريمة الإبادة، كان التضامن الشعبي العربي في أدنى مستوياته بسبب القمع والتضييق. وفي الوقت الذي كانت فيه المقاطعة الشعبية في مصر على أشدها، كانت البرجوازية المصرية العميلة تستمر في علاقاتها الاقتصادية مع الاحتلال، ناقلة بضائع للأسواق الصهيونية. وهذا يؤكد أن معركتنا للتحرر الاقتصادي والاجتماعي هي في صلب معركة التحرر من الاستعمار.
· نحن نشهد مرحلة جديدة شديدة التوحش من الإمبريالية الأمريكية وأذرعها. الولايات المتحدة، ومعها أوروبا، دعمت الإبادة في غزة. قرار بايدن بعدم وقف الحرب أظهر كذب دعاية إدارته عن العجز عن وقف الإبادة. هذا يؤكد أن دعم آلة القتل الصهيونية جزء أصيل من هذا الطور من الإمبريالية الأمريكية. ترامب على الجانب الآخر تحدث صراحة عن “حاجة إسرائيل للتوسع” وتبرعات اللوبي الصهيوني لحملته من أجل ضم الضفة تنبؤنا بأن الفارق بينه وبين بايدن هو في الدرجة وليس في النوع.
· طوفان الأقصى جزء من معركة طويلة، والتحرير الكامل لفلسطين يتطلب استمرار النضال الشعبي. هذه المعركة مرتبطة بنضال الشعوب العربية ضد الاستبداد وتحررها السياسي والاجتماعي. كل مساحة نكتسبها اليوم في هذا الطريق هي خطوة نحو دعم المقاومة.
· المقاومة الفلسطينية وصمودها ليس وليد اللحظة، بل امتداد لنضال طويل. هذا الصمود نتيجة تنظيم دؤوب وتضحيات مستمرة، وهذا هو الدرس الأهم لنا ولكل المناضلين أنه لا بديل عن بناء التنظيمات والجبهات والعمل الجماعي.
· سلطة أوسلو وخضوعها الكامل لإملاءات الاحتلال يثبت أن الإصلاح من الداخل مستحيل. هذه السلطة، بدورها، قمعت المقاومة في الضفة الغربية وشاركت في ملاحقة المقاومين. بل ووصل الأمر إلى التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لقصف مخيم جنين. وفي الوقت الذي كانت غزة تباد، كان السلطة تساند الكيان وتعتقل المقاومين وتجهض كل محاولات الحراك الشعبي محافظة على دورها كشرطي للاحتلال.
· التراجع الذي مُنيت به المقاومة في لبنان مرتبط بعلاقتها مع النظم المستبدة، خصوصًا دعمها للنظام السوري البائد. هذا الدعم أفقد المقاومة جزءًا كبيرًا من شعبيتها وتسبب بانكشافها أمام العدو الصهيوني، مما أدى إلى خسائر فادحة.

ندخل اليوم مرحلة جديدة من الصراع، حيث يتراجع نفوذ محور إيران وحزب الله، بينما تسعى الإدارة الأمريكية لفرض اتفاق تطبيع سعودي-إسرائيلي جديد، بمشاركة النظام المصري. المعركة المقبلة ستتركز في الضفة الغربية، حيث يتصاعد الاستيطان تحت غطاء الإدارة الأمريكية، مع عودة ترامب للرئاسة.

لم يعد أمامنا سوى الاعتماد على أنفسنا. علينا اليوم، وليس غدًا، تحمل المسؤولية التاريخية، إعادة بناء تنظيماتنا، وتوحيد صفوفنا في المصانع، النقابات، وأماكن العمل. علينا أن نكثف حملات الإغاثة الشعبية وقوافل التبرعات وحملات المقاطعة للشركات المصرية والعالمية المتعاونة مع الكيان. علينا أن نساند حملات الملاحقة القانونية المفروضة على جنود الاحتلال حول العالم.

كل خطوة نحو ديمقراطية حقيقية في مصر هي خطوة في طريق التحرير الكامل لفلسطين.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير القدس يبدأ بتحرير القاهرة
- المقاومون يموتون.. لكن المقاومة لا تموت
- مع المقاومة أكثر من أي وقت مضى
- اغتيال هنية.. شهيد التواطؤ العربي
- رسالة اليسار الفرنسي للعالم وغزة.. المقاومة هي الحل
- شهيدنا ينضم لشهداء غزة والنظام منشغل بحبس معارضيه
- لا لتاجير المستشفيات العامة.. لا لقتل الفقراء
- مائة يوم من حرب الإبادة.. وصمود الشعب الفلسطيني والمقاومة
- دام عزك يا يمن
- الإضراب العالمي للتضامن مع غزة.. خطوة للأمام لابد من تصعيدها
- فلنقاطع الانتخابات الرئاسية
- محاكمة الطنطاوي.. عقاب الخروج عن المسار
- افتحوا معبر رفح الآن!
- لا نؤيد سوى فلسطين ولا نفوض إلا المقاومة.. لنؤسس لجانًا وروا ...
- النظام الخانع لإسرائيل لا يستطيع إلا قمعنا
- أيام أكتوبر المجيدة
- من أجل معركة واحدة تزعج الديكتاتور
- أزمة مصر الدائمة.. من الإقتصاد إلى السياسة
- كل الدعم لمحامي مصر.. لا لجمهورية الخوف والجباية
- ضد القمع والاعتقالات.. النظام يطلق حملة أمنية مسعورة


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الاشتراكيون الثوريون - 470 يومًا من الإبادة والتواطئ العالمي والصمود الفلسطيني