أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أزاد خليل - العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش التنوع














المزيد.....


العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش التنوع


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


اسمٌ بسيط، " آزاد "، يعني الحرية. لكن هذا الاسم، الذي يحمل في طياته أثمن ما يناضل الإنسان من أجله، تحوّل في عيون البعض إلى تهمة، إلى سبب للإقصاء والتهميش. تجربتي الشخصية، حيث واجهتُ رفضًا لمجرد أن اسمي " آزاد "، تكشف عن وجه قبيح للعنصرية التي لا تزال تُمارس في الخفاء والعلن، وتُكمم الأفواه الحرة وتُعيق مسيرة التنوع والتقدم.

في عالمنا اليوم، حيث يُفترض أن تكون حرية التعبير حقًا مكفولًا للجميع، لا يزال هناك من يُمارس الإقصاء على أساس الاسم والهوية. تُرفض مقالات وكتابات لمجرد أن صاحبها يحمل اسمًا يُشير إلى خلفية قومية أو عرقية مُعينة. هذا ليس مجرد رفض لنشر مقال، بل هو رفض لوجود شخص، رفض لهويته، رفض لحقه في التعبير عن نفسه.

أتذكر جيدًا ذلك الرجل في حلب قبل الثورة السورية، سؤاله البسيط الذي يحمل في طياته الكثير من التحيّز: "لماذا لا تسمي اسمك أحمد أو عبد الله؟ ما هذا؟ ماذا يعني آزاد؟" وكأن الأسماء الأخرى تحمل صكوك الغفران، بينما اسمي، الذي اختاره لي والداي كرمز لحلمهما بالحرية، يحمل وصمة عار. شرحتُ له معنى اسمي، وأن اختياره كان تعبيرًا عن شوقهما للحرية، لكنني شعرتُ أن المشكلة أعمق من مجرد فهم معنى الاسم. المشكلة تكمن في عقلية ترفض الآخر المختلف، عقلية تربّت على فكر الإلغاء ومحو الهوية.

هذا الفكر الإقصائي لا يقتصر على الأفراد، بل يتغلغل في المؤسسات، حتى تلك التي تدّعي الدفاع عن حرية الفكر. هناك مواقع إلكترونية ومنصات إعلامية تدّعي الحيادية والمهنية، لكنها في الواقع تُمارس التمييز بشكل مُقنّع. تُرفض مقالات وكتابات لمجرد خلفية كاتبها، بحجج واهية لا تُخفي سوى تعصّبًا أعمى. تُفضّل هذه المنصات أصواتًا مُعيّنة تتوافق مع أجنداتها وسياساتها، بينما تُكمم أي صوت يُخالفها، حتى لو كان يحمل فكرًا نيّرًا ورؤى مُستنيرة.

هذا السلوك يُناقض أبسط مبادئ حرية التعبير، التي تُعتبر حجر الزاوية في أي مجتمع ديمقراطي. إن حرية التعبير ليست امتيازًا يُمنح لفئة مُعينة ويُحجب عن أخرى، بل هي حق أصيل لكل إنسان، بغض النظر عن اسمه أو لونه أو عرقه أو دينه.

إن التنوع والاختلاف هما مصدر قوة وثراء للمجتمعات. عندما نُقصي صوتًا أو نرفض فكرة لمجرد اختلافها، فإننا نُفقد أنفسنا فرصة ثمينة للاستفادة من هذا التنوع. إن إغلاق المنابر أمام أصوات مُعينة يُؤدي إلى تهميش فئات مُجتمعية بأكملها، ويُساهم في نشر الكراهية وتعميق الانقسامات.

كما قال الله تعالى: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، فالاختلاف هو سُنة كونية، وهدفها هو التعارف والتكامل، وليس التناحر والإقصاء. يجب أن نُدرك أن ما يجمعنا كبشر هو أكثر بكثير مما يُفرّقنا. يجب أن نُعلي قيم التسامح والاحترام المتبادل، وأن ننبذ كل أشكال الكراهية والتعصب.

إن وظيفة المثقف والكاتب هي تسليط الضوء على القضايا المُهمة ومعالجة المشاكل الاجتماعية، وليس مُجرد زيادة عدد القراء. الكلمة مسؤولية، والقلم سلاح، فلنستخدمهما لنشر قيم التسامح ونبذ الكراهية، وللدفاع عن حرية التعبير كحق أساسي لكل إنسان. لنُحوّل اسم "آزاد"، الذي يعني الحرية، إلى رمز للتنوع والقبول، بدلًا من أن يكون سببًا للإقصاء والتهميش.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السجادة السحرية، الضبع الخسيس، والحمار البسيط صراعٌ على الس ...
- الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور
- بعد سقوط النظام: سوريا بين العدالة والانتقام
- دراسة بحثية : الربيع العربي في الشرق الأوسط تداعياته الإقليم ...
- قرية على شفا الهاوية
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- في ظل طقس بارد وخطير.. شاهد كيف تستعد أمريكا لحفل تنصيب ترام ...
- التطبيع وملفات أخرى تنتظر ترامب في الخليج
- ماذا أهدت -القسام- الرهينات الإسرائيليات قبل الإفراج عنهن؟ ( ...
- ثلاث حيثيات تهدد صمود وقف إطلاق النار بين -حماس- وإسرائيل
- استطلاع: ثلثا الألمان يتوقعون تدهور العلاقات مع الولايات الم ...
- الهولندي هوغربيتس يحذر ويتنبأ بالأماكن الأكثر عرضة لزلازل قو ...
- شاحنات المساعدات تبدأ الدخول إلى غزة من معبر كرم أبو سالم
- -نيويورك تايمز-: بلينكن أصر عام 2022 على مواصلة القتال في أو ...
- لغز في أعماق الأرض.. اكتشاف غامض يحيّر العلماء ويعيد كتابة ت ...
- الخارجية الإيرانية: ما حدث في غزة خسارة وعار لإسرائيل وداعمي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أزاد خليل - العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش التنوع